|
|
 التجمع الوطني الديمقراطي : تنبطح .................... تنجلد
|
التجمع الوطني وغرق السفينة
بعد تارحج دام طويلا بين الامواج العاتية التي خلفها زلزال السياسة السودانية الذي طرب المنطقة، وقد بلغت درجاته تسع درجات بمقياس كارتر (احد الوسطاء في السابق) الذين اوصلوهم الى هذا المصير، والاتفاق على عدم الاتفاق في المستقبل، فبعد ابحار سفينة التجمع الوطني الديمقراطي مباشرة من سواحل السودان الى الخارج، وبعدما توسطت بحر السياسة العسكرية حتى هبت رياح شمالية، جعلت سفينتهم تميد وتطرب، كما عصفت بكياناتهم على البر وفرقتهم شذر مذر، كما ان تشققات الزلزال جعلتهم جزر، انتقل بعضها الى ديار اخرى وبعضها اختفى، كما ظهرت جزر جديدة اخرى، واما قاربهم الذي انضم اليه من توهم انهم سفينة النجاة، في سفينة كان حبلها على القارب، ولها اكثر من ريس، اشغلهم التضارب، بعضهم قد تصالح سرا والاخر يفاوض، والجادون فيهم يجتهدون ليل نهار لاجل الانتصار، ولكن كانت تحبطهم من وقت لاخر تلك الاتفاقيات الثنائية، مرة مهدية واخري مرغنية، والشعب على البر يتابع حلقات المسرحية، حتى النهاية المحزنة التي مات فيها البطل وانخذل فيها الشعب، حيث كان هو الضحية، فاما طاقم السفية من الكباتن كان كل منهم يخفي طوق نجاة من المصالحة السرية، يظن انه سنجيه، ولكن اين يهربون من غضب الرعية، انها اليوم تسأل بعضها: هل هؤلاء هم قمة المسؤلية؟ هل كانت المعارضة لاجل المشاركة في السلطة دون المطالبة بحقوق الرعية؟
والعجب كل العجب لمن يعارض النظام السوداني خمسة عشر عاما يقضيها في المنافي ثم يرجع الى النظام راكعا لينال هو وحزبه وزارة او وزارتين، ويبقى الشعب محتارا لا يزال يسأل: هل هؤلاء من كنا ننتظرهم لتحقيق اهدافنا فعادعوا باهدافهم من دوننا؟ ويسال الشعب بعضه هل كانت المعارضة اصلا لاجل المشاركة مع النظام؟ فقد كان ذلك ممكنا قبل الخروج من السودان، وهل ثمن دماء الشهداء والمعذبين والمغتصبين والمفقودين والمشريدن والمحرقة ديارهم واهلكت مواشيهم واغنامهم، ومن فصلوا من العمل تعسفيا ومن حرموا العيش الكريم، هل ثمن كل ذلك وزراة او وزارتين لزعماء البلد التقليدين، تبا لهم من نفعيين.
ايها الشعب ومن ناصره من دول العالم يجب ان يعلم ، ان المعارضة التي ارداها الشعب وتحمل لاجلها الكثير من التعب، هي لاجل القصاص والتأديب، لمن اغترفوا في حق الشعب جرائم من نوع لا يغتفر، والمحاسبة على سرقة سلطة الشعب وكل من ساهم في ذلك من النخب، وعلى السياسات الرعناء التي اوردت البلد المهالك والنكب، وعلى جعل البلاد وكرا لتدريب الارهابين من كل مكان، ومحاولات التدخل في شئون الجيران من البلدان، الى حد محاولة اغتيال الرؤساء سواء رئيس مصر او اوغندا، محاسبة النظام على تجويع الشعب المفتعل والبرامج السريةلضرب الاخلاق والدين وتمزيق الارض، وان هناك امورا تحدث سريا لا يدرك تفاصيلها الشعب، من فساد متعمد وتخريب مقصود من بعض اركان النظام الذين كان همهم معاداة العرب، ومع اننا لا نقدم عرق على عرق لكننا لا نقر ما يحدث ضد اي فئة من نسيج المجتمع، ان المحاسبة لرموز النظام على ما اقترفوه من فظائع وآثام بلغت الابادة الجماعية لاخواننا من قبائل الغرب، بالحرق والتدمير الشامل وحتى الاسلحة البايولوجية التي شملة حتى الاغنام والبقر، وسبعون الفا من البشر يقتلون في نصف عام، هل هذا نهايته بوزارات الى جنب النظام، ان المصالحة مع النظام المتطرف تعد انتحارا من فاعلها وغياب الى الابد، وهي تولي من الزحف وخذلان للشعب، وانها انسياق مع اللئام لا وئام ، وهي استسلام وانكسار لا سلام، وخنوع وانقياد للتدخلات الاجنبية ذات الاجندة المعلومة او الخفية.
ان هذه النهاية للفئات المتصالحة كانت واضحة تماما لنا منذ عام 91 وقد قلنا بها ومن راجع مقالاتنا سيجد كم كنا صادقين وله ناصحين، (ولكن لا تحبون الناصحين)، كانت النهاية المحزنة واضحة عندما كانت بعض قيادات التجمع هي التي تدعو للصلح مع النظام، حيث كانت دوما تقول: ان النظام ليس جاد في السلام، فهي التي تجري خلفه وتدفع الوسطاء وهو يتدلل عليهم، وكان قد وعدهم الصادق المهدي بذلك في مقال صحفي يقول : ان النظام حصان جامح واذا اردوا ان ننيخه لهم ليركبوا لفعلنا، اي بيده ان يركبهم مع النظام لان الصادق حقيقة جزء لا يتجزء عن النظام ومن اراد التفاصيل فعليه مراجعة اسرار الازمة على هذا الرابط www.sudanliberals.jeeran.com
ان اتفاق نيروبي لا يعدو عن كونه زواج متعة اتفق الطرفان وكذلك المأذون على الطلاق بعد ستة سنين لفترة المتعة الانتقالية، والتي لن تكون متعة بقدرما تكون نقمة وصراعات سياسية وامنية لسوف تبدا بعد انقضاء شهر العسل، كما ان اتفاق القاهرة بين التجمع والنظام فهو الاعلان عن غرق سفينة التجمع اليوم 16 يناير 2005 والاعلان عن وفاته رسميا، الا ان شهادة الوفاة سوف تصدر يوم 5 فبراير القادم حيث تقام الجنازة الرسمية التي يحضرها الرؤساء، وانا لله وانا اليه راجعون، اللهم اجر شعب السودان في مصيبته واخلفه خيرا منها.
اننا عندما نعترض على الاتفاقيات مع النظام نقول بان الشعب لم يطلب منا ذلك الاستسلام، لانه يمكنه هذا من الداخل، الا انه ينتظر من القيادات في الخارج ان تدعم نضاله ضد خصه من عناصر النظام لا ان تعانقهم على الفضائيات والشعب المشاهد يتجرع الحسرات، لكنه يعلم ان هؤلاء النفعين لم يكونوا كل من انجب، بل خلف رجال لا يبالون الصعاب وله جيش سمي قوات الشعب وليس قوات النخب ولا حماة السرقة والنصب فان الشعب يثق في الجيش اذا شاركه من لم يخونوا الشعب، وهم اليوم في احسن حالهم بعد ان تصالحت القيادات التي كانت تجمع الدولارات وتترك المناضلين في الاحراش يموتون بالحسرات، لكننا نطمئن الشعب فان عناصر التجمع المتصالح ليس كلهم كذلك بل فيه جنود اشاوس واسود حرة وبجات مبرة ورموز متحررة نامل منهم ان يتلاحمون مع كل وطني حر خرج اليوم للمنازلة فقد سمعنا عن حركة المقامة الشمالية الجديدة واسود من المنطقة الغربية ووطنيون احرار يفدون الرعية فانهم لم يتاثروا بالمصالحات ولم ولن يتركون النضال وما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، للنضال خرجوا ولن يرجعون الا والنظام قد قلبوه وغلبوه والترابي في الميدان قد صلبوه.
وعاش كفاح الشعب السوداني حتى الخلاص من ايدي من قمعوه .
عثمان حسن بابكر [email protected]
رئيس تجمع الوطنيين الاحرار
|
|
 
|
|
|
|
Kamel mohamad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست