هل من بقايا للزمن الجميل ؟! ...وما بين الجياع والمتخمون!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 11:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2006, 02:36 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل من بقايا للزمن الجميل ؟! ...وما بين الجياع والمتخمون!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هـل من بقايا للزمن الجمــيل ؟!... وما بين الجياع والمتخمون!!
    د. ابوبكر يوسف ابراهيم

    في يومٍ من الأيام كان الإغتراب مسبة ووصمة عار... فكان الذي يُدفع للإغتراب من ( الكريبة... وهي من ضواحي مدني ) إلى ( ود مدني كمدينة) يواجه ممن حاول دفعه للإغتراب بجملة حاسمة قائلاً: ( يا زول الجابرني على الغربة شنو؟! هوي أنا ماني لاقي اللقمة واللآ شنو؟!) ... وبعد أن مرت على السودان حقب من حقب الحكم الشمولي وأيضاً ما يسمى مجازاً بالحقب الديمقراطية صار لكل مستبعد مبرر حتى المرفوض مبدئياً مما ينطبق عليه كلام زول الكريبة!! ... وذاك النوع من الديمقراطية تفردت بها بعض البيوتات السودانية والتي يتفاخر أحفادها بقولهم( نحن ولدنا لنحكم) وكأنما السودان إقطاعية من الإقطاعيات التي سمعنا عنها في مصر الكنانة قبل ثورة يوليو1952... والشعب السوداني شعب لا يشبه إلا نفسه وهو شعب فريد فهو الوحيد بين شعوب الأرض الذي إنفرد بخاصية مواجهة العسكرتاريا... هو أول شعب يمارس العصيان والإعتصام المدني وحين يبلغ السيل الزبا ينتفض ينهار حكم الجبابرة العسكر بعد حالة من السكون والهدوء الذي يسبق العاصفة حتى أن الحكام يتوهموا بأنهم قهروه حتى الخنوع ... وبعد كل إنتفاضه تأتي الحكومات الإنتقالية لتُجيِّر الحكم لأهل البيوتات فتجهض على يديها إنتفاضة الشعب الأبي وبعدها تدور الساقية ( الساقية لسه مدورة)... وبعد الثورات والإنتفاضات والعصيان المدني التي تذهب بالحكم الشمولي الذي أباد النسل الحرث والبلاد والعباد ، تأتي بعده الحكومات الإنتقالية وهي حكومات منتخبة بأسلوب هو أبشع تشويه للديمقراطية ويكون جل أو كل هم هذه الحكومات وجاهة المناصب كهدف أول وأما الهدف الثاني هو ( مصمصة ما تبقى فوق العضام) بعد أن أكل الحكم الشمولي اللحم الحي واللحم الميت واللحم الذي لا هو حي ولا هو ميت لشعبنا المكلوم وجاء ت ديكتاتورية جديدة تمارس الفوضى تحت مسمى الديمقراطية وكان جُل همهما مصمصة العظام المغطاة بالجلد وليتهم تركوا لنا حتى الجلد!!... ويومئذٍ بدأنا نتحدث عن القوى الحديثة التي ما زالت تقف موقف المتفرج وكأن ما آل إليه الحال لم يبلغ الذروة حتى تشكل نفسها وتبني مواقفها... وعندما شعرت القيادات التقليدية المتكلسة بالخطر من نشأة هذه القوى التي تهدد مواقعهم بدأت في لعب إستراتيجية الجهويات والإثنيات !!
    أجبر الناس على في ذاك الحين على الإغتراب والإهتجار من أرض الوطن في عقد السبعينيات من القرن المنصرم بعد أن بلغ بهم الفلس والهم والغم والألم والمرض مبلغه وذروته وكأنما هناك خطة في الخفاء دبرت بليلٍ لتفريغ الوطن من أهله!! لأنه لا بديل متاح لديهم غير الهجرة!! ... وذلك بعد التردي الواضح في كل شيْ وبعد أن إنهارت جميع الخدمات أصبحنا بلا طعام ولا ماء ولا علاج ولا كهرباء ولا تلفاز ولا إذاعة ولا إتصالات ومواصلات وفوق هذا وذاك حرب أهلية!!... الخ ، وحين أصبح أمر توفير وجبة واحدة في اليوم حلم من أحلام ( زلوط) بدأت الخطوات التنفيذية لعملية تفريغ الوطن من أهله وبدأت ظاهرة الإغتراب وحتى الذين أتيحت لهم الفرصة للهجرة كان هناك من السماسرة والمرتشين من مص دمهم ومصمص عظامهم قبل الرحيل بحجة تسهيل الأمور وإلا ستجد أمامك من الدقارات والعقبات ما تفنن هؤلاء في نسجه ومنه مايشيب له الولدان!!...
    ولأدلل على الحالة التي وصل إليها حال الناس في تلك الحقبة خاصة الطبقة الوسطى ( والآن طبعاً إنقرضت كل الطبقات إلا طبقات ود ضيف الله) ... عموماً سأروي لكم قصة من قصص لا مثيل لها إلا في الأزمنة العجاف والتي كانت ترويها لنا الحبوبات ( مجاعة سنة ستة)!!... فقد كان لي صديق يعمل مساعد وكيل وزارة حين تركته عام 1971 وهو إعلامي مشهور وقد إبتعث عدة مرات للخارج وكان في أوج الأبهة والعنفوان والكرامة المهنية لمن كانت متوفرة لمثله من التكنوقراط وعندما عدت عام 1984 وجدته أشبه بهيكل عظمي وبنتعل بدلاً عن ( السفنجة) التي كنا ننتعلها في الزمن الجميل فقط لدخول الحمام أوالتحرك داخل المنزل، وجدته ينتعل شبشباً من بقايا كفرات السيارات وهو ما يسمى( تموت تخّلي)... والعجيب أنه ينتعلها في المكتب!! أما هيئته العامة ومظهره فحدث ولا حرج .. أمر يجعل الدمعة تنط من العين!!... تخيلوا مساعد وكيل وزارة وفي عصر الديمقراطية التي أتت لتصلح ما أفسده العسكر حسب قولها هكذا هيئته في المكتب وهو يزاول وظيفته الرسمية وفي وزارة الإعلام!!
    في حين أن رموز تلك الديمقراطية الجالسين على سدة الحكم كانوا كمن تداعى على قصعة (فتة) حيث وظفوا وجندوا كل قواهم لإستعادة ما صادره نميري منهم... وبدلاً من العمل على توفير لقمة العيش كان جل همهم إزالة آثار النميري!! وكنا يومها نقول ثم ماذا بعد أن وصل التمرد للناصر؟!
    صديقي ـ عليه رحمة الله _ غادرنا إلى دار البقاء غير متمسك بالحياة حيث كانت هذه أمنيته المتاحة وغير نادم على البقاء في مولد ( الفتة)!!... كان صديقي المرحوم ساخراً حول كل ما كان يجري حوله... وإستعجب كثيراً من أسئلتي عما وصل إليه الحال... فضحك وقائلاً: إنت جاي من وين ... من المريخ ؟ ... يا أخي والله لو كان الجماعة ديل والقبلهم لاقيين لينا بيعة ما كانوا إتأخروا لكن الحمدلله على نعمة الإسلام الذي حرّم النخاسة!! ...
    بدأت أسأله عن حال الأولاد فرد عليّ بأنهم بايتين واحدة في صف السكر والثانية في صف الرغيف والولد في محطة البنزين منتظر جالونين بنزين!! ...
    قلت له: هذا يعني عندك عربية؟!!
    فأجاب: هي نفس عربيتي الموسكوفتش التي كانت معي منذ عقدين من الزمان وزمان كما تعلم كانت ( بتمشي دفر) وهي مجرد هيكل سيارة فقط ، لكني أصدقك القول أنا أجرتها لواحد بتاع تاكسي بشرط أن إبني معاذ يكون معها ليدفرها في الصف حتى ينال ( جالوني البنزين) وأخيراً يفرغ البنزين من الموسكوفتش إلى التاكسي نظير ( أجر المناولة).
    في تلك الحقبة كما تذكرون إنفلت الأمر وأصبح الأمن مسئولية شخصية وكل رب أسرة عليه أن يتدبر أمر أمن أسرته حتى إشتهر (نفير) الحراسة الليلية بين شباب كل حي!! وروى لي صديقي كيف أن لصاً سطا على منزله وعندما لم يجد شيئاً أيقظه وطلب منه أن يعمل له كباية شاي لأن الفجر قد قارب الشروق وما عنده ما يشتري به كباية الشاي وما كان من صديقي المرحوم إلا أن أيقط زوجته التي قدمت لهم الشاي بكل أريحية ودار بينهما حوار إنتهى إلى صداقة حيث كان اللص يعمل أصلاً في الشرطة وحين سأله في الشرطة يا أخي وبتنط على بيوت الناس ؟! أجابه الشرطي (آسف اللص) قائلاً: يعني أموت من الجوع يا إبن العم!! ... في ذاك العهد كما تذكرون إنفلت الأمن وإزدهرت تجارة السلاح بغرض حماية العرض والممتلكات لأن وزير الداخلية الهمام كان مشغول بمصادرة جوازات من رأوا أن يذهبوا ويستعطفوا جون قرنق على أن لا يصل شندي ويسبي الجعليات ويشرب معاهن الجبنة لأن الجيش قد أهمل ولا يستطيع أن يدافع عن الأرض والعرض مما خلق في رجاله حالة من التذمر!!... هل نسينا أم تناسيناكل هذا أم أصبنا بمرض ( الزهايمر)!! ...هل ذاك سوداننا الذي نعرف ونعشق ؟!!
    حاشية: في تلك الأيام إنتشرت حادثة النشال الذي نشل السيد الصادق رئيس وزراء تلك الحقبة !! ووين .... داخل مسجد ودنوباوي (حقيقة وليست نكتة)!!... بالفقر يعلن ميلاد الجوع... وبالجوع والفقر يولد الكفر بمن ناموا شباعاً وهم يتجشأوون والغلابة يبيتون الطوى... فحذاري من غضبتهم!!

    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 05-29-2006, 03:05 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de