مفارقـــــات الضحــك والبكــاء اتفاقيـة السـلام.. ما بين شـارع الجمهورية وشارع البلــدية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2005, 08:00 AM

محمد ابو القاسم
<aمحمد ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفارقـــــات الضحــك والبكــاء اتفاقيـة السـلام.. ما بين شـارع الجمهورية وشارع البلــدية

    مفارقـــــات الضحــك والبكــاء اتفاقيـة السـلام.. ما بين شـارع الجمهورية وشارع البلــدية

    الثلاثاء18يناير2004

    مفـــــــــارقـــــات الضحــك والبكــاء

    اتفاقيـة السـلام.. ما بين شـارع الجمهورية وشارع البلــدية

    بقـلــم: ضياء الدين بلال

    كم تبعد المسافة بين شارع البلدية بالخرطوم وشارع الجمهورية.. بالقطع الاجابة
    لا تتطلب الاستعانة بوحدات قياس المساحة.. او انها تعدو ضرورية في مقادير
    الحساب..

    اذن ما الذي يفرض هذا السؤال في جدليات السياسة السودانية ومفارقاتها التي لا
    وسيلة للتعامل معها سوى تقليب الكفين على بعضهما او وضع احداهما على الخد
    تحيراً؟

    عندما كانت جموع الجنوبيين وبعضاً قليل من الشماليين يسدون طريق الجمهورية
    إحتفاءٍ بتوقيع السلام، ويذبحون ثوراً عتياً على ذلك الشارع الذي تسير فيه
    الحركة على اتجاه واحد من الغرب الى الشرق..

    كانت الحركة في الشارع المقابل شارع البلدية ذو الاتجاهين تبدو متعسرة وبطيئة
    كذلك.. ولكن الاسباب هنا غير تلك، فجماهير القمة الرياضية الهلال والمريخ والتي
    كان اغلبها من الشماليين من طلاب الجامعات وتجار السوق العربي «الرياضة لا تزال
    هي اقوى ممسكات الوحدة في بعدها الاجتماعي» كانوا يغائظون بعضهم، بصيد
    التسجيلات.. فالهلال اعاد تسجيل النجم هيثم مصطفى وعاد اليه مدافعه ريتشارد
    جاستين بعد غياب وجيز، والمريخ لا تزال جماهيره لم تفارقها بعد نشوة الاستحواذ
    على «قلق» وفرحة قدوم اللاعب اليمني «النونو» الى الخرطوم..

    ويتم التوقيع على اتفاقية السلام التي تنهي مأساة اطول حرب في افريقيا.. في نفس
    الوقت الذي كان فيه فندق الهيلتون بالخرطوم يضج بالحسان من ظبايا الشمال
    وهستيريا اطلالة الفنان المصري ايهاب توفيق من على المسرح تصيب بعضهن بالاغماء
    ولا يفقن الا بعد رشهن «بالسفن أب».

    المشاهد وهي تتقارب من بعضها تجاوراً مكانياً «البلدية والجمهورية»، وزمانياً
    «ايهاب توفيق وطه وقرنق».. كانت تعطي انطباعاً واحداً لا غير.. ان الاحتفال
    بتوقيع السلام ترتبت عليه فرحة جنوبية فصيحة التعبير عن نفسها تشاركها في ذلك
    نخبة شمالية واسعة تبالغ بعض اطيافها في إبداء سرور مختل الايقاع، يأتي على
    تشبيه الراوي في رواية موسم الهجرة للشمال، وهو يصف الاستقبال الذي لقيه من
    اهله.. انه كان زائداً عن معدله الطبيعي، وكأنهم بذلك كانوا يدارون برود
    مشاعرهم تجاهه بمزيد من الترحاب به.

    اذن قد تكون هي حالة من الاسقاط النفسي التي تجعل البعض يصارعون هواجسهم..
    ووساوسهم الباطنية في العلن بالهجوم عليها عبر جيش من الادعاءات المظهرية التي
    هي على نقيض ما تنطوي عليه انفسهم..
    هذا في امر بعض النخب الشمالية.. ولكن يبدو انشغال الشارع الشمالي العريض
    «بقلق» المريخ وايهاب توفيق عن اتفاقية السلام وما انجزت بادياً للعيان بشكل
    يصعب ستره او القفز من فوقه تجاهلاً..

    فالحكومة التي هي شريك في الاتفاقية كان واضح انها تتجنب اختبار ما أتت به
    «جماهيرياً» في الشارع الشمالي العريض، فحصرت فرحها ورقيصها في دار حزبها
    المؤتمر الوطني، ثم اذ هي تذهب بما أتت مسرورة الى الولايات الجنوبية لتجد
    هنالك فرحاً استوائياً طازجاً.

    ولكن اذا صحة هذه القراءة بأن الاتفاقية رغم ما انجزت وحققت من انهاء واغلاق
    لدائرة القتال بين الشمال والجنوب، ورغم ما ارسلت من اشارات بأن العائد من ذلك
    سيعود بخير وفير للطرفين، الا انها حظيت بنصف فرحة شعبية في الجنوب، اما النصف
    الآخر في الشمال فقد تراوحت تفاعلاته واستجابته للحدث ما بين الحماس الصادق
    والقبول المتردد واللا مبالاة التامة، والرفض خفيض الصوت..

    من الممكن الاجتهاد في تحديد الاسباب بأن الفرحة الجنوبية باتفاقية السلام تبدو
    فرحة كاملة تلتقي فيها القاعدة بالقواعد وتفوز فيها الذئاب بالغنم القاصية،
    بينما تبدو الفرحة الشمالية فرحة مضطربة ومترددة ولا مبالية في كثير من
    الاحيان.

    فرحة الجنوبيين لها ما يدعمها من حيثيات ويتمثل ذلك في :

    1/ ان المكاسب التي تحققت لهم في مجملها مكاسب يمكن تحديدها بوضع اليد فهي
    مباشرة ومحددة ومفصلة لحد يغلق الباب امام المناورة او الهروب من الالتزام عبر
    قوارب التعميم والقراءات حمالة الاوجه «واحد زائد واحد لا تساوي سوى اثنين».

    2/ خطاب الحركة الشعبية الاحتفائي وان لم يستخدم مفردات الانتصار في التبشير
    بالاتفاقية في الاوساط الجنوبية، الا انه كان لا يزال يرسل اشارات غير قابلة
    لالتباس، توحي بان ما تم لا يعدو الا ان يكون انتصاراً عسكرياً لكن بادوات
    مدنية، فالدكتور جون قرنق وهو يقبض على ملف الاتفاق ويلوح به وسط الحضور
    بنيروبي او نيفاشا، او وهو يرفع اصبعيه بعلامة النصر في رمبيك فهو يعطي ذلك
    الانطباع الصريح.

    3/ الجنوب وعبر الحركة الشعبية التي كان اغلب مؤسسيها وعلى رأسهم العقيد قرنق
    من المناهضين لاتفاقية اديس ابابا 1972 يدرك جيداً بأن علاقته بالشمال لم تعد
    تلك العلاقة التي حددها السكرتير الاداري جيمس ربيتسون في مؤتمر جوبا 1947
    ومارس فيها الشيخ الشنقيطي خبرته القانونية ودهاءه السياسي في تعديل مواقف
    ممثليهم بين ليلة وضحاها مع احتفاظه هو بابتسامة لا تزال مصدر غيظ لكثير من
    النخب الجنوبية وعلي رأسهم الدكتور لام اكول.. والجنوب يدخل في شراكة انتقالية
    مع الشمال وليس هو جنوب جوزيف لاقو القائد الثوري الذي تحول بعد سنين قليلة الى
    سفير بالخارجية السودانية بلا صلاحيات.. وليس هو كذلك جنوب اتفاقية الخرطوم
    للسلام الذي تحول قادتها الى قادة بلا قواعد بين يوم وليلة، وذهبوا الى قرنق
    فرادى يبكون ويعتذرون.. اذن هو جنوب جديد.. يدخل على غير العادة في شراكة مع
    الشمال بنزوع هجومي يطمع في ما بيد شريكه، ولا يخشى على ما بيده.

    4/ الجنوب يدخل هذه الشراكة مدعوماً ومسنوداً بقوة دولية طويلة اليد واللسان
    ولن تدخر جهداً في نصرته ان كان شريكاً في الحكم او قدر ان يعود مقاتلاً الى
    الغابة.. تلك الغابة التي لم تسقط من خيارات جون قرنق وهو يستقبل بخطابه المطول
    مرحلة السلام!

    اذا كانت تلك هي بعض الاسباب التي تجعل فرحة اهل الجنوب على مختلف مستوياتهم
    القاعدية والقيادية فرحة كاملة وفصيحة بغير تلجلج.. فما الذي يجعل فرحة القواعد
    الشمالية منقوصة ومضطربة؟

    من الممكن تقديم اجتهادات تفسيرية لفهم ذلك:

    1/ المجموعات الرافضة للاتفاقية والمعبر عنها في مجموعة من الكيانات الشمالية
    الحديثة النشؤ.. تعتبر الاتفاقية مؤمنة «لجوبا» ومهددة «للخرطوم».. فتريد عبر
    التنازل عن جوبا ان تبعد الخرطوم عن دائرة الخطر.

    2/ مجموعة مقدرة في الشمال لم تستطع بعد ان تكون موقفاً نفسياً وفكرياً تجاه ما
    تم.. فهي تكون ردود افعالها ببطء.. وتنتظر مع سعد الدين ابراهيم «لتشوف
    آخرتا».

    3/ اما المجموعة الثالثة وهي تبدو الاغلبية في الشمال.. فهي منذ فترة زمنية «قد
    يمكن تقديرها» خرجت وبعدت تماماً عن مجال التأثير السياسي.. فلم تعد السياسة من
    همومها اليومية.. واصبحت لاهثة في مسعاها الكسبي وفي ضنك البحث عن وسائل
    البقاء.. تبحث عن مسعداتها في شرائط النكات وتفرغ طاقتها في مشاهدة الدراما
    الهندية.. وتلقى بأملها وتطلعاتها على «قلق» المريخ و«برنس» الهلال.. وتلقى
    بفائض غيظها على الحكام «التحكيم فاشل».. ومجموعة كذلك قبلت مضطرة بالانتماء
    الجغرافي للسودان ولكنها تبدو مغتربة وجدانياً وهي تهرب من قرنق وطه الى ايهاب
    توفيق.. ومن «قلق» المريخ الى زيدان ريال مدريد..!

    من المؤكد ان الشمال لم يعد كتلة وجدانية واحدة كما الجنوب.. ففي الشمال كل شئ
    ينقسم على نفسه فمن الطبيعي ان تأتي ردود افعال الجنوبيين تجاه اتفاقية السلام
    متناسقة الايقاع وفصيحة التعبير، بينما ردود فعل الشمال مضطربة الايقاع متلعثمة
    النطق.

    اللامبالاة التي تقابل بها اغلبية ساكني الخرطوم من غير الجنوبيين ما يتم
    انجازه في حقل السياسة.. في اساسها يرد لحالة الاستهلاك السياسي الذي تعرضوا له
    منذ استقلال السودان الى اليوم مما افقد الخطاب السياسي مقدرته على التأثير
    والجذب فقد اريقت تحت اقدامهم كثير من الشعارات وصبت على اذانهم كثير من الخطب
    السياسية وحلقت فوق سماواتهم كثير من السحب الكذوب التي تعد ولا تفي.. فلم تعد
    احداث السياسة تحرك فيهم ساكناً اوتسكن فيهم متحركاً».

    فخطاب قرنق المطول في يوم التوقيع على اتفاقية السلام والذي تجاوز فيه نسبته
    الزمنية المحددة بروتكولياً يعطي مؤشراً بان الرجل لم يتعظ بغيره، فهو يعيد
    انتاج الخطاب السياسي الذي كان متداولاً في الشمال يعيد انتاجه في الجنوب..
    باطلاق سحابات الوعد، التي تصور للمواطن الجنوبي ان جنة الارض على بعد امتار،
    فما ان يتحقق السلام إذ سرعان ما تتغير اوضاعه، لتمضي صعوداً من اسفل الى
    اعلى.. ولم يتحسب قرنق لمفاجآت الطريق وعثراته التي قد تؤخر الوصول لجنة الارض
    فيتسرب الشك للوعود.. ويصيب ملل الانتظار النفوس.. كان من الاولى لقرنق وهو
    ينتقل من رجل ثورة الى رجل دولة.. ان يقول مثل ما قال رئيس الوزراء البريطاني
    تشرشل الذي قبل ان يلتقط انفاسه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو يتجه
    لمقابلة - او قل مواجهة - واقع ما بعد الحرب.. قال مقولته تلك «بعد انتهاء
    المعركة ستكون امامنا حرب اشد و اقسى وهو إزالة آثار الحرب».
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de