غربة و" شوك "

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 06:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2006, 03:04 AM

يحى حسين القدال

تاريخ التسجيل: 03-19-2006
مجموع المشاركات: 68

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غربة و" شوك "

    غربة و" شوك "

    يعيش أبناء المغتربين السودانيين ظروفا غير طبيعية و حياة تنقصها كثير من ملامح الطفولة الجميلة و البريئة و التي اعتقد- جازما هذه المرة – أنهم لن يجدوا لها مثيلا إلا في بلادهم ، فظروف الوالدين القاهرة و سعيهم الحثيث خلف أن يعيشوا و يجعلوا غيرهم يعيشون لم تتح لعدد كبير منهم ملاعبة أطفالهم بما يكفي لإرواء غريزة اللعب فيهم أو إتاحة الفرصة لهم للتعلم منهم ، وأنا بالطبع لا اقصد التعليم النظامي الذي اضطلعت بمهمة مذاكرة مواده الكثيرة و متابعتها نساء المغتربين ( لهن جميعا التجلة والتقدير) و إنما أعنى التعلم من تجارب الحياة و حركتها الطبيعية التي تبدأ من ملازمة الوالدين و الأقارب مرورا بالتعرف إلى الأقران و زملاء الدراسة في الحي الواحد ثم تتمدد العلاقة لتشمل الزملاء في الأحياء الأخرى سواء في القرية أو المدينة. افتقاد أبناء المغتربين لهذا التواصل مع الأقران و الأجيال السابقة و اللاحقة احدث اهتزازا ملحوظا في سلوكهم خاصة في سني حياتهم الأولى وأصبحوا يجدون صعوبة في التعامل مع الآخرين خاصة عند قضاء إجازاتهم بالسودان ، فالانفلات الزائد عن حده نتيجة لظروف الكبت المعروفة في الغربة لا يجد قبولا من أهل والديهم و غيرهم من المعارف و الجيران و هم يرونهم يعبثون بكل شيء تطاله أيديهم حبا في الاستطلاع و التعلم و لكنهم لا يجدون مناصا من التعامل الحذر مع هذا الوضع "الاستثنائي" لان قيامهم بأي محاولة للجم هذا الانفلات قد تحدث شرخا في العلاقة مع والديهم حسب اعتقادهم . الناس في السودان تعودوا أن " يصرفوا " تعليماتهم لأولادهم و لأولاد غيرهم دون حرج فالتربية عندهم لا تقتصر على المدرسة بل يستطيع كل كبير يمشي في الشارع أن يوجه بما يراه منسجما مع العرف العام لذلك لم تكن المدرسة تجد عناء كبيرا في نقل أسس التربية السليمة إلى الطلاب الذين يجيئون إليها و قد تشربوا بكثير من القيم السمحة كالأمانة و الشهامة و المروءة و احترام الكبير و توقير الصغير و ليس على المدرسة إلا أن تؤكد على هذه القيم وتثبتها . و لان هذه القيم ما تزال حاضرة في أذهان أهل السودان رغم ما حدث من تغييرات كبيرة في كافة مناحي الحياة فكثيرا ما تسمع عبارات مثل ( أولاد المغتربين ديل شلاقتم كتيرة خلاص) أو ( لا يا انتي... ديل اهلم اصلو ما مؤدبنهم) و لا تملك إلا أن (تبلع ) هذا الكلام و انت تعلم انك إنما أرخيت الحبل لتترك لأبنائك فرصة للتنفس و التنفيس ريثما يعودوا إلى سجنهم الكبير، و لكني لا أنكر أن بعضهم يرخى الحبل أكثر مما يلزم فتصبح المسألة دلعا أكثر من كونها إشفاقا فليس من المعقول أن احل ضيفا على احد الأخوان ثم اترك أبنائي يعبثون بمحتويات منزله كما يشاءون و اكتفي بعبارات من قبيل: ( اها ... كسرتها ؟ يا ولد ما تقعد ساي ) ثم ما تلبث أيادي الأولاد(بنين و بنات) أن تمتد إلى جهاز كمبيوتر المضيف الذي فاجأته الزيارة فتركه مفتوحا و هاك يا سواطة و مسح و إضافة و غير ذلك مما يعكر صفو الزيارة و صفو العلاقة أحيانا . هذا الوضع غير الطبيعي جعل أولادنا مادة للانتقاد الحاد و للتندر و السخرية في مواقف لا تحصى ولا تعد خاصة إذا طال غيابهم عن الوطن فهم لا يفرقون بين العم و الخال و الجيران فالكل عندهم (عمو) ولا يفرقون بين التمر و النبق و لا بين الدوم و اللالوب و لا كيف يؤكل أيا منها، و كم كانت دهشة احد الخلان كبيرة حينما احضر له ابن أخته المغتربة دومة ثم نادى عليه عمو ..عمو بالله افتح لي دي ) فكل الأشياء عندهم تفتح (حسب مرجعيتهم) إما بالقص أو على طريقة البيبسي( تش). و تحضرني بهذه المناسبة قصة حدثت لي شخصيا حين زارني احد الإخوة الاكارم بعد قضاء إجازته في السودان حاملا إلى كرتونة بعثتها الوالدة (أمد الله في عمرها) لأبناء ولدها ، ولما كان أبنائي الكبار نائمين مبكرا استعدادا لليوم الدراسي لم يكن يتجول بيننا غير (حسين) الذي أبى إلا أن يفتح الكرتونة ليرى ما بداخلها فتم له ذلك بعد أن أرخيت له حبل البلاستيك الذي شدت به من كل جانب و بينما نحن مشغولين مع ضيفنا بالسؤال عن حال الأهل و أحوال البلاد و العباد كانت يدا حسين تتجولان داخل الأكياس عله يجد فيها ما يروق له فمر على بعضها دون اهتمام ربما لخشونة ملمسها كالكركديه مثلا ثم ما لبث أن صاح فينا و عيناه تشعان فرحا و استغرابا : بابا .. بابا بالله تعال شوف التفاح دا صغار كيف ؟ ولما كنت أدرك أن السودان لا ينتج التفاح ( حتى الآن على الأقل) و لا يمكن للوالدة بالتالي أن ترسل لنا تفاحا، أثار الأمر فضولي فذهبت إلى حيث يقف حسين فوجدت يده و قد امتلأت بحبات من النبق (موديل السنة ) وكان لابد لي أن ارضي فضوله و أنا و ضيفي نتبادل الضحك : ايوه يا حسين اصلو تفاح السودان صغار كدا خليه يومين تلاتة لغاية ما يكبر ، و لعلي لم الحظ وجه الشبه بين التفاح و النبق من حيث الشكل طبعا إلا حين أبدى حسين ملاحظته الطريفة هذه ويمكن لأي منكم التحقق من صدق هذه (النظرية) بإمعان النظر في كلا (الفاكهتين).أما الأخ الرشيد موسى( من النهود) فقد شهد أبناؤه عيد الأضحى لأول مرة بالسودان منذ بضع سنين و كانت سانحة طيبة لهم ليلامسوا الخروف من قرب بعد تردد و خوف لم يكسر حدته إلا أبناء أقاربهم الذين كانوا يتقافزون فرحا و هم يحيطون بالخروف من كل جانب بينما كان أبناء الرشيد يجفلون من كل ( باع ....باع ) يطلقها الخروف و لما جاءت لحظة الذبح كانوا اقرب إلى باب المطبخ حيث توجد جدتهم منهم إلى أي مكان آخر و لكن بعد أن قيل لهم أن الخروف ( خلاص مات و ما بقدر يعضي تاني ) عادوا ليشهدوا السلخ و كانوا في هذه اللحظة مطمئنين إلى حد ما بعد أن رأوا رأس الخروف يفصل عن جسده ثم بدأت أجزاء جسمه الأخرى تتساقط على الطشت من وقت لآخر فكانت تجربة مثيرة لابد أن تحكى لوالدهم الذي كان يزور اقرب بيوت الجيران لمعايدتهم و ما أن عاد إلى البيت حتى فاجأه احد أبنائه : بابا ...بابا كان شفت الليلة ناس جدو ضبحوا الخروف و ملصوا ليه هدومو و غسلوا بطنو في الطشت ، فكان رد جدهم الذي لم يتمالك نفسه من الضحك : و الله يا الرشيد خربتو الأولاد ديل بقعادكم الكتير بره البلد ياخي جيبوهم يتعلموا شوية عندنا و يعرفوا أهلهم كمان .ترى كم من الأشواك يلزمنا إزالتها عن طريق أولادنا في الغربة حتى يتسنى لنا إعادتهم إلى جادة طريق السودنة؟ أنبدأ بحالة الاضطراب النفسي التي يعانونها نتيجة وجودهم في مجتمعات تناصب الأجانب أو القادمين الجدد عداء مستترا كان أم مكشوفا ؟ ام بحالة الاضطراب اللغوي و المعرفي بين ما يجدونه في محيطهم المدرسي و ما يجدونه في البيت ؟ ام بالتناقض الكبير بين نظم التعليم التي لا ينتمون إليها و لا تتيح لهم فرصة التميز و الإبداع فضلا عن عدم مواكبتها لعصر ثورة المعلومات ؟ ام بحالة الحبس الإجباري التي لا يجدون منها فكاكا إلا في نهاية الأسبوع " أحيانا " لانشغال الوالدين بما هو أهم من الذهاب إلى الحديقة أو الملاهي ؟ ام بكثير من الأسئلة الأخرى التي لابد أن نجد لها إجابات ؟ أرجو أن أتلقى آراءكم.
                  

06-10-2006, 09:30 AM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غربة و" شوك " (Re: يحى حسين القدال)

    مـوضـوع جميل وشـيق...أرجـع له ان شـاء الله إن اذنت لي قريبـا...

    لك تقـديري...

    مـني خـوجـلي
                  

06-12-2006, 00:42 AM

يحى حسين القدال

تاريخ التسجيل: 03-19-2006
مجموع المشاركات: 68

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غربة و" شوك " (Re: Muna Khugali)

    الاستاذة/ منى

    شكرا على المداخلة..... اسعدني تعليقك و بإنتظار عودتك و الآخرين علنا نجد حلولا لبعض هذه المعاناة.
    يحى القدال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de