|
الناس والإنقاذ ... أيها المشتكي وما بك داء !
|
بسم الله الرحمن الرحيم حال الناس مع الإنقاذ التي تتعامل معهم بسياسة الجمل ماشي ولا أذن لمن تنادى في مختلف الأوجه وشتى المجالات أشبه بحال هذا النابغة ، رسب أحد الطلاب في مادة التعبير وهذا أمر غير عادى أن يرسب طالب في مادة سهلة كمادة التعبير، وعندما سئل معلمه عن سبب رسوبه في مادة التعبير! قال الأستاذ أن الطالب لا يركز وفى كل مرة يطلب منه كتابة موضوع ما يكتب سطر فقط ثم يخرج عن الموضوع ، طلبت اللجنة المختصة من الأستاذ أمثلة لأنواع من التعابير التي أعطيت للطالب فقال المدرس على سبيل المثال طلب منه مرة أن يكتب موضوعا عن فصل الربيع فكتب الطالب الأتي : فصل الربيع من اجمل الفصول في السنة تكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح للجمل أن يشبع من تلك المراعي والجمل حيوان برى يصبر على الجوع والعطش أينما وجد ويستطيع المشي على الرمال بسهولة ويسر ويربى البدو الجمل فهو سفينة الصحراء ينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة إلي أخرى والجمل حيوان أليف .. الخ فيستمر الطالب في التغزل في الجمل وينسى الموضوع الرئيسي ، قال أعضاء اللجنة قد يكون قرب إلى ذهن الطالب موضوع الربيع من الجمل وارتباطه بالرعي ربما جعل الطالب أن يخرج من الموضوع قال المدرس خذوا على سبيل المثال هذا الموضوع الذي طلبنا منه أن يكتب فيه عن الصناعة والتقنية في اليابان فكتب الطالب الأتي : تشتهر اليابان بأنواع عديدة من الصناعات ومنها السيارات لكن البدو في حلهم وترحالهم يعتمدون على الجمل والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش ويستطيع المشي علي الرمال بسهولة ويسر ... الخ قالت اللجنة هل هنالك مثال آخر قال الأستاذ كل موضوع يبدأه بنصف سطر وينتهى بصفحات عن الجمل مرة طلبنا منه أن يكتب عن موضوع بعيدا جدا عن الجمل ، حيث طلبنا منه أن يكتب موضوعا عن الحاسب الآلي وفوائده فكتب الطالب آلاتي : الحاسب الآلي جهاز مفيد يكثر في المدن ولا يوجد عند البدو لان البدو لديهم الجمل والجمل حيوان برى يصبر على الجوع والعطش أينما وجد ويستطيع المشي على الرمال بكل سهولة ويسر ويربيه البدو وهو سفينة الصحراء ... الخ .
وعندما علم الطالب برسوبه في مادة التعبير تقدم بشكوى تظلم لوزير التربية والتوجيه في ما يلي
نصها :
سعادة وزير التربية والتوجيه المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقدم لسعادتكم تظلمي هذا وفيه أشتكي مدرس مادة التعبير لأني صبرت عليه صبر الجمل والجمل حيوان برى يصبر على الجوع ..الخ وكما يعلم سعادتكم إن من الجمال من له سنام أو له سنامين فالجمل يستمد طاقته من سنامه الذي تخزن فيه الكثير من الشحوم أما عين الجمل ففيها طبقة مزدوجة تحمى العين من الرمال والعواصف ، آمل من سعادتكم النظر في تظلمي هذا من ظلم المدرس لي مثل ظلم الجمل في عصرنا هذا يصدر ويباع في الأسواق على عينك يا تاجر. حالها مثل حال هذا الطالب الناس تتغير وتتجدد لكن هي لا تتبدل بل تتكبر وتستسلم هل هو خواء في الدماغ أم تعصب للقديم أم تكبر بأن رأيها هو السديد ؟ حيث كان في الحوار الأول لا تنازل عن الشريعة والمنهاج وفى الثاني لا نقاش ولا جدال ومن أراد أن يأتى يتطهر بماء البحر أما أم الكبائر والمعمعة التي نحن فيها الآن لا حوار ولا تفاوض مع قبائل وشراذم النهب المسلح هنا نترك الإجابة للقارئ الحصيف وان كانت لا تحتاج إلى حصافة أو فطنة فبدلا عن جوبا كانت نيفاشا وبدلا عن الفاشر كانت ابوجا وبدلا عن بورتسودان كانت اسمرة ، صراحة لم نرى من مشى البحر نحوه ولا رجلا قامت تعانقهاالأسد.
|
|

|
|
|
|