|
|
 ومستشفى بورتسودان .. وصحة الانسان !
|
ننقل تحقيق الأيام بدون تعليق
قفر ويباب وسراب.. في مدن النسيان (3)
مستشفى بورتسودان.. ضيق وزحام ونقص في الكوادر
عاملون: نعاني من ضعف المرتبات وانعدام الحوافز...
مدير المستشفى : هنالك نقص في الكوادر لبعض التخصصات
بعض الاقسام تحولت لمستشفيات بموجب قرار وزارى
المستشفى يعتمد على ايراداته ، وشكوى من فواتير المياه والكهرباء.. وتراكم الديون !
تدني في مستوى صحة البيئة، وتكدس للمرضى والزوار في زوايا المستشفى
تحقيق: قذافي عبد المطلب
الصور عديدة والمشاهد مزدحمة، ولكن لعل من اصدق الاماكن التى تنبى عن واقع الحال هى المستشفيات، ففي مكان يكابد اهله هجمات المرض وغوائله اول ما يطوف بالذهن هو حال المستشفيات ومراكز العلاج والدواء.. وقد فعلنا !
اولى زيارات (الايام) لمستشفى بورتسودان التعليمى كانت في ذات اليوم الذي انقلب فيه بص مدرسة الجزيرة للاساس الخاصة والذي ادى الى مقتل اربعة تلاميذ وجرح اكثر من (25) اخرين، الحادث هز مدينة بورتسودات التى هرع معظم سكانها الى مستشفى بورتسودان وفي مقدمتهم اسر التلاميذ ومعظم المسئولين في حكومة الولاية، وكانت هناك جموع كبيرة، ازدحمت بها ساحة المستشفى وخارجه، ولم يكن هناك مجال للتحدث مع المسئولين عن المستشفى في ذلك اليوم، وفضح ذلك الزحام الكبير مساحة مستشفى بورتسودان، ومن هنا بدت شكوى المواطنين حيث يقول ياسر ان مبنى الحوادث ضيق ولا يتناسب مع مستشفى كبير كمستشفى بورتسودان الذي يستقبل الاف المرضى والمرافقين يضاف الى ذلك ارتفاع عدد سكان المدينة ارتفاع الوعى الصحى الامر الذي زاد من معدل زيارات المواطنين الى المستشفى ولا يمكن ان تتوسع المدينة ويتضاعف عدد سكانها ويظل المستشفى كما هو منذ مطلع القرن الماضى، ويشير الى مجموعة من الاشخاص اعرف ان كانوا مرضى او مرافقين) يتمدد بعضهم على مسطبة عالية في الحوادث وبعضهم يجلسون عليها، ويقول هذا مشهد مشين وغير حضارى، ودليل على ضيق المستشفى.
ويشير مجددا الى جزء من المستشفى تجرى عمليات بناء فيه ويقول... ان اعمال البناء التى تجرى كانت فرصة لتوسيع المستشفى على الاقل رأسيا طالما ان التوسيع الافقى متعذر بسبب عدم وجود مساحات خالية على جانبى المستشفى لكن التأسيس لا يوحى بانه سيبنى كعمارة لعدم وجود اعمدة خرصانية غير ان ياسر يشيد بالفريق العامل بالمستشفى ويقول ان ما يقومون به جهاد حقيقى رغم تدهور اوضاع المستشفى.
مجموعة من النساء الملثمات كن يفترشن الارض اقتربت منهن وسألتهن عن حال المستشفى والخدمة الصحية المقدمة فيه فلزمن الصمت.
وفي ذات اللحظة اقتربت منى ثلاث من العاملات في المستشفى وسألننى بصوت خافت (انت الصحفى الفى المستشفى) فقلت نعم.
هل انت مستعد لنشر افاداتنا ام.......بالتأكيد سانشرها..
اذن اتبعنا فتبعتهم الى مكتب ناي بعض الشئ وعندما جلسنا طلبن عدم ذكر اسماءهن فوافقن.. قلن ان العاملين في مستشفى بورتسودان التعليمى يعملون في ظروف سيئة للغاية اولا المرتبات ضعيفة جدا وكذلك الحوافز ولا تتعدى (15) الف جنيه في اقصى سقف لها بينما في المستشفيات الاخرى مثل مستشفى الامراض الصدرية والاطفال الحال مختلف وحوافزهم اضعاف حوافز العاملين في مستشفى بورتسودان التعليمى بالرغم من اننا نقوم بذات الاعمال التى يقومون بها بل ربما نحن هنا نقوم بجهد اكبر مما يقومون به.
* هل انتن ممرضات ؟
لا لسنا ممرضات اننا موظفات لكن حتى الممرضين يشكون من هذا الظلم الواقع على العاملين بالمستشفى.
* وما أثر هذا الظلم كما وصفتم على سير العمل ؟
بالتأكيد هذا الواقع له اثار سلبية على سير العمل لان العاملين ينتابهم الاحساس بالظلم وهذا الاحساس المر يولد حالة نفسية لا تساعد على العمل.
* الهذا السبب تتأخرون عن الحضور ؟
لا نحن لا نتأخر .. الدوام في المستشفى يبدأ في الثامنة او الثامنة والنصف.
* لقد حضرت الى المستشفى قبل الساعة الثامنة بثلث ساعة ووجدت المكاتب فارغة من الموظفين ؟
عادة يكتمل حضور العاملين حوالى التاسعة .. نحن نطالب بتحسين اوضاع العاملين في المستشفى خاصة الموظفين والعمال باعتبارهم شريحة مهمة لا يدور دولاب العمل في المستشفى الا بوجودهم عكس الاعتقاد السائد الآن في بورتسودان حيث يعتبر البعض ان دورنا ثانوى وغير مهم نحن نطلب المستحيل وما نريده هو معاملتنا مثلما يعامل زملاؤنا في المستشفيات الاخرى ونعتقد ان هذا حق طبيعى وتجاهل مطالبنا ظلم لا يرضى الله.
وزادت الشكاوى التى رددها عمال وموظفين كثيرون.. عاملة النظافة قالت انها تعمل بمرتب يبلغ (70) الف جنيه في الشهر دون اي حوافز وفوق هذا وذاك بالمشاهرة بالرغم من انها تعمل في المكان الذي يعمل فيه الذين يصرفون الحوافز وبدل العدوى الامر الذي اعتبرته استهانة (بدورها)
محمد حسن على اشار الى التفاوت الكبير في نظافة المستشفى والذي اضحى ظاهرة للمراقب بين موقع ادارة المستشفى وقسم الحوادث ويقول (ان الجزء الاول من المستشفى يتمتع بالنظافة والخضرة هل لان مكاتب الادارة تقبع هناك ويتساءل ذات الادارة هى المسئولة عن قسم الحوادث ويقول انه يتردد كثيرا على بعض المستشفيات وكان يظن ان هذين المستشفيين هما اسوأ المستشفيات من حيث رداءة البيئة ولكن قسم الحوادث في مستشفى بورتسودان يفوق كل ما رأيت ويمكنك ان ترى الوضع بنفسك ثم اشار بيده قائلا اخرج من هذا الباب وانعطف، يسارك لترى بنفسك.
* ماذا عن الخدمات الصحية وتقييمك لها ؟
حال المستشفى يغنى عن السؤال والنظافة وصحة البيئة هى العلاج الاول الذي يفترض ان يقدم للمريض وبدلا من ذلك فان هذا المستشفى يضيف للمريض بالاضافة الى الالام الجسدية التى يشكو منها الما نفسيا اضافيا..
لكنى كمراقب لمريض لا ألوم العاملين في المستشفى من اطباء وممرضين وكوادر اخرى فهم يقدمون ما يستطيعون تقديمه بكل تفان واخلاص وهذه هى الحسنة الوحيدة التى لاحظتها في هذا المستشفى وتتفوق بها على مستشفيات الخرطوم.
* هل هناك علاج مجانى في الحوادث ؟
نعم المستشفى يقدم العلاج المجانى للحوادث.
* ضعف .. المرتبات وغياب التدريب !
ثم التقينا بممرضة طلبت هى ايضا عدم ذكر اسمها وقالت ان مشكلتنا في المستشفى تتلخص في ضعف المرتبات التى ليس بينها وبين ما تقدمه من عمل مقارنة بسبب قلة الممرضين والممرضات وعدم وجود التدريب والتأهيل.
حملنا اوراقنا وتوجهنا الى مكتب مدير المستشفى د. محمد فرح الذي بدأ زاهدا عن الحديث بحجة ان الصحافة لا تأثير لها وتحت الحاحنا وافق على الرد على اسئلتنا في وقت آخر وفي الموعد المضروب عندما جلسنا اليه بدأ متحمسا هذه المرة، وطلبنا منه ان يقدم لنا نبذة عن المستشفى :
فقال ان المستشفى اسس في عام 1907م ثم تطور وتوسع واخذ شكله الحالى في عام 1945م
الايام ما هى الاقسام التى يحتويها المستشفى ؟
يتكون المستشفى من اربعة اقسام هى الباطنية ، الجراحة، الاشعة والعلاج الطبيعى.
* الايام كم تبلغ مساحته
..................
* الايام المستشفى مساحته صغيرة ولم تواكب الزيادة السكانية ؟
لا.. ليست صغيرة اذا وضعنا في اعتبارنا التقسيم الذي حدث بقرار وزارى وتحولت بموجبه اقسام كثيرة في المستشفى الى مستشفيات متخصصة مستقلة كمستشفى العيون، الامراض الجلدية وامراض الصدر والاسنان كلها كانت اقساما تابعة للمستشفى واستقلت بموجب القرار الوزارى سالف الذكر.
* ما هى السعة السريرية :
اولا قسم الجراحة به (8 سريرا والباطنية (86) سريرا و(44) سريرا في حوادث العظام وهذا عدد كاف ولا يحدث تكدس الا اذا كانت هناك حوادث وما هى نسبة التردد وعلى المستشفى ؟
لا ادرى لكن يمكنك مراجعة مكتب لاحصاء
* وماذا عن الكوادر الطبية ؟
اربعة اختصاصيين جراحة وخمسة باطنية واخصائى للعلاج الطبيعى مقاطعا، لدينا اخصائى اشعة .
* الايام: هذا العدد من الاخصائيين يكفى ؟
حاليا يكفى
* الايام: لكن الذين عددتهم لا يغطون كافة التخصصات ؟
نعم هناك بعض التخصصات (المسالك البولية، وجراحة العظام و التخدير) والاقسام الخاصة ليس بها اخصائيين ونستفيد في العمل بقسم التخدير من طلاب الخدمة الوطنية ، المستشفى في حاجة ماسة لسد هذا النقص.
* الايام: ما هى المشاكل التى تنجم عن هذا النقص ؟
ليست هناك مشاكل كبيرة او مؤثرة اقصى ما يحدث هو ان يتكبد المريض مشاق السفر الى الخرطوم طالبا للعلاج وحالات نادرة وفردية ولكن هذا ليس تقليلا من اهمية النقص واثره على مدينة كبيرة وبعيدة عن المركز كبورتسودان ومن المفترض ان تكتمل وتتوفر كل الخدمات الصحية.
* الايام: النص ايضا يمتد الى الكوادر الطبية الاخرى ؟
هناك نقص في كوادر التمريض التى اصبحت مهنة طاردة لضعف عائدها والمشكلة ليست في الكم فقط بل تمتد الى النوع ايضا فليس هنالك ممرضات في ولاية البحر الاحمر واعتقد ان الحل يكمن في انشاء كلية للتمريض العالى في جامعة البحر الاحمر، وبهذا يمكن حل مشكلة النقص في كوادر التمريض العالى مع تحسين شروط خدمة هذه الفئة.
ايضا هناك نقص في الكوادر الفنية خاصة فني الاشعة وجملة فنى الاشعة في الولاية تسعة فنيين فقط ونلجأ الى منسقية الخدمة الوطنية لسد النقص.
* الايام: الا ترى ان الاعتماد على منسوبى الخدمة الوطنية قليلى الخبرة في مهمة حساسة كهذا ينطوى على مخاطرة في ظل عدم وجود متخصصين ؟
ليس هناك مخاطر لأن هؤلاء يتم تدريبهم جيدا قبل انخراطهم في العمل .
