كلمة لمنتدي صحيفة المشاهد في الإحتفالية بالذكري العاشرة لرحيل الكروان مصطفي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 03:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2006, 08:56 AM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلمة لمنتدي صحيفة المشاهد في الإحتفالية بالذكري العاشرة لرحيل الكروان مصطفي

    عندما يتحدث أهل السودان في مهاجرهم وفي داخل الوطن العزيزعن جماليات الغناء للوطن ، فإن سحائب الحزن سرعان ما تتجمع لتغطي مساحات الزمن فيتذكره معجبو فنه في كل المهاجر القريبة والبعيدة وفي داخل الوطن الذي كم تغني له الكروان الراحل مصطفي سيد أحمد الراحل بتلك اللغة الجديدة التي إكتشفها خيال شعرائه الشباب الذين خبروا في ذلك الكروان تلك القدرات الموسيقية التطريبية الهائلة ،بمثلما خبروا فيه الحس الوطني المتجرد ليترجم مفردات أولئك الشعراء ألحاناً شجية تحمل دفئاً عجيباً لا يشعر به إلا من إمتلك الحس الرهيف الممزوج بالإنحياز العميق لقضايا وآلام وآمال وتطلعات شعب السودان الذي كتبت له المقادير أن يعيش مأساة معاناة ظلت تحيط به إحاطة السوار بالمعصم ، فلم يستطع منها فكاكاً ، لم يقدر علي تحقيق بعض أمانيه ورغباته المشروعه في كل شيء ، لم يتمكن من أن ينعم بالسلام وبخيرات البلاد المتعددة ومنها العمل الشريف القويم والجسم المعافي السليم والحفاظ علي العش الهاديء والمتواضع الذي يسعد به ويمارس دوره الطبيعي في تكوين أمة جديدة تعمل بمفاهيم جديدة ولصنع أجيال نظيفة جديدة لاتلتفت أبداً إلي المال الحرام أوالسكن الفاخر الحرام أوعيشة الهلع الشرهة الحرام 0فكان مصطفي سيدأحمد ومجمل شعرائه يخاطبون خيالات هذا الجيل بكل ما ظلوا يتمنون ويحلمون به من أشياء جميلة كباقي شباب الدنيا لعلها تتحقق، أو يتحقق بعضها0
    فقد أحب هذا الجيل كروانه الراحل الذي كان يترنم بأرق وأعمق المفردات المكتنزة بأعذب الألحان0 ومصطفي سيد احمد كان قد نذر حياته لرسالة الفن الرفيع ، فكان بذلك يؤسس لقيام مشروع متكامل لتطوير جزء عزيزمن التراث المتعدد الألوان عند شعب السودان بحيث لا يمكن تجاوزه أو تهميشه أو إلغائه . فهذا الكروان الراحل أتي بمسارات لحنية جديدة وأتي شعراؤه بمضامين جديدة أيضاً ليؤكدوا بواسطتها شيئاً محدداً وهو أن فن الغناء لم يعد طرباً أرستقراطياً محدوداً يمارس داخل الصالونات أو في بيوت الأفراح أو أندية الليل، بل هو فنُُ ملتزمُُ يحتوي علي ثقافة شعبية كاملة تحمل قيماً رفيعة تعمل علي تنقية وتهذيب أذواق الشباب من القول الساقط المبتذل في مجال الفن والشعر الغنائي من كل شائبة ، فكان الكروان يخرج من غرفة غسل الكلي بمستشفي حمد العام بالدوحة ليذهب إلي مسكنه منهكاً ، لكنه كان يجد الورود في إنتظاره ، إنها ورود كان يأتي بها إليه القادمون من أرض الوطن ، كانت الورود نفسها تتلهف في أن يمسك بها ذلك الكروان ليستنشق رحيقها.. رحيق بلاده .. فكان يري فيها ملامح أهله البسطاء في ( ودسلفاب ) بالجزيرة بالسودان ، كانت الورود هي تلك الوريقات البيضاء المتواضعة التي ظلت تقطع مشواراً طويلاً مابين الوطن و خليج العرب غير آبهة ببعد المسافة التي تقارب الثلاثة آلاف من الكليومترات ، نعم... كانت الورود هي ذات الوريقات التي تحتضن اجمل الكلام المعطر بعرق سهر مبدعي بلادنا من شباب الشعراء في كل الدنيا، كتبوها في حالات ترقب كان مقروناً بالأمل في أن تجد طريقها إلي أحاسيس الناس عبر تلك الأنغام الشجية ، فيحتضنها الكروان بكل اللهفة ، فكانت القصائد الراقية تنتظر تلك الأنغام التي تتفجر موسيقاها ألقاً مستديماً ينساب من حزمة الوتر المفجوع الذي تركه الكروان مصطفي سيد أحمد خلفه في الدوحة عندما حمله الطائر الحزين ليواري جسده في ذلك التراب الطاهرفي ودسلفاب الوديعة الوادعة، ليجد أمواج الشباب كالسيل الهادر ينتظره في مطار الخرطوم الذي كان أيضاً حزيناً حينذاك.. أتي الموج الحزين من كل حدب ليقول للكروان كم نحن نشتاق في أن نحمل نعشك فوق أعناقنا وفوق هاماتنا طالما كنت تنشر في دنيانا أفراحاً لا حدود لها رغم عنصر المعاناة التي كانت تظلل حياتك في إغترابك المرير خارج بلادك .. نعم ... كان التعبيرعفوياً في ذلك اليوم البارد في شهريناير من عام 1996م .
    فلقد كان الكروان في سباق مع الزمن في أن يُخرج درراً إبداعية من الفن الأصيل ليكون تراثاً متقدماً ومميزاً يظل مفخرة لكل الأجيال القادمة . نعم.. أتت الجماهيرلوحدها دون ترتيب مسبق وكانت تظللها مشاعر الحب والدهشة (والحزن النبيل) وتغطيها حزمة الأسي التي كانت تلون مساحة الفنون والإبداع بألوان رماديه غير واضحة الرؤية0 وياللحسرة علي إعلامنا ، فلقد غاب التلفزيون يومذاك ، وكأنه لم يشاهد قبلها كيف تقابل تلفزيونات المنطقة نعوش مبدعيها وتعمل علي تخليد ذكري رحيلهم في كل عام ؟ ذلك000لأن المبدع هو جزء من نسيج تراث الشعوب ،لأن هذا التراث هو جزء هام وباق علي مر العصور0 وتلك كانت هي معاناة رموزالثقافة والتراث والإبداع الذي ظلت تلازمه وبصفة مستمرة بسبب مزاجية وحساسية أهل السياسة المترددة تجاه أهل الثقافة والإبداع 0تلك الحساسية التي لم تستطع الأجهزة الفكاك من إسارها إلا مؤخراً ( والحمد لله علي كل حال) .
    ومن المعروف غنائياً كما كتب (عتيق) وتغني بها (بادي) أن -الكواكب إحتفلوا بالقمر_ فكانت الكواكب هي حزمة كل شعراء مصطفي الموهوبين ، أما القمر فقد كان هو كروان الجيل... نعم هو مصطفي سيد احمد الذي اضاء بروعة أشعارهم كل مساحات الزمن. ونحن عندما نظل نكتب دون كلل أو ملل عن منجزاته الإبداعية والوطنية ، نكتب لأننا ظللنا نكتشف في كل مرة أن له رصيداً ضخماً من الألحان المطربه يخرج ضؤها خافتاً في البداية ثم سرعان مايزداد بريقها ولمعانها يوماً بعد يوم ، ونتمني أن يتناقش فيها المختصون في مجال علم الموسيقي والصولفيج ويضعونها في دائرة أبحاثهم في أجهزة الإعلام المختلفة وعليهم أن يحاولوا منهجياً إعداد بحوث جادة حول هذا الكم الهائل من الإبداعات التي ظل يقدمها الراحل مصطفي سيد احمد حتي رحيله، ولنبحث لنعرف لماذا تظل أعماله تقاوم كل الأزمنة حسب إتجاهات الرأي العام الجماهيري، ولماذا ظل الشعراء يمطرونه شعراً وقد كان بعيداً عنهم ، ولم يسبق له أن شاهد بعضهم ولكنه كان يتغني بأشعارهم .
    إن الراحل الكروان مصطفي سيد أحمد كقيمه إبداعية، ستظل إبداعاته تفرض نفسها فرضاً علي مفاصل هذا الزمان وربما مفاصل كل الأزمنة القادمة ، مما يستوجب علي الأجهزة الإعلامية بالخرطوم ( ألا تضرب طناش) من تناول ذكري هذه القيمه الإبداعية ،وأن تقترب أكثر من أحاسيس الناس ومن حبهم وتقديرهم لرموزهم الفنية القومية حتي تكبر وتكبر تلك الأجهزة ( القومية) في نظر أهل السودان الأوفياء طالما كانت الأجهزة ملكاً لهم أجمعين، تلك الأجهزة التي ظلت تزخر بالإعلاميين الجدد وببقية القدامي ، فنحن نثمن ونقدر دوماً الدور المتألق الذي ظلت تقوم به الميديا السودانية بمختلف أشكالها الرسمية والخاصة من وقت لآخر في رحلة تواصلها مع الجماهير بعيداً عن ( المزاج الشخصي).
    فالراحل الكروان مصطفي سيد أحمد قد دخل تاريخ الفنون السودانية المضيئة بجديته وبروعة أعماله المتميزة التي لم تعرف الإبتذال مطلقاً، ولكل ذلك فهي لن تخرج أبداً من ذاكرة التاريخ الفني السوداني ، فقد أصبح مصطفي سيد أحمد واحداً من العلامات الفنية في تاريخ الغناء العاطفي والوطني بالسودان، مما يستوجب الإهتمام الإعلامي والنقدي لكل أعماله.
    وفي الختام نسال الله تعالي أن يتغمد الكروان مصطفي سيد احمد فقيد شعب السودان بوافر رحمته وغفرانه وأن يعوض شبابه الجنة بقدر ما عاني وتعب في هذه الفانية ، وأن يحفظ أولاده من بعده ، كما لا يسعنا إلا أن ندعو بخير الدعاء لكل من وقف مع الراحل الفقيد في الدوحة عامة و لأبناء ودسلفاب الأوفياء بالدوحة وبالسودان وفي الجزيرة هناك ، وللجماهير التي خرجت في يناير عام 1996م لإستقبال جثمانه بمطار الخرطوم خاصة طلاب وطالبات الجامعات والمعاهد العليا في ذلك الزمان قبل عشرة أعوام ، وإلي كل الذين ظلوا يتذكرونه ويكتبون عنه بكل خير عبر كل السنوات الماضية، وأيضاً خير الدعاء لكل الصحف التي ظلت تذكرنا به ، ولا ننسي أولئك الشباب الذين صمموا للكروان مواقع متجددة في الإنترنت، والشكر أجزله لمنتدي المشاهد علي هذا الإنجاز والوفاء المعهود فيهم . مع تحية خاصة لأصدقائي الشعراء- شعراء مصطفي وشعراء الشعب السوداني - بالخرطوم وفي كل أنحاء الدنيا لوقفاتهم الصلبة تجاه الكروان الراحل مصطفي سيد أحمد ، فقد كتبوا لمصطفي ومن أجل شعب السودان أجمل مفردات الشعر السوداني في تاريخه الحديث كله ، وهم خطاب وقاسم وأزهري ومدني وهاشم والقدال وحافظ وجمال وصلاح واباذر وحميد ونجاة وعاطف ويحي والكتيابي وعبدالعال وعاطف وكثيرون غيرهم ونأسف إن نسينا بعضهم، فهم الذين ظلوا علي الدوام قيثارة هذا الشعب الجميل .
    وشكرا جزيلا لكم
    صلاح الباشا / الرياض/ المملكة العربية السعودية
    الأحد 21 مايو 2006م
                  

05-21-2006, 09:43 AM

خضر عطا المنان
<aخضر عطا المنان
تاريخ التسجيل: 06-14-2004
مجموع المشاركات: 5191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمة لمنتدي صحيفة المشاهد في الإحتفالية بالذكري العاشرة لرحيل الكروان مصطفي (Re: Abulbasha)



    الحبيب : صلاح الباشا

    اليك وانت تفتح هذا الجراح الأليم لهذا الفنان الانسان تفاصيل آخر حوار صحفي قبيل رحليه كنت قد أجريته معه ..وذلك أملا في اثراء هذه المادة الفنية الرفيعة ..

    مع خالص الود والتحية ..


    Quote:
    مصطفى سيدأحمد : مستقبل الأغنية السودانية مرتبط ارتباطا عضويا بحال البلد والناس

    مدخل :
    من العلامات الفارقة في تاريخ الأغنية السودانية هو هذا اليوم ( 17/1/1996 م ) .. وهو اليوم الذي غيب فيه الموت روح شهيد الفن والوطن الفنان الراحل/ المقيم مصطفى سيدأحمد ..
    ولأنه حي يسعى بيننا رغم الغياب الأبدي .. ولأنه رمز خالد في سماوات الغناء السوداني الأصيل.
    ولأن ما تركه من فن راق سيبقى عائشا بيننا على مر السنين .. لا لشيء الا لأنه فن حمل في ثناياه الكثير من القيم .. قيم تجري في عروق حياة كل سوداني مجرى الدم .

    ولأنه كان ـ دوما ـ آخر المتكلمين بين الحضور !!!!!!آخرالمتكلمين تأدبا وتحسبا وتألقا وتعففا وعمقاوشفافية .

    لأنه كان كل هذا وذاك .. لعلنا هنا نفسح المجال أمامه .. نعطه المقعد الأمامي .. نتيح له فرصة ـ ولو لمرة واحدة ـ كي يتكلم بنفسه الأبية الرافضة للضيم والظلم والبغضاء ..وبصوته المتعب .. و الذي تعبر عنه حنجرة طالما رحلت بمستمعيه الى سماوات الفن الرفيع .. وحلقت بهم فوق ثريات الأصالة والالتزام .. وأجلستهم على مقاعد القمر الوثيرة .. وهناك أفردت لهم جناحا سرمديا .. وعالما كم رقص الجميع على بساطه الأنيق .. وانتشوا طربا وسكروا من لدن صوت شجي.. وعانقوا ماض تليد تسربل بحاضر ندي وومستقبل آت .
    هكذا كانت حالة الجميع ـ ودون استثاء ـ مع هذا الـ ( مصطفى ) الانسان ..
    فلعلنا هنا نستمع اليه ولو مرة دون أن نقاطعه .. نحن الذين لطالما تحدثنا عنه وفيه وبه !!!!
    تكلمنا جميعا حتى أضحى الحديث عنه ـ لدى ا لبعض منا ـ تجارة !!!ولكن أي تجارة ؟؟؟ !!


    فقد جاء الينا الرجل من غياهب الابداع ورحم الجنون متأبطا نجيمات ضاويات علها تهديه السبيل الى قلوب الملايين من أبناء شعبه .. فكان له ما أراد .

    جاء الينا وفي أعماقه روح شفيفة أغتلناها قبل أن نعرف كنهها .
    ثم غادرنا وفي أحشائه تنام كلية فتاة روسية الجنسية / موسكوفية المولد دون أن نزرع ـ يوم أن احتاجنا ـ كلية واحدة في جسده المنهك!!! أن نعطيه ( كلية سودانية خالصة ) تبدد وحشة قبره .. وتكون له أنيسة في مثواه الأخير .. ورفيقة لدربه في رحيله الأبدي .

    هكذا عاش فينا ولنا .. ولكنه مات غريبا رغم الاحتفاء به من قبل نفر من أصدقائه في منفاه القسري !! ..
    تخيلوا معي ـ يا سادتي ـ أن تموت غريبا في المنفى وأنت تمثل الحياة لدى من أحبوك وعشقوا عطاءك حتى الثمالة !! .
    انها مفارقة المنافي حقا !!!! أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

    لذا فانني أهدي ما أود قوله هنا .. وما سنسمعه من هذا الراحل/ المقيم وعلى لسانه شخصيا الى :
    كل الذين تاجروا باسمه وبفنه .. وكل الذين أثروا من وراء ابداعه .. وكذلك أولئك الذين لا يزالون يحاولون فعل ذلك !!!!!!!
    وكل الذين أخلصوا له وظلوا على العهد والوفاء له حتى وهو في قبره ..فأعطوه حقه
    وفاءا واحتفاءا وتكريما واحياءا لذكراه الخالدة خلود الفن في وطن كم أنهكته جراحات السنين !!!!.
    وكل الذين تنكروا له بعد رحيله وعانت أسرته الكريمة صنوف الضيم منهم ـ كما ورد على رفيقة عمره وزوجته العزيزة بثينة .
    وأخيرا وليس آخرا الى روح المرحومة السيدة الفاضلة والدته الكريمة ( ست الجيل) التي أبت الا أن تلحق به قبل أيام وهو في كنف ربه .

    **********************************************

    أكتب اليكم في هذه اللحظة من عمر الزمان وأمامي صورة لجواز سفره والذي يحمل
    الرقم ( 026990 ) والصادر بالخرطوم في يوم ( 1/7/1991م ) لتنتهي مدة صلاحيته بتاريخ
    ( 1/7/1993 م) الا أن الأختام التي يحملها تبين أنه قد تم تجديده في السفارة السودانية بالعاصمة القطرية الدوحة ..القطرية الدوحة وذلك في يوم ( 6/7/1993 م ) على أن ينتهي في يوم ( 6/7/1995 م ) .. وفي ذلكم الجواز :

    الأسم : مصطفى سيد أحمد المقبول
    المهنة : مغني ومؤلف وموسيقي
    مكان وتاريخ الميلاد : ود سلفاب 1953 م

    هناك ( جيش جرار !!!!!!!) من مدعي صداقته ومرافقته والعارفين بخبايا حياته ـ حتى الخاصة منها !!!! ـ تكلموا .. وتكلموا .. وتكلموا عنه بعد أن أدركوا أنه لن يكون بيننا ثانية !!!!!!!! وبالطبع ـ وحتى لا أكون مجحفا في حكمي وتجريمي لهم جملة واحدة ـ فقد كان من بين ( هذا الجيش الجرار!!!) من هؤلاء الذين عنيتهم هنا من كان له صديقا حميما و لا يزال يكن له حبا عظيما وودا نقيا واحتراما كبيرا وهؤلاء قلة بالطبع كما أعلم ويعلم الثكيرون غيري !!.

    ولكنا بعد أن قرأنا وسمعنا من كل هؤلاء وأولئك .. دعونا الآن نستمع اليه وهو يتحدث .. علنا نستشف في ثنايا حديثه الرصين هذا.. كيف كان يفكر.. وكيف كان يرى الأشياء من حوله وهو على فراش المرض الأخير .

    جاء ذلك في آخر حوار صحفي له كنت قد أجريته معه قبيل رحيله الأليم ..


    والآن دعونا ـ أنا وأنتم جميعا ـ نصلي ـ ولو لبعض الوقت ـ في محراب هذا الـ ( مصطفى ) و نصبح كلنا آذان صاغية لـه وذلكم عبر هذا الحوار الذي لم يكن طويلا كما هو الحال عليه في مثل هذه اللقاءات الصحفية ولكنه كان عميقا لما اتسم به فناننا الراحل من دقة في اختيار كلماته وبعد في أفكاره :

    سؤال : الفنان ـ كما معلوم ـ حالة خاصة .. والفن رسالة انسانية قبل أن يكون طربا ..فكيف يكون الالتحام بين الحالة والرسالة ؟؟ .

    * من أنواع الذكاء : الذكاء الناقد .. الذكاء العملي .. والذكاء الخلاق .

    وعليه فان خصوصية الفنان تأتي من انتخاب الطبيعة له بتأهيله بنوع من ا لذكاء الخلاق .. وكل ذلك يتبدى في نشاطه كانسان .. أي أنه يسعى لتحقيق انسانيته من خلال تفاعله بما يجرى حوله مزودا بهذا التأهيل الفطري .. أي خصوصية حالته تأتي في اطار سعيه لتحقيق انسانيته وذاته .. وفي ذلك علاقة عضوية تنفي أن تكون حالته منفصلة عن رسالته .

    سؤال :أين ترسواليوم مركب تجربة ( مصطفى سيد أحمد ) مع الغناء والموسيقى ؟؟.

    * هي تجربة تتوالد أبعادها من أبعاد .. حيث القضايا مازالت ساخنة وكثيرة .. والتفاعل مع الحياة قائم ولم يفتر بعد .. كما أن البيئة حبلى وثرية .

    سؤال :أين وكيف ترى الوطن في ظل الظروف القائمة حاليا ؟؟؟..

    * أرى أن الوطن يدخل في تحد كبير .. فبالرغم من قسوة التجربة على أبعادها الثلاثة : الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الا أن لها ما بعدها دون شك .. حيث أن التجربة تساهم في اسقاط الكثير من الأقنعة ( مع وضد !!!) ومابعدها يتجاوز كل هذه الأقنعة مترسما ملامح واضحة المعالم ومحددة لا تطولها المغالطات .. أي بمعنى آخر انه في مرحلة هدم وبناء ليس على مستوى الظرف الراهن ولكن على مستوى مفاهيم الماضي وما تعتمرها من تخلخل ومراجعة .. والمفاهيم المطروحة الآن وما سقط منها كشعارات كذبها الواقع خلال الممارسة اليومية وما يتبلور من رؤى جديدة تقود خطوات التغيير .

    سؤال : الوطن والحريةالغربة والابداع ماقولك ؟؟ ومتى يكون الفنان صدى لصوت شعبه ؟؟


    * يمكنني القول بأن التجربة التي يمر بها أهلنا الكرام داخل السودان وخارج حدوده ـ برغم قسوتها ـ الا أنها مفيدة وناقدة لكل ما سبق .

    أما عن الغربة وتجربتها المرة فلا تسلني ياصديقي .. أو ليس من بالداخل يشعر بالغربة الآن ؟؟!!!!!!!!.

    * و للاجابة على سؤالك عن الفنان ومتى يكون صدى لصوت شعبه .. فان الحديث يطول في هذا المقام .. ويكفي أن تنصهر ـ كفنان ـ في معامل معاناة هذا الشعب الذي أنت من صلبه وتنعجن في أفراحه وأتراحه لتصبح لسان حاله في سرائه وضرائه .. وهذا هو الفنان الحقيقي من وجهة نظري .

    سؤال : ماذا عن تجربتك مع المبدع الفنان ( يوسف الموصلي ) ومشاريعكما معا ؟؟

    * يوسف الموصلي صديق عزيز .. وهو بجانب كونه مطربا فهو موسيقي مقتدر وملحن بارع له اسهاماته الواضحة في هذا المجال .. كما أن هما مشتركا يجمع بيننا في مجال طرح تجاربنا بشكل فيه الكثير من الاجادة والاتقان .. فأمامنا الكثير من الأعمال التي نأمل أن نخرجها تباعا على منوال ما سبق أن أنجزناه معا من تجربة لاقت صدى طيبا في نفوس الجماهير والمهتمين على حد سواء .

    سؤال : ما هو جديدك ؟؟ وما قولك عن مستقبلك فنيا وأنت في هذاالظرف المعلوم ؟؟.


    * هناك الكثير من الأعمال الجديدة بمعيتي .. أما هذه الأيام ـ وبرغم ظروفي الصحية التي تتحدث عنها أنت هنا ـ فانني أعيش بصحبة قصيدة لشاعر مصري اسمه ( أحمد صلاح كامل ) وهي بعنوان ( مفتتح الطريق ) كم أرجو أن يقوم حواري هذا معك ـ أخي خضر ـ مقام اخطار له .. فأنا ـ للأسف ـ لم ألتقيه ولكني وجدت قصيدته هذه منشورة بمجلة
    ( العربي ) وقد أعجبتني وأثارت بداخلي الكثيرمن الشجون وحركت مشاعري فعكفت على تلحينها .. يقول مطلعها :

    هذا فرحنا ميت والأرض تلهث في سباق الانفلات
    ونسيت أمومتها أمومتها
    وباعت فرخهاللريح
    أنكرت البراءة في عيون الفجر
    لطير الليل كي يملي القرار
    وأنا أسجل موقفي
    لا اليل قديس ولا القمر انتصار ..


    كما أن هناك قصيدة لصديقي الشاعر السوداني ( محمد مدني )أذكر منها :

    والأرض تحضن بذرة الامكان
    يا رباه
    يا أرض اتخذتك مغزلا
    للحب والاشعار والحقب الجديدة

    أما بخصوص سؤالك حول مستقبلي الفني .. فأنا أعمل وفق برنامج يسعى لانجاز رؤى محددة
    أ حلم ـ ان أمد الله في الآجال ـ أن أنجزها على المستويين : الشكل والمضمون .

    سؤال :ماذا لو سألتك عن اتحادالفنانين لسودانيين وصلتك به ؟

    * وهل تعتقد ـ يا صديقي ـ بأنه يؤدي دوره المطلوب في ظل غياب أو توقف معظم رموزه ؟؟.. ففي الواقع ليس بيني وبين هذا الاتحاد أي اتصال منذ خروجي من السودان .. فهل ترى أنت له أي دور حاليا؟؟.
    سؤال أخير : كيف ترى مستقبل الأغنية السودانية عامة وأنت في منفاك هنا ؟؟
    * بايجاز ـ أخي خضر ـ انه مستقبل مرتبط ـ دون شك ـ ارتباطا عضويا بمستقبل هذا البلد والناس هناك .

    خضرعطا المنان
    [email protected]


                  

05-22-2006, 01:44 AM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمة لمنتدي صحيفة المشاهد في الإحتفالية بالذكري العاشرة لرحيل الكروان مصطفي (Re: خضر عطا المنان)

    يا سلاااااااام .. شكرا ياأستاذ خضـر علي هذا الحوار اللقطة
    حوار قد تجلي فيه الكروان الراحل مصطفي سيد أحمد بمثلما كانت الأسئلة المطروحة عليه في مستوي الحدث .. وقد كان حوارا إبداعيا
    أتمني من عضوية هذا المنتدي أن يطولوا بالهم لقراءة هذا الحوار الشيق المتميز .. بدلا من تزجية الوقت في التراشقات الجميلة أو الذميمة المتبادلة ( لافرق )
    لك التحية والتقدير يا صديقي
    وقد إحتفظنا بالحوار في إرشيفنا الخاص ، لأننا بلاشك سنحتاجه في وقته المناسب من أجل التوثيق لمختلف الأجيال
    شكرا لك مرة أخري ... ودمت لأخيك

    (عدل بواسطة Abulbasha on 05-22-2006, 01:46 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de