|
|
 و أنا لو يسامحني ربي مرة .. إليك أتوب
|
سيدي
اليوم والوقت صباحا
والنيل أزرق ما يكون
والأشجار أخضر ما تكون
والشمس أكثر إشراقا
والكون هادئ على غير عادته
إحساس بوضوح الرؤيا
مدهش ...
رائع ... لكنه يصيبني بالقلق
و يغمرني بالهواجس
..
والنيل الرائق الزرقة .. يرتدي وجهك
غامض الملامح
والشمس النائمة على السطح ..
هناك : عيناك .. تبرقان
وهذه الموجة الصغيرة تتكسر على تجعيدة صغيرة أسفل الخد .. قرب فمك ..
وهذا المكان الملئ بالظلال يصد حاجباك عنه الضوء ..
وترتاح ملامحك على وجه الصباح ..
على زجاج نظارتي... ثم على إطارها
على غشاء عيني ..
على أطراف أصابعي ..
على جدائلي ..
على ..و على .. و على ..
أبتسم في إرتياح يائس ..
وأدخل حافية ... في بهوك
أسير على أطراف أصابعي
و أترك لك على عتبة الباب
باقة من ضوء الشمس
و حزمة من شعاع القمر
وأتسلل بهدوء ..
إذا وجدت بقية من عطر
فقط أنثرها هنا
حتى لا أقطع تأملاتك
أو تسألني سيدي : هل الحب إمتلاك ؟
أنا لا أدري ..
لكن فيما يصيبني
أحس دوما أنه يشبه الإمتلاك
هو أن تكون مملؤا بالمحبوب حتى الثمالة ..
أن ينتهي إحساسك بنهاية أطرافه
ثم يبدأ بها .. و يتوقف خلال هذه التهويمة ..
عند عشرات المحطات في الجسد ..
ويكون حَدّهُ .... خط الأفق
أن تلملم أشياءه ..
عثراته ...
رواحه
غدوه
أفراحه ..
أحزانه ..
أن تكون (تاج سره) ..... و ملجؤه الوحيد
أن تكون منتهى صدقه ...
بداية خوفه اللذيذ
و نهاية قلقه المحبب ..
أعني .. أعني .. عفوا
لا أدري ...
لا أعني أن أقيد من أحب ..
لكني أحس أن مشاعري التي لا أستطيع توضيحها
تشبه هذا الإمتلاك
هل الإمتلاك شئ بغيض؟
سيدي
يبدو أنني اليوم مصابة بأرق الحنين
ويبدو أنه قد تطاير منه شرر أو رزاز
لا أعلم
فقط الآن
و أنا ألملم نفسي
وجدت أشيائي مبعثرة جدا
علمت أنني أفرطت في شئ ما
أو .. بكلمات أخرى ..
وأنا أعيد إتزاني
و ترتيب أوراقي
أرتدي نظارتي
و حذائي
أحاول تدارك الأمر
وأسابق هذا الظلام إلى بيتنا
فضوء قمرى صار ضئيلا
قد تطفؤه نسمة ما
ما أعيه تماما
أنني لازمتك طوال هذا اليوم
فأرجو أن تغفر تطاولي
سيدي
وأنا الآن أغرف من نبع لا ينتهي
قدرا وشهدا
وبقدر ما غاب مني
أغترف بكلتا يدي ... بكل نهمي ..
بعنفوان شراهتي ..
وشوقي
وفاجأني الظلام
ولي ألف قمر يضئ روحي
ويشد أطراف شعري بإحكام اليه
ويأخذني إلى عالم يفيض روعة وسحرا
سماؤه زرقاء
قمره أزرق
ترابه
نسيمه
أزهاره زرقاء
يلفك من الجهات العشرة
بل ما يفوقها عددا
ونسيت أين جسدي وما يتصل به
فالرؤيا من نافذة الروح
صافية نقية
وأنتبهت إلى أنني بدون نظارة
متي خلعتها .. أين وضعتها .. لا أدري
فقط
الآن لا احتاجها
انني أحس وأرى
سيدي
لماذا انت مقيم في ذاكرتي منذ الأمس؟
وحتى الآن؟
بالامس
والوقت مساء جدا
وأنا أفترش الأرض ..
وأوراق منك مخملية الحروف تملأ المكان ..
ليلية العبير
ذات حنين
وأزحت عن راسي كل شي
سواك ..
لا أدري لماذا
وأحسست أن هاتفي لن يكون بابا سريا يفضي إليك
فأقصيته بعيدا
وذلك الكتاب ....
رغم بدء تعلقي به
أخفيته
فكرت في كثير من الكلام
سأكتبه صباحا
وأنا تنتابني ريح من الثرثرة
و الفضفضة ..
وعندما أشرقت الشمس
وجدت أن ثورتي ذابت بليل ..
و ضمني الزحام إليه .. فدفنت نفسي فيه هربا ..
هربا من ماذا ؟ و إلى أين ؟
منك إليك .. ؟
|
|
 
|
|
|
|
ابو جهينة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست