]خالي سعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2006, 07:27 AM

حسين حسن حسين

تاريخ التسجيل: 06-21-2005
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
]خالي سعيد

    خالي سعيد
    حسين حسن حسين
    كان خالي سعيد وافر الجسم، طويلاً، يمشي الهوينى، فتظنه أحد هؤلاء الأبطال الفاتحين الذين تقرأ عنهم في التاريخ، فتتمنى لو كنت عشت تلك الفترة الذهبية من التاريخ ، حيث كانت الشجاعة تبدو واضحة، عندما يلتقي المتباريان وجها لوجه، من غير أسلحة تطلق من على ألوف الأميال أو حراس يقفون ليل نهار يحرسون من يجعجع مهددًا، وهو عاجز عن حماية نفسه لدقائق معدودة.
    كان خالي سعيد بهيبته يجبر النساء على أن يتخفين من أمامه، وأجد أمي المعروفة بفصاحتها تتلجلج عندما تتحدث إليه وهي خافضة الرأس، فيزداد إعجابي به، ثم ازداد إعجابًا على إعجاب وأنا أسمع الناس يتحدثون عن بطولاته، وهو يواجه الحاكم العام، ويجادله الحجة بالحجة، وهو يرفض أن يعتدى على أرضه، وهو يدافع عن حقوق الآخرين، ومع أنه قد تكون هناك مبالغات، إلا أنني كنت أزيد عليها، وأنا أحكي لأقراني في المدينة عن خالي المهاب الذي لا يخاف أحدًا، ويخاف منه الناس.
    كان الأطفال يستمعون إلى قصصي التي أنسج كثيرًا منها من خيالي، وهم مبهورون، وكنت أزيد في كل مرة شيئًا جديدًا، ولكن انبهارهم كان ينسيهم زياداتي، بل كأنهم استمرؤوا هذا الشحذ الذي أمارسه لخيالي.
    كان خالي هو أول من أسأل عنه القادمين، وكان كثيرون منهم يستغربون هذا الاهتمام، وكان منهم من يسألني: أإلى هذا الحد تحب خالك، فأجيب بخجل: نعم، ولا أزيد.
    كنت أتمنى لو أعثر له على صورة، ليشاهدها أصدقائي، كنت إذا رأيت ممثلاً ممتلئًا راكبًا على حصان، أتخيله خالي، مع أنني لم أره من قبل على ظهر حصان، ولكنني كنت أربطه بأولئك الفرسان الذين كنت أقرأ سيرهم، وفتوحاتهم.
    مضت السنوات وظروفنا لا تسمح للسفر إلى البلد، كنت مشتاقًا إلى حمارتي البيضاء، وإلى أصدقاء الحي الذين كنت ألعب معهم أحيانًا وأتعارك معهم حينًا، وعند ذلك كنت أعاقبهم بمنعهم من اللعب بكرتي التي كانت سببًا في تقرب كثيرين إليّ، حتى إنني كنت ألعب مع من يكبروني سنًا، مجاملة لي، بل كان الهدف الأول دائمًا من نصيبي حتى يضمنوا عدم زمجرتي إذا لم يمرروا إلى الكرة بعد أن تحمى المباراة، وتشتد المنافسة.
    كان شوقي كثيرًا إلى جدي وجدتي، ولكن كان هناك شوق خاص إلى خالي سعيد الذي ظلت صورته ماثلة أمامي.
    عندما قال لي أبي: إننا سنقضي الإجازة في البلد بعد سبع سنوات من الغياب كدت أطير فرحًا، كنت أتخيل كيف أصبح أقراني، وهل سيتذكرونني، هل لا يزالون يحبون الكرة مثلي، وكنت سعيدًا بما أحرزت من نتائج في الدراسة، وددت لو يرون شهاداتي التي تبين تفوقي، لقد أصبحت اللغة العربية طيعة، وكنت أكرهها من قبل، وأصبح كل شيء بعد ذلك هينًا.
    كنت أفكر وأفكر في الصور التي سأراها في البلد حين أصل إليها، وكانت الصورة الأكثر بروزًا هي صورة خالي سعيد وهو يستقبلنا بجوار اللوري بقامته المديدة، والأطفال يتخفون منه، والنساء يتحاشين محل وجوده، والرجال يتكلمون إليه بأدب وبصوت خفيض.
    كانت أمي تسألني: ماذا ستحمل لجدتك؟
    فأجيب: حفنة من (الشكيم) .. هذا من الكلمات التي ظلت عالقة في ذهني، ويعني ذلك الذخان المعالج بالرماد الذي تضعه جدتي بين شفتها وأسنانها السفلية.
    فكانت أمي تضحك، ولا أدري لماذا؟ أليس هذا هو ما تحبه جدتي؟
    وكانت تقول لي: ما هديتك لجدك؟
    فأقول: عصا جديدة، ولكن أخشى أن يضربني بها كما كان يفعل.
    وتستغرب الوالدة أن أتذكر تفاصيل حكايات سقطت من ذاكرتها.
    وماذا من أجل خالتك؟
    فأقول لها: إدريس الحبشي ليتزوجها؛ لأنني أحبه، وهو من علمني العربية، فتضحك أمي وتدمع عيناها، وتنادي على أبي لكي أسمع ماذا أقول.
    كانت ردود أفعال أمي تجعلني مرتبكًا ومستغربًا في الوقت نفسه، فأنا أقول أشياء طبيعية من واقع الحاجة التي أعرفها، فما الذي يضحكها.
    قالت لي: ماذا ستحمل لخالك سعيد؟
    قلت لها، وقد لمعت عيناي: حصان وسيف كالذي في الأفلام.
    فوجئت بها تخفض رأسها، وتشيح بوجهها عني، استغربت تصرفها، وقلت لها: أعرف ليس ممكنًا، إذن فلنترك الحصان، ونحمل السيف.
