في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2006, 11:23 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً

    في إثر العدالة المؤجلة

    أو
    توجس الطغاة

    علي احمد كرتي .. مثالاً
    المقال الأول.

    صديق عبد الهادي / فلادلفيا.

    بدعوة من عضو الكونغرس السابق و الجمهوري مارك د. سيلجاندر من ولاية متشجان، قدم السيد علي احمد كرتي في زيارة خاصة إالي الولايات المتحدة الامريكية . و الارجح ان المجموعات الإسلامية النافذة في ولايات غربي الوسط الامريكي قد لعبت دوراً اساساً في ترتيبها ، و ذلك بحكم ان تلك الجماعات الإسلامية لها علاقات وطيدة بالحزب الجمهوري من قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م ، و هي لا تزال تحافظ ، والي حدٍ كبير، علي تلك العلاقات العضوية ، رغم موقف الحزب الجمهوري القاسيي و موقف قادته من متطرفيها ، إلا انه من الارجح ان المحافظة علي تلك العلاقات ـ حمالة الأوجه ـ هي من باب "التقية" ، و هو بابٌ اتقنت الحركة الإسلامية السودانية إرتياده لدرجة ذابت عندها الحدود المعلومة بين الدين و النفاق !!!.

    لم تكن زيارة السيد علي احمد كرتي معلنة لا علي مستوى توقيتها و لا علي مستوى تفاصيل برنامجها!!! و في نفس السياق غير المعلن جاء علي كرتي في زيارة الي مدينة فلادلفيا في ولاية بنسلفانيا بترتيب من النادي السوداني الامريكي ، و هو منظمة او جمعية غير معروفة بالنسبة للغالبية العظمى من السودانيين في المدينة. و قد إتضح انها جمعية خاصة بنشطاء إسلاميين.

    الامران كلاهما عادي و مشروع ، إن كان ذلك فيما يخص عدم معرفة الناس بتلك الجمعية ، او فيما يتعلق بضمها نشطاء إسلاميين . لا غضاضة في ذلك البتة ، إلا ان الامر غير العادي هو الخروج عما الفه السودانيون من تقليد للعمل السياسي في مدينة فلادلفيا منذ إستقرارهم الاول ، و ذلك التقليد هو ليس فقط إعلان قدوم الوافدين السودانيين من ساسة و مفكرين، بل و الإحتفاء بهم غض النظر عن الإتفاق او الإختلاف السياسي معهم . و حتى لا يرمى الكلام علي قارعة العواهن اورد اسماء بعض منْ شرفوا السودانيين في فترات مختلفة، و في وضح النهار مع سبق الإعلان و الإلحاح علي الحضور... حضور كل السودانيين... دون حجر او فرز. و الاسماء فيما تضم :

    الاستاذة/ سعاد إبراهيم احمد الحزب الشيوعي ،
    الاستاذ/ علي محمود حسنين الحزب الإتحادي ،
    الاب/ عباس فلب غبوش الحزب القومي ،
    د. الشفيع خضر الحزب الشيوعي ،
    الاستاذ/ سيد احمد الحسين الحزب الإتحادي ،
    الاستاذ/ باقان اموم الحركة الشعبية ،
    الاستاذ/ احمد إبراهيم دريج الإتحاد الفدرالي ،
    د. صدقي كبلو الحزب الشيوعي ،
    الاستاذ/ ياسر عرمان الحركة الشعبية ،
    الاستاذ الراحل/ الخاتم عدلان حركة حق ،
    وفد حركة تحرير السودان قادماً من ابوجا ،
    و اخيراً
    وفد حركة العدل و المساواة قادماً من ابوجا ايضاً.

    و ذات مرة إعتذر السيد الصادق المهدي عن الحضور الي فلادلفيا لضيق وقته .

    كل هولاء الساسة و المفكرين جاءوا الي مدينة فلادلفيا و التقوا بالسودايين في لقاءاتٍ مفتوحةٍ ، تناولوا فيها قضايا وطنية متشعبة و صعبة ، و وُجهوا باسئلةٍ اصعب، تصدوا لها قدر إستطاعتهم. و لكن علي المرء ان يتساءل لماذا إختار اعضاء الجبهة الإسلامية ، او بالاحرى تلك الجماعة الإسلامية المتطرفة ، الخروج عن ذلك المألوف و حجب الناس عن اللقاء بمسؤلٍ في قامة السيد علي احمد كرتي ... قامته ، بالطبع ، بين اعمدة نظام الإنقاذ ، و قامته في الإرتباط بما يدور حول قضايا حقوق الإنسان في السودان!!!.

    في مسلك تلك الجماعة الإسلامية ، لا اقول ان الطبع قد غلب التطبع ، بقدر ما انني اميل الي ترجيح الاهمية و المهام المرتبطة بزيارة السيد علي احمد كرتي الي الولايات المتحدة الامريكية بشكلٍ عام، و الي مدينة فلادلفيا بشكلٍ خاص !!!.

    عموماً ، توفر الناس علي المعلومة و من ثم كان حضورهم للقاء بعد تقصيٍ و إتصالاتٍ عديدة. و هنا لابد من الإشارة الي حقيقة ان الناس في تقصيهم ذلك و إلحاحهم كانوا مدفوعين ، علي حد القول الدارجي السوداني ، برغبة " اسياد الرايحة " !!!.
    علي كلٍ كان من الممكن ان يكون لذلك اللقاء حضورٌ وفير و غير مشهود من ذي قبل ، إلا ان النفور من الآخر و الذي يسببه إحساس اعوان النظام بالإنغماس في وحل الجريرة ، قد حال دون ذلك .

    تبيّن ان قضية دار فور كانت هي محور اللقاء ، إلا ان اهل دار فور من السودانيين في مدينة فلادلفيا تمّ تغييبهم ، و كأن مكة لا اهل لها و لا شِعاب !!!. و لكن برغمه جاء نشطاء دار فور ، ليس فقط كـ" اسيا د رايحة" و إنما اصحاب حق، ذووي ضحايا و مدافعي حقوق إنسان ، مما جعل صوتهم اكثر قوةً و ادقّ تحديداً.

    كان لابد من هذه المقدمة المقال ، لاننا في المقال الذي يلي سنقدم الإجابة عن السؤال " لماذا تصبح ملاحقة اعوان النظام واجباً مقدماً ؟".

    نواصل...







                  

05-25-2006, 02:07 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    العزيز صديق عبد الهادي
    لك و للأخ عمر ادريس صادق التحايا و الإمتنان
                  

05-25-2006, 10:07 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    الاخ نصار

    سلام

    كل الشكر علي المرور الكريم... مما لا شك فيه اننا آلينا علي انفستا القيام بمهمة التصدي لقضية حقوق الانسان الي ان تتحق العدالة... لقد ناء ظهر الشعب السوداني من حمل "عفا الله عما سلف"...فلابد من رد الحق و الإعتبار لضحايا تجاوزات حقوق الإنسان التي إرتكبها نظام الجبهة الإسلامية في السودان.

    اكرر شكري و إمتناني بوقفتك.

    تحياتي،

    صديق عبد الهادي.
                  

05-25-2006, 10:51 PM

Abdelfatah Saeed Arman
<aAbdelfatah Saeed Arman
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    العزيز

    صديق عبدالهادى لك التحية

    لا يتخفى فى استار الليل الا القتلة و المجرمين و عسعس الدولة الاسلاموية الذين يخشون من عدالة الارض و ان افلتوا منهاالان فحتما لن

    يفلتون من عدالة السماء.

    وذى ما قال المشير البشير الحرامى فى راسو ريشة... وربما خشى كرتى من دقة الترابى ( سلمت يدا اخانا هاشم بدرالدين) وخصوصا ان

    فلادلفيا معروفة بتجمع المعارضين و الشرفاء من اهل بلادى

    ارقد عافية



    فتاح
                  

05-26-2006, 11:34 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    العزيز فتاح

    تحية

    شكراً علي تأكيدك بان كل من إرتكب جريمة حقوق إنسان يجب ان لا يفلت من المحاسبة و المقاضاة...الحملة لاجل توقيف و مساءلة السيد علي احمد كرتي بينت بما لايدع مجالاً للشك ان مدافعي حقوق الإنسان في كل مدينة متيقظين و عازمين علي العمل من اجل تحقيق العدالة،و لك في ناس واشنطن اسوة حسنة.

    مع مودتي،

    صديق عبد الهادي.

    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 05-26-2006, 11:50 AM)

                  

05-26-2006, 12:46 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    Quote: لكن علي المرء ان يتساءل لماذا إختار اعضاء الجبهة الإسلامية ، او بالاحرى تلك الجماعة الإسلامية المتطرفة ، الخروج عن ذلك المألوف و حجب الناس عن اللقاء بمسؤلٍ في قامة السيد علي احمد كرتي ... قامته ، بالطبع ، بين اعمدة نظام الإنقاذ ، و قامته في الإرتباط بما يدور حول قضايا حقوق الإنسان في السودان!!!.



    الاخ صديق

    والاعزاء جميعا

    سلام

    كنت قبل اللقاء الذى نظمة فى الظلام اعضاء الجبهة الاسلامية مع على كرتى فى فلادلفيا, اشعر ببعض الأمل نتيجة المتغيرات التى تمت فى السودان, ان يتواضع كرتى ,واعضاء حزبة بالاعتراف والاعتزار على الاقل لضحايهم...والعمل بكل اخلاص مع الجميع لمحو الاثار البغيضة لممارساتهم التى امتدت لسنوات طويلة,ولكن واقع الحال يؤكد بكل اسف ان الاجرام, والاصرار علية جزء اصيل فى تكوين هذه الجماعة.

    احييك على هذه الكتابة الذكية ..والاسئلة المهمة التى تضع الامور فى نصابها الصحيح ...وفعلا قضايا حقوق الإنسان والإنتهكات التى تمت بقصد وشمول فى عهد الإنقاذ, لا تسقط ابدا مالم يعاقب كل من شارك فيها..بالتخطيط والتنفيذ,وترد كل الحقوق الى اهلها,ويرتضى من وقع عليهم الاذى المباشرحكم العدالة والقانون ..وهى بهذا المعنى قضايا للمستقبل والاستقرار وبناء الوطن بالكفاءة والتنافس الشريف بين جميع ابناءة وبناتة.

    شكرا وتحياتى للاخ العزيز ....نصار
                  

05-26-2006, 07:18 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    الاخ عمر إدريس

    الشكر الجزيل

    سنعود في المقال الثاني لإستنطاق الحقائق حتى يهنأ الشهداء في مراقدهم... و لا شئ يجلي و يقوي القلب غير قول الحق .

    مع تحياتي،

    صديق عبد الهادي.
                  

06-02-2006, 03:40 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    علي كرتي مثالاً

                  

06-03-2006, 00:38 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    الإخوة القراء /

    سلام،

    أرجو ان اتقدم اليكم بالمقال الثاني _ الجزء(1)

    و دمتم،

    صديق.

    .................................


    في إثر العدالة المؤجلة

    او

    توجس الطغاة

    علي احمد كرتي...مثالاً

    المقال الثاني

    (1)
    صديق عبد الهادي / فلادلفيا.


    بعد إغتيال الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قام إبنه عُبيد الله بحملة فردية قتل فيها ، ضمن منْ قتل ، شخصاً يدعى " الهرمزان"، وهو فارسي الاصل. ففي معالجته لهذه الحادثة التاريخية و تداعياتها قال المفكر الشهيد " هادي العلوي" :

    " و ثمة عامل هام يفترض انه اثر علي موقف عُبيد الله و هو مطالبة علي بن ابي طالب بإعدامه لقتله الهرمزان . و كان علي يصدر عن موقف شرعي بحت. و علي معروفٌ بعدم مرونته في هذا الجانب. و قد لجّ في مطالبة عثمان بعد إستخلافه بإعدام عُبيد الله الي ان حسم عثمان القضية بتخريجٍ قانونيٍ قال فيه انه ،اي عثمان، وليّ الهرمزان لان الهرمزان لا وليّ له ( يقصد ليس لديه اقرباء يطالبون بدمه ، و في هذه الحالة يكون االخليفة هو الوليُّ) و انه بالتالي قد تنازل عن دمه و قرر العفو عن قاتله " ـ فصول من تاريخ الاسلام السياسي ، ص 208 ـ .

    كان هذا هو الموقف التاريخي الذي منّى علي كرتي النفس به لو يقوم بإسقاطه عليه ـ و بالتالي علي اعوان الإنقاذ ـ و ذلك حين ردّ بسؤالٍ ، اثناء مجابهته بتجاوزات نظامه المتمثلة في التعذيب و الإغتيالات ، قائلاً :" إن كان هنالك منْ تقدم بشكوى في هذا الشأن ؟!!!". قطعاً هناك دعاوى رُفعت و ستُرفع. يعرف السيد علي كرتي ان هناك دعاوى قُدمت و يلم بها إلماماً تاماً ، كقضية الشهيد الطالب محمد عبد السلام الذي إغتالته اجهزة امن الانقاذ . فسؤاله ذلك ليس دفاعاً بقدر ما انه رد فعل سيكولوجي يمثل الحائط الاخير وراء ظهر اي جاني كما هو معلوم .

    كان علي بن ابي طالب حقوقياً إنسانياً في محاصرته للخليفة عثمان بتلك المطالبة الفذة و الشجاعة مما إضطرّ الخليفة الي ذلك التخريج القانوني و علي النحو المذكور سلفاً ، و لكن هل إستطاع علي كرتي "مخارجة" نظامه ؟!.

    توسل علي كرتي بلغةٍ ناعمة لا تشبه " منسقية الدفاع الشعبي" !!! طالباً بها "نسيان" الامس الذي اصبح "تاريخاً"!!! هذا هو الفتح المبين الجديد علي نظام الإنقاذ و الوجه الآخر لـ " عفا الله عما سلف " !!!. و قد جاء كل ذلك مشفوعاً بمفرداتٍ يرجع جذرها في احسن تقدير الي لغة " قرة العيون" !!! عن "إتفاقيات السلام" ، "لّمْ الشمل " و "المستقبل الزاهر " للبلاد!!!.

    و لاجل تسهيل تناول المسألة يمكننا ان نجمل ما ورد تحت امرين ، "نسيان التاريخ" و "إتفاقيات السلام" ، لان "لّمْ الشمل" و " المستقبل الزاهر" ليسا سوي حاصلين لـ "إتفاقيات السلام" .

    حسناً، و ما " اتفاقيات السلام" ؟ هل تعني شيئاً آخر غير انها محاولة لمعالجة وضعٍ مُخِل ساد بين مواطنين ينتمون الي بلدٍ واحد؟ و هل تعني سوي محاولة لإزالة غبنٍ اخذ مناحيه المعلومة إقتصادياً ، و إجتماعياً و سياسياً بين قومياتٍ تقتسم وطناً واحداً؟ و هل كانت غير خطوة تجاه إعترافٍ بمظالمٍ... إعترافٌ أُنتزِع عبر التشريد و الدم و الخراب ؟... وفي نهاية المطاف هل كانت كل تلك القضايا ، " الوضع المخل"، "الغبن"، و "المظالم" تمثل شيئاً آخراً غير تاريخٍ إفتفر للعدل عاشه اهل السودان؟ !!!.

    لقد جاءت إتفاقيات السلام لتصحيح ذلك التاريخ، و هو تصحيحٌ مأمول يعني ضمناً بل و فعلاً الإعتراف بسؤ ذلك التاريخ مما إستدعى السعي لاجل تقويمه.

    في فهم نظام الإنقاذ و في مخيلة مفكريه و نافذيه ان ذلك التاريخ الذي تمثله الدولة ، و بتلك التفاصيل المشار اليها عاليه ، هو كل التاريخ !!! إالا انهم لا يفتأون يتحدثون عن "نسيانٍ للتاريخ" !!! فهم في حديثهم ذلك يعنون تاريخاً آخر يعرفونه جيداً و هو يتعلق بالافراد و ممارساتهم ... و يعتقدون انه خفيّ !!! إنه التاريخ الذي بنوه مدماكاً بعد مدماك ، تجاوزاً بعد تجاوز ، إنتهاكاً بعد إنتهاك ، و ضحيةً بعد ضحية حتى إنتصب شاهقاً في بشاعةٍ لم يخطئها الضمير الإنساني المعاصر ، رغم محاولة التستر و الإخفاء !!!. إنه جانبٌ و تجليٍ لتاريخ واحد، كان جانبه و تجليه الآخر هو ما مارسته الدولة كمؤسسة قمعية لنظام فاشي...!!!.

    إنه تاريخٌ عصيٌّ علي النسيان ... عصيٌّ علي الإفلات منه ، إن كان بالنسبة لمدافعيه او مرتكبي جرائمه ، إذ كيف يتسنى لإمرءٍ سوي غض الطرف أو حسر النظر عن ضرورة رد الإعتبار لشخصٍ تخطى في شجاعة نادرة كل الحواجز النفسية ، و الإجتماعية و الثقافية ليشهد العالم قائلاً :

    " إن جبيني يندى خجلاً و أنا اذكر لك أنواع التعذيب التي تعرضت لها و ما نتج عن ذلك من آثارٍ مدمرة للصحة و النفس ، كما ساذكر لك أسماء منْ قاموا بها من اعضاء لجنة التحقيق و افراد الحراسات بالمعتقل و الذين كانت لهم صلاحيات تفوق صلاحيات افراد النازي في عهد هتلر و أُلخصها فيما يلي علماً بان الاسماء التي ساذكرها هي الاسماء التي يتعاملون بها معنا و لكني اعرفهم واحداً واحداً إذا عرضوا عليّ:
    *تعرضت شخصياً للإغتصاب و إدخال اجسام صلبة داخل الدبر ، و قام بذلك النقيب عاصم كباشي و آخرون لا اعرفهم.
    *الإخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية و الجر من العضو التناسلي بنفس الآلة و قد قام بذلك النقيب عاصم كباشي عضو لجنة التحقيق.
    *الضرب باللكمات علي الوجه و الراس و قام به ايضاً المذكور عاصم كباشي و نقيب آخر يدعى عصام و مرة واحدة رئيس اللجنة و الذي إلتقطت إسمه و هو عبد المتعال.
    *القذف بالالفاظ النابئة و التهديد المستمر بامكانية إحضار زوجتي و فعل المنكر معها امام ناظري بواسطة عاصم الكباشي و آخر يحضر من وقتٍ لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبد الله و شهرته صلاح بوش .( اعتقد المقصود صلاح غوش رئيس جهاز الامن الحالي ـ الكاتب ).
    * وضع عصا بين الارجل و ثني الجسم بعنف الي الخلف و الضرب علي البطن و قام به المدعو عاصم كباشي و النقيب محمد الامين المسئول عن الحراسات و آخرين لا أعلمهم.
    * الصعق بالكهرباء و قام به المدعو حسن و الحرق بأعقاب السجائر بواسطة المدعو عاصم كباشي." ( من شهادةالضحية العميد محمد احمد الريح الفكي ـ سيكولوجية التعذيب في السودان ـ ص 64 و65 ، مؤلفه مرتضى فتح الرحمن، إصدارات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب ).

    و نحن نحدق مأخوذون بالدهشة ، يحاول نظام الإنقاذ و عن طريق نافذيه امثال علي احمد كرتي ، ان يقول لنا و للعالم ان شيئاً لم يكن !!! و علينا "نسيان التاريخ" !!!.

    نواصل.........

    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 06-03-2006, 11:23 AM)

                  

06-03-2006, 02:08 PM

عاصم محمد شريف

تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    العزيز صديق عبد الهادى


    واصل نتابع معك ..قراْْتك الذكية
                  

06-04-2006, 06:06 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    عاليا
                  

06-05-2006, 01:06 AM

ABU QUSAI
<aABU QUSAI
تاريخ التسجيل: 08-31-2003
مجموع المشاركات: 1863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: عمر ادريس محمد)

    فوووووووووووووق

    ولك التحية دكتور صديق

    ابو قصي
                  

06-05-2006, 10:33 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    الاخ عاصم شريف

    سلام
    الشكر علي الكلمات الطيبة، و علي المرور مع التمنيات برحلة سعيدة و موفقة.

    مع تحياتي،


    صديق عبد الهادي.
                  

06-05-2006, 03:37 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    الاخ عمر إدريس
    التحية

    شكراً علي المرور و رفع البوست.

    .......................

    عزيزي ابو قصي

    مودة و تقدير

    الشكر الجزيل علي الوقوف عند البوست... كما و لا يفوتني ان استمتع بلقب "دكتور" و لو ليوم واحد !!! عموماً رداً لجميل كرمك اخطرك و بشكل خاص جداً ان الجزء الثاني و الاخير من هذا المقال سانشره مساء اليوم.

    مرة اخرى تحياتي و تقديري

    و دمت،

    صديق عبد الهادي.

    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 06-05-2006, 03:44 PM)

                  

06-06-2006, 03:09 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    في إثر العدالة المؤجلة

    او

    توجس الطغاة

    علي احمد كرتي... مثالا

    صديق عبد الهادي / فلادلفيا


    إن التاريخ الذي يطلب جناة الانقاذ منا "نسيانه" ، سنثبت نحن شهاداته الدامغة ونرفعها عالية في وجوههم الي ان تتحقق العدالة :

    اولاً/

    "في مساء 29 سبتمبر (1991 ـ الكاتب ـ ) جاءتني مجموعة بقيادة ضابط يدعى طارق الشفيع ، و اربعة آخرين، بدأوا بسرعة في تقييد حركتي و تبادلوا ضربي بخراطيش المياه و العصي و اللكم ، و لوي الذراعين ، و الخنق و ضرب الرأس مع الارض ، و إستمروا هكذا لمدة اربع ساعات، في الساعة 12 مساء اوقفت و يداي مربوطة في شجرة حتى الصباح ، مع صب الماء البارد علي رأسي و توجيه السباب المتواصل ، ثم ارجعوني مرة اخرى للزنزانة" ( من شهادة الضحية الاستاذ عدلان احمد عبد العزيزـ سيكولوجية التعذيب في السودان ـ ص 67 .)

    ثانياً/

    " في هذه المدة حققوا معي مرة واحدة ، إكتفوا بسؤالي فقط عن إسمي ، و عنواني و مهنتي و لمن صوت في الانتخابات الاخيرة ، في يوم 12/12/89 تورمت رجليّ نتيجة المياه، و لم توجه الينا اي إتهامات ، و لم يحقق معنا ، بعد ذلك نقلت الي غرفة داخل المنزل، فوجدت بها عديل الشيخ علي عبد الرحمن، و د. عبد الرحمن الرشيد مندوب الامدادات الطبية، باشمهندس بدر الدين التوم " مهندس في الاسكان الشعبي تعرض الي تعذيب مبرح ، حتي فقد صوابه، و بعد خروجه من المعتقل قتل زوجته و حماته، و حاول قتل طفليه". و ظللت طوال هذه الفترة معصوب الاعين. في هذه الغرفة كان رجال الامن ياتون الينا و يطلبون منا سماع حجوة "ام ضبيبينا" حيث يبداوا في سرد قصة طويلة ليس لها معنى و لا نهاية ، و نجبر علي الانصات، و بعد ذلك نؤمر بتقليد صوت إحدى الحيوانات او مشيته، و عند الإعتراض يكون نصيبك الضرب، مكثت علي هذا الحال لمدة 31 يوماً، بعدها جمعنا حوالي 7 اشخاص خارج الغرفة، و اجلسنا علي الارض، و اتى ضابط يدعى "محمد الحاج" و إستفسر عما اذا تعرضنا لصعق كهربائي ام لا..اجبنا جميعاً بالنفي، تكلم بلهجة تشير بان ذلك ما سوف نتعرض له، بعدها اتوا بعربة مكشوفة ، طرحنا علي سطحها جميعاً بعضنا فوق بعض، وضع علينا غطاء من فوقنا، و ركب اكثر من 5 افراد من قوات الامن فوق اجسادنا، و تحركت بنا العربة و سارت لمدة نصف ساعة، ثم ادخلنا بعد ذلك الي منزل آخر ،"منزل مامون عوض ابو زيد" . منذ ان وطأت قدماي هذا المنزل كنت اتعرض للضرب بإستمرار و بجميع اجزاء جسدي، و كنت اجبر علي اداء تمارين عنيفة حتى اسقط علي الارض ن و كان آخرون معي كبار السن يغمى عليهم، ثم نؤمر بالوقوف مع رفع الايدي لساعات طويلة" (من شهادة الضحية الاستاذ عبد الرحمن الزين محمد علي ـ المحامي ـ سيكولوجية التعذيب في السودان ـ ص70 ـ 71 ).

    ثالثاً/

    " تم تهديدي بالاعدام و قاموا بإجراءات أعدام صوري رمياً بالرصاص ليوقفه احدهم قائلاً بانني كلب و لا استحق الرصاص الذي هو بنظره شرف.
    تم قذفي داخل بئر ، و اغمي علي لفترة ثم اقتدت الي غرفة مغلقة ليبدأ الضرب بالسياط حتى تمزق جسدي و سالت الدماء من كل اجزاء جسمي.
    وضعنا في غرفة صغيرة جداً تم تغطية ارضيتها بالمياه، و اجبرنا علي الوقوف لايام طويلة مع الضرب المستمر و الاساة و التهديد و عدم السماح باستخدام دورات المياه مما اضطر بعضنا علي قضاء حاجته علي نفسه." ( من شهادة الضحية د. فتح الرحمن حمودة ـ سيكولوجية التعذيب في السودان ـ ص 60 _ 61 ).

    رابعاً/

    " اثناء احتجازى كنت اسمع اصوات استغاثه والم وفى احد الايام سمعت صوتاً ذى لكنه بجاوية يطلب ويتوسل ان يخلو ا سبيله وسمعت اصوات اخرين وهم يتصايحون " امسك رجله .. امسك يده " ثم اسمعه محذرا وً مستنكراً ومستغيثاً ولم اكن اصدق رغم الكلمات البذيئة ان هذه محاولة اغتصاب . لكن بعد ايام عشت موقفاً جعلنى افهم مدى ما وصلو ا اليه فى مبانى الامن.

    فى 23\7\1992 وحوالى السابعة مساء وجدت زملائى كلهم امام مكتب الجهاز .. كنا جميعاً فى ذهول . الاشكال اصبحت هزيله وباهته وعلى وشك الهلاك خصوصاً ثلاثه من الذين تجاوزوا الخمسين من عمرهم وصاروا على اعتاب المعاش .. ادخلونا فرادى وعندما اتى دورى قال لى رئيس الجهاز سنذهب لمكتب الخطوط البحريه السودانية لعمل تنازل عن القضية وفى حالة عدم التوقيع اقرأ على روحك الفاتحة... وهكذا وافقت على التوقيع.

    أخذونا الى مكاتب الخطوط البحرية السودانية – الطابق الثانى حيث اخذونا الى مكتب مدير الاداره والتخطيط فرادى عند دخولى وجدت ضابط امن ورئيس ديوان النائب العام لولاية البحر الاحمر محمد سعيد وزان المستشار القانونى لهيئة الموانى البحرية وضابط امن الشركة خالد عمر خيال وضابط شئون الافراد حسن محمد صالح وبدون اى نقاش اعطونى ورقة وطلبوا منى التوقيع بالتنازل عن حقوقى فى القضية المرفوعة ضد البحرية السودانية فى ميناء انتويرب وفعلاً وقعت على الورقة ووقع زملائى التسعة ايضاً"
    (من شهادة الضحية احمد محمد عثمان نقابى فى الموانى البحرية – سيكولوجية التعذيب - ص 73-74 )


    الشهادات اعلاه تمثل جزءاً اصيلا من التاريخ، ومن المهم توضيح ان ذلك التاريخ لم يعد تاريخاً خاصاً بحالات سودانية مرهونه بواقعها الاثنى او الجيوبولتيكى !!! وانما هى حالات انسانية صميمة ، فمثلما كنا ، تاريخياً، قد اضفنا الى الجانب المشرق من إرث البشرية فإن ما تم من تجاوزات تصم عنها الآذان في ظل الإنقاذ يمثل اضافاتنا الى ذلك الجانب المظلم فى التاريخ البشرى . و هي إضافات اصبحت مكمناً و مثاراً لقلق الإنسانية جمعاء ، مما جعلها تتخطى المطالبة الساذجه بنسيان التاريخ، ذلك التاريخ الذي اصبحت جزءاً منه!!!.

    نحن لن ننس ذلك التاريخ ، بل سنصعد مع تجاوزاته إلي الذرى التي إرتقتها لنُشهِد و نسجل إغتيال مواطن سوداني اُستشهد تحت التعذيب لكيما نجعله راسخاً في الذاكرة الإنسانية:

    " تعد واقعة تعذيب الطبيب د. علي فضل احمد من ابشع حوادث التعذيب التي شهدها السودان مؤخراً في ظل حكومة حزب الجبهة ففي 30 مارس 1990 اقتيد الشهيد من منزله الي مكانٍ مجهول ، و قد تأكد لاحقاً ان تعذيب الشهيد بدأ ليلة إعتقاله في احد البيوت السرية و اصيب في نفس اليوم بجرح غائر في جانب رأسه.. تمت خياطة الجرح في ذات موقع التعذيب ثم بدا تعذيبه مجدداً، و في 20 ابريل 1990 تصاعدت وتائر التعذيب كثافة و شدة ، و دخل حيزاً وحشياً و دامياً.. و في مساء نفس اليوم اصيب بضربة او عدة ضربات في راسه نجم عنها نزيف داخلي في الدماغ تسبب في تدهور حالته الصحية و اكدت التقارير الطبية اللاحقة ان الشهيد وبسبب من التعذيب المتواصل لم يكن قادرًا بل و حرم من الاكل و الشرب و حرم كذلك من النظافة و الاستحمام علي مدى تلك الفترة. و في الساعة الرابعة و النصف من صباح يوم21/4/1990 احضر الشهيد الي المستشفى العسكري بامدرمان في حالة غيبوبة تامة و في الساعة الخامسة صباحاً و بسبب حساسية الموقف و طابعه المروع إضطر قائد السلاح الطبي لاستدعاء الاخصائي المشرف الذي امر بفتح الاسمال الملتصقة بجسد الشهيد بواسطة مقص و حينما ادير الشهيد علي جانبه فاضت روحه الطاهرة.
    و قد سجلت الحقائق التالية:
    1- جرح بالراس غائر ، تقيح، عمره ثلاثة اسابيع.
    2- مساحة 3،5 في 3 بوصة منزوع منها شعر الراس إنتزاعاً.
    3- البطن منتفخة ، و تأكد باستخدام القسطرة ان المثانة فارغة و الارجح ان الحالة من نزيف بداخل البطن.
    4- كدمات باحد العينين و بالاحرى آثار حريق (اعقاب سجائر) " (من حيثيات استشهاد د. علي فضل- سيكولوجية التعذيب – ص 47 ـ 48 .)

    ان خروقات حقوق الانسان لا علاقة لها البتة بدينٍ او مذهبٍ معين ، بجنسيةٍ او عرقٍ محدد ، و إلا فما الذى يربط بين والي الكوفة ـ خالد بن عبد الله القسري ـ في عهد هشام بن عبد الملك ، الذي " حينما اخذ الجعد ـ اي الجعد بن درهم ـ الكاتب ـ و قال و هو علي منبر الكوفة ، ضحوا يرحمكم الله و هذه اُضحية امير المؤمنين هشام ، ثم ذبحه عند باب المسجد تقرباً لله " ( الزندقة و الزنادقة ، تاريخ و فكر ـ محمد عبد الحميد الحمد ـ ص 51 .). ما الذي يربط بين خالد القسري و فالدز الحاكم العسكري لغرناطة وقت انهزمت الجمهورية و الذي كان يقوم بإستجواب الشاعر غارسيا لوركا قبل إعدامه ، قائلاً :
    " غارسيا لوركا ـ فال بصوتٍ شديد البطء ـ أقرر إدانتك بالخيانه لبلدك و مسقط راسك إضافة علي كونك مدان تجاه طبقتك..مدان تجاه كل الذين خدعتهم و ضللتهم بكتاباتك.. ـ توقف قليلاً كي ياخذ نفساً و هو يتكئ باطراف اصابعه علي مكتبه و قال أخيراً، و هو يشدد علي كل كلمة يلفظها :ـ احكم عليك ان لا تكتب إطلاقاً بعد اليوم "( هيجان ـ محاكمة و قتل لوركاـ سرد جوزيه لويس دي فيلالونغا ـ ص 174 ).

    و سؤالنا ما زال يذهب في وجهته نفسها ، ما الذي يربط بين هذين الطاغيتين و الآخر صلاح غوش ـ رئيس جهاز الامن الحالي ـ الذي لم تفوته فرصة الاستمتاع بحضور احدى جلسات تعذيب العميد محمد احمد الريح ؟!!!!
    قطعاً ، لا شئ يربط بينهم ، لا مذهب و لا عرق ، سوى انهم بشرٌ و صغار طغاة، ابناء لسلطة ذات طبيعة واحدة...قائمة علي البطش و التنكيل و إزدراء حق الانسان في الحياة !!! رغم إختلاف عصورهم التاريخية!!!.

    مما لا شك فيه ان الراى العام العالمى تخطى العاطفة فى تناوله لقضايا حقوق الانسان. فلقد اصبح المقياس اخلاقيا صارماً، لا حياد عنه لان الانسانية ما زالت تستحضر تجاوزات الماضي المريعة، بشئ من الغضب والاستنكار، ولقد لخص بيرنهاردت ج هروود ذلك فى اشارة بليغة الي حادثة تجريم بالهرطقة تمت فى حق بعض الفرنسين فى عام 1313م حين قال ،" و اخيراً ، فى عام 1313م اختتم المشهد الاخير من هذه المأساة بأحراق الزعيم الاكبر، جاك دوموليه ومرافقة غى زعيم نورمانديا. انه لمن الصعب تصور ماهو اكثر بشاعة – وما هو معيب اكثر للسلطان – الذى بدأ, وللبابا الذى ايد وللعصر الذى تسامح، مع هذا الظلم الرهيب. ان تمكن حقد قلة من الناس من اختراع تهمة كهذه هو امر مهين لكل غيور على جنسه. اما ان يقبله الملايين فهو اكثر اهانة".(تاريخ التعذيب ـ بيرنهاردت ج هروود ـ ص 63 .)


    عموماً كجزء من الحركة العالمية لمدافعى حقوق الانسان قد آلينا على انفسنا المضي فى ملاحقة كل مرتكبى جرائم حقوق الانسان، وسوف لن نألوا جهداً فى ان نتحقق العدالة ... كنت اود مخلصاً لو ان دعاة "نسيان التاريخ " ومزينى شعار " " عفا الله عما سلف" ، لو امتلكوا شيئاً يسيراً من بصيرة الكاتب بيرنها ردت ج هروود او قليلاً من شجاعته حين قال:
    " وعلي الرغم من اننا لا نحب ان نعترف بالامر إلا ان أسوأ الفظاعات التي إرتكبها اسلافنا الاوربيون إنما أرتكبت باسم الرب و الوطن و الصالح العام " ( تاريخ التعذيب ـ ص 53 ـ )

    فهذا منحاً، بالقطع ، غير كونه ينطوي علي شجاعة نادرة، فإنه يعطي املاً باهراً في مستقبل معافى تصان فيه حرمة الانسان وتقدس.

    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 06-06-2006, 03:16 AM)

                  

06-06-2006, 11:23 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    الاخ صديق.

    أي تأجيل للعدالة يعني عدم عدالة.

    دينق.
                  

06-06-2006, 11:42 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)

    الاخ دينق

    تحياتي

    اشكر لك مرورك الكريم الذى سعدت به.

    نعم العدالة المؤجلة قد تعني إنعدام عدالة، و لكنه انعدام مؤقت . و ما يجعلني اقول ذلك و اقتنع به هو ذلك التحول العميق في مسار حقوق الانسان خاصة علي مستوى الاهتمام الانساني بها اي العالميا، هذا من ناحية اما ما هو اهم و يمثل نقطة تحول بالنسبة لنا نحن السودانيين هو ذلك الموقف الذي اتسم بشجاعة غير مسبوقة و الذي قام به ضحايا التعذيب انفسهم حين كسروا حاجز التابو و تخطوا الموانع النفسية و الاجتماعية و حكوا تجاربهم و ما تعرضوا له من تجاوزات لم تكن لتخطر ببال اي انسان سوي !!! كان ذلك الموقف هو الخطوة الحاسمة التي استدعت ذلك التحول في مسالة حقوق الانسان في السودان مما حعل المطالبة بتقديم الجناة للعدالة امراً واجباً و اخلاقياً...و في نفس الوقت جعل التعاطي مع شعار " عفا الله عما سلف" مختلفاً هو الآخر.

    لك مودتي،

    صديق عبد الهادي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de