|
|
 أحزاب أرذل العمر ...شَكَر القِرِنتيّة ولم يشكُر مولانا !
|
بعد أن ركب أعواماً على صهوة جواده الأصيل «التجمّع»، ترجّل د. قرنق في كينيا، وألقى خطاباً. حيث شكر في خطابه كلّ أحدٍ في كوكب الأرض، على دوره في نجاح المفاوضات، حتّى «القرنتيَّة»، التي كانت تخرج ليلاً من بحيرة نيفاشا، وتتجوَّل بين غرف المتفاوضين.
شكر د. قرنق القرنتيّة ولم يشكر «التّجمّع».
شكر د. قرنق «القرنتيّة» ولم يشكر «مولانا» رئيس التّجمّع!
في «الليلة ديك» قتل الكَمَد مولانا.
في نيفاشا حلّت قارعته، وأصبحت جبال تكبّره عِهناً «منفوشاً»!
ثمّ سطعت إتفاقية السّلام في 9/يناير 2005م، وسط احتفال أفريقي - دوليّ مهيب ضخم، لتحيل مولانا إلى حطام وحيد، يرى في النوّر أشباح الظلام، تحيط به أحزاب التجمّع، مسكينةً ويتيمةً وأسيرة.
الحكومة في سفينة السلام، سلام العزّة والفوز والتأييد والظّفر، لم تقُل أفّ ٍللأحزاب، ولم تنهرْ مولانا، بل مدّت يدها الحانية تطعمه طعام التّفاوض، وتقول في تعطّفٍ تجبر خاطره: يامولانا اركبْ معنا!
عندما وقعت صاعقة السلام، ظلّ «مولانا» واجماً، بنظرته الشهيرة، ينظر ولا يرى. لم ينطق. لم يقل. لم يتكلّم. لم يصرح. لم يصدر بياناً. لم يحتفل. لم يضحك. لم يبكي. لم يشارك في موكب. لم يفرح.
ظلّ ساكتاً ساكوتاً سِكّيتاً سِكْتيتاً!
كأنّه قبطان السّفينة العُمانيّة «سالمة»، التي زارت أمريكا لأوَّل مرّة في القرن التّاسع عشر!
هل نصبت اتفاقية السلام في قلب «مولانا» صيوان عزاء؟
أمّا السّيّد/ «ثنائي»، إمام البِّرين والبحرين، فقد انتابته منذ توقيع السلام حالة غريبة. أصبح يعدّ في سرّه من واحد إلى عشرة، ثمّ يقول بصوت مرتفع ثنائي!
السيّد «ثنائي» في هذه الحالة العجيبة، منذ توقيع السلام! حالة يعدّ من واحد إلى عشرة ثم يقول ثنائي. كأنه في ورد من أوراد السّادة الصّوفيّة.
آخر تلك التّصريحات المعادة، بأنّ اتفاق السلام اتفاق ثنائيّ، كان تصريحاً أدلى به إلى فضائية شهيرة.
لينتقص من اتفاق السلام التاريخي، قال «الإمام» الصّادق إن الاتفاقية ثنائية.
كان توقيع «نداء الوطن» في جيبوتي إتفاقاً ثنائياً.
لماذا تصبح الثنائية إنجازاً وطنياً في جيبوتي، وعيباً في نيفاشا.
ما كانت الثنائية عيباً في بورتسودان أو أديس أبابا.
عام 1977م كانت «المصالحة الوطنية» بين السيّد الصادق والرئيس جعفر نميريّ، اتفاقاً ثنائياً في بورتسودان.
كانت اتفاقية أديس أبابا، اتفاقاً ثنائياً في العاصمة الأثيوبيّة، بين الرئيس نميريّ والفريق جوزيف لاقو زعيم الأنيانيا.
عودة السيد/ الشريف زين العابدين كانت اتفاقاً ثنائياً.
أيضاً عودة السيد/ الهادي بشرى.
عودة الرئيس جعفر نميري كانت اتفاقاً ثنائياً.
عودة السيد/ عبدالعزيز خالد كانت «إنتربوليّة»!
كانت هدف «استروبيا» في مرمى التّحالف!
«بركات» الإتّفاق الثنائي لم تستثني أحداً.
عودة السيد/ الصادق المهدي بعد توقيع نداء الوطن في جيبوتي، كانت اتفاقاً ثنائياً.
أيضاً عودة السيّد/ مبارك الفاضل.
لقاء السيّدين عام 1957م كان أيضاً ثنائياً!
مفاوضات الحكومة في أبوجا والقاهرة، مفاوضات ثنائية أيضاً.
عندما تفرَّقت الأحزاب وعجزت عن التّوحّد، لم تضع الحكومة الشرط المستحيل، لكي تطالبها بالتوحّد أولاً قبل التفاوض، بل فاوضتها على تفرّقها، حرصاً على الوحدة الوطنيّة ولمّ الشمل.
لقد وسع كرسيّ الحكومة في التفاوض مِلل ونِحَل وفِرق الأحزاب.
رَّبما كان قَدَر الحكومة أن تتعايش مع الأحزاب المتناثرة والفطريّات السياسيِّة، كما يتعايش الجسم السّليم مع الأمراض الوراثية!
لكن ماذا عن أحزاب موالاة الأجنبيّ. أحزاب مصابة بـ مرض «نقص المناعة الوطنية».
أحزاب بطانةٍ من دونكم لا يألونكم خبالاً!.
عبدالمحمود الكرنكي .
....................................
بلا تعليق
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
luai
saif massad ali
lana mahdi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست