|
في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً
|
في إثر العدالة المؤجلة
أو توجس الطغاة
علي احمد كرتي .. مثالاً المقال الأول.
صديق عبد الهادي / فلادلفيا.
بدعوة من عضو الكونغرس السابق و الجمهوري مارك د. سيلجاندر من ولاية متشجان، قدم السيد علي احمد كرتي في زيارة خاصة إالي الولايات المتحدة الامريكية . و الارجح ان المجموعات الإسلامية النافذة في ولايات غربي الوسط الامريكي قد لعبت دوراً اساساً في ترتيبها ، و ذلك بحكم ان تلك الجماعات الإسلامية لها علاقات وطيدة بالحزب الجمهوري من قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م ، و هي لا تزال تحافظ ، والي حدٍ كبير، علي تلك العلاقات العضوية ، رغم موقف الحزب الجمهوري القاسيي و موقف قادته من متطرفيها ، إلا انه من الارجح ان المحافظة علي تلك العلاقات ـ حمالة الأوجه ـ هي من باب "التقية" ، و هو بابٌ اتقنت الحركة الإسلامية السودانية إرتياده لدرجة ذابت عندها الحدود المعلومة بين الدين و النفاق !!!.
لم تكن زيارة السيد علي احمد كرتي معلنة لا علي مستوى توقيتها و لا علي مستوى تفاصيل برنامجها!!! و في نفس السياق غير المعلن جاء علي كرتي في زيارة الي مدينة فلادلفيا في ولاية بنسلفانيا بترتيب من النادي السوداني الامريكي ، و هو منظمة او جمعية غير معروفة بالنسبة للغالبية العظمى من السودانيين في المدينة. و قد إتضح انها جمعية خاصة بنشطاء إسلاميين.
الامران كلاهما عادي و مشروع ، إن كان ذلك فيما يخص عدم معرفة الناس بتلك الجمعية ، او فيما يتعلق بضمها نشطاء إسلاميين . لا غضاضة في ذلك البتة ، إلا ان الامر غير العادي هو الخروج عما الفه السودانيون من تقليد للعمل السياسي في مدينة فلادلفيا منذ إستقرارهم الاول ، و ذلك التقليد هو ليس فقط إعلان قدوم الوافدين السودانيين من ساسة و مفكرين، بل و الإحتفاء بهم غض النظر عن الإتفاق او الإختلاف السياسي معهم . و حتى لا يرمى الكلام علي قارعة العواهن اورد اسماء بعض منْ شرفوا السودانيين في فترات مختلفة، و في وضح النهار مع سبق الإعلان و الإلحاح علي الحضور... حضور كل السودانيين... دون حجر او فرز. و الاسماء فيما تضم :
الاستاذة/ سعاد إبراهيم احمد الحزب الشيوعي ، الاستاذ/ علي محمود حسنين الحزب الإتحادي ، الاب/ عباس فلب غبوش الحزب القومي ، د. الشفيع خضر الحزب الشيوعي ، الاستاذ/ سيد احمد الحسين الحزب الإتحادي ، الاستاذ/ باقان اموم الحركة الشعبية ، الاستاذ/ احمد إبراهيم دريج الإتحاد الفدرالي ، د. صدقي كبلو الحزب الشيوعي ، الاستاذ/ ياسر عرمان الحركة الشعبية ، الاستاذ الراحل/ الخاتم عدلان حركة حق ، وفد حركة تحرير السودان قادماً من ابوجا ، و اخيراً وفد حركة العدل و المساواة قادماً من ابوجا ايضاً.
و ذات مرة إعتذر السيد الصادق المهدي عن الحضور الي فلادلفيا لضيق وقته .
كل هولاء الساسة و المفكرين جاءوا الي مدينة فلادلفيا و التقوا بالسودايين في لقاءاتٍ مفتوحةٍ ، تناولوا فيها قضايا وطنية متشعبة و صعبة ، و وُجهوا باسئلةٍ اصعب، تصدوا لها قدر إستطاعتهم. و لكن علي المرء ان يتساءل لماذا إختار اعضاء الجبهة الإسلامية ، او بالاحرى تلك الجماعة الإسلامية المتطرفة ، الخروج عن ذلك المألوف و حجب الناس عن اللقاء بمسؤلٍ في قامة السيد علي احمد كرتي ... قامته ، بالطبع ، بين اعمدة نظام الإنقاذ ، و قامته في الإرتباط بما يدور حول قضايا حقوق الإنسان في السودان!!!.
في مسلك تلك الجماعة الإسلامية ، لا اقول ان الطبع قد غلب التطبع ، بقدر ما انني اميل الي ترجيح الاهمية و المهام المرتبطة بزيارة السيد علي احمد كرتي الي الولايات المتحدة الامريكية بشكلٍ عام، و الي مدينة فلادلفيا بشكلٍ خاص !!!.
عموماً ، توفر الناس علي المعلومة و من ثم كان حضورهم للقاء بعد تقصيٍ و إتصالاتٍ عديدة. و هنا لابد من الإشارة الي حقيقة ان الناس في تقصيهم ذلك و إلحاحهم كانوا مدفوعين ، علي حد القول الدارجي السوداني ، برغبة " اسياد الرايحة " !!!. علي كلٍ كان من الممكن ان يكون لذلك اللقاء حضورٌ وفير و غير مشهود من ذي قبل ، إلا ان النفور من الآخر و الذي يسببه إحساس اعوان النظام بالإنغماس في وحل الجريرة ، قد حال دون ذلك .
تبيّن ان قضية دار فور كانت هي محور اللقاء ، إلا ان اهل دار فور من السودانيين في مدينة فلادلفيا تمّ تغييبهم ، و كأن مكة لا اهل لها و لا شِعاب !!!. و لكن برغمه جاء نشطاء دار فور ، ليس فقط كـ" اسيا د رايحة" و إنما اصحاب حق، ذووي ضحايا و مدافعي حقوق إنسان ، مما جعل صوتهم اكثر قوةً و ادقّ تحديداً.
كان لابد من هذه المقدمة المقال ، لاننا في المقال الذي يلي سنقدم الإجابة عن السؤال " لماذا تصبح ملاحقة اعوان النظام واجباً مقدماً ؟".
نواصل...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)
|
الاخ نصار
سلام
كل الشكر علي المرور الكريم... مما لا شك فيه اننا آلينا علي انفستا القيام بمهمة التصدي لقضية حقوق الانسان الي ان تتحق العدالة... لقد ناء ظهر الشعب السوداني من حمل "عفا الله عما سلف"...فلابد من رد الحق و الإعتبار لضحايا تجاوزات حقوق الإنسان التي إرتكبها نظام الجبهة الإسلامية في السودان.
اكرر شكري و إمتناني بوقفتك.
تحياتي،
صديق عبد الهادي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)
|
العزيز
صديق عبدالهادى لك التحية
لا يتخفى فى استار الليل الا القتلة و المجرمين و عسعس الدولة الاسلاموية الذين يخشون من عدالة الارض و ان افلتوا منهاالان فحتما لن
يفلتون من عدالة السماء.
وذى ما قال المشير البشير الحرامى فى راسو ريشة... وربما خشى كرتى من دقة الترابى ( سلمت يدا اخانا هاشم بدرالدين) وخصوصا ان
فلادلفيا معروفة بتجمع المعارضين و الشرفاء من اهل بلادى
ارقد عافية
فتاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)
|
Quote: لكن علي المرء ان يتساءل لماذا إختار اعضاء الجبهة الإسلامية ، او بالاحرى تلك الجماعة الإسلامية المتطرفة ، الخروج عن ذلك المألوف و حجب الناس عن اللقاء بمسؤلٍ في قامة السيد علي احمد كرتي ... قامته ، بالطبع ، بين اعمدة نظام الإنقاذ ، و قامته في الإرتباط بما يدور حول قضايا حقوق الإنسان في السودان!!!.
|
الاخ صديق
والاعزاء جميعا
سلام
كنت قبل اللقاء الذى نظمة فى الظلام اعضاء الجبهة الاسلامية مع على كرتى فى فلادلفيا, اشعر ببعض الأمل نتيجة المتغيرات التى تمت فى السودان, ان يتواضع كرتى ,واعضاء حزبة بالاعتراف والاعتزار على الاقل لضحايهم...والعمل بكل اخلاص مع الجميع لمحو الاثار البغيضة لممارساتهم التى امتدت لسنوات طويلة,ولكن واقع الحال يؤكد بكل اسف ان الاجرام, والاصرار علية جزء اصيل فى تكوين هذه الجماعة. احييك على هذه الكتابة الذكية ..والاسئلة المهمة التى تضع الامور فى نصابها الصحيح ...وفعلا قضايا حقوق الإنسان والإنتهكات التى تمت بقصد وشمول فى عهد الإنقاذ, لا تسقط ابدا مالم يعاقب كل من شارك فيها..بالتخطيط والتنفيذ,وترد كل الحقوق الى اهلها,ويرتضى من وقع عليهم الاذى المباشرحكم العدالة والقانون ..وهى بهذا المعنى قضايا للمستقبل والاستقرار وبناء الوطن بالكفاءة والتنافس الشريف بين جميع ابناءة وبناتة.
شكرا وتحياتى للاخ العزيز ....نصار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في إثر العدالة المؤجلة أو توجس الطغاة ..... علي كرتي مثالاً (Re: صديق عبد الهادي)
|
الاخ دينق
تحياتي
اشكر لك مرورك الكريم الذى سعدت به.
نعم العدالة المؤجلة قد تعني إنعدام عدالة، و لكنه انعدام مؤقت . و ما يجعلني اقول ذلك و اقتنع به هو ذلك التحول العميق في مسار حقوق الانسان خاصة علي مستوى الاهتمام الانساني بها اي العالميا، هذا من ناحية اما ما هو اهم و يمثل نقطة تحول بالنسبة لنا نحن السودانيين هو ذلك الموقف الذي اتسم بشجاعة غير مسبوقة و الذي قام به ضحايا التعذيب انفسهم حين كسروا حاجز التابو و تخطوا الموانع النفسية و الاجتماعية و حكوا تجاربهم و ما تعرضوا له من تجاوزات لم تكن لتخطر ببال اي انسان سوي !!! كان ذلك الموقف هو الخطوة الحاسمة التي استدعت ذلك التحول في مسالة حقوق الانسان في السودان مما حعل المطالبة بتقديم الجناة للعدالة امراً واجباً و اخلاقياً...و في نفس الوقت جعل التعاطي مع شعار " عفا الله عما سلف" مختلفاً هو الآخر.
لك مودتي،
صديق عبد الهادي.
| |
|
|
|
|
|
|
|