|
المؤتمر الصحفي للحزب الشيوعي السوداني.... الميدان
|
المؤتمر الصحفي للحزب 1/10/2006
نظم الحزب الشيوعي السوداني في 1/10/2006 مؤتمراً صحفياً بمركزه العام وضح خلاله موفد الحزب وعضو لجنته المركزية د. الشفيع خضر أهداف ونتائج زيارته لأسمرا، والتي اشتملت على ثلاثة محاور تمثلت في: الالتقاء بالحركات المعارضة في دارفور، والالتقاء بجبهة الشرق، بجانب تبادل وجهات النظر مع قيادة الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الإريترية. وقال الشفيع أن اللقاءات تأتي في سياق علاقات الحزب القديمة والمتواصلة مع تلك الجهات، وأضاف أن الحركات في دارفور تربطنا بها صلات قديمة سواء في العمل المشترك داخل التجمع الوطني الديمقراطي، أو في منبر دارفور، أو باعتبارها رقماً أساسياً في معادلة حل الأزمة السودانية وتجلياتها المتفاقمة والمدمرة في دارفور، لذلك جاءت لقاءاتنا هذه امتداداً للقاءاتنا السابقة معها. وكذلك الحال بالنسبة لجبهة الشرق التي تربطنا بها وبمكوناتها علاقات وثيقة تطورت وتوطدت من خلال العمل المشترك في التجمع الوطني الديمقراطي، ومن خلال تضامننا ودعمنا الثابت لمطالب أهل الشرق، خاصة وأن الجبهة والحكومة في جولة تفاوض نتمنى أن يكلل بالنجاح. وعلى ذات المنوال تتجسد علاقات الصداقة والإخاء الممتدة منذ تاريخ بعيد بين حزبنا والجبهة الشعبية في إريتريا.
وأشار د. الشفيع في حديثه في المؤتمر الصحفي إلى أن اللقاء مع قيادة الجبهة الشعبية تضمن تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة، وبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، بجانب تثمين دور إريتريا الإيجابي في بسط السلام والاستقرار في السودان، وتمنى نجاح مسعاهم المستمر كوسطاء في مفاوضات الشرق.
أما فيما يخص لقاء موفد الحزب مع جبهة الشرق، فقد قال د. الشفيع خضر أن الحزب الشيوعي وقف على سير المفاوضات من خلال التنوير الذي قدمته جبهة الشرق، وأضاف: أكدنا – ونؤكد هنا – تضامننا التام معهم وتأييدنا ودعمنا لمطالب أهل الشرق، وأعرب عن أمل الحزب وتمنياته بنجاح التفاوض الجاري الآن وبلوغه الغايات المرجوة، داعياً في نفس الوقت للاستفادة من تجارب نيفاشا وأبوجا حتى لا تتكرر الأخطاء، وحتى يتم تفادي بؤر إعادة إنتاج الأزمة.
وفيما يتعلق بلقاء موفد الحزب لحركات المعارضة في دارفور قال د. الشفيع أن الزيارة تمت والبلاد تعيش حالة من التوتر والتأزم والاستقطاب الحاد، والمعطى الرئيسي هنا هو الوضع في دارفور، وأضاف: لذلك هدفنا كان تلمس المخارج من الأزمة الراهنة، وسبل إزالة الاحتقان الذي تعيشه البلاد وصولاً لإرساء سلام عادل ومستدام، ومنعاً لتفتيت الوطن. وأشار إلى أنه التقى بكل الحركات الموجودة في أسمرا، سواء المنضوية في جبهة الخلاص أو خارجها، وقال أن اللقاءات انطلقت من ثلاث نقاط هي:
1- اتفاقية أبوجا لم تطفئ نار الحرب في دارفور، والأسوأ أن بعض قادة المجتمع الدولي يتحدثون عن قرب انهيار أبوجا، ثم حالة الاستقطاب الحاد بين الحكومة والمجتمع الدولي وانعكاس ذلك على البلد.
2- النافذة التي فتحها قادة المجتمع الدولي، خاصة السيد برونك، حول إمكانية عمل ملاحق لأبوجا تستوعب وجهة نظر الحركات التي لم توقع.
3- ضرورة استمرار العملية السلمية والتحول الديمقراطي في البلد، والبحث عن إجماع وطني حقيقي.
وأوضح الشفيع أن اللقاءات طرحت ثلاث قضايا في مقدمتها ماهية التحفظات والاعتراضات على أبوجا، بجانب بحث الإمكانية والرغبة لمواصلة التفاوض والعملية السلمية، وماهية المقترحات المحددة في هذا الصدد، بالإضافة إلى التساؤل عن مدى الاستعداد لالتقاط الإشارة الإيجابية الواردة من الأمم المتحدة حول إمكانية عمل ملاحق لأبوجا – دون أن يعني ذلك نسف أبوجا – والسؤال عن النقاط الرئيسية المطروحة من جانبهم في هذا الصدد.
وقد أكد د. الشفيع خضر للحركات التي التقاها أن الحزب الشيوعي لديه إجابات على هذه النقاط تعبر عن وجهة نظره، وفي مقدمتها أن الحزب لديه تحفظات على اتفاقية أبوجة معلنة ومنشورة، ومع ذلك يرى الحزب إمكانية البناء فوقها وإضافة ملاحق لها، وجدد موقف الحزب الشيوعي الرافض لتخوين أو تهديد الحركات التي لم توقع على أبوجا والداعي لضرورة الاستماع إلى مطالبهم مرة أخرى وبحث سبل الوصول لاتفاق معهم. وذهب د. الشفيع إلى أن السودان في النهاية ليس ملكاً للحكومة أو أي فصيل في المعارضة، بل هو ملك الجميع، لذلك الأجدى طرق كل السبل من أجل إجماع وطني حقيقي يحقق حقن الدماء، وإرساء سلام حقيقي وتحول ديمقراطي كامل، والاستجابة لمطالب أهل دارفور والمناطق الأخرى، ومنع المواجهة مع المجتمع الدولي.
ولخص موفد الحزب إلى أسمرا طرح الحركات في استعدادهم للتفاوض حول ملاحق تضاف لأبوجا، مضيفاً بأن الحركات ترى أن قضايا التفاوض من جانبهم تشمل:
1- ضرورة الاتفاق حول آلية نزع سلاح الجنجويد وتوفير الحماية للمدنيين.
2- التمسك بدارفور كإقليم واحد في إطار فيدرالية حقيقية بأربع مستويات: اتحادي، إقليمي، ولائي، ومحلي.
3- ضرورة الاتفاق حول التعويضات باعتبارها قضية كبيرة، وتشمل التعويض عن المنقولات والأنفس والأثر النفسي وتوفير المأوى ... الخ.
4- مشاركة أهل دارفور في مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية، حسب الكثافة السكانية ومعيار التمييز الإيجابي.
5- تخصيص 36% من الميزانية العامة لكل إقليم من أقاليم السودان.
6- تأسيس صندوق إعادة إعمار دارفور بواقع 6% من الدخل القومي لمدة 10 سنوات.
7- مسألة التمثيل في مؤسسة الرئاسة حيث يرى البعض ضرورة قيام مجلس رئاسة برئاسة دورية أو نائب رئيس من كل إقليم.
8- استمرار قوات حركات دارفور خلال الفترة الانتقالية، وتمويلها من ميزانية الدولة.
وأضاف د. الشفيع قوله: وعلى أساس أن أزمة دارفور جزء من الأزمة الوطنية العامة، فكل الحركات أبدت استعدادها لتبني مشروع للإجماع الوطني تجمع عليه كل القوى السودانية بهدف تعبيد طرق السلام والوحدة والديمقراطية والتنمية المتوازنة في البلد. وأكد الشفيع خضر في خاتمة حديثه أن حصيلة رحلة أسمرا ستناقش داخل أجهزة الحزب المختصة والتي ستحدد أي خطوات لاحقة مترتبة على الزيارة، مؤكداً مواصلة الحزب لاتصالاته بباقي القوى السياسية السودانية ومن ضمنها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركوي.
وفي إطار إجاباته على أسئلة الصحفيين أكد د. الشفيع أن الحزب الشيوعي ومن واقع استقلاليته يرى أن البلاد في حالة احتقان لا مخرج منها سوى الاستجابة لمطالب الحركات في الشرق والغرب، وقال أن جهد الحزب ومساعيه تعد خطوة عملية لتعزيز موقف وعمل القوى الديمقراطية ومنبر دارفور. مجدداً التأكيد بأن الحزب سيواصل اتصالاته مع القوى السياسية بجانب بعثة الأمم المتحدة بالسودان.
هيئة تحرير الميدان
|
|
|
|
|
|