* الايام : تحويل اقسام المستشفى الى مستشفيات اليس فيه تشتيت للجهد والكوادر على قلتها ؟
هذا الكلام يمكن ان يكون صحيحا لكن الاجراء انعكس ايجابا على بعض المستشفيات كالاطفال ، الولادة الذي تطور واصبح مستشفى مميزا جدا هذا مكسب كبير يؤكد صحة القرار الذي استطاع ان يخلق من قسم صغير مستشفى تعليمى يحتاج فقط الى زيادة عدد السرائر وفي المقابل هناك اقسام استقلت لكنها لم تتطور ولا زالت تعتمد على المستشفى الام، وهذه الاقسام ارى ان تعاد الى وضعها السابق.
* الايام: هل تواجهون مشكلة في التسيير كما هو الحال في معظم المستشفيات الحكومية ؟
نعم نواجه مصاعب كثيرة لان المستشفى يتم تسييرها بايرادها الخاص وشتان ما بين الايراد والمنصرفات وفواتير الماء والكهرباء هى اكثر المصروفات التى ترهق كاهل المستشفى الذي تراكمت عليه الديون الآن..
* الايام: هناك شكوى من العاملين من ضعف عائد العمل في المستشفى ؟
هذا صحيح.. فضلا عن عدم وجود او ضعف بعض الامتيازات خاصة الترحيل والسكن وهذا هو سبب نفور الاطباء من العمل في الولايات او في البحر الاحمر بشكل خاص.
* لاحظنا بالمستشفى عمليات بناء فهل تعملون على استحداث اقسام جديدة ؟
هذا العمل يجرى في قسم الحوادث الذي يتم بناءه وفقا لاتفاق بين وزارتى المالية الولائية والصحة الاتحادية تنفيذا لخطة تهدف لاى تعميم خرطة قسم الحوادث في مستشفى بحرى وسيتم تسليم القسم خلال اربعة اشهر من بدء العمل.
حاليا ايضا يجرى تنفيذ المرحلة الثانية لمستشفى الامير عثمان دقنة ويحتوى على اقسام الباطنية والاشعة والمعامل بتمويل ولائى وينتظر ان يكون هذا المستشفى بديلا لمستشفى بورتسودان الحالى.
ويساهم رجل البر والاحسان عبد القادر الخبير ببناء مجمع عمليات كامل للجراحة فيه.
كما يساهم مشروع توطين العلاج بالداخل بتوفير المعدات الطبية له.
وقد تم شراء معدات طبية وماكينة اشعة مقطعية سيتم تركيبها بتمويل من وزارة المالية الولائية.
* هناك مشكلة كبيرة في البيئة واشتكى منها عدد كبير ممن قمنا باستطلاعهم ؟
بالعكس البيئة في المستشفى تشهد تحسنا مستمرا وقد تمت صيانة العنابر كما يجرى تحسين وجه المستشفى.
* لا.. البيئة ليست على ما يرام هناك اوساخ.. و.. يا اخى اين هذه الاوساخ التى تتحدث عنها.. الوضع تحسن كثيرا ربما تكون هذه اول زيارة لك للمستشفى لذلك اقول لك ليس هناك وجه مقارنة !
* يمكننا ان نذهب لترى بنفسك.. ولكن مصطفى المدير الطبى للمستشفى الذي ذهب معى الى الجزء المعنى من المستشفى قال ان تلك المنطقة تتبع الى مستشفى العيون (علما بان مستشفى العيون هذا يتخذه مستشفى بورتسودان كقسم مؤقت لقسم الحوادث الذي يتم تشييده الآن).
والمناظر التى رأيتها لا يمكن التعبير وتقديم صورة عنها بالكتابة حيث تعج تلك المنطقة بكل انواع النفايات من طبيبة الى اكياس واشجار عشر تحتضن اكياس البلاستيك بل حتى فضلات الانسان تنتشر هناك.
وسادع الكاميرا تقدم صوراً من تلك المشاهد.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست