|
|
 العمالة الوافدة في السودان .. الكفاءات السودانية .. الصالح العام .. قضايا مع بعد السلام
|
نقلا عن الايام
دعوة الكفاءات السودانية للعودة للبلاد هل تكفى ؟!
مهندس يروى لـ(الايام) قصته الطويلة مع الفصل التعسفى ويقول :
\
العمالة الاجنبية الوافدة تطاردنا.. وشروط التعاقد مجحفة وظالمة
لماذا النص في عقودات العمل على الفصل دون ابداء الاسباب ؟!
مينى تحقيق : حسين سعد
لسنوات طويلة ظل سيف الاحالة للصالح العام والاستغناء عن الخدمة ضمن حزمة اجراءات الخصخصة مسلطا على الكفاءات والخبرات والعمال السودانيين، وقد ادى ذلك الى مفارقتهم للخدمة المدنية ومغادرتهم للمصالح الحكومة بعد ان غلب عليها التعيين السياسى.
ويقول محدثنا المهندس بابكر الصافى احد ضحايا الفصل التعسفى بان الولاءات السياسية افقدت الخدمة المدنية هيبتها ونزاهتها وقد ادى ذلك الى بروز بعض القيادات غير المؤهلة تبؤات مناصب قيادية وتنفيذية داخل المؤسسات المختلفة.
ويضيف بان العمالة الاجنبية الرخيصة شكلت هاجسا اخر احال حياة الموظفين لجحيم لا يطاق واصبحت اغلب المصالح تعتمد على العمالة الاجنبية الرخيصة وظلت العمالة السودانية خارج السياج الوظيفى او القبول بالعمل في وظيفة اخرى باقل مقابل مادى وصلاحيات محدودة.
لفك طلاسم هذه القضية ببعدها السياسى والادارى والاجتماعى نتابع داخل هذا التحقيق افادات المهندس يوسف بابكر الصافى
تخرج المهندس بابكر من معهد الكليات التكنولوجية سابقا او ما يعرف بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا، في 1972م من كلية الهندسة قسم الميكانيا، التحق بعدها بدورة تدريبية لمدة عام بالنقل الميكانيكى ومن ثم التحق بشركة تعمل في مجال صناعة الفولاذ عام 1977 بالمنطقة الصناعية بحرى ويواصل المهندس يوسف حديثه قائلا: وبعد ذلك رشحت لدورة تدريبية في صناعة الحديد باليابان، واصلت بعدها العمل بنفس الشركة لمدة عشرة اعوام، ويواصل بعد مضى عدة سنوات عاد اليابانيون لبلادهم وتم احلال العمالة السودانية مكانها بالشركة حتى عام 1982 تاريخ اغلاق الشركة وتصفية اعمالها لاسباب مالية واقتصادية.
يتابع بعد اغلاق الشركة ظللت في بحث مضنى للالتحاق بوظيفة الا ان وجدت وظيفة بجامعة افريقيا العالمية قسم التعليم الفنى وقد واصلت في تلك الوظيفة منذ عام 1984م حتى العام 2000م تاريخ تصفية القسم من قبل ادارة الجامعة بحجة التكلفة المالية الباهظة ويقول محدثنا بانه لم يألوا جهدا في البحث مرة اخرى عن وظيفة وبعد بداية العمل في مجال الصناعات الثقيلة التحقت بالعمل في احدى المدن الصناعية بمنطقة الجديد الثورة حيث تم تعيينى في احدى مصانع الحديد، وقد وجدت ان اغلب العاملين من الاجانب (اتراك) واستمر العمل بتجانس تام بين العمال الوطنيين والاجانب، وفي احد الايام انقطعت المياه عن المصنع وقد غاب العمال الاتراك عن العمل ، وقمت انا ومن معى من العمال بالعمل حتى نهاية الدوام في الخامسة مساء بعدها ذهبت للمنزل وقد صادف ان تعطل المصنع في تلك الليلة.
وفي اليوم التالى عند حضورى للعمل طلب منى تحديد اسباب وابعاد تعطيل المصنع وقد اوضحت للادارة باننى لم اكن موجودا بالمصنع عند تعرضه للعطل، ولم يشفع لى ذلك اذ تم فصلى عن العمل وللاسف شروط العقد والتخديم تنص على انه (يمكن للمصنع الاستغناء عن العامل او المهندس بدون ذكر اسباب).
* العمالة الاجنبية :
ويواصل المهندس بابكر افاداته قائلا (ساعدتنى الظروف فوجدت من جديد عملا، باحد مصانع الحديد بالمنطقة الصناعية ببحرى وقد وجدت ان بالمصنع عدداً كبيراً من العمالة الاجنبية من الصينين في الاول وقد رحبوا بى في بداية عملى بصورة طيبة، الا ان ذلك الوضع لم يدم طويلا اذ سرعان ما بدأت تطل المعاكسات والتضارب في العمل وقد حاولت جاهدا تحمل المضايقات وغض الطرف عنها في سبيل (لقمة العيش) ولكن قبل ان اكمل العام في عملى فصلت كذلك عن العمل وسمعت من بعض الاصدقاء بان مصنع الفولاذ تجرى عليه الاستعدادات بغرض تشغيله مرة اخرى وتأكدت كذلك بان هناك عمالة هندية تم الاتفاق معها للعمل بالمصنع، وهذا في حد ذاته مهدد لاستمراريتنا في العمل بالمصنع لان اغلب رؤوساء المصانع يعتمدون على العمالة الاجنبية منخفضة التكلفة.
ويتابع بان السودان سيشهد في المرحلة المقبلة عملية تنمية واعمار واسعة بعد ايقاف الحرب وقد قرأت في بعض الصحف الدعوات التى وجهها بعض المسؤولين للكفاءات والقيادات بالعودة للوطن للاسهام في التنمية وهذه الكفاءات موجودة داخل وخارج السودان ونجاحاتها موجودة الا ان السياسات المتبعة والولاءات الحزبية دفعت البعض للهجرة والبحث عن العمل في اقاصى الدنيا وجعلت البعض يعمل في مهن ووظائف غير تخصصه، ومصنع الفولاذ الذي ذكرته انفا عندما عاد اليابانيون لبلادهم قادت الخبرات السودانية الوطنية دفة المصنع حتى تم اغلاقه وتعطله لاسباب مالية واقتصادية.
ويرى بابكر ان العمالة الاجنبية مهمة في تدريب العمالة الوطنية وتأهيلها الا ان مدراء الاقسام والوحدات الصناعية لا يرغبون في تعيين خبرات وكفاءات سودانية لضعف كفاءة المدراء انفسهم فنيا واكاديميا واغلبهم وصلوا لما هم فيه من مناصب عن طريق الولاءات والتعيين السياسى.
وما (الكنكشة) التى نشاهدها ونعيشها الا اعادة انتاج لازمة الوظيفة والخدمة المدنية.
واذا لم تتم (حلحلة) الادارات الموجودة وابدالها بكفاءات مؤهلة تملك خبرات واضافة عدد بسيط من العمالة الاجنبية لمساعدة وتدريب العمالة السودانية.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العمالة الوافدة في السودان .. الكفاءات السودانية .. الصالح العام .. قضايا مع بعد السلام (Re: محمد صلاح)
|
الاخ محمد صلاح/ تحياتى . مؤسف حقا ان يجد الانسان نفسه تائه فى وطنه .الانظمة المحترمة هى التى تسعى اولا لتحسين اوضاع مواطنيها بمنحهم الافضلية بل الاولوية فى التخديم , وان كانت هنالك وظائف فائضة او هنالك حوجة لكوادر غير موجودة فى سوق العمل السودانى, فلا باس من الاستعانة بالاجنبى. اخبرنى صديق بان بعض الشركات الاجنبية تحديدا الصينية منها, تاتى حتى بعمال النظافة من الصين. اذن ما معنى الاستثمار ان كان لايوفر فرص العمل للوطنيين, خصوصا وان حكومتنا الاسلامية الرشيدة قد شردت اعداد ضخمة من العاملين والعاملات فى جهاز الدولة.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست