|
مبعوث الامين العام للامم المتحدة :احداث بورسودان لم تكن مجرد احداث وانما كانت تراجيديا انسانية
|
اخبار اليوم ممثل الامين العام للامم المتحدة بالـخرطـوم عبر عن اسفه لاحداث بورتسودان
{ الخرطوم :نجاة صالح شرف الدين
عبر يان برونك مبعوث الامين العام للامم المتحدة للسودان عن بالغ حزنه واسفه للاحداث التي وقعت في بورتسودان ، وقال في اللقاء الصحافي الدوري ظهر امس بمباني الامم المتحدة ان هذه الاحداث لم تكن مجرد احداث وانما كانت تراجيديا انسانية ، وقال ان الحكومة السودانية قد اكدت بانها ستحقق في ملابسات هذا الاحداث كما اوردت الانباء في وسائل الاعلام ، ولا شك ان مساعي الحكومة في اتجاه التحقيق حول هذه الاحداث تعتبر مسألة جيدة و لن اعلق علي هذه الاحداث في الوقت الحاضر ونتطلع من الحكومة السودانية ان ترفع لنا تقريرا حول الملابسات . وقال اننا سمعنا ان مؤتمر البجا بصدد رفع مذكرة للامم المتحدة ونحن في الامم المتحدة نعبر عن ترحيبنا برفع هذه المذكرة ونقدم التعازي لاهالي ضحايا الاحداث في بورتسودان .
وناشد برونك مؤتمر البجا بضبط النفس والجلوس للتفاوض والحوار لأن الحوار يعتبر الحل الامثل للقضايا الخلافية .
ومن جهة اخري اعلن برونك ان تقرير لجنة تقصي الحقائق سيترجم الي خمس لغات الاسبوع القادم ، واوضح بان التقرير صادر من لجنة مستقلة نبعت من مجلس الامن وليس من الامم المتحدة وان مجلس الامن سيقوم بدراسة هذا التقرير ، واشار الي فحوي تقرير لجنة تقصي الحقائق والتي افادت بان الحكومة والجنجويد مسؤولون عن ارتكاب جرائم بمقتضي القانون الدولي ، وقال ان اللجنة افادت بان الجرائم لم ترتكب فقط في عام 2003 - 2004م فحسب وانما تم ارتكابها في نوفمبر وديسمبر 2004م ويناير 2005م وذكر ان اللجنة قد استخلصت بان الحركات المتمردة قد ارتكبت انتهاكات للقانون الدولي ووصفت بعض هذه الجرائم بانها جرائم حرب وانها لا تقل عن الجرائم الكبري كالقتل الجماعي ، وقد اكدت ضرورة ان تتخذ المجموعة الدولية قرارات واجراءات لوقف هذه الجرائم والعنف . وقال برونك ان اللجنة ذكرت اسماء لاكثر من خمسين شخصا تقع علي عاتقهم مسؤولية ارتكاب الجرائم واوضح برونك بان هذه الاسماء تم تسليمها في ظرف مغلق للامين العام للامم المتحدة وقد تم تصنيف اصحاب هذه الاسماء وهم ينتمون الي مسؤولين في الحكومة واعضاء في الجيش السوداني ومن المليشيا والجنجويد وبعض المتمردين من الحركات المسلحة . أضاف ان هذه الاسماء تعتبر قائمة سرية للغاية وان هذه الاسماء معروفة فقط لاعضاء لجنة تقصي الحقائق . ونفي علم الامين العام بقائمة هذه الاسماء وقال سيتم تسليمها الي النائب العام ومن ثم تكوين المحكمة وتحديد نوعيتها ومهمتها واختيار اعضائها . ونفي برونك علمه بمدة الفترة الزمنية التي سيدرس فيها مجلس الامن هذا التقرير ، واوضح بان مجلس الامن سيعقد جلستين الاسبوع المقبل بخصوص السودان . وكشف برونك تفاصيل الزيارة التي قام بها الي دارفور الاسبوع المنصرم وقال انه عقد اجتماعات مع عناصر قيادية لحركة جيش تحرير السودان في كل من شمال وجنوب دارفور حيث تمت مناقشة الاوضاع في الاقليم وشدد علي ضرورة الالتزام بضبط النفس وعدم اللجوء لشن الهجمات ، واشار الي الهجمات التي شهدتها بعض المناطق والقري والتي راح ضحيتها الابرياء من مواطني الاقليم ، وندد بالاعتداء علي الشاحنات الاممية العاملة في المجال الانساني وقال ان هذه الاعتداءات ستعرقل سير عمليات توزيع المواد الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي ، واضاف ان حركة التمرد قد نفت قيامها بالاعتداءات او بالاستحواذ علي الشاحنات ، وقال ان حركة التمرد قد وعدت بالحقيق في هذا الشأن واكدت احترامها وقف اطلاق النار ، وقال ان الحركة اكدت التزامها بالمشاركة في انجاح الجولة القادمة من المفاوضات في ابوجا في مارس المقبل ، واشار برونك الي انه قد قام بزيارة للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة منها منطقة الغادو وقال انها شهدت اعتداءات الشهر المنصرم حيث دمرت منازل اثنتي عشرة قرية صغيرة قد دمرت وافرغت من سكانها تماما ، واتهم المليشيات بالقيام بهذه الاعتداءات ، وقال ان علي الحكومة ان تندد بهذه الاعتداءات وان توقف مثل هذه الاعمال وانه اذا لم توقف مثل هذه الاعمال فسيكون من الصعب جدا اقناع مجلس الامن بعدم الاستمرار في ارتكاب الجرائم ، واوضح بان العمال الانسانيين يواجهون صعوبات جمة لعدم تمكنهم ايصال المعونات الغذائية لضحايا الصراع . وقال يسعدني ان اقول ان هذه الممارسات لم تصدر نتيجة لسياسة الحكومة بل ان الحكومة تسعي لتسهيل العمل الانساني واشاد برونك بالتعاون بين مفوضية العمل الانساني في دارفور باعتبارها الآلية التي تقوم بالتنسيق والامم المتحدة في المجال الانساني . وعبر عن سعادته بحسن نوايا الحكومة حيث قامت باطلاق سراح العاملين في منظمة الكنيسة النرويجية.
وأشار برونك الي اجتماع عقد بين الرئيس البشير والامين العام للامم المتحدة بحضور وزير الخارجية السوداني ورفض الكشف عما دار في الاجتماع ، واوضح بانه سيعقد في الخرطوم في يناير القادم اجتماعا يضم الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وقال ان انعقاد الاجتماع في الخرطوم يعتبر نجاحا للدبلوماسية السودانية واشار الي ان هذا الاجتماع سيتزامن مع احتفالات البلاد بمرور نصف قرن علي استقلال السودان ولكن الاحتفال لا يمكن ان يكون كبيرا اذا كانت هناك حرب ، ودعا برونك الحكومة والحركات المتمردة في دارفور لانهاء النزاع في خلال عشرة اشهر فقط اي قبل نهاية هذا العام ، وطالب الاطراف بالاتفاق علي خارطة طريق لتأمين السلم وسلامة المواطنين علي ارض الواقع ووقف اعمال العنف ، واوضح بان مجلس الامن سيقوم بمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة حول دارفور وتقرير حول دعم السلام في دارفور خلال الاسبوع المقبل ، واضاف انه سيحضر الاجتماعين كما سيحضر كل من النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية ، كما ان المجلس قد قرر دعوة الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الافريقي لحضور هذا الاجتماع .
صفحة للطباعة أرسل هذا المقال لصديق
جميع الحقوق محفوظة لـ(اخبار اليوم) - 2003م الاشراف اليومي : الصادق عبد الرحيم محمد الخليفة تصميم وتطوير الموقع : المهندس هشام كاروري
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|