|
الإسلاميون إلى السلطة لماذا، ماذا بعد؟ ... سعد محيو
|
الإسلاميون إلى السلطة لماذا، ماذا بعد؟ ... سعد محيو سؤالان كبيران يطلان برأسيهما هذه الأيام بإلحاح:
* الاول، هل رفع الغرب الحظر نهائياً عن مشاركة حركات الإسلام السياسي في السلطة، او حتى على استلام السلطة بكاملها في الدول العربية؟
* والثاني، هل ينجح الإسلام السياسي في الحكم والموالاة، حيث فشل طيلة ثلاثة عقود في المحكومية والمعارضة؟
الرد على السؤال الاول يكاد يكون نعم قطعية.
فالغرب بشطريه الامريكي والاوروبي على حد سواء اتخذ، على ما يبدو، قراره الاستراتيجي التاريخي بالسماح للإسلاميين بالخروج من الزنزانات تحت الأرض والدخول إلى قصور السلطة فوق الأرض.
وهذا واضح في كل مكان تقريباً: في تركيا، حيث الإسلام الليبرالي يحكم سعيداً منذ أكثر من سنتين. في العراق، مع استلام حزبي “الدعوة” و”المجلس الأعلى للثورة الإسلامية” (المصنفان امريكياً في خانة الارهاب) للسلطة. في لبنان، حيث الغزل الامريكي الاوروبي علني مع حزب الله. في فلسطين مع تشجيع الاوروبيين لحركة “حماس” على الامساك بالوضع الفلسطيني عبر أقلام الاقتراع. وربما قريباً في سوريا ومصر لصالح حركة الاخوان المسلمين.
البلاغ الرقم واحد في هذا الانقلاب الغربي تم، كما هو معروف، قبل نحو الشهر مع إعلان كوندوليزا رايس ان الامر الواقع الراهن في الشرق الاوسط هو السوء بعينه، وأن واشنطن ستغيرّه حتى لو ادى هذا إلى صعود الاسلاميين إلى السلطة.
ومنذ ذلك الحين كرت السبحة. فقد أصدر الأوروبيون وثيقة تدعو إلى الحوار مع الحركات الإسلامية “المعتدلة”، وتشكّلت على نحو سريع “جبهة” من مفكرين امريكيين وأوروبيين بارزين يدعون إلى هذا التوّجه، بينهم إدوارد جيرجيان، وأغسطس ريتشارد زارتمان، وجون إسبوزيتو، وجيمس بيسكتوري، وأوليفييه روان وغيرهم الكثير.
أما سبب هذا الانقلاب فأكثر من واضح وهو احداث 11 سبتمبر/ايلول ،2001 التي كشفت للغرب بشطحة قلم واحدة عن الحقيقة بأن حرب الدول الإسلامية على مجتمعاتها لا يوفّر السلام للدول الغربية. لا بل العكس هو الصحيح: كلما ازداد القمع في الداخل، ازدادت ظاهرة أسامة بن لادن قوة في الخارج وتعززت معها مخاطر الهجمات الإرهابية التقليدية وغير التقليدية على امريكا وأوروبا. ثم هناك سبب غربي آخر: الإسلاميون لا يوجهون عادة بنادقهم إلى صدر الغرب، كما كان يفعل القوميون العرب. فهدفهم أساساً هو تغيير المجتمعات المحلية لا تبديل السياسات الاقليمية والدولية. ومادام الأمر كذلك، لماذا لا نساعدهم في العودة إلى عادة توجيه البنادق إلى الداخل؟
هذا عن السؤال الأول. ماذا الآن عن الثاني: احتمال نجاح او فشل تجربة الإسلام السياسي في السلطة؟
سعد محيو Al Khaleej newspaper 08.05.05
|
|
|
|
|
|