|
|
 محاضرة عن بناء السلام وفض النزاع للعاملين في المهن الطبية
|
الأعزاء جميعا
أدناه محاضرة حول بناء السلام وفض النزاعات تم تقديمها بعيادة جامعة الخرطوم أمس بواسطة الأستاذة ندى أحمد نور للعاملين في المهن الطبية.
و ننشرها للفائدة
شكرا
جمال
********************
بناء السلام وفض النزاع
Peace-Building & Conflict Transformation
الأمم المتحدة تميز بين عدة أنماط مختلفة من التدخلات للوصول إلى السلام فبالإضافة إلى العون الإنساني والمساعدات الطارئة والتي تم تصميمها لتوفير الوسائل الفورية لبقاء الناس الذين في خطر ، هنالك أنماط أخري من التدخلات والتي تشمل :-
1-تحقيق /صناعة السلام:Peace -Making
وهي تدخل صمم لإنهاء العدوانيات وعمل إتفاقيات بإستخدام الوسائل الدبلوماسية , السياسية والعسكرية إذا إستدعي الأمر.
2-حفظ السلام :Peace-Keeping
هو متابعة وتدعيم تنفيذ إتفاقية بإستخدام القوة عند الضرورة . وحفظ السلام يشمل التأكد مما إذا كان هناك إلتزام بالإتفاقيات والإشراف على أنشطة بناء الثقة (Confidence-Building) المتفق عليها.
3-بناء السلام :Peace-Building
هو عمل برامج مصممة لمعالجة أسباب النزاع ومظالم الماضي وللترويج للإستقرار والعدالة على المدى البعيد.
بناء السلام لا يُعني في الأساس بسلوك النزاع لكن يعالج الأطر والإتجاهات المستبطنة والتي ينتج عنها العنف مثل:-
- عدم الفرص المتساوية في العمل
- التمييز
- عدم الإعتراف وعدم العفو عن المسئولين عن جرائم الماضي
- إنعدام الثقة
- الخوف
- العدوانية بين المجموعات
- الإجحاف والضرر
لذلك فإن بناء السلام عمل مستمر يمكن القيام به في كل مراحل النزاع، لكنه يكون أقوى أما في المراحل المتأخرة بعد التسوية والحد من أو إيقاف السلوك العنيف أو في المراحل المبكرة قبل ظهور النزاع المفتوح.
مفهوم النزاع:
النزاع كلمة لها كثير من المعاني الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية والفكرية وجاء انصباب النزاع في هذه القوالب نتيجة إلى تباين قطاعات الشعوب علي المستوي المحلي ,القومي والعالمي .
النزاع يمثل ظاهرة طبيعية في كل المجتمعات ويحدث في مستويات مختلفة وأنواع مختلفة من العلاقات الإنسانية .
النزاع ( هو الصراع , الاختلاف , الانهيار, التفكك, المشاكل, التناقض, التنافس, العنف) هو تفاعل بين فردين أو اكثر في مواجهة وتفاوض وتنافس حول قيم محددة أو أهداف ورغبات وهذا التفاعل ربما للحصول علي القوي ودحر الطرف الآخر.
عدوانية البشر عملية متوارثة منذ القدم، فكلما كثر الاحتكاك والاشتراك بين البشر في الاحتياجات كلما اتسعت دائرة النزاع والصراع، وكلما فطن الانسان لحقوقه ومتطلباته، كلما سعى لتحقيق هذه الاشياء بالوصول الى حق غيره.
النزاع قرين العنف في درجات مختلفة وفي أشكاله أكان عنفا مباشرا أو غير مباشرا أو عنفا هيكليا أو بدنيا أو لفظيا أو معنويا ودرجات العنف ارتبطت بها طرديا درجة حدة النزاع وفي الجانب السلمي فقد يتطور الاختلاف إلى تنوع وتعدد وانتماء مغاير.
أنواع النزاع:
1/ النزاع النفسي: هذا يكون بين الإنسان ونفسه والذي نطلق عليه الضمير والنفس وهذا يحدث إلى الإنسان عندما يرتكب عمل ويشعر بأنه اخطا بحق شخص أو آخر ,أو في حق نفسه يصارع ضميره ونفسة وكما يقال النفس اللوامة.
أن يكون بين شخصين وكان يكون بين طالبة واخري أو شقيقتين أو طبيبين …الخ
أن يكون بين داخل المجموعة الواحدة مثل الأسرة التي تجمع النساء والرجال أو داخل القبيلة الواحدة.
أن يكون بين مجموعتين مختلفتين مثال لذلك أن يكون بين قبيلتين أو دولتين مختلفتين.
النزاع الذاتي:
فيه يكون النزاع كامن داخل شخصية الفرد في ذاته عندما يعجز عن تحقيق أهدافه نسبة لبعض العقبات التي قد تكون مدروسة أو غير ذلك.
النزاع الفكري (السياسية):
تلجا إلية الجماعات ذات الاهتمامات الفكرية فكل يسعي إلى تعزيز فكرته واتجاهاته وميوله ويدعمه بكثير من ألا دله والبراهين وفية يسعي إلى استقطاب اكبر جزء من شرائح المجتمع سواء علي الصعيد المحلي او القومي وغيره. وتتضح اجلي صوره في الأحزاب السياسية التي تسعي إلى السلطة .
النزاع الاجتماعي ( القبلية):
يرتبط بالنظم القبلية السائدة في أي منطقة , فالإنسان بطبيعته يسعي إلى خلق وحده خاصة يظهر من خلالها كل الصور الحياتية وتكون لوحده هذه مجتمعات تختلف في أطرها التي تحكمها المورثات الثقافية والفردية.
النزاع الثقافي ( التراثيات) :
يرجع إلى المنهجية التربوية المتوارثة والبيئية التي تشكل الإنسان ويكون وليدها ويعتبر الفرد ارث موروث لابد من رعايته وتدعيمه منهجيا وفكريا وتدخل فيها المورثات الدينية والعقائدية .
النزاع الاقتصادي:
تظهر فيه الحوجة المادية علي كل الأصعدة المعروفة في حياة الإنسان. الصراع الاقتصادي يظهر مدي الحوجة إلى الموارد التي تشكل سلسلة استمرارية الحياة .
توجد كثير من الصراعات كالصراع من اجل الموارد الطبيعية مثل الماء/ الأرض/ والمرعي فالأرض بها كثير من الموارد التي تقود الأفراد والجماعات إلى الصراع والنزاع مثل المعادن أهمها البترول الذي اصبح القوي الكبرى التي تسير طاقات العالم.
سلبيات النزاع :
• يولد عوامل سالبة {الضغينة، الكراهية، تقليل شأن الآخر، .. الخ.}
• يرسب الأحقاد الدفينة بين الأطراف
• يوثر علي المستوى الاقتصادي
• تدهور مصادر الموارد نتيجة لدمار الغابات وهروب حيوانات الغابة التي قد تكون ثروة البلاد
• تلوث مصادر مياه الشرب
• تدهور التعليم بسبب عدم الاستقرار فتظهر هذه الصورة جلية في الحرب الضروس التي امتدت إلى عشرات السنين بين الشمال والجنوب في السودان.
مدى حدة النزاع:
مكتوم / خافت/ معلن/ داوى
كامن / بادئ/ متطور/ منتشر
بسيط/ مركب / معقد
فردي/ جمعي/ قومي
سلمي/ عنيف/ عسكري
أطوار النزاعات تبتدي في ظواهر يمكن ملاحظتها عبر المدى الزمني كما يمكن التعرف علي التحولات الظاهرة في طبيعة النزاع, مدي حدته, موقعه , وأبطاله المباشرين وغير المباشرين و ونجد دائما أن موضوعات النزاع تتمثل في: الأعراق والمواطنة – الدين والمواطنة -الحقوق القبلية والتقليدية - الصراع بين الجماعات المحلية علي السلطة – القضايا الاقتصادية والأيدلوجية والطبقية اللصيقة.
من الحكمة أن ننظر إلى الصراع نظرة إيجابية متفائلة إذا خططنا لتوجيهه واستثماره بالشكل المطلوب، وعندما نخاف من مخططات الصراع أو نتعامل معها كما نتعامل مع الحرب فأننا نكون قد فقدنا إمكانية التعرف عليه حقاً فضلاً عن إستثماره.
ولعل من أهم مقومات إدارة الصراع التوفر على قسط كبير من الثقة والطمأنينة بين الأفراد والجماعات فأن الكثير من حالات الإنفصال والخصومة ناشئة من إنهدام جدار الأمان والوثاقة بين الأطراف.
طرق فض النزاعات:
1. الذهاب إلى المحكمة
2. التحكيم. أن يلجأ الطرفان لشخص ثالث، ويكون قراره ملزماً للطرفين.
3. الجودية. تدخل من أشخاص لديهم نفوذ اجتماعي، سياسي، الخ، ويعتمد فض النزاع على مدي حكمة الوسطاء.
4. الوساطة. وهي تدخل من قبل طرف ثالث مقبول نزيه ومحايد , لايمثل اي سلطة رسمية في القرارت , في النزاع والتنفاوض . وهذا الطرف يساعد الاطراف المتنازعة للتوصل طوعيا الي اتفاق خاص مهم ومقبول الي جميع الاطراف .
