|
معركة بين الحكومة والمعارضة في جامعة العلوم والتكنولوجيا
|
تقارير البيان..معركة بين الحكومة والمعارضة في جامعة العلوم والتكنولوجيا المشهد السياسي السوداني يتبلور داخل الجامعات
عقب التحديق الطويل للقوي السياسية السوادنية نحو نيروبي وانتظاراً لتوقيع اتفاقية السلام عادت القوى السياسية ببصرها وخططها لتحقيق مكاسب لها داخل الوطن،سيما الاحزاب التي وجدت نفسها خارج مسار تفاوض الحكومة في نيروبي مع الحركة الشعبية ومع التجمع الوطني في القاهرة فأصبحت الجامعات السودانية .
هي المحطة الراهنة للكسب السياسي استعداداً للمرحلة المقبلة خاصة وأن الجامعات وما تضمه من دفع طلابي كان لها تأثير في الشارع السياسي السوداني تأمل الاحزاب السياسية في تكراره وفقاً للاحتمالات التي تفرزها اتفاقية السلام .
فعلى مدار الاسابيع الثلاثة الماضية شهدت الجامعات حراكاً سياسياً مستظلة بمناخ الحريات الذي غاب طويلاً فشهدت اندلاع صراع سياسي حول اتحادات الطلاب في جامعات سنار (في جنوب شرقي البلاد) والنيلين (في العاصمة) بجانب جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
والتي تشهد الان معركة سياسية من نوع خاص ففي الاولى خاضت عدة قوائم متنافسة الانتخابات لاختيار اتحاد للطلاب وعلى الرغم من ان الجامعة عرفت بثقل اسلامي الا ان قائمة الوحدة الطلابية والتي ضمت طلاب تنظيمات معارضة هي حزب الامة - الجبهة الديمقراطية - الاتحادي الديمقراطي والتحالف السوداني.
نجحت في الفوز بمقاعد بالاتحاد لتلحق بست جامعات أخرى اعتلت القوى السياسية المعارضة مقاعدها في الاشهر الاخيرة بدءاً من جامعة كسلا بالشرق مروراً بجامعات «الخرطوم» كبرى واعرق الجامعات السودانية ، «بخت الرضا» (بجنوب الوسط) ، شندى (الشمال) و« البحر الاحمر» و«القضارف» (بالشرق).
وفي موازنة من الجهة الاخرى احتفظ الاسلاميون الداعمون للنظام الحاكم باتحاد جامعة النيلين لدورة جديدة في بداية يناير الجاري وعمدت القوى المعارضة الشكوى من ان الانتخابات شهدت عملية تزوير نفذها الاسلاميون.
وانتقلت ساحة الصراع بين القوى السياسية الان الي جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا والتي تجمد نشاط اتحاد طلابها منذ العام 1999 عندما حدثت المفاصلة بين تياري المؤتمر الوطني الحاكم (وكان مؤيدوه يقودون اتحاد الجامعة)، وبدا ان غالبية عضوية الاتحاد قد اختارت الانحياز لتيار الدكتور حسن الترابي ولدى انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد في ذلك العام وقعت احداث عنيفة بالجامعة جمد على ضئوها الاتحاد .
. وعلى الرغم من مرور السنوات وما ان اعلن عن اجراء الانتخابات اليوم الاحد هرعت كافة القوى السياسية على امل الفوز بمقاعد الاتحاد والذي يمثل عند المؤتمر الوطني الحاكم قلعة احتمى بها وبطلابها لسنين طوال وتعتبر هزيمتهم فيها لو تحققت طعنة قاتلة لوجودهم السياسي في الجامعات في هذا التوقيت .
أما الاحزاب المعارضة فهي ترجو ان تضيف الى رصيدها اتحاداً جديداً يمثل سنداً لها في المرحلة الجديدة،وتدخل القوى المعارضة الانتخابات عبر قائمتين منفصلتين نتيجة خلافات تنظيمية عصفت بوحدة المعارضة الطلابية مؤخراً بجانب بروز الانشقاقات الحزبية لمجمل القوى المعارضة فهناك قائمة الوحدة الطلابية.
وتضم احزاباً منتمين للاتحادي الديمقراطي،(مرجعيات القاهرة) الجبهة الديمقراطية ، قوات التحالف السودانية مجموعة عبد العزيز خالد والجبهة الافريقية الجنوبية والناصريين . أما الثانية فتحمل اسم التحالف الطلابي وتضم الامة والاتحاديين (مجموعة حاج مضوي) وقوات التحالف مجموعة تيسير . . وتضم قائمة المتنافسين قوائم اخرى ليست ذات وزن كبير.
وطوال الاسبوع الماضي شهدت جامعة السودان مهرجاناً سياسياً شاركت فيه القيادات السياسية المختلفة.وتموج مجالس الطلاب بالحديث عن ظواهر استقطاب لاصوات الناخبين من الطلاب باغراءات مالية واجهزة الجوال وغيرها وتلقي القوى المعارضة بهذه الظواهر في وجه « قائمة المؤتمر الوطني» الموالية للحكومة كما ذكر ذلك أحد قيادات الجبهة الديمقراطية بالجامعة.
ومع أن صناديق الاقتراع ستفتح صباح اليوم الاحد أمام حوالي 16 الف طالب للادلاء باصواتهم الا ان بعض المراقبين يشككون في امكانية اكتمال النصاب القانوني للانتخابات في ظل عدم تسجيل الطلاب للدراسة بسبب الرسوم الجديدة التي فرضتها الجامعة على اجراءات التسجيل وفي ذات الوقت ابدى البعض هواجسه تجاه ختام المعركة الانتخابية باحداث عنف سيما وان الجامعة شهدت احتقاناً سياسياً لسنوات بسبب تجميد نشاط الاتحاد.
والي ان تتبين نهاية الانتخابات يظل الاسلاميون يرمقون الجامعة بامل البقاء في القلعة الاخيرة بينما تعلو اصوات المعارضين بأن الاتحاد الطلابي الثامن الى رصيدهم كما ينتظر اتحاد طلاب جامعة الخرطوم العريق بفارغ الصبر صافرة فوز المعارضين بالاتحاد ليتسنى له السير على قدمين بدلاً عن القدم الواحدة التي يسير بها في عاصمة البلاد وفقاً لما ذكره علاء الدين السر رئيس الاتحاد .
ولاسباب لوجستية يقلل المراقبون من اهمية اتحاد طلاب جامعة امدرمان الاسلامية لانه اتحاد من غرفتين الاولى للفتيان والثانية للفتيات مما يضعف تأثيره السياسي.
|
|
|
|
|
|