...................ثلاث نساء...............

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2005, 04:18 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
...................ثلاث نساء...............

    المرأة الاولى

    نحن الان فى الدويم1973 ابى يعمل مدير معهد مبروكة..كانت الصداقة التى تجمع والدى بالعامل او الجناينى تاسمير لها ما يبررها كلاهما كانت اثار الانجليز واضحة عليهما كانا اول من ياتى الى العمل وآخرمن ينصرف..عم تاسمير يقيم فى مبروكةالخضراء,,وهى عبارة عن اكواخ وسط ا اشجار المسكيت..لوحةسريالية للفقر نقشتها يد فنان مبدع..كان ابى يحثنا على زيارة صديقه تاسمير..وفى العصر نمضى ان واخوتى الصغار مدججين بالحلوى لاطفاله..كان يستقبلنا الرجل واسرته المكونةمن زوجته الجميلة واطفال يخطئهم العدد..زوجةتاسمير..امراءة من بنات الحسانية..شعلة من الذكاء والجمال الرصين..كنت اراها وتدهشنى حيويتها واكرامها لنا باحضار العصير فى اكواب تخرج فقط من الفضية فى مثل هذه المناسبات..تدور احاديت مرحة بينها وبين زوجها..وهذا ما يفسر سعادة هذا الرجل الدئمة وغناؤه المستمر اثناء تادية عمله فى قطع الاشجار فى المعهد
    ***********
    عندما مريت اليوم على والدى وانا قادم من المدرسة شاهدت تاسمير لاول مرة ساخطا متبرما ومهيض الجناح ووالدى يطيب خاطره..عرفت انه سمح لاحد اقربائه الذى زاره فى الامس باخذ احد ابنائه ليقيم معه فى مدنى..دون علم زوجته..وعندما عرفت زوجته بعد عودتها من المزرعة اصرت على الرحيل فى ليلتها ..الى مدنى لتعود بابنها..وهكذا فعلت
    ***************
    لاحقا عادت المراة الامية الذكية بابنها ليعيش معهم الفقر النبيل..وكان هذا موقف...هذه زوجة تاسمير امراة من صلب هذا الشعب العظيم..السودان..البلد الوحيد فى العالم الذى يعيش المواطن العادى فيه بموقف..بينما يعانى السياسى من السقوط المستمر..وفعلا الشعب السودانى شعب عملاق يتقدمه الاقزام كما قال الاستاذ محمود محمد طه
    **********
    يتمحور بعض المكرورين الى اصوات
    او انغام او اشعار
    لكن هدير الزمن الدوار
    يبتلع الزامر والمزمار
    يتحور بعض المكرورين الى طبل منفوخ
    لكن ما تبثه الصحف اليومية والحوليات
    ينساه التاريخ
    *************
    ولكن زوجةتاسمير لم ينسها التاريخ..بل بقيت فى ذاكرة الطفل الاخضر المعدنية لتبعث من جديد باسم ملكة فى رواية الساقية


    ***************************
    المرأة الثانية

    قد ينتقل الإنسان في كفاحه من أجل البقاء في مهن مختلفة تتفاوت هذه المهن بين ما يحتاج لمجهود عضلي وأخرى تحتاج لمجهود عقلي أو كليهما . هناك مهن تقود الإنسان للتعامل مع الآلات الصماء الميتة إلا من الضجيج المنتظم الذي تصدره هذه الآلات في المصانع والمعامل .. مهن أخرى تتعامل مع الجمهور .. هذا النوع الأخير الذي يتعامل مع الكائنات الحية ..مع أسوأها على الإطلاق .. الإنسان !! هو الذي يستهويني تماماً .. لماذا ؟ لأني منذ الصغر شغوف بتعرية الإنسان من الداخل والتعمق في التحليل السلوكي وغيره .. هذه الهواية القذرة جعلتني عديم الأصدقاء إلا من القليل منهم الذين أحبهم كثيراً رغم انتقاداتهم المرة لي واتهامهم لي بسوء الأدب مع الناس الذين يكونون في نظرهم محترمين وفي نظري غير جديرين بالاحترام ، نسوق إليكم القصة التالية كشاهد على ذلك .. عملت يوماً في أواخر الثمانينات في وظيفة مؤقتة بمكتب القبول بالخرطوم .. هذا المكتب يقوم بتنسيق وتوزيع كافة الطلاب الناجحين من مختف من مختلف مدارس السودان إلى الجامعات والمعاهد العليا في الداخل والخارج .. كان عملي مساعدة لأولياء امور الطلاب بملئ استمارة القبول بالطريقة الصحيحة ، كنت مختص مدارس الكمبوني * فأضحى هذا العمل مفتاح المرور للتعرف والتعامل مع الأوساط " الهاي فاي " .. إذ كان هذه المدارس المترفة يدرس فيها أبناء الذوات وكبار المسئولين الذين نراهم في التلفزيون والصحف .
    * * *
    في ذلك اليوم المشهود دفع رجل في العقد الخامس من العمر ومعه أبنه باب المكتب ودخل يضرب الأرض بحذائه اللامع ، كان الرجل يرتدي بدلة غربية كاملة سوداء اللون ، على الرغم من حرارة الجو في ذلك الصيف في يوليو بالخرطوم ويحمل حقيبة سوداء برزدنت ، في الحقيقة كان الرجل يتلامع كأنه جاء من فليت ستريت رأساً إلى مكتبي الصغير المتواضع و ضمحة بالعطر الخليجي النفاذ الذي يشعر الإنسان بالدوار ، ألقى الرجل التحية باللغة الإنجليزية وجلس على الكرسي قبالتي ، التفت إلى الابن ، كان مكتنز كأبناء الأثرياء في كل مكان لاحظت حزن عميق يطل من عينه الواسعتين ويغمر وجهه الطفولي .. تحركت عقارب التقصي والغوص في الأعماق البشرية في داخلي ، يبدو أن هذا الغلام لايحب والده إطلاقاً وقد أحضره معه قسراً .. قطع الرجل استرسالي من التفكير .
    - هل أنت المسئول عن قبول مدارس الكمبوني ؟ !
    - نعم .
    - أخرجت استمارة القبول وتعمدت مخاطبة الولد المذعور الذي يقف في انكسار .
    - الاسم لو سمحت .
    - رد الرجل في صلف نيابة عن ابنه .
    - فلان .. الفلاني .
    - وتوالت البيانات تباعاً ، أنا أسال الغلام والأب يجيب في غطرسة وتكبر .
    - مهنة الوالد :
    - مهندس في أرامكو .
    - الدخل السنوي للوالد :
    - مائة وأربعون ألف ريال سعودي .
    - بالعملة السودانية لو سمحت .. أعني بالجنية :
    - أحسبها أنت !!
    أيقظت غطرسة الرجل كل النعرات البلشفية والأحقاد في نفسي ، أنا من عطبرة المدينة العمالية الفقيرة فانبريت له .
    - أنا موظف في الدولة وليس تاجر عملة .
    بهت الرجل كأنما لسعه عقرب ، نظرت إلى الغلام الذي لاح طيف ابتسامة واهنة على شفتيه ولمحت في عينيه امتنان خفي ، كان سعيداً بالرجل الذي ينكل بأبيه الطاغية على هذا النحو .. فتح الرجل الحقيبة السوداء وعبق منها عطر آخر أشعرني بالدوار وأخرج آلة حاسبة وعلبة سجارة أمريكية أشعل سجارة وأملاني عدد من ستة أرقام وكان هذا الدخل السنوي ثم انتقلنا إلى الجانب الأهم في البيانات ، رغبة الطالب في نوع الكلية الجامعية التي ينوي الالتحاق بها وهي رغبات غير قابلة للكشط أو التعديل .
    نزع الرجل نظارته الطبية ووجه إلي نظرة نافذة متحديه .
    - كليه الطب .. جامعة الخرطوم فقط !!
    انتهت البيانات ونهض الرجل وانصرف دون مصافحتي وتأخر ابنه قليلاً وصافحني بمودة واحترام وخرج يتدحرج كالكرة خلف أبيه ، أخرجت ملف فحص الدرجات من الدرج لمطابقتها مع درجات الطالب في الشهادة .. كان متفوقاً أحرز خمس علامات من نوع ( A) * في الأربعة المواد العلمية بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية .. إذاً سيحصل على مقعد مريح في كلية الطب ، جلست ساهماً أفكر وأنا أنظر إلى مكتب رئيستي في العمل الخالي ، خرجت لتحضر ابنتها الصغيرة من حضانة في الجوار ، أخذ عقلي يعمل كالماكينة ، يستعرض الموقف الذي انقضى منذ لحظات (( أن ملابس الرجل الفارهه لاتنسجم مع ملابس ابنه العادية البسيطة كم تمنيت أن ينقطع التيار الكهربائي وهذا شيء يحدث دائماً فيتحول المكتب إلى فرن لأرى كيف يفعل ذلك الرجل الذي يحمل كل صفات الطاووس ماعدا جماله ويرفل تحت أطنان من الملابس الغربية الفاخرة .. مفتاح السيارة المرسيدس الذي ألقاه على مكتبي بطريقة استعراضية ، الدخان الذي أشعله وجعلنا أنا وابنه في جحيم التلوث السلبي للدخان .. من بين فلسفاتي الخاصة في الحياة التي تثير حنق أصدقائي " فلسفة الجحيم هو المدخنون " كنت أردد دائماً أمامهم لإغاظتهم " إن التدخين شكل من اشكال الشذوذ الجنسي الكامن وهو عبارة عن إرتكاس للمرحلة الفمية لفرويد " ألا ترون أني إنسان بذيء أحياناً .
    * * *
    انفجر الباب فجأة فقطع حبل أفكاري ، دخلت امرأة في العقد الرابع ترتدي ثوب موظفة سودانية أبين اللون وانفاسها تتسارع ، اتجهت إلي وعيناها تفيضان بالدمع .
    - هل حضر فلان الفلاني هنا مع ابنه للتقديم للجامعة ؟ !
    صدمني اندفاع المرأة للحظة ثم استعدت جأشي وبدأت أبحث في الملفات .. تذكرت أنه الرجل نفسه .. الطاووس !!.
    - نعم يا والدة تفضلي بالجلوس .
    ناولتها الملف أخذت تنظر في البيانات في لهفة وانهارت في إعياء على الكرسي تبكي بحرقة أدمت قلبي .. إذاً هذا هو الوجه الآخر للمأساة ، نظرت إلي في تضرع .
    - هل ممكن إلغاء هذه الاستمارة واستبدالها بأخرى جديدة ؟ !
    - لا يمكن للأسف هذه الاستمارة تملأ بمعرفة ولي الأمر وغير قابلة للإلغاء والتعديل .
    قاطعتني في حزن بالغ وهي تجهش بالبكاء .
    - أنا ولي أمره .. وليس هو .. لماذا لم ينتظرني هذا الولد العاق ؟
    للأسف بدأت تتجمع في دهني خيوط القصة ، هذه المرأة الطيبة بوجهها اخالي من المساحيق الذي ينبئ بأنها لم تتزوج مرة أخرى بعد الانفصال من ذلك الرجل السادي وبذلت شبابها من أجل تربية ولدها المتفوق الذي كان يقيم معها .. المنطق وحده يؤكد ذلك لو نشأ ذلك في كنف إبيه لكان مصيره المصحة وليس الجامعة ، نظرت إليها وقد هاجت نفسي كل الشعارات الأممية التي تدعو للتضامن مع المرأة ووضعها المزري في المجتمع الرأسمالي ألم أقل لكم بأني حاقد وبذيء وشيوعي أيضاً !! .
    - أني جد آسف لك يا والدة لابد أن نكون واقعيين مهما كانت الظروف
    إنك ترضي أن يكون ولي أبنك امرأة مع وجود والده على قيد الحياة ، إن ذلك يهز صورته أمام أصدقائه الذين يقفون خارج المكتب مع آبائهم .
    وكأنما انصب على المرأة ماء بارد واستعادت جأشها وهدأت أنفاها كففت دموعها ، المسكينة كانت أشبه بملاكم صمد خمس عشر جولة ليسقط في الجولة الأخيرة بالضربة القاضية ، رددت في ود .
    - نعم يا ولدي هذا عين العقل ، فقط كنت أريده أن يدرس الهندسة .
    - الهندسة أو الطب كلها كليات مرموقة .
    نهضت المرأة وإكراماً لها خرجت معها إلى خارج المكتب ، هناك كانت سيارتها الأوبل البيضاء القديمة ، كانت مثلنا مواطنة محلية داخل السودان ، استعنت ببعض المارة لدفع السيارة حتى يشتعل المحرك ، تقدمت منها أودعها وأنا أسعل بشدة من الدخان الكثيف الذي خرج من السيارة .
    - أنتِ…امـرأة عظ….ـيمة يا والدة..لكن"الخيل تجقلب والشكر لحماد"*
    أضاءت وجهها ابتسامة عريضة ، فقد أثلجت صدرها كلماتي الأخيرة فرددت كلماتي
    - الخيل تجقلب والشكر لحماد.. نعم إنه كذلك ..
    استدرت عائداً إلى المكتب بين أفواج الطلاب وأولياء الأمور ، لازالت نظرة الامتنان والشكر التي كانت في عينها ماثلة أمامي " الحدم لله على كل حال .. يوجد على الأقل شاهد إثبات واحد يعرف أن ذلك الغلام المتفوق صنعته تلك السيدة الفاضلة " .
    دخلت المكتب ووجدت رئيستي في العمل قد عادت من الحضانة مع ابنتها الصغيرة وهي تنظر إلى مكتبي الخالي في استغراب .
    - عدت منذ لحظة ووجدتك تقف مع سيدة في الخارج .
    - نعم … ويالها من سيدة .
    - بالمناسبة اليوم مررت على سينما النيل الأزرق .
    - ماذا يعرضون مساء اليوم ؟
    - الفلم العربي " لاعزاء للسيدات "
    ضحكت بصورة مفاجئة ضحكة مجلجلة أربكت رئيستي في العمل .. لكنها تعرفني دائماً بأني إنسان غريب الأطوار وهي أيضاً امرأة طيبة مثل كل النساء في السودان ، لم أسمعها أبداً تتحدث معي عن زوجها !!
    * * *
    مثل سوداني : الفرس يكسب السباق والفارس ينال الجائزة .
    ******************************

    المرأة الثالثة

    كنا نراها فى طفولتنا البعيدة فى حى الداخلة العمالى فى عطبره...وهى تخرج صباحا وترتدى ثوب الموظفات الابيض،،تسير فى رزانة وتحرق قلوب المتسكعين..كانت تعمل فى مكتب البريد..شقيقها الصغير كان صديقى،كنت اذكر ان هناك نخلة معطاءة تقبع فى منتصف فناء دارهم وكثيرا ما كان عمى عمر الكثير الصيام يرسلنى لاجلب له التمر منهم..كان صديقى يصعد الى النخلة وبينما هى تجمع الرطب لجنى فى الماعون وتعطينى له..مرت السنين وعرفت ان هذا النوع من النساء لابدان يتزوج يوما ما..وتزوجت من احد رجال حارتنا وسافرت معه الى دولة عربية افريقية تنضح بالنف%D
                  

03-16-2005, 04:57 AM

mulhim
<amulhim
تاريخ التسجيل: 04-11-2002
مجموع المشاركات: 491

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    *****
    up
                  

03-16-2005, 07:16 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    سلمت عزيزي عادل أمين

    وما أكثر نساء بلادي ( يقدن عين الشمس )
                  

03-16-2005, 07:51 AM

ست البنات
<aست البنات
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 3639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    الأخ الشفيف عادل ،

    سلام وتحية واحترام كثير ،

    نماذجك النسائية هذه ذكرتنى بأمى رحمها الله ،

    فقد كانت عظيمة ، شامخة ، صمودة ،صلدة و عطوفة ، ة ، تؤمن بأن الشجر لا يموت الآ واقفا !

    شكرا لك ،

    ست البنات .
                  

03-18-2005, 07:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    الاخوة الاعزاء والاخوات
    تحية طيبة
    ناسف لبتر القصة الثالثة ونعود نشرها من جديد


    كنا نراها فى طفولتنا البعيدة فى حى الداخلة العمالى فى عطبره...وهى تخرج صباحا وترتدى ثوب الموظفات الابيض،،تسير فى رزانة وتحرق قلوب المتسكعين..كانت تعمل فى مكتب البريد..شقيقها الصغير كان صديقى،كنت اذكر ان هناك نخلة معطاءة تقبع فى منتصف فناء دارهم وكثيرا ما كان عمى عمر الكثير الصيام يرسلنى لاجلب له التمر منهم..كان صديقى يصعد الى النخلة وبينما هى تجمع الرطب لجنى فى الماعون وتعطينى له..مرت السنين وعرفت ان هذا النوع من النساء لابدان يتزوج يوما ما..وتزوجت من احد رجال حارتنا وسافرت معه الى دولة عربية افريقية تنضح بالنفط وايضا بالقهر والاستبداد واضاعة الحقوق..
    *********
    مضت السنين تباعا وانجبا البنين والبنات..ولكن فى غربة السودانيين فى الدول العربية ورغم اننا نعيش بينهم على استحياء..الا انهم يرتكبون الاخطاء الفادحة والتى لا تحتمل..فقد صاحبنا زوج الموظفة عقله وعاد ليستلقى فى البيت فى غرفة مظلمة فى انتظار جودو..قامت اختنا باخذ اولادها وزوجها المذهول والعودة الى السودان
    ************
    ولان السودان كان يعيش فى زمن الجمرة الخبيثة،وظن بعض اثرياء الغفلة ان الزواج مؤسسة اقتصادية يكون الزوج فيها فقط وسيلة انتاج متى ما فقدت قدرتها على العطاء يجب تركها..وبدا يحوم حولها الرجال وصائدو الطيور الايبة ويمارسون الضغوط علي اهلها ا..ولكن كما اسلفت لكم كانت امراة من نوع خاص جدا..صناعة سوادنية مائة فى المائة..اعادت خدمتها واخذت عائلتها وركبت قطار الشمال الى مدينة اخرى.
    ************
    هذه المدينة عبارة عن مجتمع حر وحضارى بعظمة الاثار التى فيها ويمثلها جبل البركل لا يضايق اهلها الغرباء اللذين ياتى بهم قطار الشمال سواء جاءوا من اقاصى الجنوب اوالغرب او من اماكن اخرى..شاهدوها تنزل من القطار وتركب سيارة التاكسى الىبيتهم الجديد.. تقود الرجل المذهول والاطفال..ولم يشاهد احد هذا الرجل الغارق فى الاسى مرة اخرى..فقط كل صباح تخرج مع اطفالها وتوزعهم على المدارس ثم تذهب الى مكتب البريد ..والكل يحيطها بالاحترام والاعجاب ولا يريد احد ان يجلى سر حزنها النبيل
    *********
    عنما كنت معلما فى كريمة..اخبرنى صديقى النور الذى يعمل موظفا فى البريد..ان هناك موظفةمن عطبره جاءت تعمل معه فى مكتب البريد..ويا لها من امرأة!!
    *********
    نتعمد الاسراف
    كى نستر الفاقة
    والزاد خبز حاف
    والنفس افاقة
                  

03-18-2005, 09:34 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    الأخ عادل
    تحياتى لك ولأهلك بعطبرة
    يبدو أن طفولتنا كانت بمعهد التربية شندى
    ويفترض أن نلتقى فى عطبرة دون موعد ولكنك لم تكن هناك
    لاتعرفنى شخصيا ولكنى أعرف كثير من أفراد الأسرة

    كتاباتك ركن مريح كما الذى إنتبرزته مريم الأولى وهزت بجزع نخلته فتساقط عليها رطبا أدبيا حلو المذاق.
    ولكن ما أراه من قراء وكتاب هذا البورد أن يضطروك أ ن تنذر للرحمن صوما
    ولاتكتب بعدها لإنسيا.
    واصل فى مخاضك الجميل فعسى أن يكون مولودا يبرئ الأكمه ويعلم بنى وطنى هنا أن بالناس المحبة وعلى الأرض السلام.
                  

03-19-2005, 03:53 PM

Mamoun Zain
<aMamoun Zain
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: Balla Musa)

    الاخ عادل امين
    لك التحية وانت تسطر بيراعك النبيل هذه الخواطر الشجية. حدثنا اكثر !!
                  

03-19-2005, 10:23 PM

Mamoun Ahmed
<aMamoun Ahmed
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: Mamoun Zain)

    أخي
    عادل
    موضوع آثر..واصل


    تخريمة
    اتمنى ان تحكي لنا أكثر
    عن حياتكم وذكرياتكم في بخت الرضا
    يهمني الموضوع
                  

03-20-2005, 01:46 AM

Ehab Eltayeb
<aEhab Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 2850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    الاخ عادل..

    لكي التحية علي هذه اللقطات الرائعة.. لبعض نساء بلادي...

    والتحية عبرك لهذه النمازج الطيبه.. والمكافحة للمرأة السودانيه..

    في اصالتها..

    وعراقتها..

    وقيمها..

    كل الود,,,
                  

03-20-2005, 04:10 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    الاخوة الاعزاء ست البنات ايهاب بلال موسى مامون ومحمد
    تحية طيبة
    مقولة لكاتب افريقى جعلتنى اكتب هذه التداعيات عبر ثلاث سنوات وعبر اكثر من الف بوست ويزيد...ستجدون فى الارشيف الكثير والكثير عن سيرة وطن...الهدف منها اعادة المجتمع السودانى والبلادالى سيرتها الاولى

    المقولة:انا لا اخجل من نفسى حين اعرى وطنى والامراض التى تنفر منه..لانك اذا لم تتطهر امام نفسك ستظل النجاسة تغمر دواخلك مهما استعملت من ماء وصابون

    اخوانى دونكم الارشيف وسيرة مدينة 2002 المنبر الحر 1 والمنبر الحر2 والمنبر الحر 2003 والمنبر الحر 2004..للمزيد من هذا النوع من الكتابات ...


    ومرحبا بكم فى دربنا الاخضر
    الاخ بلال موسى
    يا حليل ربوع شندى
    بلد الجمال عندى
    واهديكم سيرة المراة الرابعة(عين شمش)من الارشيف ايضا

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ويطوف بى الخيال وحات
    كنا فى طفولتنا فى الشمال...عندما نكون مسافرين من بلدة ابى مورا الى بل
                  

03-20-2005, 04:11 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    الاخوة الاعزاء خضر و ملهم وست البنات وايهاب بلال موسى ومامون احمد ومامون زين
    تحية طيبة
    مقولة لكاتب افريقى جعلتنى اكتب هذه التداعيات عبر ثلاث سنوات وعبر اكثر من الف بوست ويزيد...ستجدون فى الارشيف الكثير والكثير عن سيرة وطن...الهدف منها اعادة المجتمع السودانى والبلادالى سيرتها الاولى

    المقولة:انا لا اخجل من نفسى حين اعرى وطنى والامراض التى تنفر منه..لانك اذا لم تتطهر امام نفسك ستظل النجاسة تغمر دواخلك مهما استعملت من ماء وصابون

    اخوانى دونكم الارشيف وسيرة مدينة 2002 المنبر الحر 1 والمنبر الحر2 والمنبر الحر 2003 والمنبر الحر 2004..للمزيد من هذا النوع من الكتابات ...


    ومرحبا بكم فى دربنا الاخضر
    الاخ بلال موسى
    يا حليل ربوع شندى
    بلد الجمال عندى
    واهديكم سيرة المراة الرابعة(عين شمش)من الارشيف ايضا

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ويطوف بى الخيال وحات
    كنا فى طفولتنا فى الشمال...عندما نكون مسافرين من بلدة ابى مورا الى بلد امى كورى...نشاهدها فى الافق البعيد تسبح فى السراب فى محيطات لا نهائية من الرمال...فينوس ..امراءة فى غاية الجمال..ترتدى فستان اخضر وتنتعل سفنجة قمر بوبا..كانت عيناها نجلاوان وقامتها فارعة ولكنها صلعاء..(عين شمش)..هذكان يسميها الناس..لم اجد تفسير لوجودها الغامض وعزلتها المجيدة..ولكنها من كائنات الشوق ا لآخر التى يحبها الاطفال كثيرا...لانه تعطيهم الحلوى وتبتسم فى وجوههم..احيانا نجدها تجلس وحيدة كأله الهنود شيفا تحت ظل نخلة على الرمال فى مواجهة النيل فى استغراق عميق لا يعرف احد قيمة الظل الممدود فى الجنة اكثر من اهل الشمال وهم يعانون
    الامرين من رمال مشتعلة ورياح تسفع الوجوه ويكون اقصى امل للمرء ظل ممدود وانسام باردة..انها تبصر عالم لا نراه ولكنه على ما يبدو عالم جميل لا يشبه عالمنا البشع اطلاقا..ويبدو فى ظلال ابتسامتها الساحرة
    ************
    فى الحقيقة حتى لا نبخس الناس اشياؤهم..كانت امراة لها موقف من الحياة..فهى لا تتعهر او تستلم للغزل الرخيص الذى يتحفها به الرجال عندما تاتى لسوق الثلاثاء فى مورة لتتبضع تشتري الدهان والكحل والملابس والعطور وكل ما يستهوى امراءة جميلة تعيش فى قلب باريس..الويل ثم الويل لمن يسمعها كلمة غزل رخيص من بطش يدها او سفنجة القمر بوبا التى لا تخطى هدفها كانها موجهة باليزر..ويكون الدرس قاسى لهذا الرجل الغريب الذى جاء الى سوق البلدة واراد ان يتقرب من فينوس..آلهة الجمال التى هبطت مع ارفيوس فى الارض...وضلت طريقها الى السماء مرة اخرى
    **************
    عين شمش ذات روح ابية لا ترضى ابدا ان يتصدق عليها الناس او ينظروا اليها كسقط المتاع..كانت تعمل لكسب عيشها احيانا فىطاحونة الطرف..وكم يبدو منظرها ظريفا عندما يغطى الدقيق المتتطاير وجههاو راسها الاصلع وتبرز عيناها النجلاوان المدمختان بالكحل وتلمعان ذكاءا فى توهج خرافى..تذكرك بمسرح الكابوكى اليابانى..تعمل بجد ونشاط ومرح ..هنا فقط تقبل المزاح والغزل ...حتى لا يفقد صاحب الطاحونة زبائنه..فهى تعرف الاقتصاد قبل دخول الماركسية السودان
    ***********
    ليس من المهم ان تكون مشهورا..او ثرثارة فى كل ناد تخطب..كان صمتها جليل واحيانا تطلق عقيرتها بالغناء فى مشيها وتجاولها فى الصحراء بين البلدين او فى طاحونة الطرف دفعا للملل.بل المهم ان تعيش فى هذه الحياةبموقف..ان هذه المراة الساحرة وغيرها من كائنات الشمس وارمال..سببت حالة قلق ميتافيزيقى دائم للطفل الاخضر ..عن دقائق الحكمة غير المنظورة التى اوجدت هذه الكائنات فى زمان ومكان محدد..ثم الاختفاء فى هذا السديم الرمادى الذى يسميه الناس الموت. دون ان تترك اثرا.وتبقى فى ذاكرة الطفل القلق ليعيد خلقها من جديد وفى اطار اخر..لا مجال لذكره هنا..سياتيكم نباءه بعد حين
    **********
    وعندما تركنا السودان وجئنا الى اليمن..كان ذلك موقف من الحرية و النظام فى السودان..والان بعد رحلة طويلة فى اروقة الذاكرة..اضحى لنا موقف من الحياة نفسها..اسوة بكائنات الدرب الاخضر التى كانت تعيش فى مدن النخيل فى بلاد الرمال الوقحة التى تدفن كل شىء وهجرة النخيل المستمرة الى مدن الخراب

    (عدل بواسطة adil amin on 03-20-2005, 04:19 AM)

                  

03-20-2005, 05:11 AM

Ismaeil H. Mohamed
<aIsmaeil H. Mohamed
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    أخي الكريم عادل

    عندما بدأت في قراءة المرأة الأولي طاف بخاطري
    الأستاذ مختار أحمد يوسف الذي كانت له علاقة
    وظيفية تعليمية في ذلك التأريخ بتلك المنطقة.

    ولكن سرعان ما غاب ذاك الطيف وسط السرد الجاذب لأجد نفسي
    بين أشجار المكسيت في اللوحة السريالية واحمل لكم أكواب
    العصير وأتنفس ذلك الهواء النقي! ياااااا الله ...........
    وكذلك في الثانية والثالث.

    متعك الله،
    دمت ولك ودي

    إسماعيل حميم









                  

03-21-2005, 01:15 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: adil amin)

    UP
    يا رائع جفيتني وانا ضايع

    أنت يا مهدي يجري في دمي موقف الحر يجتاز الهمم
                  

04-10-2005, 03:56 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...................ثلاث نساء............... (Re: othman mohmmadien)

    المرأة الخامسة

    كانت جدتي الحرم امرأة تجللها الحكمة … عندما كنا صغار ، نعود إلى قريتنا الوادعة في شمال السودان مورا . في موسم حصاد التمر كانت تسكن في بيتها وحيدة بعد رحيل زوجها ود العقيد منذ أمد بعيد وقد أعلنت مرارا أنها لن تربط حمار في مكان حصان وفي الليالي المقمرة نقبع نحن الصغار عند قدميها وتحكي لنا " كان يا ما كان في قديم الزمان سلطان .. هذا السلطان عندما طال به الأمد طغى وكاد ان يقول أنا ربكم الأعلى بلغ الصلف والتعسف به مداه ن جمع يوما علماء السوء حوله وزعق فيهم حتى كادت تسقط سراويلهم وعبس وبسر وقال : أريد منكم ان تعلموا بعيري هذا القراءة والكتابة .
    أسقط في أيدي القوم ، امتلأت قلوبهم رعبا ، هذا السلطان يعي ما يقول ويجب أن يطاع في المنشط والمكره … كيف يتسنى لهم أن يعلموا هذا الحيوان الأعجمي الكتابة ؟!
    اجتمع العلماء يتداولون أمرهم ، وأمر هذه المصيبة الني وقعت على رؤوسهم الفارغة وكروشهم الممتلئة .. بعد حين صاح كبيرهم الذي علمهم السحر "وجدتها … وجدتها " كما فعل أرخميدس عندما أكتشف قانون الطفو ، حملق فيه بقية العلماء في دهشة يشوبها الارتياح .. لابد أنه الحل الذي سينقذ رقابهم ابتسم كبيرهم في خبث ومسد لحيته الصفراء ومد عنقه طويلاً وأردف " الشيخ فرح ود تكتو " عدونا الكبر الذي يؤلب عينا المزارعين نخبر السلطان أنه لا أحد يقدر على هذا العمل الفذ سوى الشيخ فرح وله باع كبير في هذا الشأن منها تتخلص منه ونزيح عن كاهلنا هذا العبء الكبير .
    ووافق الجميع دون استثناء .
    كان إقناع السلطات من أسهل الأمور التي يتقنها كبير السحرة ، كان يجيد لحن القول ، تمكن فعلاً من إقناع السلطان واكتملت خيوط ألموا مرة .
    في الصباح حضر الشيخ فرح بين يدي السلطان ومعه أربعه من تلاميذه النجباء ، كان يقف شامخاً كالطود وبصوته القوي الواثق أعلن عن موافقته على تعليم البعير ، لكن بشرط أن يمهله السلطان سبعه أعوام ، آذن له السلطان بذلك خرج الشيخ الجليل مع تلاميذه يقود البعير وسط دهشة حاشية السلطان وعلماؤه اللذين تنفسو الصعداء وأنتشر الخبر وعم القرى والحضر .
    كان تاج الدين تلميذ الشيخ النجيب وأحد الأربعة يعلم الموآمرة التي حاكها كهنة ، سدنة القصر وأقبل على إستاذه في جزع بعد مبارحتهم القصر يستفسره عن كيفيه تعليم البعير …. تنهد الشيخ وردد الكلام الذي أثلج صدر تلميذه البار "يا أبني بعد سبعه أعوام لكل حادث حديث … أما مات الأمير أو البعير أو العبد الفقير" ثم التفت الشيخ يخاطب تلاميذه في نبرة آسرة " يا أبنائي … إياكم ومجالسة السلاطين فإنهم يأخذون من دينكم أكثر مما تأخذوا من دنياهم "
    مضت السنتين تباعاً استدار الزمن دوره كاملة وطحن برحاه الكثير من أبناء البلاد المساكين وأزفت الساعة المرجوة وجاء جنود السلطان في طلب الشيخ الجليل اغتسل الشيخ ذلك اليوم وصلى ركعتين ورفع يديه إلى السماء متضرعاً "يا حي يا قيوم … عبدك الفقير لا يصل إلى الخرطوم " .
    وكان للعبد الصالح ما أراد في الطريق من أم ضواً بان إلى الخرطوم مات العبد الفقير واجتاح الطوفان الغاضب البلاد وهرب الأمير ونلى ذلك أن حكم البلاد البعير !!
    " طارت ثم حطت ودخلت في مؤخرة أصغركم " هكذا كانت الجدة العزيزة تختم قصصها البديعة على هذا النحو الفاحش ، وينفجر أخي الصغير باكياً مع ضحكاتها المجلجلة … طيب الله ثراها .

    -

    (عدل بواسطة adil amin on 04-10-2005, 04:02 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de