5. التفاوض. وهو الجلوس المباشر مع الطرف الآخر.
منع المعاناة والحد منها عند نشوب النزاع : دور مهنة الطب
إن الدور الأول الذي يجب أن يؤديه المهني الطبي هو أن يوضح العواقب الصحية للمنازعات، وهذه العواقب يمكن أن تمتد إلى أجيال عديدة. ويجب أن يشجع الأطباء حل النزاع, وأن يدعموا الذين يحاولون تفادي الحرب. وفي قيامهم بذلك يكون من المناسب تماماً بالنسبة لهم أن يكونوا واضحين بشأن طبيعة المعاناة التي تسببها المنازعات.
الدور الذي يمكن لمهنة الطب أن تلعبه في منع المعاناة والحد منها إذا نشب النزاع يتمثل في وصول أعضائها إلى صانعي القرار. وفي نفس الوقت فإنه يجب استكشاف طبيعية النزاعات وجعلها مرتبطة بالمهارة الفنية للأطباء, والفرص التي ربما يجب عليهم أن يتدخلوا فيها.
إن الأطباء موجودون في وضع فريد من أجل مراقبة تأثيرات النزاع على السكان جميعاً, بالإضافة إلى تحديد الأشخاص الأكثر تضرراً. والعاملون في مجال الرعاية الصحية, وبصفة خاصة الأطباء, هم الذين يقومون بالتوقيع على شهادات الوفاة, وهم الذين يعالجون الجرحى ويسجلون سبب وأثر الإصابة. وهم يتتبعون كذلك ويعالجون الأوبئة والأمراض الناتجة عن الحرمان, سواء كان بسبب الفقر أو لأسباب اجتماعية, وهم يفعلون ذلك بالنسبة للمقاتلين وغير المقاتلين على حد سواء. والأطباء معتادون على التعامل مع الإحصاءات, وبصفة خاصة البيانات الوبائية. إن هذه الإحصاءات تحتاج إلى تفسير دقيق. وهناك الكثير من الأشياء المشتركة بين تفسير البيانات الوبائية العامة وتفسير الاتجاهات في إصابات الأسلحة.
وعلاوة على ذلك, فإن الأطباء الذين يقدمون المساعدة الطبية في مناطق النزاع يصبحون على دراية بالإساءات ضد حقوق الإنسان.
وبالإضافة إلى ذلك, ربما يضطر الأطباء إلى دراسة كيف يمكنهم إقناع الوكالات التي تقدم إغاثة الطوارئ والمساعدة الإنسانية الأخرى بأن توجه مساعداتها وخدماتها نحو تلبية الاحتياجات الفعلية.
إن الضرر الذي يصيب البنية التحتية المدنية, ونزوح أجزاء من السكان وتعطل خطوط الإمداد والزراعة والصناعات الأخرى يؤدي على الأقل إلى الفقر, وغالباً ما يؤدي إلى أقصى درجات الحرمان. وهذه الظروف الاجتماعية لا تشكل خطرا مباشرا وحسب, ولكن لها كذلك تأثيرات طويلة الأجل, وبصفة خاصة على صغار الأطفال. وهكذا تمتد التأثيرات الضارة للنزاع لسنوات عديدة بعد حدودها الظاهرة.
مجمل القول أن الأطباء يؤدون ثلاثة أدوار رئيسية. الدور الأول هو محاولة تقليل المعاناة التي تنتح عن النزاع إلى الحد الأدنى لها من خلال تطبيق معرفتهم ومهاراتهم المتخصصة على الأشخاص المتأثرين بالنزاع. والدور الثاني هو استخدام مبادئ الوبائيات والبيانات التي تجمع من أجل محاولة خفض إمكانية حدوث المعاناة. والدور الثالث هو الحيلولة دون تصوير الأمان الصحي للحرب, وبدلاً من ذلك إظهار الوجه الحقيقي للمعاناة الي تسببها والعمل على تأمين أن تغير هذه الجهود الرأي العام وفي نهاية الأمر الرأي السياسي. إن دور الأطباء ليس فريداً, ويمكن للكثيرين من غير الأطباء أن يقوموا ببعض أو بكل هذه المهام. ولكن الأطباء, مع ذلك" غير عاديين" على الأقل, وربما يكونوا فريدين في العمق والاتساع الكامن للمعرفة, والحجة والاحترام الذي يمكن أن يحدثونه لإنجاز هذه المهام. وإذا فشلوا في المشاركة في هذا السعي, فعندئذ سيستمرون في أن ينشغلوا بعلاج الأمراض القابلة للعلاج والوقاية من الأمراض القابلة للوقاية منها.
|
|
 
|
|
|
|
peace builder
nada ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست