|
بيضة النعام .. رؤوف مسعد
|
هل قرأ أحد هذه الرواية ..
رؤوف مسعد .. قبطي نشأ في مدني وانتقل إلى مصر وتجول بين بيروت وروسيا وبولندا يعمل صحفيا إلا أنه آثر العودة للسودان ليستقر في جبل مرة ويعمل معلما لأبناء وبنات القرى في تلك المنطقة. وخلال تجواله عاد إلى السودان مرارا وزار معظم مدن السودان غربا وجنوبا وشرقا وشمالا. وقد كتب فصلين كاملين من الرواية عن رحلته إلى بورتسودان.
يحكي عن السودان بحميمية لا تضاهى ..
يقول في مقدمة روايته (بيضة النعام) والتي يصنفها البعض على أنها أحد أهم الأعمال العربية في أدب الاعتراف .. أن صنع الله ابراهيم هو من شجعه أو (أجبره) على الجلوس لكتابة هذه القطعة الفنية.
في البدء يبدو للقارئ أنه يقرأ عملا شبيها بأعمال كازانوفا أو هكسلي أو فرانك هاريس أو هنري ملير حيث يبدع كل منهم بطريقته الخاصة في البحث عن فلسفة للجنس والرغبة بالاضافة للبحث الفلسفي لفروع هذه القضية بطريقة أدبية أو روائية روائية.
إلا أنني من خلال قرائتي لبيضة النعام لم أستطع أن أضع يدي على ما يمكنني أن أصنف الرواية في خانة أدب الجنس (بالاستعانة بمقاييس "كولن ولسون" في هذا الجانب) ... إلا أن ذلك لا يفقد الرواية بعدها الفلسفي.
هل قرأ أحد هذه الرواية؟؟؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة النعام .. رؤوف مسعد (Re: Hani Abuelgasim)
|
الاخ هانئ أبوالقاسم
كنت قد قرأت هذه الرواية قبل 5 سنوات , اذ اشتريتها من البحرين ولكني لا أتذكر تفاصيلها الان .. أستلف احد الاصدقاء هذا الكتاب و لم يعده لي حتي الان . أنطباعي آنذاك انها تشيه طريقة و أسلوب صنع الله ابراهيم في بناء الرواية و بها مشاهد جنسية هنا و هناك كان رأيي انها لم تكن متسقة مع البناء الروائي العام و تحس انها أقحمت افحاما..و تزامنت قراءتي لتلك الرواية مع قراءة " وردة" صنع الله ابراهيم مما سهل المقارنة و اكتشاف التفارب في الاسلوبين..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بيضة النعام .. رؤوف مسعد (Re: Hani Abuelgasim)
|
م. خالد ..
تشكر على المرور ...
فعلا أحيانا يبدو واضحا ان يد صنع الله ابراهيم قد تدخلت بشكل ما في الرواية.. ويبدو أن هناك علاقة صداقة تربط بين رؤوف وصنع الله ...
ما زلت في انتظار التعليق على مضمون الرواية
شكرا أستاذي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة النعام .. رؤوف مسعد (Re: Marouf Sanad)
|
الأخ هاني تحياتي
قرأت الرواية عند صدورها , وهي رواية ممتعة فتحت بابا جديدا في ادب الاعتراف , تجد في ما يلي بعض الحوارات التي اجريت معه في اوقات مختلفة تسلط الضوء على اعماله .
================
الروائي المصري رؤوف مسعد بيضة النعامة)اعترافات آخر العمر
يجذب ادب الاعترافات القارىء على اختلاف انواعه, باعتباره ادبا يقدم للقارىء متعة القراءة الادبية ويلبي لديه حب الاستطلاع الذي يعتبر احد مكونات النفس البشرية, خاصة بين سكان البحر المتوسط الذي يتمتعون بتطلع خاص نحو مراقبة الآخرين, ويقول احد علماء النفس ان حب الاستطلاع اذا تجاوز البحث عن المعرفة الى التجسس على مايفعله تعتبر بمثابة القدرة على تطهير الآخرين, لانه يعترف نيابة عنهم. لذلك لم يكن غريبا ان شعبا متوسطيا مثل الشعب الاسباني يحتفي برواية مصرية مثل (بيضة النعامة) للكاتب المصري رؤوف مسعد التي صدرت قبل مدة قصيرة ترجمتها الاسبانية في اطار سلسلة (ذاكرة المتوسط) التي تصدرها (مدرسة المترجمين بطليطلة) بالاشتراك مع دار نشر (الشرق والمتوسط) التي اصدرت من قبل العديد من الاعمال الادبية العربية في ترجمات اسبانية جيدة, منها اعمال لأدونيس وعبد الرحمن منيف. الترجمة الاسبانية لرواية (بيضة النعامة) التي قام بها (سلفادور بينيا) الاستاذ بجامعة ملقا, تم تقديمها في احتفال اقيم باحدى مكتبات مدينة طليطلة كأحد الانشطة الثقافية المصاحبة للقاء الذي عقدته مدرسة المترجمين في الفترة من 13 الى 15 نوفمبر ,1997 وحضره عدد كبير من المتخصصين في مجالات الترجمة واساتذة الجامعات الاسبانية والعربية والاوروبية وقام الكاتب السوداني الطيب صالح بالقاء كلمة الافتتاح, وكان هناك تقديم آخر للرواية جرى في مقر المعهد المصري بمدريد بدعوة من المستشار الثقافي ومدير المعهد الدكتور سليمان العطار, حضره جمع كبير من المثقفين الاسبان وطلاب اقسام اللغة العربية بجامعات مدريد. التقت (البيان) بالمؤلف رؤوف مسعد وادارت معه حوارا حول ملابسات الكتابة عنده, اضافة الى ملابسات كتابة هذه الرواية بالتحديد, التي تبدو كما لو كانت اعترافات شخصية تحاول ان تكشف العام من خلال الحديث عن الخاص, وتنظر الى الجسد الانساني على انه اداة للحوار والتلاقي, ليس بالمعنى الفيزيقي فقط بل بالمعنى الاستعاري ايضا. جيل الستينات يقول رؤوف مسعد: انا انتمي الى (جيل الستينات) في مصر الذي خطا بالرواية خطوات جديدة, ولدت في السودان نظرا لظروف الاسرة التي كانت تعيش وقتها في الخرطوم ثم تنقلت الى مناطق اخرى, اي انني عشت طفولتي وجزءا من بدايات مراهقتي هناك, ثم انتقلت الى القاهرة لادرس الصحافة التي كانت تعتبر الدراسة المفضلة لدى الكثيرين من ابناء جيلي, الذين اخذوا على عاتقهم مشقة التنوير, ومحاولة المساهمة في التغييرات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي صاحبت ثورة يوليو ,1952 ولكن سرعان ما اصطدمت مع ابناء جيلي بالمؤسسة الرسمية التي القت بنا جميعا في السجون. - ماهو سبب هذا الصدام رغم انكم كنتم ترفعون شعارات تكاد تطابق شعارات تلك الفترة؟ - نعم كانت شعاراتنا واحدة تقريبا لكننا كنا نختلف مع المؤسسة الحاكمة في التطبيق , خاصة حرية التنظيم التي لم تسمح لنا بها المؤسسة في تلك الفترة, ونظرا لانتمائي في تلك الفترة الى احد فصائل اليسار , قضيت في السجن فترة. - هل اثرت تلك الفترة على حياتك الفكرية والنفسية؟ - انا اعتبر تلك الفترة مهمة جدا في حياتي رغم الظروف العصيبة التي مررت بها لانها كانت هامة في تشكيل انتمائي الفكري, ولانها فتحت عيني على مناطق من الفكر الانساني لم تكن من همومي الرئيسية من قبل, فقد اكتشفت في السجن انني تحولت من انسان الى مجرد (جثة) السجين ايا كان نوعه ليس بشرا في عين السجان وادارة السجن, بل يصبح مجرد (جسد) حتى الزملاء في السجن يتحول كل منهم الى مجرد (جسد) , لان السجن (ينزع عنك اسمك ويعطيك رقما فتصبح مجرد رقم في دفاتر قديمة ممزقة, وينزع عنك ملابسك فتصبح في ملابس السجن شيئا يتحرك فيها, ويأخذ منك صور الاسرة والاصدقاء فتصبح بلا ذاكرة) , وليس امامك سوى استخدام لغة الجسد, ليس بمعناه الفيزيقي, بل بكل ما يحمل الجسد البشري من معنى, فكل اشارة تصدر عن الجسد لها معنى, ويمكن التواصل عبره كما يمكن التعبير به , لذلك انتبهت الى انني تحولت الى مجرد (جسد) فقط, ومن هنا بدأ تفكيري يتجه الى استخدام هذا الجسد ليحافظ على حياته وافكاره في الوقت نفسه. الاستفادة من التجارب - هل تعتبر ان ذلك ايجابيا ام سلبيا بغض النظر عن تجربة السجن المريرة؟ - كلنا عادة نحاول ان نستفيد من التجارب المريرة التي تمر بنا, مهما كانت قسوتها , والا يتحول الانسان الى مجرد شيء مهمل يعيش ماضيا لافائدة من وجوده, فقد فتحت فترة السجن امامي بوابة الكتابة الادبية بعد ان اكتشفت فن المسرح الذي كان تسليتنا الوحيدة في السجن السياسي, وكانت الانشطة الثقافية عادة مسموح لنا بها باعتبارها تكفي السجان شر الشغب الذي يمكن ان نسببه للسلطات لو انها منعتنا من اي نشاط, في السجن قررت ان اكتب المسرح, لذلك عند خروجي من السجن سافرت على الفور الى بولندا لدراسة هذا الفن, لكن العودة كانت الى العراق التي عشت فيها لفترة ثم تركتها في بداية السبعينات الى بيروت لامارس مهنة الصحافة من جديد. - اذن انت كاتب مسرحي, ولست روائيا رغم نجاح رواية (بيضة النعامة) ؟ - اثناء كل ذلك لم تكن تخطر على ذهني كتابة الرواية وان كانت لي بعض التجارب في كتابة القصة بعد كتابة عدد من المسرحيات, ولم افكر في خوض تجربة كتابة الرواية حتى حدث الاحتلال الاسرائيلي لبيروت, فقررت العودة الى مصر بعد غيبة طويلة تزيد عن اثنتي عشرة سنة, لقد كان الاحتلال الاسرائيلي لبيروت وما اعقبه من احداث سببا في ان اعيد تقييم موقفي في كل شيء في الحياة, وبدأت افكر في المستقبل معتمدا على الماضي بعد ان كنت اعيش يومي فقط دون تفكير في ابعد من اللحظة الراهنة في حياتي, فعادت الى ذاكرتي (الجسد) التي راودتني في السجن. - هل بدأت كتابة روايتك (بيضة النعامة) بعد عودتك الى مصر مباشرة؟ - لا , ظللت لفترة اتجول بين حواري القاهرة في محاولة لاستعادة ذاكرتي القديمة, خاصة انني كنت قد فقدت جزءا كبيرا من اسرتي واصدقائي القدامى سواء بالموت او بالهجرة , الى ان القت بي الاقدار الى مدينة الاقصر في صحبة فتاتين هولنديتين, احداهما زوجتي الآن, وكان الهدف زيارة وادي الملوك الذي يضم مقابر الفراعنة , وكنوع من تسلية الوقت صحبت معي في هذه الرحلة (كتاب الموتى) الفرعوني الذي دفعتني قراءته الى التمرد على فكرة الموت التي يحملها الكتاب, خاصة ان هذا الكتاب يعتمد على نصوص من المفترض انها (اعترافات لمصريين قدامى كانوا يقدمونها الى الآلهة التي تقرر مصيرهم) , ولان هذه الاعترافات كانت كلها تقريبا اعترافات ايجابية, اي ان الموتى يؤكدون انهم كانوا (حسني السمعة) , يقول كل منهم (انا لم اسرق ولم اقتل) ويتنصلون تماما من كل الافعال المشينة التي ارتكبوها في حياتهم, من هنا كانت فكرة بيضة النعامة التي قررت ان تكون اعترافات شخصية بكل ما فعلته الكتابة في حياتي من ايجابيات وسلبيات, لقد قررت ان اعترف بكل شيء فعلته في حياتي دون خجل. بطل مسالم - الم يكن هناك دافع آخر, ربما نفسيا دفعك الى كتابة هذه الاعترافات التي خرجت في النهاية في شكل (بيضة النعامة) ؟ - يبدو ذلك, فقد كتبت هذه الرواية وانا اقترب من نهايات الاربعينات من عمري, وهي كما تعرف فترة في عمر الانسان تجعله يفكر فيما مضى من حياته, لانها في حياة الرجل تشبه تماما بلوغ سن اليأس عن المرأة, اضافة الى الاحباط الذي اصبت به بعد حصار بيروت, كل هذه الظروف مجتمعة دفعتني الى فعل شيء يبدو بطوليا, وانا اراه كذلك, لانني لا استطيع ان افعل شيئا آخر, فانا شخص مسالم لا احب العنف, ولا استطيع ان اعبر عما يدور بداخلي بغير الكتابة, اما في الحياة فانني امشي الى جوار الحائط, ولا ابحث عن خلافات مع احد. - هل تعتقد ان وظيفة الكتابة فقط هي الاعتراف بمعنى (تطهير) النفس من العجز عن العمل البطولي؟ -بالطبع لا, فالعمل الذي يبدو بطوليا للبعض قد لا يكون كذلك للآخرين اضافة الى انني اعتقد ان للكتابة وظيفة اخرى غير تلك, فهي تعتبر اداة توصيل وتواصل مع الآخرين , خلال عملية الكتابة اكتشفت اسرار علاقاتي مع اسرتي, علاقتي بابي وامي ودورهما في حياتي, وكنت كلما تعمقت في الكتابة, كانت تتضح امامي تفاصيل الحياة اليومية, فقد كنت اشعر بشعور غير طيب تجاه امي, نظرا لمرض ابي وخضوعه التام لسيطرتها باعتبارها معينه الوحيد في الحياة, وجاءت كتابة هذه الرواية لترفع عن عيني غمامات كانت تصور لي تلك التفاصيل على غير حقيقتها بل انني اعتبر الكتابة بالنسبة لي دواء, حيث كانت اصاب بكوابيس ليلية قبل الكتابة, سببها العلاقات المعقدة التي كانت تربطني بمن هم من حولي, وعند الانتهاء من كتابة (بيضة النعامة) انتهت تلك الكوابيس. - فن كتابة المسرح يختلف تماما عن كتابة الرواية, كيف استطعت ان تتغلب على ذلك؟ - لكل كتابة صعوباتها, في المسرح كان يضع الكاتب شكلا هندسيا ثم يحاول ان يختزل فيه الحدث وينقله الى جمهور المسرح عبر حوار مكثف وله صفات نوعية لغوية معينة, ملتزما بالقواعد الارسطية التي تؤكد على وحدتي الزمان والمكان, لكن كتابة الرواية تمنح حرية اكثر في التعامل, لذلك شعرت بالفعل بهذه الحرية وانا اكتب (بيضة النعامة) , و (بيضة النعامة) كانت اقرب الى الحديث الشخصي, او الاعتراف كما سبق وان اوضحت ذلك, اضافة الى انني حاولت ان انسج هذه الرواية على قواعد الكتابة الروائية الحديثة التي تعتبر اكثر حرية من الالتزام بالقواعد الكلاسيكية الصارمة, لكني كنت اضع امام عيني (شكل الحكي) في (الف ليلة وليلة) , وايضا في السير الشعبية, التي تحاول الهروب من الزمان والمكان بالقفز عليهما مع وجود خيط رفيع جدا يربط كل الحكايات ليحولها في النهاية الى عمل واحد متكامل, وهذا ساعدني كثيرا واعتقد انه سر نجاح هذه الرواية. الزمن حسب الرغبة - الزمن في روايتك (بيضة النعامة) ليس محدد الملامح, ماهو السر في ذلك؟ - الزمن في هذه الرواية (زمن افريقي) , والزمن الافريقي كما تعرف يشبه الزمن العربي, متسع الذي لايرتبط بالزمن المعروف بالساعات والدقائق, بل هو زمن متسع بطيء وسريع حسب رغبة من يستخدمه, لاحسب زمان متفق عليه اجتماعيا. - انت تستخدم اللغة العامية في الكتابة بكثرة, الا تعتبر ذلك عيبا؟ - اعتقد ان العبارات العامية الواردة في الرواية طبيعية في حياة شخص يعيش ويتحدث الى الاصدقاء بهذه اللغة, ولا ارى في ذلك عيبا, خاصة ان العلمية المصرية لعبت دورا كبيرا في انتاج ادب ابدع فيه شعراء كبار مثل فؤاد حداد وصلاح جاهين, واعتقد ايضا ان هذه العبارات تقرب العمل الى القارىء الذي ابحث عنه اولا واخيرا, لانني لااعتقد ان هدف اي كاتب هو توصيل فكرة معينة الى اكبر عدد من الناس, فاذا كانت العامية اداة جيدة للتوصيل فانا استخدمها, مع انني لست مغرقا في الاستخدام العامي وانما استخدم التعبيرات الاقرب الى العامية والمفهومة من الجميع, وهذه اللغة لها بلاغتها ايضا. - لماذا (بيضة النعامة) رغم انه لا وجود للنعامة في الرواية؟ - المشاع في الادب العربي, ان النعامة تتصف بالجبن الذي يجعلها عندما تشعر بالخطر تدفن رأسها في الرمال حتى لاترى العدو (بينما الاعتقاد المسيحي القبطي يرى فيها رمز التضحية, وهذا المعنى الجديد اكتشفته في احد الاديرة القبطية, عندما شاهدت في الدير (بيضة نعامة) فسألت الراهب عن سر وجود البيضة في الدير, فقال لي انها (رمز لاستمرار الكنيسة, لان النعامة عندما تشعر بالخطر تدفن بيضها حرصا عليه من العدو, وتجري في اتجاه آخر لتموه على العدو الذي يمكنه ان يقتلها لكنه لن يعثر على بيضها فتضمن استمرارها في ابنائها) , والكنيسة القبطية تقريبا تمارس هذا التمويه على مدار تاريخها لذلك حافظت على استمرارها. مدريد - د. طلعت شاهين
http://www.albayan.co.ae/albayan/1998/06/28/mnw/2.htm
رؤوف مسعد: أكتب عن الأقباط من موقف ثقافي وليس دينياً
لابد من الاعتراف بأن القاص والروائي المصري رؤوف مسعد هو أكثر الروائيين العرب ميلاً لاختراق التابوات الثلاث. وقد ساعده وعيه المبكر وقراءاته الأولى في أن يبني شخصيته الثقافية المتفردة والقائمة على حق الاختلاف. فعلى الرغم من كونه ابناً لقسيس بروتستانتي إلا أنه تمرد على التعاليم الدينية، وقاطع الكنيسة نهائياً بعد وفاة والده الذي لم يستطع أن يروّض ابنه الذي شذّ عن قواعد التربية المسيحية وراح يبحث عن كل ما هو غريب، قياساً لمرجعيته البروتستانتية. ففي الوقت الذي كانت فيه مكتبة الكلية الأمريكية في أسيوط ممتلئة بالكتب الدينية كان رؤوف مسعد يبحث عن القصص والروايات الروسية والكتب الماركسية التي تنسجم مع ذائقته الأدبية وتلبي حاجاته الروحية الغامضة. فلا غرابة أن ينتمي إلى أحد التنظيمات الماركسية المحظورة في مصر وتقوده إلى أربع سنوات من السجن بصحبة رفاقه الأدباء المعروفين أمثال صنع الله إبراهيم وعبدالحكيم قاسم وكمال القلش. لم يكن رؤوف مسعد نادماً على هذا الإبعاد القسري لأنه فجّر في داخله موهبة الكتابة الإبداعية. لقد كتب رؤوف مسعد مسودة عمله المسرحي الأول بين جدران السجن، كما كتب عمله الإبداعي الثاني «إنسان السد العالي» بالاشتراك مع كمال القلش وصنع الله إبراهيم. وحينما ضاق عليه الخناق بعد خروجه من السجن حزم حقائبه وغادر إلى بولندا لدراسة الإخراج المسرحي. ومن بولندا بدأت رحلة شتاته في العواصم العربية والأفريقية التي امتدت بين بغداد والقاهرة وعدن ومنجستو وهافانا إلى ان استقر به المطاف في امستردام. وخلال السنوات العشر الأخيرة من إقامته في امستردام أنجز ثلاث روايات مهمة أسست لمشروعه الإبداعي المتميز وهذه الروايات هي «بيضة النعامة» و«مزاج التماسيح» و«غواية الوصال». ولأن روايته الثانية «مزاج التماسيح» أثارت جدلاً واسعاً منذ صدورها ولحد الآن فقد ارتأينا أن نكرّس هذا الحوار لإضاءة كل الجوانب المعتمة في الرواية، ونتوقف عند أبرز المحاور التي اختلف عليها النقاد والأدباء المصريون. وفي الآتي نص الحوار: ثقافات مختلفة ـ ثمة اشارات وإحالات ومرجعيات كثيرة في رواية «مزاج التماسيح» تدلل على أنك تبحث في سؤال الهوية القبطية، وبالذات في «عرض حال رقم واحد» حيث تعرّي المظالم التي يتعرض لها المواطن القبطي. هل لك أن تعزز لنا بعض المواقف الاستثنائية التي ذكرتها الكتب التاريخية، وما تضمنته من سوء المعاملة؟ ـ سأذكر لك بعض الشواهد التاريخية منها أن القبطي كان يلبس الثياب الزرق لكي يسهل تمييزه عن المسلمين. وفي الصعيد المصري كان القبطي الذي يمر على جماعة من المسلمين وهو ممتط ظهر دابة يترجل عنها من باب الاحترام. هذه الحكاية كانت موجودة منذ عشرين عاماً، ولا أدري إن تبدلت الأوضاع أم ظلت كما عليه، ولكنني أعلم جيداً أن الصعيد متمسك بعاداته وتقاليده الموروثة، وخصوصاً في المناطق التي يشكل فيها الأقباط أقلية. منذ مدة كتب الناقد جابر عصفور مقالاً مهماً في صحيفة «الحياة» تناولت فيه رواية «المهدي» لعبدالحكيم قاسم التي تحكي عن فترة الاختيارات الصعبة. إذ سلّط الضوء على شخصية المعلم عوض الله عوض الله، ذلك القبطي الفقير الذي كان يعيش في مدينة طنطا. وكيف اضطره عسر الحال الى مغادرة غرفته الصغيرة، هو وزوجته وأطفاله، والرحيل الى القرى المجاورة. واستقراره في قرية «محلة الجياد». وتحت وطأة الحاجة المادية، ونتيجة لضغوط الذين أقنعوه بأن يؤلف قلبه ويُسلم، ويسمي نفسه (المهدي). وفي أثناء التطواف في المدينة يتفاقم عليه المرض، وترتفع عنده الحمى فيموت عند باب المسجد. كما كتبت سلوى بكر رواية البشموري، ولكن الفرق واضح بين الروايتين. فعبدالحكيم قاسم أمات البطل القبطي قبل أن ينطق الشهادتين، في حين أن سلوى بكر تابعت البشموري وجعلته في النهاية يؤمن بالإسلام، ويرتد عن المسيحية، ويرجع إلى مصر مسلماً، بعد أن أجبر على الهجرة في عصر المأمون بسبب الثورة التي قام بها مسلمون ومسيحيون في الدلتا نتيجة المظالم التي تعرضوا لها. لقد قمع المأمون هذه الثورة، ونفى الثوار، وشتتهم في مختلف أصقاع الامبراطورية الإسلامية. سلوى بكر لم تستطع أن تبقي بطلها مسيحياً، وهذه مشكلة في الرؤية. أي كيف يرى الكاتب نفسه في التاريخ؟ وما هو موقفه من التاريخ؟ أنا في «مزاج التماسيح» أعتبر نفسي مزيجاً من الثقافة الفرعونية والقبطية والعربية، فحينما أتحدث عن المشكلات التي يعاني منها الأقباط، فأنا أتحدث عن موقف ثقافي، وليس من موقف ديني، وهنا يكمن الاختلاف الكبير بيني وبين الآخرين الذين يتهمونني بالتعصب الديني. أنا محصلة ثقافات مختلفة، وعندما أتحدث عن الأقباط فأنا أتحدث بحيادية تامة، مثلما أتحدث عن حق الأكراد في الحياة الحرة الكريمة، مثلما أتحدث عن حق العراقيين المنفيين وما إلى ذلك. حق الاختلاف ـ هل نستطيع ان نعتبر هذه «الشيفرات» رسالة الى من يهمه الامر في مصر بأن هناك اخطارا تتهددهم جميعا ان لم يتعاملوا جديا مع هذه المشكلة ويبحثوا عن حل جذري لها؟ ـ طبعا هناك رسالة وهذا ما اقصده بالضبط، لو تذكر حادثة ما يسمى بـ «الكشح 1» وهي القرية التي قتل فيها «17» مسيحياً في يوم واحد، ثم جاءت بعدها حادثة «الكشح 2» التي قتل فيها عدد كبير من المسيحيين، ثم حدثت اضطرابات كبيرة، تدخلت في اثرها الدولة، واعلنت حظر التجول وهذا يعني ان هناك مشكلة جدية يجب حلها، في الفترة الاخيرة نشرت صحيفة «النبأ» واقعة مختلفة عن ممارسة راهب قبطي للجنس في الهيكل في دار المحرق، وهو احد اهم امكنة العبادة في مصر، فهاج الشباب الفقراء من الاقباط، الاغنياء لا يقومون بالمظاهرات كما تعلم، ولم يستطع البابا شنودة ان يحتوي الموقف، فترك القاهرة، وذهب الى الدير، الدولة هي الاخرى لم تستطع احتواء الموقف الى ان جاء ابراهيم نافع، نقيب الصحفيين، ومسئول مجلس الشعب، انا قلت في «عرض حال رقم واحد» ان الدولة تفرض عليّ ان احمل بطاقة شخصية لهويتي الدينية، وهذا يعني ان الدولة طرف مهم في هذه القضية بينما يوجد في مصر اتجاه يحمل فيه امريكا واسرائيل مسئولية مايحدث، وانا ضد هذا الاتجاه الساذج. في «بيضة النعامة» دخلت الى الحياة القبطية العادية بحذر شديد بسبب مخاوفي، تحدثت كيف ان اسرتي واخوالي اغلقوا النوافذ ورفضوا ان يفتحوها على الخارج، في «مزاج التماسيح» هناك قصتان في الرواية، قصة كتبها المؤلف، وقصة كتبتها انا، والسبب انني خفت وكان يجب ان انتهي عند الراهب الحافي الذي قتل امام الحاجز حينما انطلقت عليه الرصاصة من مبنى التلفزيون الذي يمثل الاعلام الرسمي، لكنني قررت ان اختلق قصة اخرى، اقول فيها عن ان هناك كاتبا مصريا، قبطيا، ممسوسا بهذه القضية ولهذا سرق النص، ثم تبين لي من خلال اصدقاء مسلمين ومسيحيين انه كان عليّ الا اكتب الجزء الثاني وفعلا ندمت ندما شديدا، لكن ماذا كان بوسعي ان افعل، لقد كنت جبانا وخائفا، وهذا الجبن مستمد من الجو المرعب انذاك، اقولها لك من دون تردد انا لم استطع ان اصرح بافكاري الحقيقية، ولم اقدم رؤيتي الصريحة ككاتب بسبب الخوف، وانا اتحمل مسئولية ما كتبت، لقد عملت هذه الرواية التباسات لدى القراء والنقاد، فكيف يتعاملون معها؟ هل يتعاملون مع رواية واحدة ام مع روايتين؟ وفي الطبعةالثانية جبنت ايضا، ولم احل هذا الاشكال ولكن اذا شاءت الظروف ان اطبعها ثالثة فسوف انتهي عند مقتل الراهب، واوضح ذلك في المقدمة. ذات مرة سأل جمال الغيطاني صنع الله ابراهيم، وانا اثق في رواية صنع الله لي، قال ان جمالا سألني السؤال التالي: هل يتوقع رؤوف مسعد حربا اهلية في مصر؟ فأجابه صنع الله جوابا مستترا، وقال «انها افكار وخيالات كاتب» طبعا، انا لا اتوقع حربا اهلية، ولكن اتوقع ما حدث مؤخرا من مظاهرات واعتصامات داخل الكاتدرائيات في مختلف مناطق مصر، انا اعتقد ان الدولة انتبهت الى ان هناك قضية. نحن لا نؤمن بحق الاختلاف في مصر أو في العالم العربي. مصر المحروسة ـ لماذا اخترت الاطاحة بالملك فاروق مفتتحا لرواية «مزاج التماسيح»؟ هل هناك دالة زمنية تنفع الحدث الروائي برمته؟ هل أردت أن تنشر غسيل الملك فاروق ورجالاته، أم أردت الاحاطة بالحياة الجديدة لحفنة من الضباط الصغار الذين سيطروا على الحكم واعلنوا الجمهورية؟ ـ انا شخصيا لا ارى فرقا كبيرا بين الملكية والجمهورية فكل نظام له مساوئه، ولكن في الاقل ان الملك يملك ولا يحكم، وبالتالي فلا أرى فرقا في ان يستولي الضباط على الحكم، أو ان تحكم الاسرة المالكة، اشرت في الرواية إلى أن الضباط الذين تسنموا سدة السلطة قد اخذوا مغانم كثيرة وهذه مسألة معروفة وليست جديدة في الاقل لدى القاريء العربي، فقد كتبت مجلة «روز اليوسف» عن المجوهرات والاثاث الملكي الذي سُرق من القصور الملكية، توجد مجلة اسمها «مصر المحروسة» تصدر مرة واحدة كل ثلاثة اشهر، وتنادي بعودة الملكية، وتكتب كثيرا عن الاسرة المالكة، وهي مجلة لطيفة تباع بعشرة جنيهات تروج للعائلة المالكة، انا لست من انصار هذا الاتجاه، ولكنني لا اعاديه. تهافت النهاية ـ لماذا تركت مصائر بعض شخوصك في «مزاج التماسيح» معلقة ومربكة مثل مصير القمص ملاك عبدالمسيح، أو مصير لويس أو يونس مراد؟ ـ اقول لك بصراحة شديدة ان هناك خطأ تقنيا في الرواية ارتكبته لأنني كنت خائفا من السلطة، ولهذا جاءت رواية خائفة، وربما سيكتشف النقاد بابا جديدا اسمه رواية الخوف، وقد وقعت لي الكثير من المشكلات، إذ رفضتها دار الهلال للنشر كما ذكرت ذلك في الطبعة الثانية، وقال لي مصطفى نبيل، رئيس تحرير روايات الهلال «إن هذه الرواية هي قنبلة موقوتة» فنشرتها على حسابي الخاص، واضطررت إلى تهريبها من المطبعة، وعندما تغير الجو قليلا في مصر تطوع مدبولي لنشر هذه الرواية، وعندما صدرت هاجمها النقاد كثيرا لعدة اسباب، لكنهم لم ينتبهوا إلى تهافت نهايتها، فثمة ارتباك في نهاية الضابط يونس مراد، وخلل في نهاية القمص ملاك عبدالمسيح، انا احدثت قطعا في الكتابة بحجة أن رواتي سرقت، ولم تكتمل كتابتها، وقد دخلت في قصة اخرى، لذلك انا لا ادافع عن الرواية، وانا اعترف معك ان من يقرأ الرواية بدقة سيكتشف ان بدايتها لا تنسجم مع النهاية المتوقعة، والسبب الرئيس هو الخوف، وليس عندي أي سبب آخر. ـ ثمة لعبة فنية محبوكة جيدا، وهي لعبة التداخل بين «التقرير» و«النص الروائي»، هل اردت تمويه السلطات الحكومية أم تمويه القاريء؟ ـ انا اردت تمويه السلطات طبعا، كما اردت النجاة بجلدي، لأنني كنت خائفا ومرعوبا، وقد تسرب هذا الخوف إلى زوجتي عندما سافرت إلى مصر، فهي تعرف ان الاجواء غير مطمئنة، ولهذا كانت تتصل بي بالهاتف كثيرا، خصوصا وانها سمعت بمحاولة اغتيال نجيب محفوظ التي جاءت متزامنة مع سفري إلى مصر، إن هذا التوتر اثر من دون شك على بنية الرواية، انا اقول لك بكل صراحة انني غير مقتنع بالرواية، ويجب على الكاتب ان يختار موقفه، وان يكون شجاعا، انا اتميز عن الكتاب المصريين بمزايا عديدة منها انني اعيش خارج مصر، ولدي جواز سفر آخر، وليست لدي أي مشكلة اذا لم اسافر إلى مصر سنتين أو ثلاث سنوات، غير ان الخوف المقيم القديم الذي تعرفه جيدا والذي يسكن في ذاكرتنا هو الذي يبعث في داخلي هذا الارتباك، ولذلك كانت هذه الرواية محاولة عرجاء للتملص من ابداء رأيي بصراحة. ـ لماذا جعلت الخاطفين من الحزب الملكي، ما هي دوافع الاختطاف من وجهة نظرك؟ وهل تنطوي هذه العملية على لعبة فنية؟ ـ ان الاوراق الخاصة بالكاتب، والتي سلمها لـ «فوفو» تنطوي على لعبة فنية لا تخلو من تعقيدات تقنية، كنت احاول ان اجد حلولا بأي شكل من الاشكال، ولهذا فقد كنت العب مع القاريء، كما كنت ألعب واجرب قدراتي الروائية لأن اتملص من الدولة، وهي متعلقة بالرواية السابقة، وهل انتهت أم لم تنته؟ انا كنت متلبسا بهاجس الخوف، فلا غرابة ان تكون شخصياتي الاساسية متلبسة بهذا الخوف ايضا. بيضة الديك ـ اكد الناقد فاروق عبدالقادر ان رواية «مزاج التماسيح» تحتاج إلى اكثر من قراءة كي تستطيع ان تمسك بخيوطها الرئيسية وسط زحام الشخوص والاحداث والابنية المتعددة، هل كنت تتعمد هذا التداخل المقصود لتشويش القاريء وارباكه، أم ان سياق الاحداث وقراءة الواقع المصري يتطلبان هذا النوع من الكتابة؟ ـ أنا كتبت هذه الرواية في مرحلة خاصة جدا، وربما يحتاج الواقع المصري إلى هذا النوع من الكتابة لكنني اركز على خوفي وترددي في الكتابة، وهنا كموقف حساس جدا لابد من ذكره، وهو ان النقاد المصريين قالوا لي بعد صدور روايتي الاولى (بيضة النعامة) انها (بيضة الديك) وهذا يعني انها سوف تكون الرواية الاولى والاخيرة لي، لقد استفزني هذا الكلام ودفعني إلى الاسراع في كتابة الرواية الثانية لكي اثبت لنفسي اولا انني اراهن على موهبتي، ولكي أؤكد لهم خطل توقعاتهم، صحيح ان «مزاج التماسيح» استغرقت قرابة اربع سنوات، لكنني كنت عجولا في كتابتها، لهذا ارتبكت الرواية، وانا اظن ان لكل كاتب رواية أو قصة مرتبة، كما اعترف لك ان الواقع المصري قد فرض عليّ مجموعة من الشخوص مثل يونس مراد واحمد صالح، احمد بالمناسبة هو شخصية حقيقية، وهو ضابط نوبي وصل إلى اعلى المناصب من خلال قسوته، ان استنطاقك لي بهذه الطريقة يدفعني إلى البوح بأشياء كثيرة، وتجعلني امنح مفاتيح النص السرية، وهذا لم يحدث مع الاسف مع الناقد فاروق عبدالقادر، ثم ان هذه العملية بحد ذاتها تحتاج إلى شخص أثق فيه، وارتاح له، واطمئن لنتيجة عمله، كما تحتاج المكاشفة إلى شجاعة والشجاعة لا تأتي دائماً، لأن لها مواسم. التوغل في المتاهات ـ ثمة نفس بوليسي في «مزاج التماسيح» إذ تقع غير مرة حوادث اختطاف وتحقيق وملاحقة ورصد، وحتى قتل كما حدث للقسيس الحافي عند احد الحواجز كيف تفسر ولعك بالجانب البوليسي، وخصوصا انك اسررت لي ذات مرة برغبتك في كتابة رواية بوليسية في المستقبل القريب؟ ـ انا مولع بالجانب البوليسي، وقد سألت مرة ناشر روايات بوليسية فرنسي: لماذا تنشر الروايات البوليسية؟ فأجاب: إن الروايات البوليسية تضع للعالم قواعده الثابتة، المسيء يأخذ عقابه، والمظلوم يأخذ ثوابه، القاتل ينبغي ان يعاقب والبريء يجب ان يثاب، وهذه النظرية تعجبني ربما لتربيتي المسيحية البروتستانتية، أو نتيجة لتربيتي الماركسية، لابد من قواعد وقوانين تفصل بين الحق والباطل، انا ايضا مهتم جدا بفكرة التوغل في المتاهات في محاولة لتضليل القاريء بعض الشيء، كما اقرأ الرواية البوليسية الانجليزية كثيرا، بالمناسبة كتبت رواية بوليسية لم تكتمل بعد عنوانها «درب الاغوات» وهي تحكي عن الناس الذين ينتمون إلى طبقة غير طبقتهم. ـ تنتهي «مزاج التماسيح» والبطل متجه إلى السودان، كما تنتهي «بيضة النعامة» والبطل وصديقه منغمسان في علاقة ايروتيكية مع فتيات من قبيلة بدائية في السودان، ما دلالة الجملة الختامية مكانيا في الرواية التي يكتبها رؤوف مسعد؟ ـ هذا سؤال مهم، لأن السودان بالنسبة لي هو مكان اساسي، فأنا سوداني قبل أن أكون مصريا، وقبل ان أكون هولنديا، لقد كتبت كتابا عن السودان اسميته (السودان: قرون من القهر وستون عاما من الحنين) انا لدي حنين طاغٍ إلى السودان، البلد الذي ولدت فيه، من الطريف انني اقضي أول عيد ميلاد لي في السودان، وقد اثار هذا العيد مشاعري واحاسيسي، ولأنني احب السودان كثيرا فقد اصبت بالاحباط، فأنا اقول لا تذهب إلى البلد الذي تحبه مرتين، ولا تلتقي بالمرأة التي احببتها مرة اخرى، بل عش على ذكراها، أنا لا استطيع ولا اريد التخلص من حب السودان، كما اعتقد أنني من الكتاب المصريين القلائل أو العرب الذي يكتبون عن اماكن اخرى غير بلدانهم، انا لا اكتب عن القاهرة فهي مكان غامض بالنسبة لي وأنا مازلت اعتقد بان اسعد اوقات حياتي هي تلك التي قضيتها في السودان. الكاتب في سطور ـ مصري الاصل من مواليد بورت ـ سودان ـ السودان عام 1937. ـ خريج كلية الآداب ـ قسم الصحافة ـ جامعة القاهرة عام 1960. ـ درس الاخراج المسرحي في بولندا عام 1970. ـ أسس دار شهدي للنشر عام 1983. ـ صدر له الكتب التالية: ـ صانعة المطر رواية، بيضة النعامة رواية، مزاج التماسيح رواية. ـ في المسرح: يا ليل يا عين، لومومبا والنفق، صباح الخير يا وطن، ويصدر له قريبا رواية غواية الوصال.
http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue87/haywar/1.htm
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بيضة النعام .. رؤوف مسعد (Re: Hani Abuelgasim)
|
الاخ هانى ابو القاسم تحياتى شكرا لك لتناولك ابداع رؤف مسعد بيضة النعامة( رواية) الطبعة الاولى دار رياض الريس 1994 والثانية مكتبة مدبولى 2000 الاهداء لرفيقته أنا ماريكا وكتب المقدمة صديقة محمد كمال القلش وقد اشترك رؤف وصنع الله وكمال القلش فى كتابة عمل مشترك هو (انسان السد العالى)فى 1965 لقد كان همهم الابداعى واحد وربما المنهج لكن قدراتهم الابداعية اهدتنا اعمال تحسها للوهلة الاولى بسيطة و متشابهة ولكن بقراءة متانية تكتشف عمقها وتعقيداتها. يقول كمال القلش عن جيلهم ( رؤف وصنع الله وعبد الحكيم قاسم ونبيل السلمى وجلال السيد وكمال القلش نفسه)ولاتنسى محمد شكرىوالطيب صالح مع اختلاف الظرف وحدة التناول (جيل ولد فى ظل الملكية والاقطاع وخرج فى المظاهرات التى هتفت بسقوط الملك والانجليز ثم تفتح وجدانه على ثورة يوليو وعاشها بالوعى والفعل،وشهد انهيار الملكية والراسمالية وقيام الاشتراكية،كل هذه العمليات الهائلة فى سنوات قليلة. لهذا جاءت تجربة غنية عميقة مليئة بكافة التناقضات والأزمات،زادت معرفة ووعيا بوجوده وتطلبت فى التعبير كل جرأة وجدة حتى تتجسد ابداعا خلاقا هذا هو الطريق الذى اخترناه) يواصل كمال القلش فى تقديمه لبيضة النعامة (ومن الناحية السياسية عشنا اكتمال الدائرة ، عشنا ازدهار الاشتراكية وصعودها بأول قمر صناعى واوأل رائد فضاء سوفيتى الى عنان السماء وهبوطها بل وتلاشبها من اكبر مركز لها فى الحياة الانسانية -وهانحن نتسلل الى قرن جديد وبداية الألفية الثالثة بعد ميلاد المسيح هذا كله عبر عنه بقوة كل انتاج صنع الله وعبد الحكيم قاسم وهاهو رؤف يتضم بعمل يضعه على الفور فى الصف الاول الذى يحتله كبار المبدعين،هذا العمل الذى مزج فيه رؤف بين حياته الشخصية وطموحاته واهتماماته العامة وماجرى فى بلادنا( اذا كان يقصد كمال القلش ببلادنا مصر ، فذلك ينطبق على بلادنا السودان ورؤف مسكون بالهمين)لقد ألقى الضوء بقوة وهويحكى بيضة النعامة على الحياة الداحلية للاقباط الذين يجاوروننا فى العمل والسكن والشارع والصداقة والحياة ولانعرف عنهم غير القشور)
الامر بالتكيد مختلف بيننا واقباط السودان فنحن نعرفهم تماما لقد اصبحوا جزء من النسيج الاجتماعى السودانى هذا ما قاله محمد كمال القلش عن رؤف مسعد بسطا على المستوى الشخصى عرفت رؤف مسعد، عرفنى عليه الصديق صلاح خليل قال لى عندى ليك مفأجاه قادنى لمقهى فى حى الزمالك ، لحظات وجاء رؤف ادهشنى ببساطته وتواضعه وادبه الجم كان محرج وانا اتكلم عن اعماله الابداعية واستغرب المامى بكل ما كتب اخى هانى اكرر تقدير ويريت لو استقطبت اهتماماتنا الادبية اقلام النقاد اهل الصتعة امثال د. صلاح الزين والاساتذة بكرى جابر ومعاوية البلال نحن نقراء وهم يفككوا النصوص
| |

|
|
|
|
|
|
|