اعترافات رجل- عريس في اليد خير من عشرة شعراء

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-17-2025, 01:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-27-2006, 12:49 PM

محمد العميري
<aمحمد العميري
تاريخ التسجيل: 10-03-2006
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اعترافات رجل- عريس في اليد خير من عشرة شعراء


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    وضع الشاعر ساقاً على ساق وقال للصحافي الذي يحاوره: "أنا أحب المرأة لأنني نشأت وسط النساء. كنت يتيم الأب، ربّتني أمي وعمّاتي، وكبرت وأنا أستمع لهمومهن وقصصهن ومعاناتهن. وعندما احترفت كتابة الشعر، فإن قصائدي كانت عنهن. إنه أمر عادي...".
    لا، لا أعتبر الأمر عادياً، لأن كل مَن يكتب عن المرأة ليس بالضرورة يتيم الأب، كبر في كنف الأم ونساء العائلة. ثم إنّ الكتابات عن المرأة تختلف من قلم إلى آخر. وهناك مَن عاش وسط الرجال وكان رؤوفاً، في كتاباته عنها، وهناك مَن أسدت إليه المرأة الكثير من المعروف، لكنه تنكَّر وغدر.
    كان إحسان عبدالقدوس يكتب عن المرأة وكأنها لعبة خرافية من خزف، منقوشة بتأنٍ لكنها قابلة للكسر في ثانية أو في غمضة عين. اعتبرها مجرد عين مفردة تدور، مع عيون أُخرى، حول أنف مذكر شامخ. أما نزار قباني فقد جعل منها قديسة وغانية في آن. توله في عشقها على الورق، في حضرة القصيدة، داخل بحور الشعر، لكنه في الحقيقة كان يعشق نفسه مثل أي شاعر، ويرى صورته في الماء ويستذكر زهر النرجس.
    أحاول أن أتخيّل، أحياناً، كيف تشعر النساء وهنّ يقرأن ما يكتب عنهن. وهل صحيح أن المرأة الكاتبة أكثر إنصافاً لبنات جنسها من الرجل الكاتب؟ إنني أقرأ أحياناً كتابات نسائية منفوخة بخطاب رجالي، ومازلت أتذكر كتاب جورج طرابيشي عن الدكتورة نوال السعداوي. لقد اختار له عنواناً مثيراً للجدل هو: "امرأة ضد الأنوثة".
    وطيلة العصور الماضية، كانت المرأة موضوعاً أثيراً للكتاب والفنانين، من كل الثقافات والأُصول. لكن قليلة هي تلك الكتابات التي خدمت جنس النساء، ولم تسهم في ترسيخ النظرة الدونية لهن.
    نعم، هناك مَن ينفي عن نفسه هذه التهمة ويقول إنه يقدس المرأة ودورها في البيت، أُمّاً وزوجة ومربية أجيال. لكنه يرفض الإقرار بأن المرأة إنسان له أدواره في أماكن أُخرى خارج البيت، وخارج إطار الحمل والإنجاب والمطبخ والسرير.
    ماذا يقول هؤلاء عن وطن عربي من المحيط إلى الخليج، يعاني آفـة ظالمة، هي العنوسة. وهي تفرض على عشرات الملايين من النساء، البقاء من دون رجل، ومن دون طفل، أو من دون سرير زوجي ومهد يهززنه باليمين فيهتز العالم باليسرى.
    إنّ صورة المرأة الزوجة والمرأة الوالدة لم تعد هي المسيطرة والغالبة، كما كانت عليه الحال في القرن الماضي. ويكفي أن نتلفت حولنا لنطالع آلاف الشابات اللواتي لم يحصلن على فرصة الزواج. فهل نحكم عليهن بأن يلازمن بيتاً بلا كتف حانية يستندن إليها أو مناغاة من طفل تهفو روحهن إليه؟
    مدننا وقرانا مسكونة بملايين النساء المستوحدات. وتقاليدنا تقسو عليهن قسوة لا يقبلها دين ولا منطق ولا تطاوعها الطبيعة. وليس هناك مَن يتخذ قرارات أو فتاوى لإنقاذ بناتنا وشقيقاتنا من موت بطيء. لذلك، لا أجد أن كلام شاعر عن كتابته عن المرأة كافٍ لتبييض صفحته وإرضاء ضميره. فمهما كتبنا وقلنا من غزل، يظل قاصراً عن الكتابة الصحيحة والضرورية المطلوبة: كتابة الإنصاف لا الإعجاب، والتفهُّم لا التغزّل.
    ماذا ينفع الفتاة الشابة أن تُكتب فيها قصيدة، من دون أن يتقدم أحد ليطلب يدها إلى بر الحنان؟ وماذا تنفع شكوى شاعر من وقوف أهل الحبيبة ضد ارتباطه بها، مادامت الشكوى لا تشتري خاتماً ولا تجمع مهراً؟
    صحيح أنّ كل امرأة تحب الغزل، لكنها تفضل عصفوراً في البيت على عشرة شعراء على الشجرة، يغردون ليل نهار، ولا من طحين؟
    هناك واحدة، أعرفها، وقد تكون هناك مثيلات لها، قالت لي ذات يوم إن كلمة ناعمة في الأذن تنعش الروح شهراً كاملاً، وتركتني أختار الكلمة المنعشة ولم أخذلها.

    كلمة أخيرة

    لو كانت كلماتي تُستبدَل بحبّات القمح لصار لي الآن كون متخم لا يعرف الجوع ولا الجياع.
    ولو كانت كلماتي تعد بمثقال الحجر الكريم، لكنت اليوم أتصدَّر قائمة الأثرياء في مجلة "فوربس" محل "بيل غيتس".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de