أدب الرحيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2005, 03:13 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أدب الرحيل

    هى رغبة طافت بقلب الإنسان منذ القديم منذ أن ترك الأرض وضاق ذرعا بشحها وأنطلق يضرب في الدروب بحثا عن الرزق ورغد العيش أيضا, رحيل الناس إلى ديار أخرى زرآفاتا ووحدآنا ويبقي القلب والخاطر مشدودا نحو الماضى ويبتدي معه رحيل الحنين لما مضى من زمان جميل وديار لايرى جمالها إلا من بعد وحنين آخر إلى الأهل مفعم بالحب وفي الحنين يرتبط الماضى بالحاضر فتخف أثقال النفس وتزيح عنهابعضا من شجوها وشجونها
    أدب الرحيل ليس قاصرا على بلد بأسره بل هو أدب عالمى عرفته الأمم وأنطلقت منه فكرة الرحيل إلى آفاق عريضه ففى الرحيل تتجلي غصة الوداع ووفاء المتظر وهمة الراحل على الرغم من صعوبة المسالك ووعورة الدروب وفى الرحيل يتفتح الحنين ويكون هناك رحيل آخر إلى أعماق النفس لإستجلاء سرها ولعل الأدب السودانى غني بهذا الموضوع فأدب الرحيل معالجة للمشاعر الإنسانيه وتصدير للإحساس وإظهار التربيه الإنسانيه فى حياة الأديب وهو صدى لما يقع فى قلوب الناس وتصوير لوجوة الحياه التى يحيونها فلقد كتب الكثير من الشعراء قصائد جميله فى حب الوطن تعتبر قمة البكائيات الممزوجه بالحنين للماضى البعيد وللوطن الجميل قصائد ممتلئه بالشوق واللهفه وفيها تتجلى الآم الراحل
    هناك شعراء كثيرون دفعتهم الحاجه أو المرض أو الرحيل القسري لمبارحة الديار وربما لم يرضى بعضهم أن يكون لسان الحاكم لذا إرتحل وسطر من دياره الجديده قصائد جميله نابعة من شعورة بالنفى والتشرد في سبيل الكلمات أو غيرها لقد إكتوى هؤلاء المهاجرون بنار الغربه وأطلقوا قصائدهم من هناك لتصبح علامة تدل عليهم وكأنهم يقولون لنا نحن موجودون وسنحاول من خلال هذه الدراسه تناول أدب الرحيل فى سلسله متواصله فى كل مره يكون فيها أحدهؤلاء العظام ضيفا علينا سبق وإن ألقينا نظرة وقراءة متواضعة على قصائد الدكتور محمد الواثق المجذوب وهو ما فتى يسطر من ارض الغربه روائعه الجميله واليوم سنكون فى حضرة مبدع آخر لايقل روعة عن دكتور محمد الواثق المجذوب دفعته الظروف للخروج ومبارحة الديار فى وقت مبكر فأكتوى هو الأخر بنيران الغربه وحنينه للديار والأهل معا الا وهو الدكتور عبد الوهاب ابراهيم الزين ستناوله من دراسه وقراءه ستأتى أسفلا كتبها أخى وصديقى الأستاذ الهادى محمد مصطفى
    وهى عباره عن مجموعته الشعريه المتفرده والتى تحمل إسم بكائية مسافر على ضريح نرجس موؤد أعجبتنى هذه القراءة والحوار الجميل الذى دار بين صديقى والشاعر مثلما شدتنى قصائد الدكتور عبد الوهاب الزين
    والحديث هنا على لسان صديقى
    فى كتاباته العلميه والتى إطلعت عليها إستعمل الشاعر عبد الوهاب الزين كلمه المحنه وهو يتحدث عن إغتراب الشباب السودانى من أرضه وضربه فى الأرض لتحسين وضعه الإقتصادى ولما أطلعت على مجموعته الشعريه فى ديوانه بكائيه مسافر على ضريح نرجس موؤد أيقنت أن الإغتراب الذى يولد مثل هذه المشاعر الوطنيه الفياضه لايمكن أن يكون محنه فإذا كان الشاعر نفسه قد أثبت من خلال دراسته العلميه لنيل درجة الدكتوراه على أن إغتراب السودانيين وتواجدهم فى الخارج ينمى لديهم الإحساس بقيمة الوطن ويعلى من القيم الوطنيه ويعمل على خلق توجهاتهم القوميه الوطنيه فى إطار الأمه السودانيه المبراءه من أشكال الإستعلاء العنصرى والجهوى فأنه فى ذات الوقت يعبر فى قصائده عن قيمة سامية يفرزها الإغتراب وتنفى عنه تلك الكلمه الجامده التى إستخدمها من خلال بحثه لقد كنت وما زلت ملازما لصديقى الدكتور عبد الوهاب الزين عرفته عن كثب ووقفت على كتاباته ورجوته مرارا أن ينشر كتاباته عن أدب الإغتراب فوجدته بطبعه الهادى يعبر على أن كتاباته لاتستحق النشر وأنها مجرد خواطر يعبر بها عن إحساسه الذاتى بما يجول فى نفسه من حنين إلى كل ذرة من تراب وطنه إن إحساسه الذاتى الذى عبر من خلاله عن معاناة البعض يتجاوز ذاته الجهويه والقبليه لتذوب فى الذات السودانيه الشامله فيسكب من حر أشواقه حنينا إلى كل شبر من الوطن الذى يغيب عن ناظريه ....
