حفل خيري بالنادي السوداني – Hayward, CA لدعم السودانيين بالمعسكرات والتكايا
|
عندما يتوعد البشير المجتمع الدولي فليعد (للدين) مجده او ترق فيه الدماء! عرمان محمد احمد
|
السودان و قرارات مجلس الأمن عندما يتوعد(المشير البشير) المجتمع الدولي و يقول: فليعد (للدين) مجده او ترق فيه الدماء!
عرمان محمد احمد
كدأب أهل الجبهة الحاكمة في السودان، في احتواء المناسبات الدينية وغير الدينية، وتوجيهها لأغراضهم السياسية، انصب جل حديث الخطباء في إحتفال حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالمولد النبوي الشريف، علي قرار مجلس الأمن رقم 1593، بصورة تنبئ عن حالة الخوف و هواجس القلق، التي أنتابت أهل (الجبهة الأسلامية) الحاكمة، من القرار الدولي وتبعاته.
رئيس النظام (المشير البشير) جدد قسمه برفض قرار مجلس الأمن- 1593 و لم يختم خطبته بالصلاة والسلام علي النبي الكريم،عليه افضل الصلاة واتم التسليم، كما بداء، وكما تقتضي المناسبة، وانما ختمها بهذه الأبيات: ما لدنيا قد عملنا نحن لله فداء فليعد للدين مجده او ترق فيه الدماء
ثم طفق يردد ويردد الحاضرون معه بطريقة هستيرية عبارة (او ترق فيه الدماء )!.. (او ترق فيه الدماء )! و لمدة طويلة، وهي بلا شك عبارة تتناقض مع ( ثقافة السلام)!!
عملوا للدنيا حتي صاروا (أذان وعيون) المخابرات الأمريكية
أما عمل هؤلاء للدنيا فيشهد الله عليه. كما يشهد الشعب السوداني انهم عاثوا فساداً في الأرض، ونهبوا المال العام وافقروا المواطنين، وشردوهم في الأصقاع، و باتوا متخمين وأهل السودان جياع، و سكنوا في القصور، وعالي الدور، واستمتعوا بجنة الدنيا ومتاع الغرور، بينما زفوا ( الشهداء) لبنات الحور، ولازالو يهتفون بغير حياء(ما لدنيا قد عملنا ...)!
كما قال رئيس (حكومة الأنقاذ) ان اتفاقيات مشاكوس ونيفاشا (ثبتت الشريعة في شمال السودان). ومعلوم ان دور الحكومة والحركة الشعبية (لتحرير السودان) في هذه الأتفاقية، لم يكن اكثر من دور قطع شطرنج، جري تحريكها بواسطة قوي أجنبية، تحت سمع وبصر العالم أجمع. حيث كان لضغوط الإدارة الأمريكية، وقانون سلام السودان الذي أصدره الكونجرس، و حمل أجندة اليمبن المسيحي الرامية لفصل الجنوب، القدح المعلي في صياغة الإتفاقية. ومن اكبر الشواهد علي ما نقول ان ورقة الأب (دانفورث) بشأن أبيي صارت بقدرة قادر ( برتكول) واعتمدت كما هي ضمن برتكولات اتفاقية السلام الستة!! وقد كشفت صحيفة (لوس أنجليس تايمز) الأمريكية بتاريخ 29 أبريل 2005 عن الشراكة الإستخباراتية بين الجبهة الحاكمة واجهزت المخابرات الأمريكية. ونفي وزير خارجية (الأنقاذ) الذي اعتاد هو واخوانه علي النفي ونفي النفي، لما نقلته صحيفة (لوس أنجليس تايمز) من أنهم صاروا (أذانً وعيون) المخابرات الأمريكية علي إخوانهم (المجاهدين) ! لن يغير من حقيقية (الشراكة الإستخباراتية) بين حكومة الجبهة ( الإسلامية) والإدارة الأمريكية التي لا تزال حتي الآن تعتبر جماعة ( الجبهة الإسلامية) الحاكمة في الخرطوم جماعة إرهابية. ولعل هذا هو السبب في ان (حكومة الولايات المتحدة) لم تكافئ جماعة ( الجبهة الإسلامية) الحاكمة في السودان بشئ سوي تجديد أقامتهم الجبرية في قائمة الإرهاب الدولي، بعد ان أخذت منهم أجهزة مخابراتها كل شئ!! اما دافع حكام الجبهة، للعمالة وخيانة إخوانهم ( المجاهدين) فهو الخوف علي مصيرهم المجهول، و الفزع علي (دنياهم) الفانية التي عاشوا لها وعملوا من أجلها باسم الدين.
