رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10)

رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10)
رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10) د. ابوبكر يوسف إبراهيم سيدتي.. سلام على روحك الطيبة، اللحظات التي إستغرقناها مشياً من مقهى (ساندرا) إلى دار الدكتور وهيب كانت بالنسبة لي مثل عمرٍ بأكمله ، لا أستطيع أن أعبر لك عن ذاك الشعور الغامر بالسعادة وأنا ممسك بيدك حتى أدفعك في تلك الشوارع الجبلية إذ علينا أن نصعد إلى دار صديقنا صعوداً من المنحدر… كنا نتجاذب الحديث ونحن نسير حتى سألتك إن كنت قد سعدت بهذه الرحلة وكان ردك بالإيجاب كأنه شهادة لي بأني قد أفلحت في إدخال بعض من التغيير على رتابة الحياة التي قلت لي أنك تعيشينها… وفجأت بدأت تضحكين كطفلة غريرة دون أن يكون هناك ما يدعو للضحك وعندما سألتك عن السبب قلت لي وما زلت تضحكين: شايلة هم اليلة دي وكيف يكون نومنا فيها؟!... أكاد أجزم أن إستمرارك في الضحك هو نوع من المدارة لما يعتمل في نفسك من خيالات ربما ممزوجة بشعور من الرهبة والظنون!! قلت لك: ماذا تظنين بي أو ما أنا بفاعل؟ طمأنتك مردفاً ؛ لا عليك ستكونين آمنة مثلما نمت نومة العصاري!! ـ: لا والله ما خايفة … لكن النوم موت … وممكن ينكشف جسمي وأنا بخجل وشديدة الخجل !! ـ: ماذا لو كنت تسبحين هل بمقدورك أن تطلبي من الناس أن يغمضوا عيونهم؟! ـ: لا طبعاً ولكن الوضع مختلف … هناك ناس كثيرين … وأنا وإنت بس في غرفة واحدة والباب مقفول علينا ـ: طيب الغرفة التي تجاورنا فيها وهيب وكرستيل!! ـ: هما زوجان!! ـ: آلا تجمعنا صداقة بريئة وأنت تدركين تماماً أن هذه الخلوة فرضتها الظروف ؟… ألست أنت التي تؤمنين بإمكانية الصداقة بين الرجلٍ والمرأة حتى وإن كان ما يجمعها هو توافق فكري وثقافي دون الرغبة الحسية؟! .. أم أنك مع القول بأن ما إختلى رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما؟! أم أن من الضرورة أن تكون مثل هذه العلاقة مقرونة بتلك؟ ـ: لا ليس هذا قصدي ولكن حينما تختلي أنثى عانت الحرمان مثلي برجل مثلك تشعر تجاهه بالتقدير خاصة أنه أغدق عليها الحنو والدفيء وأحيا فيها مشاعر السعادة فلا أعتقد أنها تستطيع أن تقاوم أو ترفض منه أي تصرف عاطفي ومن هنا كان التوجس. ـ: لا تطلقي لخيالك العنان فيشطح … إن التعبير عن العواطف مسألة لا إرادية لا يستطيع البشر التحكم فيها هي تفرض نفسها وتحدث بتلقائية محضة فلا الأنثى ولا الذكر يستطيعان تحديد إقامة مثل هذه اللآ إراديات… دعينا نترك للظروف ولمشاعرنا أن تقودنا كيفما شاءت في هكذا مناسبة... تلك المشاعر لا يمكننا مصادرتها بفرمان . عندما وصلنا وجدنا أسارير وهيب وكريستيل متهللة كأنهما سيزفان لنا بشرى خبر سعيد ورحبا بنا وما كان من كريستيل إلا أن قالت : عند خروجكم من الدار كنتما كصديقين وعندما عدتما وكأني أحس أن نوعاً من الحيوية دب في أوصالكما وهذا دليل بأن هناك حراك وتطور في علاقتكما لا أدري إلي أين سيقودكما؟!. ـ ست كريستيل أنت تتحدثين عن حيوية تدب وتوافق وتلآقي في حين أن … تتوجس مني ولها محاذير كثيرة إن قضينا الليل سوياً !! ـ إنها هواجس الأنثى الشرقية ... إسمعي ليس هناك رجل يستطيع أن يأخذ من أنثى شيء هي لا تريده بمحض إرادتها ، إن العواطف لا تسرق ولا تغتصب!! كما يجب أن لا نتوقع مثل هذه الأمور لأن هذا ينم عن إستباق غير موفق وأن أهم شيء في صدق المشاعرهو تلقائيتا وأن نترك للريح حق توجيه القارب طالما كان مبحراً في ذات الإتجاه. لقد شعرت أن ما قالته كريستيل لك وقع في نفسك وقعاً طيباًوكأنما كنت تحتاجين لفتوى تشرعن لما يحتمل أن يحدث أو ربما كان الحياء منها أو ما سيظنانه بك أصحاب الدار هو عائق لما تظنين أنه قد يحدث ، أو ربما كنت تحتاجين لمن تزيل من نفسك ما علق بها من ران الحرمان والتوجس والخوف بعدكل تلك السنوات من التشرنق والعزلة والحرمان أو أنه نوع من خفر ودل الأنثى. سيدتي… أو تذكرين حينما تركناهما ودخلنا الغرفة لنجهز أنفسنا لدعوة العشاء التي كان من سيؤمها الشاعر إيلي شويري وإيلي أبوشديد وهو والد الإعلامية والممثلة هيام وهو شاعر زجلي والصحافية الجريئة نضال الأحمدية… أتذكرين عندما خرجت بعد الإستحمام وأنت في ذاك القميص الوردي ، أصدقك القول إنها كانت أول لحظة تتحرك فيها غرائزي كرجلٍ نحوك خاصة حينما إقتنصت النظر إلى نهديك الطاعنين وكأن لم يسبق لك الزواج.. نهداك كانا ا كجنديين في حالة إستنفار .. إسترقت النظر إليهما وهما يهتزان مثل فاكهة الباباي… إنهما مثل أنثى تتباهى وتستعرض جمالاً متفرداً .. أي عنفوان وتحدي في إهتزازهما؟!!( يا ربي الصبر)!! قلت لي وقد علت محياك ضحكة نورت خديك ووإنقسممت الدنيا بين شفتيك : أرخي عيونك!! _ فأجبتك بأن الأولى لي والثانية علي والحمدلله لم أختلس الثانية وإلا كنت قد مت من الإنبهار فهكذا فعلت بي الأولى فما بلك بالثانية!! _ هل صحيح أنا جميلة لهذ الحد الذي تعتبر فيه جمالي مبهر… لو كلامك ما مبالغة أقول الله يسامح الظلمني وحرمني؟! _ يا سيدتي أنت قمة قمم الجمال … أنت روعة المخلوق من صنع الخالق!! ألم يقل لك أحد أنك جميلة الجميلات!! ولا حتى والدتك؟ _ ربما من الحرمان تشابه عليك عيون البقر؟! أما عن أمي فكانت تقول لي أتمنى أن يرزقك الله برجل يستطيع الحفاظ عليك ويقدر جمالك ويبدو أن دعوتها لم تصادف ليلة القدر … فقد تزوجت من كنت أعتقد أنه أحبني مثلما أحببته ولكنه لم يأبه لجمالي ولم يعبأ بأنوثتي والتي تقول أنت عنها أنها طاغية إلى حد العدوانية وعاملني كجارية!! تعبيرك أنوثة (طاغية) مفهوم؛ أما (عدوانية) فيحتاج منك إلىشرح!! _ اولاً أنوثة طاغية وعدوانية يعني بالعربي الفصيح أنوثة تتحدى غريزة الرجل !!.. تركيبة جسدك وتضاريسه سبحان المبدع …فجسمك مكتنز بإنوثة طاغية متفجرة لا تقاوم… أما عن الحرمان فلا والله لقد طفت كثيراً من بلدان العالم ولم أحرم نفسي من شيء وسبق أن قلت لك أنني لست ملاكاً طاهراً ولا شيطاناً شريراً أنا مثل كثير من البشر أتيحت لي فرص جد كثيرة في هذه الحياة عوضت فيها ما تسمينه أنت حرماناً ولكنها لحظات عابرة … نعم هناك خمور لم أذقها … وهناك وذنوباً لم أقترفها… وهناك ملذات ليس بيني وبينها وفاق ولكني سعيد بما أنا فيه … و(سعيد) هنا لا تعني السعادة … سعيد بما أقضي من وقت وبمن ألتقي من البشر وتبقى الذكريات وإجترارها … أما السعادة فشيء آخر فهي أمر يتصف بالديمومة .. غريزة تغدق بتجرد وتلقائية وبلا حدود ولا قيود وبلا إستجداء أو طلب؛ هي مثل شلال (بشري) دائم الهدير والعطاء … عندما نجدها تسكن في أعماقنا وتروي حياتنا على الدوام وهي أتمنى وليس كل ما يتمناه المرء يدركه وهذا لا يعني الإستحالة في وجودها وعلينا البحث عنها فقد نعثر عليها بعد عناء أوقد نعثرعليها مصادفة أو لا نعثر عليها البتة المهم الدأب في البحث عنها. حانت مني إلتفاتة وأنت واقفة أما المرآة وهذه المرة تأملتك ملياً فأتاحت لي المرآة أن أتطلع إلى وجهك وملؤه البهاء وفي ذات الوقت أطالع في ظهرك ومادون الظهر … سبحان الذي خلق وصور وأبدع!! .. كنت أُلاحظ أنك تسترقين النظر لتري حركاتي وسكناتي وبينما أنت في هذه الحال بدا مني تعليق عفوي حين قلت لك … أنت الأنثى الكاملة ويذكرني بأغنية خلفالله ( بدور لو مرة نتقابل)!! ضحكت ثم دخلت الحمام لتبدلي ثيابك وبعدها خرجنا حيث جلسنا في بهو الصالون الأنيق عند تلك المدفأة التي تأكل كل ما يمدها به الدكتور وهيب من حطب لتنثر دفئها على المكان رغم أن جمالك وبهائل قد لفت نظر الحضور ومنهم من وجه لك سؤال أعتبره بريء: أصحيح أنت سودانية؟! وهل يذخر السودان بهكذا جمال؟! وبدأ الكل يتناول من المشروب الزحلاوي وغيره ليبدأ السمر والحديث في شتى ضروب الثقافة والأدب والإعلام والفلسفة. أما ردك على تساؤلهم وبالذات على السيدة نضال الأحمدية سيكون موضوع الرسالة القادمة… فإلى الملتقى في الغد!! (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 05-29-2006, 08:10 AM)

05-29-2006, 06:58 AM

amani bakhiet

تاريخ التسجيل: 12-14-2004
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10) (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
الاخ ابوبكر... تحياتي الرساله.. القصه.. رائعه جدا ساكون غدا في انتظارك.. لاتابع... .

05-29-2006, 08:35 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10) (Re: amani bakhiet)
العزيزة أماني أشكرك ... أنا مسكون بحواء وهي الهواء الذي أتنفسه يؤلمني مصادرة مجتمعاتنا لحقها في التعبير عن مشاعرها وعواطفها ... هذه قصة واقعية ... أكرر شكري على تقريظك المقتضب وأرجو أن أكمله ما بدأت على فكرة أنا خريج جامعة نوتنجام وكنت أسكن في نيو فورست أخوك ابوبكر

05-30-2006, 11:26 AM

amani bakhiet

تاريخ التسجيل: 12-14-2004
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10) (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
أنا مسكون بحواء وهي الهواء الذي أتنفسه يؤلمني مصادرة مجتمعاتنا لحقها في التعبير عن مشاعرها عواطفها ... الاخ ابوبكر في عهد قديم التقيت شابه من القضارف يستغرف دواخلهاالابداع و احاسيس مرهفه و افكار مترعه بالجمال.. ضاقت بها حدود الارض قهرا... لتنزوي حلما ينوء بخاصرتها و بعض اطباء نفسانيين و شيوخ !!!!!!!! يبدو انك فارقت هذه الارض.. المملكه المتحده... لكن اعيش بها الان... .

05-30-2006, 11:39 AM

amani bakhiet

تاريخ التسجيل: 12-14-2004
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10) (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
أنا مسكون بحواء وهي الهواء الذي أتنفسه يؤلمني مصادرة مجتمعاتنا لحقها في التعبير عن مشاعرها عواطفها ... الاخ ابوبكر في عهد قديم التقيت شابه من القضارف يستغرف دواخلهاالابداع و احاسيس مرهفه و افكار مترعه بالجمال.. ضاقت بها حدود الارض قهرا... لتنزوي حلما ينوء بخاصرتها و بعض اطباء نفسانيين و شيوخ !!!!!!!! يبدو انك فارقت هذه الارض.. المملكه المتحده... لكن اعيش بها الان... .

05-31-2006, 02:38 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (10) (Re: amani bakhiet)
عزيزتي أماني إلتقيت في يومٍ من الأيام ونحن في القطار شابة وأمها سافرتا معنا من القضارف إلى الخرطوم... كانتا معرفة صديق لي إسمه سيف الدين كان يراعيهما أثناء السفر ...كانت شديدة الجمال وكنت في عنفوان وشرخ الشباب يومذاك... قال لي صديقي أنها مسافرى للخرطوم تقتفي أثر طبيب أسنان هو حبيبها ... لا أدري لماذا عندما ذكرت لي القضارف إستعدت هذا الشريط... أستميحك العذر أن تفصحي أكثر وأغفري لي الفضول.... اليوم الرسالةرقم (11) أرجو قراءتها... يهمني رأيك كثيراً فيما أكتب أنتِ مرآتي وأصدقيني القول فيما أكتب سلباً أم أيجاباً ... على فكرة النهاية مأسوية!! ابوبكر

[رد على الموضوع]

صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]