بين الوحل والحلم والوجل/رباح الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2005, 02:02 AM

ابو يسرا
<aابو يسرا
تاريخ التسجيل: 02-21-2002
مجموع المشاركات: 1837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين الوحل والحلم والوجل/رباح الصادق المهدي

    نقلاً من جريدة الصحافة السودانية العدد4284 الصادر اليوم
    ***********************************
    بين الوَحْلِ والحلْمِ والوَجَل: زمــــــان الخليط
    بلادنا الان تشهد حراكا في الدوائر العامة جلها، بيد أن ذلك الحراك هو أقل من المتوقع أو المفروض، كونها تستعد لبداية جديدة بعد توقيع اتفاقية السلام فيها طاقم من التغييرات الهيكلية للبلاد، من ناحية، وكونها تواجه أزمة خطيرة ومتفاقمة في دارفور من ناحية ثانية، وكونها قررت في وسط كل هذه الضجة أن تكون الخرطوم عاصمة للثقافة العربية من ناحية ثالثة. فبلادنا جوقة موسيقية لا تنسيق بين عازفيها، والمايسترو فلتت من يده الأمور فصار يخبط هنا ويتخبط هناك.. هذه الحالة المختلطة وجدت طريقها إلى مفكرتنا في ثلاثة مناشط ضمها الأسبوع الماضي، نود أن نصف بعض سماتها اليوم: الأول سمنار السينما المقام تحت مظلة الخرطوم عاصمة الثقافة العربية للعام 2005م، وذلك هو الوحل، والثاني ورشة جمعت ناشطي المجتمع المدني تبحث أمر رسالة المجتمع المدني لمجتمع المانحين الدوليين وذلك هو الحلم، أما الأخير فكان ملتقى تفاكريا أشرف عليه بعض الكتاب الصحافيين وقادة الرأي العام مع الدكتور كامل الطيب إدريس السوداني ذي المنصب القيادي في منظمة الملكية الفكرية العالمية "الوايبو" وقد وسم الملتقى بسمة الوجل!.
    أما الوحل فمرده أن السمنار الذي جمع قاماتنا السينمائية المرموقة وشارك فيه اثنان من آباء السينما السودانية الثلاثة على حد تعبير الأستاذ محمد المصطفى الأمين (هما جاد الله جبارة وكمال إبراهيم)، علاوة على أساتذة جامعيين واختصاصيين في مختلف اختصاصات السينما في السودان، وكانت فيه أوراق صادقة في تحليل داء السينما في السودان والبحث عن الدواء، هذا السمنار دخل في وحل عاصمة الثقافة التي كنا من قبل تحدثنا عنها، أهملت أمانة الخرطوم عاصمة الثقافة سمنار السينما الذي يعقد تحت مظلتها إهمالا شبه تام، فلم يحضر مسئول، ولم يخصص للباحثين السينمائيين حقوقهم المستحقة، ولم يفز السمنار من عاصمة الثقافة سوى بلافتة كبيرة عليها شعار عاصمة الثقافة وضعت لتلفت السابلة أمام قاعة الشارقة بالخرطوم.. كان كثير من المتحدثين ينفثون غبنا حول هذا الإهمال البالغ للسينما ولشئونها.. والأدهى من ذلك، كان في حضور السمنار صوتان يكرران على مسامع الحضور العابس اليائس-لولا كلمة الأستاذ مجذوب عيدروس التي تحاول أن تطفئ اليأس بيأس أشد فقد قال: لا عليكم إن إهمال الثقافي في عالمنا الثالث أمر طبيعي من السياسي!!- أقول مع ذلك صب على رؤوس الجمع اليائس صوتان يكرران عليهم ما يزيدهم بؤسا .. فالحضور الذي كان يحكي مآس حقيقية على عهد "الإنقاذ" كان هنالك من يبشره بأن الحل هو في رئيس الجمهورية، وآخر يبشر أنما الحل في نائبه، والحضور الضئيل عددا الكبير أملا في غد مشرق للسينما كان يعلم علم اليقين أن الحل هو في أهل السينما أنفسهم، والمطلوب من قيادة "الإنقاذ" إن لم تترجل من على صدورنا ليس أن تصنع لنا فنونا، ولكن أن تستجيب تحت مطالب المثقفين المتكررة برفع القيود المهالة على كافة حقول الإنتاج الثقافي سواء أكانت صناعة سينما أم صناعة كتاب أم كتابة قصيدة ربما وجهت ضدها تهما في نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة!.. وعلى العموم، فقد كان السمنار وجها معبرا عن وحل عاصمة الثقافة وبعدها عن الثقافة إلا باللافتات.. وعن غبن أهل الثقافة تحت نيرها، لكأنما مناسبة العاصمة هي لأهل الثقافة كحريق الأخدود!.
    والحلم كان في منبر الذاهبين للنرويج، للمشاركة في منبرين سيقامان هنالك مباشرة قبل عقد مؤتمر المانحين الدوليين لدعم السودان في فترة بناء السلام، والذي يعقد في أوسلو في الثلث الثاني من شهر أبريل القادم.. كان أولئك يفكرون في السلام وما بعد السلام، ويحلمون أن نستطيع الضغط باتجاه بلد ديمقراطي يقع تحت طائلة الحكم الراشد ومتطلباته: الشفافية، والمشاركة والمساءلة وسيادة حكم القانون. ويحلمون أن يكون للنساء وضعا يليق بدروهن في المجتمع السوداني، ويحلمون ببناء المجتمع المدني بشكل معافى وأن يتولى قياد التنمية وبناء السلام في السودان.. احتوى المنبر على نقاشات ساخنة حول تعريف المجتمع المدني وهل الأحزاب ضمنه أم لا، وحول ضرورة أن تكون هنالك مظلة لعمل منظمات المجتمع المدني أم عدمها، ولعل أكثر الأفكار حلما كانت الدعوة لإنشاء لجنة للحقيقة والمصالحة في السودان وقد رافعت لذلك بكفاءة الدكتورة آمنة رحمة.. حتى أن الحلم قادنا لتخيل أن ننفذ آلية كفؤة للحقيقة والمصالحة لبرء جروح الماضي كلها، ونسيان سنوات الحرب والاقتتال وإعلامها القبيح، والديكتاتورية البغيضة وأفعالها المنكرة وتعدياتها التي طالت فوق الماديات المعنويات.. حلم بأن نبرأ من الحرب والكره والظلم والتعدي والاعتداء وبيوت الأشباح والفساد المالي.. والمشروع "الحضاري" فاقد الحضارة جملة وتفصيلا. فهل الشعب السوداني قادر على أن يجعل اتفاقية السلام تتحقق على أرض الواقع حتى ولو تواطأ الموقعون عليها على جعلها حبيسة الحبر والورق؟!.. إذا لم يستطع الشعب ذلك فالمانحون عنه أعجز.. وهذا يقودنا للوَجَل.
    والوجل كان في الملتقى الذي جمع عددا من الكتاب والصحافيين والأكاديميين والناشطين في المجتمع المدني بالدكتور كامل الطيب.. وبالرغم من أن مشاركتنا في منبر الحلم منعتنا عن حضور كلمته التي لا شك كانت قيمة وشهادته من داخل أروقة المنظمة العالمية التي هو مسئول مرموق فيها، إن كانت الكلمة قد فاتتنا فقد كان صداها في كلمات المشاركين بالنقاش وجلا.. وجل من مصير مجهول ينتظر السودان في الفترة القادمة.. التدخلات الدولية والمحاكمات .. وكان الخوف من مصير البلاد في الفترة القادمة هو الخيط الواصل بين كلمات عديدة.. نعم في ضوء قرارات مجلس الأمن الأخيرة 1590 و1591 و1593 بدأ كثيرون يخافون لأول مرة.. أو ليس هذا هو ما قالته زرقاء اليمامة من قبل: أن الأشجار تتحرك؟!.. أن البطش والتعامي سيكون بابا للتدخل الدولي رضينا أم أبينا؟! وعلى العموم فإن محاكمة مجرمي الحرب في المحكمة الدولية ليست تدخلا محذورا فالسودان وقع وإن لم يصادق على نظام روما الأساسي الذي أنشأ تلك المحكمة، وهي محكمة تعمل أحيانا في إطار طلب الدول نفسها.. إن التعامي عن المشاكل والسدور في الغي ومحاولة تغطية الفشل بالجعجعة كلها سياسات حكومية ستوردنا أكثر وأكثر في جراب المجتمع الدولي الذي قد ولجناه، وهو ولوج مستحق كما رعي الأسد لغنم الراعي المهمل مستحق.. لقد كنت ممن دعي للملتقى على أنه منبر يبحث ليس عن النظريات بل عن الخطط العملية.. فغرق المنتدى في البحث عن أفعال تفقد الفكرة يخيل إليك أنها نابعة من خوف أكثر من عقل، والخوف كما يقول أهلنا "بفك الجبارة".. لا مناص من البحث عن فكرة أولا، كما ظل الأستاذ عادل الباز يكرر، وقد قيل قديما:
    الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المقام الثاني
    إن الهروب عن الأفكار، أو انتظار أن تهبط من السماء لا شك غير مجد، ويحمد للملتقى أن انتبه إلى ضرورة التروي والتفكير في مخرج ليس لأشخاص ولا لأحزاب ولكن للوطن.. مخرج ينتظر أن تبلوره لقاءات تالية، ربما تخف فيها نبرة الخوف وتعلو نبرة التفكير.. وما بين الوحل، والحلم، والوجل.. تختلط أقدامنا ووجداننا والعقول.. إنه زمان الخليط.. فليسلم الله هذه البلاد!.
    وليبق ما بيننا.





    (عدل بواسطة ابو يسرا on 04-02-2005, 02:05 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de