    ربتت أمي كتفي، ومرت بيدها على شعري.
    كنت منتظرًا يوم السفر على أحر من الجمر، وبعد أن تحركنا كنت أسأل بعد أن نقطع أي مسافة، كم من الوقت بقي من الرحلة، ومع أنني كنت أشعر بضيق من أتوجه إليهم بالسؤال بسبب تكراري له، إلا أنني لم أكف عن الإلحاح في الإجابة في كل مرة.
    انقضى وقت الرحلة الذي بلغ نحو ثلاثة أيام، وأنا أتحرق شوقًا، وعندما بدت ملامح القرية في الظهور، أصررت على الجلوس إلى جوار المساعد الذي أمسك بي بقوة، وأنا أقول له: أنا رجل مثلك ولا تخشى علي، وعندما أصر على الإمساك بي، تشاغلت عنه باستطلاع المعالم التي تبدو لي بعيدة، وكنت أمد رقبتي إلى الإمام كما لو كنت أريد مسابقة السيارة.
    عندما بدأت السيارة تدخل حدود القرية وددت لو نزلت وسلمت على كل من أقابله حتى أصل محلتنا، وفي الوقت نفسه وددت لو طرت لأحتضن جدتي، وأشم رائحتها التي تغالبها رائحة قش الجروف، وسعف النخيل، والخراف والماعز، كوكتيل معتبر من الروائح يعطي جدتي نكهة خاصة، إلى جانب لسانها الذي يلهج بالدعاء والتراتيل الدينية المترجمة بطريقتها إلى النوبية.
    وجدي الذي يتوكأ على عصاه كم أشتاق إلى تقبيله، وهو يحضنني بوقار ظاهر، أما خالتي، فإنني واثق أنها تعوص القراصة، وبقايا العجين في يدها، تعيدها إلى الإناء بطريقة فنية، ثم تضع يدها في الماء لتتخلص من البقايا، لتعدو لاستقبالنا، وهي تنظم وضع الطرحة على رأسها، لتكشف الجزء الأمامي من شعرها الناعم، ثم تحاول أن تغطي شعرها، ليعود الوضع على ما كان عليه، كأنها تلفت الأنظار إلى شعرها الحريري الملمس.
    وكان قلبي يدق كلما وردت صورة خالي سعيد في ذهني، يا الله كم أشتاق إلى رويته بطلعته المهيبة!
    عندما دخلت السيارة حدود القرية، كنت بدأت أعرف بعض أقراني من الأحياء الأخرى، وكانوا يتهللون كلما عرفني بعضهم، وكانت المعالم تعيد إلى ذهني ذكريات أيام خلت، مع أنني كنت صغيرًا، وكنت أظن أنني نسيت بعض هذه المعالم، ولكنها تقفز لتعود إلى ذاكرتي بأحداث كأنها تقع أمامي اليوم.
    وصلت القرية إلى الحلة، ها هي ذي نخلة والدتي وخالي سعيد تقف شامخة على رأس الجدول الكبير، وها هي ذي نخلة جدي ازدادت وتشعبت، وتشابكت.
    أما المنازل فهي أكثر المعالم تغيرًا، فالقديمة توارت خلف الجديدة، والجديدة كثيرة لا تعد.
    كل الوجوه التي توقعتها تقف أمامي، ولكن صورتهم أفضل من حيث اللبس والمظهر، يبدو أن الاستعداد لاستقبالنا عفاهم من العمل التقليدي، وخصوصًا النساء اللائي بدين في أجمل زينة.
    ارتميت في حضن جدتي أشمها، كما كنت أفعل، قبلتني خالتي بقوة، وأنا أمرر يدي على شعرها الذي ازداد لمعانه وبريقه، وكنت أمسح وجهي بقوة كلما قبلتني واحدة من المستقبلات، وكان أقراني يترددون في تحيتي، فأقبل عليهم مناديًا لهم بأسمائهم، كانوا يستغربون معرفتي بهم، وينظر بعضهم إلى بعض، كنت أتكلم إليهم ولا أجد منهم غير هز الرأس، قالت لي أمي: ستجد صعوبة في التفاهم، أكثرهم لا يعرف العربية ومن يعرف يخجل أن يتحدث بها، حتى لا يظن أنه يتكبر عليهم.
    وتعالت ضحكات النساء، وكان أكثر ما يرددون: مسكين وو بابا.
    كان الشباب مشغولين بحمل الأمتعة، وكان جدي يقف بعيدًا، عندما لمحته جريت إليه، وحضنته، حتى كاد يفقد توازنه، وقال لي بصوت واهن: يا حبيبي جدك ما يتحمل كل دة.
    كان لا يزال محتفظًا بوقاره، وهيئته العامة، ولكن كان بطيء الحركة، وبطيء الكلام.
    سألت عن خالي سعيد، قال لي جدي: إنه في استقبالكم في الداخل.
    سألت: لماذا لم يأت معكم إلى جوار السيارة.
    لم يجب أحد، عدوت بكل قوة إلى الداخل، وجدت رجلاً يجلس في الدهليز وقد تدلدلت يده على صدره، قلت له: وأنا ألهث: وين خالي سعيد، هز رأسه بتباطؤ، وهو يشير إليّ لأقترب، قلت: يا جدو معليش، قل لي وين خالو، هز رأسه، فلم أفهم، حتى فوجئت بخالتي وهي تقول لي: ده هالك سإيد..
    صرخت بأعلى صوتي: لا دة ما خالي، ليه بتضحكوا علي..تجمع كل من كانوا حول اللوري على صوت صراخي، ووجدت الرجل العجوز وقد سالت دموعه على خده وهو ينتحب، وتحول الموقف إلى ما يشبه سرادق عزاء، وأنا في ذهول من هذا المشهد الذي أمامي، منتظرًا أن يطل علي خالي سعيد حتى أعطيه السيف الذي أحضرته له خصيصًا.
                  

05-14-2006, 07:54 AM

عبد الله عقيد
<aعبد الله عقيد
تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 3728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ]خالي سعيد (Re: حسين حسن حسين)

    يا سلام يا حسين
    شكرا على هذا الامتاع
    ولك التحية

    هذه القصة قصة مكتملة الأركان
    ليتها تجد قراءة نقدية سيما
    مع الاستعانة بمنهج التحليل "السيميولوجي"
                  

05-14-2006, 11:53 AM

حسين حسن حسين

تاريخ التسجيل: 06-21-2005
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ]خالي سعيد (Re: حسين حسن حسين)

    هذا لطف منك أخي عبدالله وأتمنى أن يفعل ما قلته إخواني من النقاد المبدعين حتى يستفيد الواحد منا من معين خبراتهم.. لك وافر تقديري..
                  

05-18-2006, 04:20 AM

حسين حسن حسين

تاريخ التسجيل: 06-21-2005
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ]خالي سعيد (Re: حسين حسن حسين)

    كتب أخي عباس الفنجري في موقع عمارة3amara.com:
    تحياتى لاخوى حسين على هذه القصة الواقعية ، وطبعاَ انا وفائز حسن من الحاضرين فى كرامة الوصول وقد قسم الاخير قطعة اللحمة الى مائة حتة وطبعاَ اخذ هو نصيب الاسد وفرق الباقى فلم اجد فى الاناء الا شوية يخنى و شوية مرق !! واتذكر البيومى فائز اللى شال العفش كلوااااااا من المصراويقون كِيرى بس كترتوااا المكرونة والشعرية !!!!!!!!!والكستور اما الكورة الخنزيرى اكتر واحد لعبها صلاح حسن عبد الحليم لانه كان بحامى ليك من الِدنقى !! المهم لم نجد الكورة فى ثالث يوم لانه فائز سرقواااااااااااا وخته الكورة فى الفقير اعتقاداَ منه ما حد حياخذوااااااااا _( أوخوفاَ من فقيرن دوتِكِرِيد !!! ) و فى الاخير لقينا الكورة راح لقرية مجاورة !! وصاحبنا اللص صحتواااااا زى البومبة !! ّّّّّوبعد كدة رجعت حليمة لعادتها القديمة وهى كورة الشراب !!!!!!!
    فكان ردي:
    أخي الفنجري.. شكرًا لمرورك.. طبعا هناك خليط من الواقع والخيال ليكون هناك إبداع، وأن تذكرك القصة بأحداث الواقع فهذا شيء جميل، وهناك أخ عزيز هو الأخ خالد سيد حافظ معجب بجزئية الكرة، وله تحليل فني رائع ومآخذ فنية ولغوية، ليته يتحفنا بما لديه لشحذ الهمم، وتعميم الفائدة.
    ويا الفنجري لك قصة حاسميها (المخربش).. أما فايز فحكاياته لا تنتهي، وكم اضحك كلما تذكرت تلك القشة التي كان يعطيها من يقذف بالكرة في الفقير لمن سيقوم بإحضارها، تقول مكتوب في القشة جواب.. كم كنا أبرياء!! ولا أزيد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de