    آه يا موطنى .. يا سميـــــــر فؤادى
    كم تدلهت فيك هياما
    ذبح القلب عشقه الجنون
    أنا أنى حللت أودعـــــت
    حروفك النديات مسام شراعي
    أتوقى ضرام القلوع
    بمخضل رسمك الميمون
    * * * *
    أيها الهاجس الذى إرتديه
    أرتضينى - أنا المعنى - أرتدى
    بحر عينيك معطفا فى صقيع المنافي
    يا سخي الجميل يا نسمة البرد يا حبيبى
    أناجيك من مهابط الوجد
    خذنى إلى جمال صدرك الوردى
    * * * *
    أيها الخافق الذى حرك النبض فينا
    أناغيك شادنا أناجى
    صفاء نجمك اللؤلؤلى
    وحملت الخرطوم والنيل نديمي
    فى حنايا حقائبي
    توشحت با لضفير البجاوي
    بالسدر واللا لوب والجريد الشمالي
    تفيأت ظلال التبلديات في هجير الرحال
    أستحم فى زرقة الخريف الجنوبى
    * * *
    سألته يوما لو تراجعت عقارب الزمان إلى ربيع 1978 وهو تاريخ خروجه من بلاده أجاب دون تردد كنت قد صرفت التفكير عن الإغتراب نهائيا وأن اكبر غلطه إرتكبتها في حياتي هي أننى خرجت من بلدي
    وقد عبر عن رايه هذا فى قصيدته همسات الغربه ..
    أهمسى يا لوعة الشوق على أوتار قلبى
    وإذا شئت أرفعى صوت معاناتي على مئذنه الدنيا ونادى
    وأنشدينى بعض أشعارى التى سالت على جمر سهادي
    وأشعلى نار على نار الصبابات التى تشوى فؤادي
    فلأنى ناكث للعهد خوان لوعدى وميعادي
    وإذا شئت أغفرى لى وأسكبى بردا على حر عنادي
    فأنا من مهجري أنداح روحا سمقت تهفو الى شمس بلادي
    * * *
    يا حبيباتي على النيل لماذا سكت النيل على إثم عقوقي
    ولماذا يا حبيباتى تركتن حبيبا تاه فى الدرب السحيق
    وسعي فى غيه المعتوه يرتاد زبالات الطريق
    أنسيتن هواكن الذى ينساب فى شرخ عروقي
    إننى ثبت إلى رشدي وهمس الشوق ناجاني
    على إيقاع بوق
    عد لأحبابك فالغربة عن دارك وجد فى جدار الوجد
    بل محض حريق
    إن الشاعر عبد الوهاب الزين لم يكتفي برفع صوت معاناته على مئذنه الدنيا ولكن يذهب إلى تحريض كل سودانى يفكر فى الإغتراب أن يمزق عن جوازة تاشيره الخروج ومن خلال تجربته يعبر عن خيبه الإغتراب فى قصيدة طويله نوردها بكاملها
    يا أيها الراحل من قرارة الجدود للبعيد
    مالى أراك كرتين ترجع البصر
    ترنو إلى شباك وطن يرتج تحت زفرة الوداع
    كاد أن يركع للوصيد
    وما لمقلتيك تخسآن خلف طلل الدموع
    وقلبك الهياب ماله يذوب بالنحيب
    كأنما لن تقتن مع مراكب الغربة نجمه السعود
    وهاجس يشد حبل قدميك للرجوع
    إلى ضريح نرجس ينتظر الحياة من جديد
    لكنما ومثلما رفاقك الذين سبقوك ذهبوا يستبقون الريح
    عادوا مع رفاهة الحياة يمتطون ألق الصباح
    عادوا إلى بلادهم .. محجلين بالنضار
    جلودهم ترطبت نداوة من مطر الدولار
    ومثلهم تود أن تذهب للبعيد .. مثلهم تعود
    محجلا .. مرطبا
    مرصعا بكرز الياقوت معصما وجيد
    * * *
    يا أيها المكبلون فى أحلامهم بالطائر البهيج
    بطائر السفار من بلادنا لبلد غريب
    الراسمون فى خيالهم أجنحة لا تعرف الحدود
    الراكضون خلف من يحمل فى جعبتة تاشيرة الخروج
    الراكعون لخيال كندا
    العاشقون كل زهرة تنبت فى الخليـــــــج
    بلادنا الطيبه الولود
    حبلى بالف زهرة تعطر الساحة بالأريج
    وأرضنا زاخرة بحبها الحصيد
    بألف نخلة يطل للسماء طلعها النضيد
    وألف نرجس يعود للحياة من جديد
    فلتحرقوا أشرعه الرحال
    لأنها رهينة لدى الرياح الهوج
    ومزقوا تاشيرة الخروج
    * * *
    إنا خرجنا قبلكم نلتمس الشمس على مشارف الرحال
    إنا رحلنا خلف نجمة ترحل نحو مدن الخيال
    يجذبنا لفلق الصباح قمر يلوح خلف الأفق البعيد
    يشدنا نحو مدار السعد أمل جديد
    تسوقنا سحابة التوق إلى مكامن الورود
    وقبلكم كنا ركبنا الموج
    حداؤنا ترنيمة جديدة من سفر الخروج
    يرده الصدى من شاطى معتم الجدران
    هناك خلف جبل السحاب مرفأ الامان
    يلفه الديباج والحرير
    رماله تسبح فوق الذهب المطمور
    تفوح من ساحاته العبير
    شوارع الأسفلت فى ربوعه تشع نور
    ينام خأتم المنى فى عتب البيوت
    دفاتر الأطفال بنكنوت
    وطبق الرغيف بسكويت
    * * *
    يا وطن النجوم
    إستبدل الحالم وطنا بوطن بديل
    بوطن ينز تحت حافريه عرق البترول
    سحابه حقول برتقال .. نجومه لآلى قريبة المنال
    لو أنه يفتح بابا مغلق المزلاج
    لو أنه كالنيل .....
    يفتح قلبه لعابر السبيل
    لو أنه يساكن الوجدان
    أو فاح فى ربوعه معطر
    من عبق السودان
    لو زينت سماءه نجوم أمدرمان
    وسكنت صحراءه سهول كردفان
    ولونت بحاره ديوم بورسودان
    لو أنما مواكب الصبية فى طريقه تمنح الامان
    لو أنهم كانوا على براءة الصغار مثلهم فى وطن النجوم
    وإن تكن مدائن النفط على جمالها لا تنفث السموم
    ولم تكن قصورها جحيم .. وناسها وجوم
    لما سلا الحالم فى ديارهم عن وطن النجوم
    ظل الشاعر فى وطن الإغتراب ما يقرب من الثلاثين عاما دون فلايجده كالنيل يفتح قلبه لعابر السبيل ولا يجد فيه أرضا رحيبه ولا صدرا حنونا ..
    أحبك يا فاطمه
    أحبك حتى وإن غبت عنك ثلاثين عاما
    ورحت بعيدا لحضن غريب وأرض غريبه
    فلا الحضن كان كحضنك حضنا حنونا
    ولا الأرض كانت كصدرك أرضا رحيبه
    ثلاثون عاما وأسال عنك المراسي
    فقالت وهل تحمل السفن الراسيات الطيوبا
    سألت البحار فردت وهل يحمل الملح روح العذوبه
    سألت الغفار فردت زهور المروج النديات
    لا يحتملن رياح الغفار ولا يحتملن مناخ كئيبا
    سألت الديار ديار الأعاجم هل وسعتك
    فقالت وهل وسعتها ديار العروبه
    ثلاثون عاما وما برحت من خيالى
    عيونك يوما
    ولا طرقت مسمعى سوى نبرات الحبيبه
    أفاطم إنى رسمتك فوق جبيني
    وإنى حملتك في حدقات عيوني
    لتسري روحا سماوية فى كياني
    تدغدغ عشقي وطيش جنوني
    فتصبح ذاتك ذاتى ونبع حياتي
    وفرض صلاتي ومؤئل شرعي وديني
    ثلاثون عاما وأغفو لعلى أراك بقلبى
    وألقاك عند سكوني
    فجاء خيالك طيفا سنيا يطوف بروحى
    فكان خيالك عين اليقين
    وما حوليا مجرد وهم ومحض ظنون

    ولنا عوده ان شاء الله لا ثراء هذه الدراسه حول أدب الرحيل وتناول بقية قصائد الشاعر عبد الوهاب الزين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de