والذي يهمنا هنا هو ان تجديد وضع السودان في قائمة الإرهاب الدولي، تترتب عليه مصاعب اقتصادية وسياسية، تؤثر علي حياة المواطنين السودانيين وتزيد من معاناتهم، كنتيجة لفرض القيود الأقتصادية، و منع انسياب المساعدات الدولية للسودان، بما في ذلك المعونات التي وعد بها مؤتمر المانحين لدعم (عملية السلام) في السودان الذي انعقد بأسلو مؤخراً، وأوضح بعده مساعد وزير الخارجية الأمريكي(زوليك) أن حكومته غير مرتاحة للتعامل مع حكومة الجبهة الإسلامية الحالية، وان المساعدات الأمريكية ستقدم للحكومة الجديدة، وقد سبقت الإشارة لذلك في مقالي بعنوان: (( قرارات مؤتمر المانحين ومجلس الأمن ومصير حكومة (الأنقاذ)!!).
هل صارت كلمة الله هي العليا في الجنوب؟؟
معروف ان (شريعة الجهاد) تقتضي ان يكون (الجهاد) من اجل إعلاء كلمة الله، حتي تكون هي العليا. و اذا كان (المشير البشير) يفقه شيئاً عن (الشريعة) فينبغي عليه ان يجيب علي الأسئلة البسيطة التالية :
•هل صارت كلمة الله هي العليا الآن في الجنوب بعد كل سنوات حكمه التي قضاها في (الجهاد) و إ راقة أنهار الدماء،و عقد قران (الشهداء) علي بنات الحور؟ ام ان كلمة جون قرنق (الكافر) كما أسموه، هم، قد صارت بموجب ( اتفاقية السلام) التي (ثبتت الشريعة) علي حد قوله، هي العليا هناك ؟ •ان (الشريعة) التي يريد ان يثبتها البشير، بأتفاقية سلام منتجعات مشاكوس ونيفاشا، لا تجيز ولاية غير المسلم علي المسلمين، وتعامل (أهل الذمة) من المسيحيين كمواطنين من الدرجة الثانية، عليهم ان يدفعوا الجزية (عن يد وهم صاغرون) بنص القرآن !!
•فكيف تثبت اتفاقية السلام (الشريعة) وقد تضمنت بنودها أن يتولي (جون قرنق) الغير مسلم، والذي كان (المشير البشير) وقبيله يصفونه حتي وقت قريب بـ(الكافر) منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية أو (أمير المؤمنين)؟
• ثم ان حق المواطنه الذي نصت عليه الإتفاقية، يعطي غير المسلم الحق في ان يصبح رئيساً لجمهورية (الشريعة)! فهل هذا حقاً هو ما يعنيه (المشيرالبشير) بتثبيت الإتفاقية (للشريعة)؟ الحق ان إتفاقية (سلام مشاكوس ونيفاشا) جاءت معبرة بجلاء عن حالة الإنقسام الشيزوفريني في بنية حكومة (الإنقاذ) الفكرية والسياسية، و في إهاب قياداتها!!
رئيس حكومة (الأنقاذ) يريد ان يعيد للدين مجده الآن؟!
الشاهد ان أبيات:
ما لدنيا قد عملنا نحن لله فداء فليعد للدين مجده او ترق فيه الدماء
قد صحبت نشوء وأرتقاء حركة الهوس والإرهاب الديني في السودان، منذ ان كانت (بيضة ثعبان). حيث كان طلاب (الجبهة الإسلامية) في الجامعات والمعاهد السودانية، يرددون هذه الأبيات عندما يعلنون الجهاد علي زملائهم الطلبة، ويستخدمون في ذلك (الجهاد) السيخ والمدي وطوب الأرض، ضد من يخالفونهم الرأي.
وعندما قفزت الجبهة الي السلطة في انقلاب 30 يونيو الذي قاده (العميد عمر حسن البشير) تطور الجهاد ضد اهل السودان من الجهاد بالسيخ، الي الجهاد بالرشاش والكلاشنكوف، وبلغ ذروته بقصف المواطنيين السودانيين البسطاء، والمستضعفين من رجال و نساء واطفال دارفور بطائرات الأنتينوف، وحرق قراهم الآمنه ونهبها واغتصاب نسائها المسلمات، مما استدعي تدخل المجتمع الدولي لإنقاذهم من براثن (حكومة الإنقاذ) الإسلامية، فكان القرار رقم 1591 الذي يحظر الطيران حكومة (الإنقاذ) في دارفور، ويقضي قضاء مبرماً علي سيادة الحكومة علي هذا الأقليم، والقرار رقم 1593 الذي يقضي بمحاكمة المجرمين في حكومة (الجبهة الإسلامية) علي الجرائم التي ارتكبوها ضد الإنسانية في دارفور.
عندما يتوعد(المشير البشير) المجتمع الدولي و يقول: فليعد (للدين) مجده او ترق فيه الدماء، يحار المرء، هل هذا الرجل عاقل ومسئول؟ و هل حقاً يريد رئيس حكومة (الأنقاذ) ان يعيد للدين مجده الأن في السودان؟! هل هو جاد؟ ام تراه يكذب كعادته علي أهل السودان ؟!!
عرمان محمد احمد 2/05/05
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|