|
حَلِمـــــــــــــت
|
حلمت أن أمي حرة طليقة على مزاجها تصنع لنا كسرة شفّافة رقيقة طحينها من قمحنا مخلوطة بالروب أو سميكة خميرة مسقية بالسمن أو حليب الضأن أو حسائها المفضّل على مزاجها تصنع أمي قهوة الصباح تجالس الضيوف في الظهيرة تداعب الأحفاد ترتدي جلبابها الفضفاض ووجهها استدارة الضياء تطيش فوق خدها ضفيرة وفوق صدرها رمانتان على مزاجها توزع الأفراح للجارات وتصنع الحبور تسمع الأخبار والغناء وتغلق المذياع في إصرار عند صرخات الجنود وترهات العقيد ودعوات الجهاد المكفهرة على مزاجها تقص أمي شعرها تصنع لي منه وسادة وفوق حجرها أنام أسافر في الزمان بلا حدود أقتصّ من الزمن البليد وارتدي ثوب الدميرة فتخضرّ الولائم بالديار ويبقى النيل حوضا ترتشف منه الأميرة على مزاجها تنهض أمي في هامة البكور تصلي ركعتين للإله وترفع الأكف بالدعاء فيستجيب ربنا الكريم يمدنا بلقمة الفطور والماء فوقنا ينداح فتستحم أمي وتلبس الثياب على مزاجها يزورها الأحباب كالضياء تغازل الجمال والبهاء وتنتشي وترقص النجوم في السماء ودارنا تضاء يشتد نورها في ذروة المساء والغطاء يحيطني بهالة على مزاجها تهز أمي جذع نخلة تساقط التمور في السلال وتشبع الدروب بالظلال وتنشر الأنغام في ربانا فتنتشي حبيبتي بقامة النخيل وأمي على مزاجها تميل تحبني بلا وجل تلفني بثوبها على مزاجها
|
|
 
|
|
|
|