مريم عبد الرحمن: سر مأساتنا صراخنا أضخم من أصواتنا وسيفنا أطول من قاماتنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 09:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2006, 02:58 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مريم عبد الرحمن: سر مأساتنا صراخنا أضخم من أصواتنا وسيفنا أطول من قاماتنا

    مريم عبدالرحمن تكس
    السرُّ في مأساتنا
    صراخُنا أضخم من أصواتِنا
    وسيفُنا
    أطول من قاماتِنا
    لكني لم أجد السر الذي جعل بعض أهل دارفور، والقوى السياسية المعارضة وبعض المحللين والمراقبين، لم أجد السر الذي جعل هؤلاء واولئك يتوقعون أن تأتي مفاوضات ابوجا باتفاقية أقوى واشمل وأوفى لحقوق دارفور من تلك الاتفاقية الهشَّة الموقَّعة في 5/5/2006م بأبوجا؟
    هل كان هؤلاء وأولئك يحسنون الظن «بالحس الوطني» لدى الحكومة لذلك فاجأتهم الوثيقة الهشَّة؟
    هل أهل دارفور في الخرطوم وعموم أهل السودان ظلوا وقوفاً بأبواب الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي وأمام سفارات أميركا وفرنسا وبريطانيا متظاهرين ضد سياسات الحكومة التي لا تقر الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية لأقاليم السودان المختلفة، سيما دارفور؟ بل هل حتى تظاهروا إحتجاجاً على استمرار المأساة الانسانية واعتصموا وقاموا بعصيان مدني مطالبين بايقاف المشاريع القومية الكبرى كافة والقمم الاقليمية باهظة التكاليف لأجل الجياع والعراة المشردين من ديارهم في دارفور وفي غير دارفور باعتبارهم سودانيين؟
    وقبل هؤلاء واولئك هل توحد ابناء دارفور من المفاوضين في ابوجا حول قضيتهم ودفعوا برجل واحد يفاوض عنهم، لأنهم لا يختلفون في المطالب والحقوق والأهداف؟
    هل تضامنت منظمات المجتمع المدني بما فيها الاحزاب وأنشأت صندوقاً مالياً تُرسل من حصيلته الوفود تباعاً لتساند المتفاوضين في ابوجا كما تفعل الحكومة التي ترسل الوفود التي تخذل مطالب الحركات من حرُ مال الشعب السوداني لتخدم أهداف وغايات المؤتمر الوطني بنوايا لا تعرف الوطن ولا مستقبله ولا استحقاقاته؟.
    ثم كيف تفاجأ الرأي العام السوداني بهشاشة الاتفاقية، وكيف أصلاً تسنى لهذا الرأي العام أن يتوقع اتفاقية ذات حقوق سياسية واقتصادية؟ ألم يصوِّر إعلام الحكومة القضية في بدايتها على أنها قضية أمنية ستحسم بضربة واحدة، ومنعت الصحف من تناولها.
    وحده الاستاذ محجوب محمد صالح رفع صوته بوطنية جهيرة كلَّفته إيقاف صحيفته!! ألم يسمح إعلام الحكومة فقط لكتاب الاعمدة الذين صوروا القضية على أنها صراع قبلي، ثم نهب مسلح، ثم عرب «وزرقة»، ثم أطماع قبيلة تود إنشاء دولة؟ هل خرجت المظاهرات تندد بهؤلاء وتقاطع صحفهم وتقذفها بالحجارة لتؤكد للرأي العام أن القضية هى قضية حقوق سياسية ومدنية عادلة تتعلق بإعادة هيكلة الدولة وارساء أسس العدالة الاجتماعية على معايير ثابتة؟.
    كيف نتفاجأ بوثيقة سلام هشَّة وابناء دارفور المنتسبون للمؤتمر الوطني والمنتفعون منه لا يملون من ترديد أن الحركات لا تمثل إلا «2%»، واحسنهم قولاً يقول «10%» أمام «الاجاويد» الكبار من المجتمع الدولي، فكيف يجود هؤلاء باتفاقية شاملة ووطنية ومستقبلية؟ على أن قادة الحركات أنفسهم ليسوا ببعيدين عن المسؤولية إزاء عدم توحدهم وصبرهم على بعضهم البعض... لقد شاهدت السيد يان برونك في حالة يرثى لها، وهو يقطع ردهات فندق شيدا، فقد ظل ردحاً من الزمان مؤمناً مصدقاً بأن صراع دارفور هو صراع «زرقة وعرب»، واذا به يرفع حاجبيه الكثيفين دهشة للخلاف بين مني وعبدالواحد، وكاد يصعق عندما انشقت مجموعة الـ «19» من عبدالواحد، لذلك لم اتفاجأ بحديث السيد جاك استرو وهو يتوعد بأن صبر المجتمع الدولي بدأ ينفد! ولم أكن اتوقع أن تصاب حكومة المؤتمر الوطني بالرشد الوطني فجأة فتعطي أهل دارفور حقوقهم المشروعة إقليماً وتمثيلاً في رئاسة الجمهورية لا يقل عن نصيب الشمالية والجنوب وتعويضات فردية لا تقل عن تعويضات متضرري سد الحماداب مع اعتذار لأهل دارفور، لم أكن أتوقع أن تصبح الحكومة راشدة بين يوم وليلة، والمجتمع الدولي قد نفد صبره منطقاً ومالاً بهذا الحال، من أين تأتي الاتفاقية راضية مرضية؟!
    لقد كان د. عبدالوهاب الافندي فذَّاً في تحليله وتوقعاته فقد كتب في 4 ديسمبر 2005م في «القدس العربي» مقالاً بعنوان «السلام الهش في السودان أمام تحدي دارفور»، لفائدة القارئ سأقتطف فقرات من مقال الافندي: يقول عن موقف المفاوضين:
    «من هنا فإن المفاوضين باسم أهل دارفور سيجدون أنفسهم مواجهين في هذه الجولة بعرض يشتمل على حكم ذاتي ونصيب محدود من السلطة في المركز وسيواجهون ضغوطاً كبيرة للقبول به ولن تكون أمامهم خيارات كبيرة لأن خيار العودة الى الحرب غير مطروح حيث أنه سيؤدي الى المواجهة مع قوات حفظ السلام الافريقية والمجتمع الدولي. هذا بالاضافة الى الانقسامات الحادة التي تواجهها حركات التمرد نفسها مما يضعف موقفها التفاوضي أكثر».
    ثم يواصل د. الافندي تحليله متحدثاً عن خيارات المفاوضين:
    «حركات دارفور تجد نفسها أمام أحد خيارين الأول أن تقبل بالعرض المقدَّم لها وتدخل المعترك السياسي على أمل أن تحقق عبر التحالفات السياسية والعملية الانتخابية ما عجزت عن تحقيقه عن طريق السلاح». ليختم د. الافندي مقاله الذكي:
    «وربما يكون من الحكمة أن يقبل مفاوضو دارفور بأفضل العروض المطروحة حتى لا يتكرر ما حدث لهم في السابق حين فوتوا فرصة اشتداد الضغوط الدولية على الحكومة وعدم نضج اتفاق الجنوب للحصول على شروط تفاوضية أفضل، وعلى مفاوضي دارفور أن يدركوا أن الخيار العسكري بالنسبة لهم قد انتهى، فالمجتمع الدولي لن يسمح لهم بشن الحرب على حكومة الوحدة الوطنية أو أن يهددوا اتفاق السلام، وبافتراض أن ذلك حدث فإن هناك حدوداً للدعم الخارجي المتاح لأي عمل عسكري. ولكن إنهاء المرحلية العسكرية ليس نهاية المطاف لأن هناك صراعاً سياسياً سيبدأ مع انطلاق المرحلة الانتقالية، والباب مفتوح فيه لعرض القضايا وحشد الدعم وخيار التحالفات والأهم من كل ذلك هناك حاجة الى عمل طويل وشاق من أجل توحيد مواقف ورؤى أهل دارفور حول حاضر ومستقبل الاقليم، وحول افضل الطرق لحل قضاياه العالقة». انتهى حديث د. الافندي. ولقد صدقت نبوأته لأنها صدرت عن عقل لا تشوبه الأطماع السياسية والمكاسب الشخصية الضيقة.
    نعود لاتفاقية سلام دارفور... اذاً انطلاقاً من الخلفية التي أتت منها إتفاقية السلام يمكننا أن نقول بقوة وثبات إن مني اركو مناوي كان ذكياً وشجاعاً عندما وقَّع على الاتفاقية بل كان أميناً وصادقاً في حرصه على الترتيبات الامنية وحق المقاتلين الذين لولاهم لما كتبت دارفور صفحة جديدة في تاريخ علاقتها بالمركز، ولولا توقيعه على الاتفاقية في اللحظة الحاسمة التي حددها العالم ضاغطاً، لكُتب هؤلاء المقاتلون في دفاتر التاريخ (مرتزقة)، كما كُتب ابناء دارفور من قبلهم عندما حاولوا اسقاط نظام نميري الاستبدادي غزواً، ولضاعت حقوقهم كما ضاعت تضحيات جيش (الامة) وجيش (الفتح).
    أما الضعف بل الظلم في جانب السلطة والثروة فيمكن معالجته إذا توفرت الارادة في الانتخابات القادمة ومع ذلك نعود لنقر بثبات وقوة ان الاتفاقية مع هشاشتها كوَّنت ضميراً وطنياً تجاه قضايا الوطن، وهذا الوعي انجاز في حد ذاته أكبر من كل المناصب المحفوفة بالمؤامرات. لم يعد مهماً إيداع هذه الاتفاقية للبرلمان أو مجلس السلم والأمن الافريقي بأديس أبابا أو حتى المجلس الثوري لحركة التحرير، بل المهم ايداعها في ضمير شباب دارفور وبايداعها في وجدانه وعقله عليه أن يسعى -أي الشباب- سعياً حثيثاً إلى تحرير نفسه من القبلية والانقسامات والاهواء الذاتية، وإلى تحرير ارادته من كل ما يقعده عن بناء دارفور التي تشرَّد اهلها الذين لم يعرفوا التنمية أو الاستقرار أو التنعم بخيرات أراضيهم، والذين لا يزالون يكابدون من أجل جرعة الماء النظيفة... على شباب دارفور أن يتحرر من كل القيود التي تقعده عن مسح دموع الامهات والاخوات والأيتام، وأن يَجُبْ يوم 5/5/2006 ما قبله من خلافات، وأن تكون حقارة حكومة المؤتمر الوطني لاهل دارفور حافزاً للعمل بتضامن وحس وطني رفيع لبناء مفاهيم جديدة تهزم الإنتهازية الوطنية.
    إن الانيميا الوطنية التي يعاني منها أهل المؤتمر الوطني حرمتهم من شرف تطبيق CPA بفعالية وحرمتهم من كتابة DPA مُشرِّفة لتصبح لهم تاريخاً ناصعاً، ولا يزال الوهن والكساح الوطنيين يقعداهم عن الشرف. وأرجو أن لا يتفاجأ أحد إذا جاءت EPA ضعيفة وهشَّة وعلى السودانيين في عموم ربوع الوطن العزيز أن لا يتعاموا عن الحقائق الموضوعية التي يعاني منها أبناء أقاليم السودان المختلفة، مجاراة لقصر نظر المؤتمر الوطني الذي لا يرى الوطن إلا أجزاء... ولنا عودة للإتفاقية محتوىً وتطبيقاً، وللاجيال الناشئة التي سترث هذا الوطن المعطاء.
    أقول ما قاله نزار قباني:
    نُريدُ جيلاً غاضباً
    نُريد جيلاً يفلح الآفاقْ
    وينكش التاريخ من جذوره
    وينكُش الفكر من الأعماقْ
    نُريدُ جيلاً قادماً مختلف الملامحْ
    لا يغفر الأخطاء لا يُسامحْ
    لا ينحني لا يعرف النفاقْ
    نُريدُ جيلاً، رائداً، عملاقْ


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147503812
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de