تسونامي.. مهلكة، ولكن ضرورية..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 00:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2005, 08:28 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تسونامي.. مهلكة، ولكن ضرورية..

    في صحيفة النيويورك تايمز، في عددها الصادر في الحادي عشر من يناير2005، قرأت مقالا مميزا، عنوانه "مهلكة ولكن ضرورية، الزلازل الأرضية تجدد الكوكب"(Deadly Yet Necessary, Earthquakes Renew the Planet).. في هذا المقال قامت الصحيفة بعمل دراسة موسعة عن آثار الزلازل الأرضية، وقد اعتمدت الدراسة على آراء الكثير من الخبراء والمعامل الجيولوجية ذات الصيت العالمي في مجالها.. ومناسبة تلك الدراسة كانت أحداث كارثة أمواج تسونامي التي انشغل بها العالم..

    تقول الصحيفة أن الزلازل الأرضية هي التي صنعت الكثير من الجزر اليوم، فالحمم البركانية المتصاعدة من بين طبقات الغشاء الخارجي لسطح الأرض تبرد مع الزمن لتشكل جزرا خصبة جدا، والحمم البركانية أساسا تخرج لسطح الأرض بسبب ارتطام طبقات الغشاء الخارجي ببعضها.. جزيرتي سومطرة وجافا هما إحدى الشواهد الحية على هذا الأمر.. كما أن تشقق وتصادم طبقات الغشاء الخارجي لسطح الأرض – ما يحدث في الزلازل - هما اللذان صنعا القارات والسلاسل الجبلية حول العالم.. ومن فوائد الحمم البركانية أيضا أنها تخصب التربة بشكل عال جدا، كما أن الكثير من علماء البيولوجيا يؤمنون بأن بداية صور الحياة البسيطة على الأرض بدأت من الحمم البركانية المتصاعدة من أعماق المحيطات.. والزلازل الأرضية تعيد تنظيم كيمياء الكوكب، فالأرض تحتاج لأن تمر بنظام الزلازل الأرضية لموازنة العناصر الكيميائية من الغازات والعناصر الأخرى الضرورية لوجود حياة على سطح هذا الكوكب.. ومن فوائد الزلازل الأرضية أيضا أنها تركز المعادن النادرة، كالذهب والفضة، حيث تقوم الحمم البركانية بتركيزها ودفعها إلى الأعلى لتصبح في متناول يد البشر في المناجم المنتشرة في أرجاء الأرض.. باختصار، هذه الأحداث، أو الكوارث، الطبيعية هي عمليات تجديد مستمرة لإمكانية الحياة على سطح الأرض، وقد كانت إحدى المسببات الأساسية لظهورها، بادئ ذي بدء..

    تتحدث الصحيفة عن هذه الإستنتاجات العلمية، ومن ثم تطرح قضية شائكة، فمشاعرنا الإنسانية ترفض الدمار والهلاك الذي حل بما يزيد عن المائة ألف من البشر بسبب ظاهرة أمواج تسونامي التي كانت نتيجة زلزال عظيم حدث تحت سطح الأرض بالقرب من جزيرة سومطرة، ولكنا عندما نعلم أن هذه الظاهرة كانت ضرورية لاستمرار حياتنا على سطح هذا الكوكب، وأنها مستمرة منذ ظهور الحياة عليه، فإن الموازنة بين المشاعر والنظرة العلمية لسيرورة الحياة تصبح أمرا لا بد منه.. نصبح أمام المعادلة الوحيدة الممكنة: أن نقبل ضرورة هذا التفاعل الكوكبي، ونحاول، قدر المستطاع، تضميد الجراح الغائرة، وترميم الخسائر الفادحة، والعمل على عدم الإضطرار للدخول في تجربة مماثلة في المستقبل.. هذا هو، ببساطة، ما يحاول المجتمع الدولي فعله الأن..

    تثير مثل هذه الأحداث أسئلة مهمة جدا عن علاقة الإنسان بالبيئة، كيف يتعامل معها بالإستفادة منها والتأقلم معها وتجنب أخطارها قدر المستطاع.. إن جدلية العلاقة بين الإنسان والبيئة كانت هي المحرك الأول للأفكار والفلسفات، ومنها الأديان، في جميع جوانبها، الفردية والمجتمعية..

    نحن بحاجة مستمرة لتوظيف تجاربنا الفردية والمجتمعية والكوكبية لتحليل هذه العلاقة، وسبر أغوارها.. يقول تعالى ((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟)).. ويقول ((وفي الأرض آيات للموقنين.. وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟)).. هذا في جانب حث الأديان على سبر أغوار هذه العلاقة بين الإنسان والبيئة، ومن جانب الفلسفات، من غير الأديان، يمكن أن نورد حديث ماركس الذي لخص فيه أن العقل البشري وليد المادة، أي وليد الطبيعة التي كونت جميع مفاهيمه بانعكاسها وتأثيرها عليه..

    هذه دعوة عامة للتأمل في هذه القضية.. أرجو أن تجد استجابة من المشاركين الكرام.. نسرد فيها مفاهيمنا المتنوعة، المستقاة من تجاربنا المتنوعة، ومشاربنا المتنوعة.. لعلنا عندما نشارك بعضنا بمفاهيمنا نستطيع أن نرتقي بها جميعا إلى آفاق أرحب من التواؤم والتفهم لسر هذه العلاقة القديمة المتجددة..

    وللجميع التحايا العامرة..

    (عدل بواسطة Yaho_Zato on 02-13-2005, 09:03 AM)

                  

02-14-2005, 09:07 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسونامي.. مهلكة، ولكن ضرورية.. (Re: Yaho_Zato)

    في مشاركة في منبر الفكرة الجمهورية.. تحدثت إلى الأخت المشاركة منى عن قضية أثارتها حول المسائل الأخلاقية المتعلقة بالإكتشافات والأبحاث العلمية المتعلقة ببيولوجيا الإنسان وجيناته.. وهي قضية تشغل اليوم حيزا كبيرا من الإهتمام والنقاش بين الأوساط المعنية والأوساط المهتمة..

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=478

    أورد هنا مشاركتي في ذلك الخيط لسبب أني أرى لها علاقة بموضوع هذا الخيط أيضا..


    عزيزتي منى..

    لقد طرحت هنا قضية كبيرة جدا وشائكة جدا..

    مما لا شك فيه أن الكثير من التطور المادي الذي تنعم به بعض أرجاء العالم اليوم هو تطور قام على الكثير من الممارسات التي قدمت فيها البشرية الكثير من الضحايا الأبرياء.. وهم ضحايا بشكل شامل لجميع أنواع التضحية..

    ومما لا شك فيه أيضا أن القيمة الإنسانية الموجودة اليوم على أرضنا، أي الفهم العام لقضايا حقوق الإنسان، قد كان أيضا نتاج تضحية كبيرة قدمتها البشرية عبر تاريخها الطويل.. فالفهم العالمي اليوم لحقوق المرأة، على سبيل المثال، قد كان نتاج قرون كثيرة من القهر والإستضعاف الذي حل بالمرأة، وهي أكبر مستضعف على هذه الأرض.. فحقوق المرأة لم تكن موجودة في الفهم الإنساني منذ البداية، وإنما تكونت مع تجارب البشرية عبر الزمن، منذ البدايات التاريخية لظهور الرجل والمرأة.. فالمرأة، مثلا، في العصور القديمة لم يكن لها أي حق يذكر بسبب ضعفها في بيئة كان القرار فيها للأقوى، وكان الرجل فيها وصيا مباشرا على المرأة بسبب قوته العضلية، ولم تكن المرأة في غالب الحال واعية تماما بأن دونيتها تلك كانت أمرا مستنكرا.. كمثال قريب على ذلك، فرغم ما حققته الحضارة الإغريقية من تقدم في القيم المدنية، وأهمها الديموقراطية، إلا أن المرأة كانت لا تعد مواطنة في المجتمع، إذ كانت تابعة لأملاك الرجل، وقد كان ينظر لها في بعض الأحيان أنها ليست إنسانا من الأساس!

    ومع التطور المادي الكبير الذي تحقق، أصبح العضل ليس هو مقياس القوة، فقد أصبح العقل والمعلومة الوافية هما مقياس القوة في عهد الآلة، وبهذا الإنجاز انتفى سبب وصاية الرجل على المرأة، إذ أن في عهد الآلة، أصبح الأعقل، بشكل عام، هو الأقوى، وعندما أثبتت المرأة جدارتها في هذا المضمار الجديد، أصبحت قادرة على المطالبة بحقها ككفؤ للرجل في الحقوق والواجبات، وبرفع وصايته عنها، إذ يصبح القانون هو الوصي أو المسؤول عنهما الإثنان إذا تجاوزاه.. وكلما تثبت المرأة جدارتها في المضمار العقلي والمعلوماتي في التجربة الحياتية كلما كان موقفها أقوى في المطالبة بحقوقها التي تهيأت لها بسبب عوامل كثيرة لم تكن متوفرة في الماضي..

    نرى من هذه الجدلية التاريخية المحكمة والمركبة، أنا ندين لضحايا التاريخ البشري بتطورنا في الجانبين المادي والروحي (الإنساني) سواءا.. فتجربتهم التي خاضوها ليست بمعزل عن تجربتنا، وهذا هو التاريخ باختصار، فالبشرية مرتبطة ببعضها زمانيا ومكانيا بشكل لا تملك الفكاك منه أساسا..

    على هذا الأساس، نفهم قول الأستاذ محمود في حديثه عن أن البشرية تسير عبر تاريخها برجلي المادة والروح.. وعندما تقدم رجل المادة، هذا يعني أنها أخرت رجل الروح، ولكن هذا يعني أيضا أنها تتهيأ لتقديم رجل الروح مرة أخرى، كما الشخص منا عندما يكون سائرا على رجلين..

    بهذا الفهم، فإن التضحيات التي قدمتها البشرية كانت ضرورية في الحقيقة لنصل لما نحن عليه اليوم من التطور في الجانبين، المادي والروحي (الإنساني).. ولكنا بتطورنا المستمر نستغني عن مثل هذا الحجم العظيم من التضحية في المستقبل، فنحن نستفيد من تجاربنا التاريخية حتى نطور إيجابياتها ولا نرتكب سلبياتها مرة أخرى.. فالتجربة هدفها أن نتعلم منها.. يقول الأستاذ ((التجربة التي لا تورث الحكمة تكرر نفسها)).. وفي هذا المعنى يرد الإيحاء اللطيف من الله تعالى ((ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم؟..))..

    بهذه الحكمة التي ورثناها من التجربة البشرية عبر التاريخ، يمكننا أن نقيم الممارسات العلمية اليوم، والممارسات المجتمعية، لنستبين المقبول أخلاقيا والغير مقبول أخلاقيا، فالأخلاق نفسها معيار متنامي بتأثير التجربة البشرية.. وعلينا أن نكون دقيقين في تقييمنا قدر الإستطاعة حتى لا نورط أنفسنا في تجارب مريرة أخرى، ونستفيد من التجارب السابقة للدرجة القصوى..

    ولعله من الضروري الإعتراف بأن وضع الموازين الدقيقة لما هو أخلاقي ومقبول وما هو غير أخلاقي وغير مقبول في التجارب المستحدثة أمر صعب جدا.. ونحن فيه "نجتهد" قدر الإمكان لخير الإنسانية ورخائها في الحاضر والمستقبل.. فالقضية كما ذكرت شائكة جدا، والبت فيها ليس بالسهل على الإطلاق في بعض المناطق الملتبسة..

    عزيزتي منى.. كان الهدف من هذه المشاركة ليس الإجابة على سؤالك بقدر ما هو استقراء للتاريخ للخروج بمقياس يعين على تقييم الأحداث المعاصرة.. وأرجو أن أكون قد أبنت جانبا مما أرمي إليه..

    ولك المعزة والتقدير..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de