|
طارق الطيب يحصل علي جائزة
|
حصل الأديب السوداني طارق الطيب (مواليد القاهرة عام 1959) والمقيم في فيينا منذ 1984 علي جائزة 'إلياس كانيتي' للآداب عن العام 2005 وهي أعلي منحة في قيمتها المادية تمنحها العاصمة فيينا بشكل سنوي لأربعة فقط من الأديبات والأدباء النمساويين تقدم شهريا لمدة عام كامل للتفرغ للعمل الأدبي. وسيصدر للطيب خلال الأسابيع القادمة رواية 'بيت النخيل' بالألمانية التي حاز بها من قبل علي منحتين لعامين متتاليين من وزارة الثقافة النمساوية، والتي تدور أحداثها بين السودان ومصر وفيينا. ومن المقرر أن يزور طارق الطيب مصر في أبريل القادم بدعوة من القسم الثقافي للسفارة النمساوية لعمل أربع قراءات في القاهرة والإسكندرية وأسيوط، وفي شهر مايو يقدم قراءته في ألمانيا، وفي شهر يونيو في بيت الأدب في مدينة جراتس في النمسا، وهناك دعوات أخري لمهرجانات أدبية منها دعوة لمهرجان أدبي صغير في أوكرانيا. وقد شارك الطيب في العديد من القراءات في العام الماضي في فيينا وجراتس وسالزبورج وفور البيرج وفي عدة مدن ألمانية أهمها فرانكفورت وفي هولندا ومهرجان ستروجا بمقدونيا. وقد تولت دار النشر النمساوية 'سيليه' نشر أعمال الكاتب باللغة الألمانية تباعا منذ عام 1999 وتنشر له في الأسابيع القادمة عمله الرابع وقد قامت أورسولا الطيب بترجمة هذه الأعمال الأربعة حتي الآن عن العربية. والجدير بالذكر أن الطيب قد نشر حتي الآن خمسة من أعماله الأدبية بالعربية وترجمت روايته إلي الفرنسية عام 1999 وصدرت في باريس كما ترجم القليل من كتاباته إلي الإنجليزية والإيطالية والمقدونية والأوكرانية وقد صدرت معظم هذه الأعمال بين القاهرة وباريس وفيينا ولندن وإيطاليا وكولونيا، لكن لم ينشر للكاتب أي من كتبه حتي الآن في السودان وربما يكاد يكون مجهولا للقاريء السوداني.
نقلاً عن اخبار الادب المصرية
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طارق الطيب يحصل علي جائزة (Re: Amin Mahmoud Zorba)
|
شرخُ مكانٍ في مغربِ الزمنْ طارق الطيب
Morning Mystery-Marc Chagal
1
في مغربِ يومٍ وسطوةِ شتاءٍ مِلحٌ في يدٍ وبقايا خبزٍ في أخرى في قلبي زمنٌ يمتدّ وبين لحمِ صدري وقميصي زجاجةُ عطرٍ لإحضارِ المكانْ أكونُ فوق الدنيا بأحمالي ساعاتْ لتهبط بي فجأة في "شفيخات" *
2
عيناي جوار سائق التاكسي تمرّ على الدنيا بحروفها الجديدهْ الأنوارُ تذكّر بألقٍ وحياهْ والخارجُ ينتظر دفئاً من جسدي عيناي جوار سائق التاكسي تمرّ - على أبوابِ بيوتٍ مغلقهْ ونوافذ مغلقهْ على فتياتٍ يبتسمن دون عناءْ- تبحثُ عن شرفاتٍ مختفيهْ عيناي على دانوبٍ لم يكُنْ في مغربِ ذي اليومِ وسطوةِ هذا الشتاءِ أزرقَ
3
خمسةٌ وعشرون عاماً وحقيبةٌ ثقيلةٌ وأنـــا نهبطْ رأسي يجرجرُ جسدي وجسدي حقيبتي وحقيبتي خمسةً وعشرين عاماً في ممرِ المطارِ الطويلِ إلى طرِيقٍ أطولْ إلى غرفةٍ باهتة الضوءِ والألوانْ ذات مصباحٍ وحَيدْ وكرسيٍّ وحيدٍ جديدْ حقيبتي أُسكنها أعلى دولابْ أثبّت بعضَ الأَعوامِ على الحوائطِ وبين الشقوقْ وأبقى بقدميّ على أرضٍ باردةٍ أبحثُ عن سجادةٍ عودِ ثقابْ ثم عن جوربٍ وحذاءْ
4
الملحُ يذوبُ في يدي وبقايا الخبزُ تجفّ من النسيانْ زجاجةُ العطرِ تخرج من دفءِ الصدرِ تمارسُ طقسَ تحضيرِ المكانْ أرشُّها في روحِ الغرفةِ أغمِض عينيَّ أرتعشُ أُخرج الملابسَ من الحقيبةِ أدثِّر حالي بأحمالي وأضعُ شريطَ أغنيةٍ رافقتني أسدّ بها شرخَ المكانْ أنظرُ من خلفِ غبشِ النافذهْ النوافذُ ما زالت مغلقهْ والبوّاباتْ الشارعُ مهجورٌ صوتُ ترامٍ يهدر بعيداً ودبيبُ قطارٍ ما فوق الجسرْ أدنو من ملامحِ المكانْ ويتوه منّي الوقتُ أنسى أن أملأ ساعتي تتوقّف أتذكّر أن الدنيا هبطت بي في مغرِبها
5
أشعلُ شمعةً ينادمني خيالي على الحائطِ بين مساميرٍ وشقوقْ وأعوامٍ معلَّقهْ أغيِّر ميقاتَ الساعةِ وأخمّن وقتاً جديداً لمكانِ الأيامْ ثم أتفرّج على صورِ الأهل والأصدقاءْ أقرأ خطاباً كُتب في عجالةٍ دُسّ في جيبي جوارَ العطرْ قبيل لحظات السفرْ
6
أتذكّرني والأصدقاءَ حولي يهنئون ويودّعون يحسدون حُسن الحالِ بالسفرِ أكوابَ الشاي التي رنّت وخليطَ الأصواتْ الضحكَ والسلامَ والوداعْ وأوراقَ الكتابهْ وعهودَ المراسلهْ ثم تجهيزَ حقيبتي أتذكّر فراري من تجهيزِ الرحيلْ
7
في اليوم التالي تغيبُ الشمسْ ثم تتعوّد الغيابْ ثم تتوهْ يصيرُ الغيمُ قرصاناً على السماءِ وأنا للسماءِ الغائبةِ أنظرُ كل حينٍ أغيبُ خلفَ غيومْ يقولون مؤمنٌ يقولون حالمٌ أو مجنونْ وينسون رعشةَ أهدابي خطوي على البساطِ الأبيض كلّ يومْ أعرفُ طريقَ البريدْ بمحفظةٍ مكدّسةٍ بعناوينْ وبعض طوابعِ بريدْ وعملاتٍ للهواتف ولشايٍ بلا نعناعَ وأعودُ بمفتاحٍ أدمِنُ فتحَ صندوقِ البريدْ في كلّ أوقاتِ المرورْ
8
طقوسُ السلامِ أغيّرها أخفّفُ التحيهْ أغيِّر منها الحرفَ واللكنهْ ويفشلُ قلبي في التقليدْ يغضبون من مواعيدي المتأخرهْ يترجمون بإخلاصٍ "إن شاء اللهـ - ي" إلى "ربّما" فأترجم "لاء - هم" إلى "إن شاء الله" طعمُ الماءِ يتغيّرْ وترتبك الحواسْ العينُ التي مرّت جوار سائق التاكسي بأطراف المدينةِ تري حلماً سيطول
9
رائحةُ الدانوبِ سأعشقها حروفُ الناسِ سأتعوّدها ملحُ البحرِ سيتبدّل بملحِ جبالٍ طعمُ الماءِ سيخدِّر منّي عطش الزمانِ والمكانْ لكن البشرة تظلّ شاكيهْ لم تعد تتحمّل كلّ هذا الصوفْ وكلّ هذا التدثّر والفمُ يكره كذبَ الابتساماتِ أمام الضيوفْ
10
عبْر الهاتف الأصواتُ تتخلل عظامَ الجسدْ الصدرُ يبحثُ عن قنينة عطرِه يلوذُ بها من روح البردْ البشرةُ تستنكر حجابَ الصوفْ العرقُ منها يتلاشى تتمرّد حاضنةَ وشماً قديماً من "عينِ شمسْ"
11
مطرُ الدنيا التي هبطت بي في مغربِ اليومِ سؤالٌ يرتدي البياضَ على الطريقْ في الليلِ أغلق النافذةَ على عتمةِ الدنيا وأفكّر في شرِاءِ مصباحٍ أسطع أفتحُ القاموس وأسألْ
12
البهجةُ محبوسةٌ رهنَ شتاءٍ وغيومْ تنتظرُ أحلمُ بأمكنةٍ قديمةٍ في أزمنةٍ جديدهْ أضحكُ كي يألف الدفءُ مساري وأصحو للإرهاق اليومي المنتظر طيّ ملابسي ويسخرُ الحلمُ القابعُ في حقيبةٍ فوق دولابٍ مهترئ في غرفة ثملت في غربتها من احتساءِ أحلامِ المجانين نهاراً وجنونِ الحالمين ليلاً
13
أنتظر الآن صعودَ الدنيا في مشرقِ اليومِ ودفءِ الصوتِ بملحٍ في يدٍ وعطرٍ في يدٍ بيومٍ صافٍ يتجدّدْ أكونُ فوقَ الدنيا بأحمالي ساعاتٍ لتهبط بي عند الشمسْ
فيينا، الشتاء الطويل لعام 1996
--------------------------------------------------------------------------------
"حقيبة مملوءة بحمام وهديل" طارق الطيب 1999م
* شفيخات : مطار فيّينا الدولي .
المصدر http://www.almasira.net/afrtareq.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طارق الطيب يحصل علي جائزة (Re: Sidig Rahama Elnour)
|
شمال وجنوب على طريق الطيب صالح في غزو الشمال بذكورة الجنوب يمضى الكاتب السوداني طارق الطيب في قصته (الفريسة) .. لكن الغزو هذه المرة يتم في فينيا وليس لندن. عنوان القصة الدال يشير الى مضمونها الذى يتلخص في شاب عربي يقيم بفيينا ولا نعرف له عملا باستثناء انه صائد نساء يمضى معظم وقته في التحرش بهن ـ خصوصا الشقراوات ومحاولة اصطيادهن كفرائس تحل العقد النفسية للجنوبي الملون المضطهد المستلب الحريات، في اجساد بيضاوات من بلدان الشمال التى مارست استعمار وسرقة ونهب الجنوب.
في موسم هجرة الطيب صالح الى الشمال وفريسة طارق الطيب، لا يجد الجنوب اي قناة للتواصل مع الشمال الا هذه الممارسة الغرائزية التي تمنح قدرا من التعويض النفسي للجنوبي مقابل سنوات القهر والاستلاب والاستبعاد .. وبتجريد اكثر، تكتشف شعوب العالم الثالث ان لا وسيلة امامها للتعامل بندية مع الشمال الغني رغم استقلالها الوطني، لان اشكال الاستغلال والسيطرة مستمرة بالاتفاقات المجحفة وهيمنة الكبار على القرارات الدولية .. فلا يجد المستضعفون وسيلة للتنفيس ـ وربما الثأر ـ غير هذه الطريقة.
حتى في هذه لايصادف الجنوبي نجاحا يذكر، فبعد ان ظفر بطل طارق الطيب بفريسة شقراء، يكتشف في النهاية انه هو فريسة رغبتها في (تذوق) رجال من كل انحاء العالم .. والذين يحولون المواجهة بين الجنوب والشمال الى ساحة ليالي حمراء حتى لو كانت مشروعة بالزواج ثم الحصول على جنسية الزوجة، يصادفون الآن شروطا قاسية وضعتها دول اوروبا واميركا لتحجيم ظاهرة زواج الجنوبي بالشمالية .. ووصل التشدد في هذا لدرجة ان مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة اعلنت منذ وقت مبكر انها لن تمنح الجنسية لازواج (بغايا) بريطانيات.
يضاف الى هذا بعد آخر يقفل المجال امام هذه الطرق الخلفية للحوار .. فربما يكتشف التحالف الاميركي ضد الارهاب ان ممارسات بطل الطيب صالح وكل طيب آخر يسير على نهجه، تعتبر من الاعمال الارهابية التى تقتضى شن حرب لاهوادة فيها، لاستئصال كل ادوات و(أسلحة) الارهاب التي يملكها الجنوبيون !
بقلم الكاتب : شوقي حافظ المصدر :http://www.alwatan.com/graphics/2002/01jan/5.1/#########/ot3.htm
| |
|
|
|
|
|
|
|