|
|
 الي صديقي كمال الطيب في حزني الابدي ورحيله الذي لا ينتهي
|
إلي صديقي كمال الطيب في مقامه الأخير
صمت كثيف و الأشياء من حولي
غربة تتسرب إلى من ثقب الصمت المتاح
والثقب لا يكفي ألا ليدخل كل من خلصت له روحي
فقد كان ثقبا محكما
لا يسمح إلا أن تمر من خلاله الصور التي تمنحني القدرة علي التماسك
في هذه الغربة اللامشتهاة
هذه الغربة التي جعلت الأهل والأصدقاء أرقام هواتف وأصوات متقطعة تتطلب قدرا من الصياح
لاسماع الصوت لمن يعرف نبرته للوهلة الأولى
وأخبار حزينة تأتي إلينا
عبر تلك المكالمات المشوشة والمشوشة (بكسر الشين الأخيرة)
لنشارك هكذا
مثلما أنا الآن اكتب
نشارك بدموعنا اللا مرئية في أجهزة الهواتف التي تتطلب قدرا من الصبر علي الاتصال
نشارك وحزننا المكبوت داخلنا تأسره أسلاكها أو لا أسلاكها
وفي جوانحنا الآسي إلى حين أن يباغتنا صديق ينتمي لكلانا
مثل ما فعلت عالية
ساعتها نصقع بغتة
يبدأ الدمع معزيا في المآقي
و الحزن منتصبا فاغرا فمه من دهشة الموت
والحسرة الأبدية
( قرر الغياب) (بضم القاف)
الغياب الذي ما تمنيت أن يطول بيننا
لكنه استحال دهورا لا اعلم كنهها
(وكنت وحدي يا أبن أمي) حين فاجأني البكاء عليك في هذا الفضاء الاسفيري
حين أعلنت عالية موتك بكتابها المضرج بالحزن
حتى أنني لم استبنه للوهلة
الأولي
و كانت الفجيعة عليك موزعة علي الجهات الأربعة
لكنني الوحيد الذي لم اكن أتوقع اننا قد فجعنا فيك
فجعنا في كمال الطيب
( صريح الابتسامة)
ولذا لم اعر النعي اهتماما
لأنني لا أريد للحزن أن يتسرب إلي قلبي اكثر
(في هذه الغربة)
بمعرفة موتي يبكي عليهم الأصدقاء
مثلما أنا الآن أفعل
لمن اكن اعلم انك المغادر الوحيد المعلن عن رحيله
في رحلة قطار العمر الأخيرة
وأنا الوحيد الذي لم يحضر ليلقي تحيته الأخيرة
أو حتى لأطمئن عليك وأمازحك وأنت ترحل
لأنني كنت بعيدا غافلا أحاول أن أرتب الأشياء من جديد
في عالم
جديد
و من أشيائي التي رتبتها أنني كتبت لك رسالة موجزة
فحواها أن هاتفي قد تغير يا كمال
اقول فيها لك
أرجو الاتصال
لأنني لا املك ألان قيمة المهاتفة
لكنني احتاجك في بعض الأمور
منها أن يوسف صديقنا أصيب بمرض السكر
لكنه لم يستسلم
ذهب الآن إلى السودان ليكمل زفافه علي أمير ته التي احبها
مثل ما فعلت
وان صفوت الشريف حاضرا عنا جميعا في ذلك المهرجان
اتصل عليهم جميعهم في هذه المناسبة الكبيرة
سيحبون ذلك سيحبون المؤامرة التي دبرناه لهم
وارسلت لك رقم يوسف العريس
لتباغته مثلما تباغت الجميع
لكنني لم أتلقى ردا
توقعت أنها الشبكة الملعونة
لم توصل الرسالة في وقتها المحدد
أو انت لم تقرأ البريد في وقته الذي تمنيت
لكنني
لم اكن أتوقع الموت
(وكيف يموت الذي كأن يظن الحياة أبد
ليت مهيار يعرف ان اباه صعد
لم يمت
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
وكأن الشراب نفد
وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
عاش منتصبا بينما
ينحني القلب يبحث عما فقد
ليت مهيار يدرك
ان اباه الذي
حفظ الحب والاصدقاءتصاويره
...... وهو يضحك
وهو يفكر
وهو يفتش عما يقيم ألأود
ليت مهيار يعلم
أن البنات الجميلات خبأنه بين مناديلهن
وعلمنه ان يسير
ولا يلتقي
بأحد)
لم اكن أن اعلم أن اللحظة قد غادر تني
لأوصل رسالتي الإلكترونية إليك
فالموت للجبناء الجاثمين علي صدورنا
لا للأصدقاء الشارحين القلب بالتفاؤل
في احلك الأوقات
وكيف ترحل ؟؟؟؟؟
وبيننا أشياء وأشياء معلقة
ليتك كنت قد أخطرتني (سيقول السفهاء لقد كفر )
اقله كنت شاركتك لحظة الانتقال إلى العالم السرمدي
وكنت أبنت لي ما تري فأنت دائما تلتقى الأشياء وأنت عارف بها
ولا تغيب عنك الصحوة والمعرفة
حتى الرمق الأخير
وداعا أيها الصديق الحميم
ليحفظ هذا الثلج المتكلس جسدك لألف عام
ولتبقي ذكراك بين الأصدقاء وأبناء الأصدقاء وأبناء أبناء الأصدقاء وأبناء أبناء أبناء الأصدقاء لعشرة آلاف سنة قادمة
وليتشرف بك الموت في مثواك الأخير
مثلما تشرفنا بك صديقا تسعي بيننا بالود والحنين والسخرية والدعابة
* القصيدة مأخوذة بتصرف من الجنوبي لأمل دنقل وتمت بصلة عميقة لجملة من الأصدقاء بينهم كمال الطيب
ربيع السماني
ملبورن ضاحية سانت البنس
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ABUKHALID
Khalid Kodi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست