|
|
|
 Re: رقصة الوازا - من حفل افتتاح الخرطوم عاصمة الثقافة العربية (Re: sympatico)
|
شكرا يا سيمبتكو
لقد كانت هذه الفقرة من أجمل فقرات حفل الافتتاح.. والتحية للمبدعين السودانيين برغم القهر والإفقار والظلم..
يظن الإنقاذيون أنهم قد فرضوا "مشروعهم الحضاري" ولكن هذه الفقرة وحدها تدل على أن مشروعهم قد مات وقُبر.. وليبارك الله للسودان في تفكيك مشروعهم أكثر وأكثر..
لقد شاهدت الافتتاح وتمنيت أن يتمكن واحد من نقل هذه الفقرة بالذات إلى سودانيز أونلاين.. والحمد لله لقد كنت أنت الذي حقق لي تلك الأمنية يا سيمبتكو..
لك التحية.. وأرجو أن تكتب وصلة الحفظ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: رقصة الوازا - من حفل افتتاح الخرطوم عاصمة الثقافة العربية (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخت العزيزة راوية
كل سنة وانتي طيبة
شكرا على اللوحة المعبرةللاخ الفنان قيسان ، جاءت تماما فبي مكانها
سلمت
الاخ الاستاذ ياسر الشريف
كل سنة وانت طيب
شكرا على الزيارة والتعليق وسعيد ان حققت لك طلبك ، واتفق معكانالفقرة كانت مميزة ، والملاحظ وجود تلك الفتاة التي تدخل في الماء وخروج احد العازفين من المياه في ذات اللحظة والضرب على القرع فوق سطح الماء ، ولا ادري هل هذا ضمن طقوس رقصات الوازا ام انها فقرة من المخرج الفني للحفل تصادفت مع هذه الرقصة ؟ انتظر افادة من العليمين وآمل ان يفيدنا الاخ الزنجي في هذه المسألة .
الاخ الزنجي
تحياتي وكل سنة وانت طيب
وشكرا على رسالة المسنجر
لك الود
الاخ ايمن
كل سنة وانت طيب
وشكر لك على وضع رابط الحفظ
سلمت لنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رقصة الوازا - من حفل افتتاح الخرطوم عاصمة الثقافة العربية (Re: Walid Safwat)
|
الاخ العزيز وليد
تحياتي
تجد في ما يلي معلومة مبسطة عن موسيقى الوازا الموجودة لدىقبائل لبرتا في منطقةالنيل الازرق
| Quote: The music of the waza trumpet groups is considered the most important instrumental music of the Berta, who have been living in the border region of Sudan and Ethiopia since the 19th century. A full ensemble consists of ten to twelve monotone instruments between 50 and 180 centimeters long and the wood blocks called bali. The performances usually take place after sunset and are a major event for the inhabitants of a village. Before the pieces begin, a woman sings a song, which is then performed instrumentally. |
وهنا مقال طويل عن البرتا وموسيقاهم تم نشره بجريدة البيان ووضعته هن من قبل
نشرت صحيفة البيان الاماراتية صبح اليوم المقال التالي وهو عرض لاطروحة ماجستير للباحث على ابراهيم الضوء نال عنها ماجستير الفولكلور من جامعة الخرطوم
وفي ما يلي نص المقال
----------
البرتا: أرض الذهب وموسيقى الروح والهوكي
الخرطوم- فاروق احمد ابراهيم
وأنا في العاشرة من عمري اصطحبني والدي الى «الكرمك» عند الحدود السودانية الاثيوبية،
وقضيت بها ثلاث سنوات. وكان اول ما استرعى انتباهي اصوات الى نقيق الضفادع «المكبّر» هي اقرب، لولا انها اغلظ، وانها منتظمة سرعان ما عرفت انها «الوازا». وبعد عام واحد صرت احد ابرز الراقصين من الفتيان والفتيات من عمري ـ وكانوا يسمونني «الهواجة بالا» اي الخواجة الصغير ـ بل وجربت النفخ على الأبواق الصغيرة شأن غيري من الفتيان.
وتعد منطقة «البرتا» من اقدم المناطق المعروفة في تاريخ السودان منذ اقدم العصور، ومن ذهبها صنع فراعنة مصر اقنعة وجوههم وأغشية مومياواتهم وذهبها معروف في السودان منذ القدم بأنه اجود وانقى انواع الذهب في العالم، وخاصة ذهب «جبال بني شنقول».. ومنذ القدم كانت المنطقة هدفا لهجرات متواصلة من وسط وشمال السودان بحثا عن الذهب. يقول المغني: سافرت اجيب المال من جبال برتا الطوال واليها كانت حملة اسماعيل بن محمد علي باشا والي مصر التركي، والتي وصلت حتى «فازوغلي» بحثا عن الذهب والعبيد، كما ان اعدادا كبيرة من جنود جيوش خليفة المهدي قد استقروا بها، ونجم عن هذا الاختلاط اكتساب الكثير من «البرتا» للسمات العربية ـ وهؤلاء يسمون «الوطاويط» فلا هم عرب ولا هم زنج ـ وقد بسطوا سلطاتهم وكانت ومازالت فيهم الزعامة، ومنهم «المكوك» والحكام.
وتقع ارض البرتا في الجنوب الشرقي من السودان، بين خطي عرض «10 ـ 12 درجة» وخطي طول «34 ـ 36 درجة» ويحدها جبل «فازوغلي» شمالاً و«خور يابوس» جنوبا، والنيل الازرق شرقا، وقبائل «البرون» و«الدينكا» في اعالي النيل الابيض غربا. وقد اقتطع الانجليز جزءا كبيرا من ارض البرتا منحوه الى اثيوبيا، وهو يضم «جبال بني شنقول» اشهر موطن للذهب في السودان، وقد تحركت اعداد هائلة من البرتا من المنطقة الاثيوبية الى الاراضي السودانية، وانتشروا حتى مدينتي الروصيرص في شرق النيل الازرق والدمازين في غربه.
رحلات ميدانية
الباحث «علي ابراهيم الضو» نال «ماجستير الفلكلور» من جامعة الخرطوم بأطروحة تناولت «الموسيقى التقليدية في مجتمع البرتا» نشرك قراء «البيان2» في التعرف عليها، وعلى بعض ملامح المجتمع «البرتاوي».
وقد قام «الضو» بثلاث رحلات ميدانية: الاولى رافق فيها الاميركي «روبرت قوتليب» الذي زار السودان في الثمانينيات بدعوة من المعهد السوداني العالي للموسيقى والمسرح، واجرى مسحا عاما حول الموسيقى التقليدية في منطقة «البرتا» مركزا على منطقتي «الدمازين» و«افد» وفي الرحلتين الثانية والثالثة رافق الالماني «ارتور سيمون» رئيس قسم «الاثنوميزوكولجي» بمتحف «الاثنوغرافيا» ببرلين، لجمع المادة الموسيقية في منطقة «قسيان» على الحدود السودانية الاثيوبية، حيث تم تسجيل ممارسات عادة «الهوكي» او «جدع النار» كما يسمونها في النطاق المحلي، والتي تمارس كطقس عقائدي روحي خلال شهر اكتوبر من كل عام ايذانا ببدء الحصاد، ولا تمارس في غيره من شهور السنة.
يقول الباحث: ان الغربيين يعرفون الموسيقى بأنها «فن تركيب الاصوات بطريقة تسر الاذن» ولكنهم لم يحددوا أي اذن هي التي تسر من تلك الاصوات واي نوع من الأصوات، اذا ما تم تركيبها تحدث السرور لسامعها، وقد كتب نعوم شقير في «جغرافية وتاريخ السودان» عند حديثه عن السود انهم كانوا يقفزون كالقرود، ويصيحون كالذئاب ويصوتون «بالقرون» اصواتا مزعجة تصم لها الاذان.
وكان انطباع المؤرخ العربي «ابراهيم بن يعقوب» عن موسيقى مدينة شلزودج النمساوية اكتب «لم اسمع في حياتي غناء اسوأ من غناء اهل تلك المدينة، انه نوع من الغمغمة تأتي من الحناجر فيما يشبه نباح الكلاب..» وقد كتب كثير من الرحالة المسلمين والاوروبيين والمبشرين عن الموسيقى التقليدية، الا انهم نظروا اليها وفقا لمقاييسهم هم، وبعيدا عن محيطها الاجتماعي والثقافي، وبعيدا عن الغرض الذي انشئت من اجله، الا ان العمل الموسيقي، ليس هو ترتيب الاصوات، ولكنه تعبير رمزي للنظام الاجتماعي والثقافي، يعكس قيم الماضي والحاضر للافراد الذين يصنعونه، لذلك فان منطق ومعنى النظم الموسيقية التقليدية لا يمكن فهمه جيدا بدون الرجوع للظواهر الثقافية التي هو جزء منها.
ويمكن ملاحظة ثلاث سلطات اساسية في مجتمع البرتا تمثل اساس النظام الاجتماعي السياسي والعقائدي والفني هي: شيخ القرية: وهو يمثل السلطة السياسية «الحكومة» التي تحفظ قواعد سلوك الناس التي تقرها الدولة وتصوغها في شكل قوانين، وهو السلطة السياسية التي تقف على انفاذ القوانين، الا ان سلطته هذه تتعطل ابان فترة عادة «الهوكي» وتؤل «لشيخ المادة» ويكون مواطنا عاديا يتوجب عليه الالتزام بكل متطلبات هذه العادة، والا عرض نفسه للعقوبة التي تقرها السلطة العقائدية.. وهو كفرد من «البرتا» يحتاج الى الطقوس التي يؤديها «شيخ العادة»، وهو يمارس الرقص والغناء والعزف على «الوازا» ويحتاج اليها اذا ما استنفر الناس للحصاد او بناء منزل او مخزن ذرة «سوبية».
و«شيخ العادة» يتحول أثناء فترة العادة التي تستمر طوال شهر اكتوبر الى موقع الصدارة، ولا تكون هناك سلطة غير سلطته، حيث تحميه قوانين طقسية عقائدية تتقهقر امامها القوانين البشرية الى المرتبة الثانية، وهو يستند الى قوة خفية يخشاها الناس ويهابونها ويترجونها، وله من التبجيل وطقوس التوقير والاحترام مما لا يتوفر لشخص سواه، حتى اذا ما قام الناس بإرضاء القوى الخفية التي يعتقدون انها تسيطر على النواميس الكونية، التي يتعامل وحده معها، وانتهت فترة العادة، عاد مواطنا عاديا. يخضع للسلطة السياسية، وتسري عليه القوانين التي تسري على الجميع.
وهناك شيخ المزامير الذي يصنعها والذي يتعامل معها، وهو يمارس توجيهاته الفنية على الجميع في العزف والرقص الطقسي.
الموسيقى والمناشط
ان الموسيقى لا ترتبط في مجتمع البرتا بالمناسبات الطقسية والأفراح والاتراح وحسب، بل بمناشط الفرد اليومية. فمنتديات شرب «الباظا» ليست خمارات عادية يعتادها مدمنو الخمور حبا في تعاطيها، لان «الباظا» تعتبر نوعا من الغذاء، وقبل ذلك هي منتدى يجتمع فيه سكان القرية يوميا، يتفاكرون في احوالهم العامة ويحلون ما ينشب بينهم من مشاكل ونزاعات، ويمارسون في ذات الوقت كثيرا من الأعمال اليدوية كصناعة الخوص و«الحصائر والأوعية والحبال» من «سعف شجر الدوم» ونساجة السراير «العناقريب» وصنعها. كل ذلك يتم على انغام الاغاني، يترنمون بها، او يصغون اليها من عازف «الربابة». والمرأة اكثر من غيرها استخداما للنغم، بل هي تنشيء الاغاني والألحان، ومعظم الأغنيات سواء التي تغنى في حلقات «الوازا» والمزامير، او في منتديات «الباظا» تكون من صنع احدى النساء. وهي تغني وهي تطحن الذرة على الرحى الحجرية «المرحاكة» وأثناء قيامها ببعض الاعمال اليدوية، كصناعة الخوص او الفخار، او هي تهدهد طفلها قبيل النوم.
ان ثراء منطقة البرتا بالآلات الموسيقية لا يتمثل في تنوعها فحسب، بل في تميزها عن بقية أجزاء السودان الاخرى خاصة «الوازا» و«المزامير» اضافة الى الآلات الشائعة في بقية انحاء السودان مثل «الربابة والطمبرة والدلوكة والنوبة» وهذه الآلات تنقسم الى نوعين ـ فالوازا والمزامير جماعية وبقية الآلات فردية.
الوازا
وهي عبارة عن مجموعة من الابواق تصنع من القرع المر «البخمن» وهي تصدر الصوت عن طريق اهتزاز الهواء المنفوخ عليها. وتتكون المجموعة من عشرة ابواق، تنقسم الى مجموعتين، وبعض الفرق تستخدم ثلاثة ابواق صغيرة اخرى، او بوقين وقرن ماعز، وكل بوق يصدر صوتا واحدا، عليه اداءه في اوقات محددة، يؤدي الى تبادل الأصوات لتكوين الخط اللحني المتكامل «المياودي» واول بوق يبدأ البناء اللحني هو المسمى «وازالو» ويكون قائدا للمجموعة، والمجموعة «ب» هي التي تتحمل عبء الدخول في الزمن المحدد، اما المجموعة الثانية «ج» التي تتكون من الابواق الاكبر حجما فانها تعطي ذات الاصوات، ولكن في درجة صوتية اغلظ، وهي ما يطلق عليه موسيقيا «اوكتاف» اي صوت الدرجة الثامنة.. اما الابواق الثلاثة الصغيرة «أ» فهي تعطي اصواتا حادة متقاربة تستخدم لاثارة الحماس، وهي لا تجد اهتماما من العازفين المقتدرين، ويعهد بها في الغالب للمبتدئين والصبية.
وتصنع ابواق «الوازا» من نوع خاص من «البخمن» يسمونه «اقو» وهو مخروطي الشكل، وينمو بأحجام واطوال مختلفة، وتتم زراعته قرب المنازل، حيث تبنى له عريشة «راكوبة» يتسلق عليها لينمو مستقيما، وتصنع «الوازا» بوضع هذه «البخس» داخل بعضها البعض بدءا بالأكبر حجما، الى ان يصل الصانع الى الفتحة التي يضع عليها العازف فمه، ويتم تثبيتها بواسطة شرائح من «القنا» تربط بلحاء الأشجار. ويبدأ الصانع اولا بصناعة البوق المسمى «وازالو» ويخضعه للتجربة بإعطائه لاحد العازفين طالبا منه الذهاب الى مسافة تبعد عن المنزل، والعزف عليه، فاذا اطمأن للصوت الصادر عنه وتأكد من سلامته ـ اعتمادا على سمعه فقط ـ شرع في صنع البوق الذي يليه حجما وطولا، اما اذا كان به خلل يمكنه اصلاحه فعل، والا قام بإلغائه كلية وصنع غيره، وتصنع الابواق الاخرى اعتماداً على صوت البوق الاول.
مزامير القنا وهي تصنع من القنا، وتسمى «بلوشورو» ولها فتحة واحدة خلافا «للوازا» التي لها فتحتان، وهي ذات اطوال مختلفة، وتصدر الصوت من خلال اهتزاز الهواء المنفوخ عليها «وهو يشبه الصوت الذي يصدر عند النفخ على زجاجة فارغة» وكل مزمار يصدر صوتا واحد.
البلونجرو
وهي لا تختلف كثيرا عن مزامير «البلوشورو» غير انها تصنع من نوع خاص من القنا اغلظ حجما، ويكسى الجزء الاسفل منها بجلد ماعز، يسهل على العازف مسكها جيدا بيده اليمنى بينما يضع يده اليسرى على اذنه، والاختلاف بينهما يتمثل في طبل يصاحبهما مصنوع من الخشب ومكسي بجلد البقر من ناحية واحدة، ويضرب عليه قائد الفرقة بعصاتين.
الربابة
ويسمونها «ابانقرنق» وهي لا تختلف عن مثيلاتها في انحاء السودان الاخرى، وهي تتكون من صندوق رنان مستطيل او دائري الشكل، يشد فوقه جلد ماعز، ولها ذراعان من الخشب يتم تثبيتهما على الجلد ويثبت عليهما قضيب متعارض من الناحية الاخرى، ولها خمسة اوتار من الخيط او السلك الرفيع او البلاستيك، يتم تثبيتهما على معبر خشبي على الجلد، ثم تمتد موازية للذراعين حتى تثبت على القضيب المتعارض بواسطة لفافات من القماش تستخدم في ضبط الاوتار، وتوجد على الجلد عدة فتحات لتحسين الصوت، وليست للربابة مقاسات معينة بل تصنع حسب مزاج صانعها، وهي تستخدم في منتديات «الباظا» ويسمون الوتر الاول وازالو «الرأس» والثاني بونقالي «التابع» والثالث نقاهازو «المرآة» والرابع هورنبيني «صوت التيتل» والخامس ديرنق «الكبير».
الطمبرة
وهي الربابة الا انها كبيرة الحجم، وتصاحبها ثلاث طبول ذات احجام مختلفة، وتستخدم في اقامة حلقات «الظار» وهو طقس شائع في مصر والسودان واريتريا واثيوبيا والصومال، يمارس لمعالجة بعض الامراض النفسية.
ان الحياة الزراعية التي يحياها الناس في مجتمع البرتا، وطبيعة الارض وما يتوفر بها من خيرات مادية، ومعتقدات الناس وقيمهم الروحية البدائية، هي العناصر التي تشكل الانماط الموسيقية التي يمارسونها، وما ان يقترب موسم الامطار حتى ينصرف الناس كلية للاعداد للزراعة بنظافة الارض. وفي ذات الوقت تجمع ابواق «الوازا» لدى «شيخ العادة» «بابا روش» وتعلق بحبال تتدلى من سقف القطية، التي غالبا ما تكون المطبخ «التكل» حفاظا عليها من النمل الابيض «الارضة» ولكي يساعد الدفء على سلامتها. وخلال فترة الخريف يستخدمون الالات الفردية، وخاصة الربابة التي يسمونها «ابونقرنق» حيث تتوقف كل المناسبات التي تستدعي الغناء والرقص الجماعي بسبب الأمطار وابتلال الارض الطينية.
ومع نضج المحاصيل الزراعية في بداية اكتوبر، يبدأ الاعداد لممارسة انماط موسيقية طقسية تسمى «جدع النار» او «الهوكي» تستمر طوال الشهر، ويجب على الغائب ان يحضر للمشاركة فيها وان كان بعيدا، ومن لم يحضر فان على ذويه ممارسة طقوس العادة نيابة عنه، اذ يمارس فيها ضربا من ضروب عبادة الأسلاف، والنار.
شيخ الهوكي
وللهوكي شيخ مسئول عنها، له اتباع من الرجال والنساء من ذوي قرباه، كما ان له حراسا يحرسونه وينفذون اوامره «شأن العسكر» ابان الفترة التي تمارس فيها طقوس العادة. ومنصب الشيخ متوارث، فان مات خلفه اكبر ابنائه او بناته، وفي هذه الحالة تقام للشيخ الجديد مراسم تتويج تستمر لسبعة ايام، يحرسه خلالها سبعة حراس، وفي هذه المراسم يرتدي ملفحة «شال» حمراء، وملابس مزركشة باللونين الأحمر والأخضر، ويجلسونه على مقعد خشبي يعرف في السودان باسم الـ «الككر» ويحمل شفي يده حربة وعصى ويقف حوله حراسه السبعة طوال السبعة ايام. وفي اليوم الثامن تنحر الذبائح وتقام الأفراح، وبعد انتهاء مراسم التتويج هذه يأتي الناس لشيخ العادة، ويخلعون احذيتهم قبل الوصول اليه تعبيرا عن احترامهم له، ويقفون خارج منزله، ويحيونه وهم يرددون «ما نجل.. ما نجل.. ما نجل» اي عزيز القوم او «المك» اي الملك، والمك شائعة بهذا المعنى في السودان منذ عهد السلطة السنارية الزرقاء.. وأثناء ترديد كلمات التحية، يكون الشخص منهم واضعا يديه على صدره، ولا يسلمون على «شيخ العادة» في يده.
ويعلن «شيخ العادة» عن بداية طقوسها باراقة كميات كبيرة من الماء تحت شجرة قرب منزله، ومنذ تلك اللحظة يمتنع البرتا عن كثير من الممارسات الحياتية، والا أصابهم الضرر والهلاك كما يعتقدون. فلا يوقدون نارا خارج منازلهم، ولا يأكلون من حصاد انتاج الموسم الجديد، ولا يرتدون ملابس تشبه ملابس «شيخ العادة» حتى لا يعرضون انفسهم للمحاكمة، فيضطرون الى دفع غرامة، اغناما او دجاجا او «باظا» وهي أهم ما في حياتهم على الاطلاق. وهي تصنع وتشرب في البيوت الزنجية. وتعرف في سائر أنحاء السودان باسم «المريسة». وطوال سبعة ايام يتواصل فيها حدث عجيب، فهم يجلدون الأطفال بالسياط لترقية قوة احتمالهم. وتظل هذه الأيام السبعة عالقة في أذهان الأطفال ما عاشوا.
وفي اليوم السابع تنحر الذبائح وتدار كاسات «الباظا». ويأتي «شيخ العادة» واتباعه السبعة.
فيدخلون في منزل خاص، يمكثون فيه بقية ايام الشهر، وفي هذه الأثناء يمارسون نوعا من الغناء والرقص الجماعي، ويغنون نوعا من الغناء يسمونه «ابم بم» وهو يؤدي مصحوبا بالرقص الجماعي، الذي يكون في شكل دائرة متصلة، رجلا وراء امرأة يضع يديه على خصرها، بينما تضع المرأة يديها على اكتاف الرجل الذي امامها وهذا النوع من الغناء والرقص لا تصحبه اي آلات موسيقية، او ايقاعية، وانما يكون هناك «ايقاع عام» يصدر عن المجموعة في الغناء وضرب الارض بالارجل. ويكون هناك أشخاص مسئولون عن الحفاظ على هذا الايقاع العام، لان اخلال اي فرد من المجموعة بالإيقاع العام كفيل بإحداث ارتباك لعدد كبير من الراقصين، ومثل هذا الشخص «رجلا او امرأة» يتعرض للضرب بالسياط في حينه حتى يفيق، ويعود لحالة الانسجام الايقاعي العام.
وببداية الاسبوع الرابع من الشهر تحين ليلة «جدع النار» او «الهوكي» فيقضي الاهالي ليلتهم امام منزل «شيخ العادة» وقد احاطوا ايديهم وارجلهم بحبال تصنع من لحاء الاشجار، بينما تواصل مجموعات الشباب من الجنسين الغناء والرقص حتى مطلع الفجر وعند بزوغ اضوائه يوقدون «نار العادة» فيحمل «شيخ العادة» واتباعه اعوادا مشتعلة، ويبدأ «شيخ العادة» بالعد من واحد الى سبعة، وتقذف بعوده المشتعل تجاه الشرق، ويتبعه الاخرون تباعا، وفي هذه المرحلة يتغير نمط الغناء والرقص الى نمط اخر يسمى «اهيشالي» وهو عبارة عن اغان حربية حماسية يحمل الرجال عند غنائها عصيهم وحرابهم، ويجرون هنا وهناك، وكأنهم يحاربون عدوا، ويعودون لمكان تجمع النسوة فيستقبلهن بالغناء والزغاريد.
وعندما ينتهون من «جدع النار» يعودون جميعا الى قرب منزل «شيخ العادة» ويأتون بنمط ثالث من الغناء والرقص، يسمونه «ابو نق اونق قوري» ويستمرون في الغناء والرقص على منواله طوال ايام الاسبوع الاخير من اكتوبر «شهر العادة»، ويقومون خلال هذا الاسبوع بزيارة قبور اسلافهم، ثم يجتمعون في منزل آخر من مات من أهل القرية، ويضع كل واحد اكله وشرابه من «الباظا» معتقدين ان امواتهم يعودون في هذه الليلة ويجتمعون في هذا المنزل ليأكلون ويشربون «الباظا».
وبنهاية شهر العادة، يتجمعون في منزل «شيخ العادة» لممارسة ما يعرف بـ «فك العادة» فيجمعون كل الادوات التي تم استخدامها اثناء ممارسة الطقوس، ويضعونها في مكان واحد، ثم يقومون بحرقها، وبذلك تنتهي «شهر العادة» وتسقط عن «شيخ العادة» كل سلطاته وصلاحياته، كما تسقط عن اتباعه، وتعود السلطة السياسية الى «شيخ القرية» الذي سلبت منه سلطته ابان ايام «العادة».
وبعد نهاية شهر العادة يحرم على البرتا ممارسة اغنياتها ورقصاتها، والا حلت عليهم اللعنة، وضربوا بالامراض والنكبات، كما يعتقدون وقد ذكرت احدى النسوة انها قبلت ان تؤدي بعض اغنيات «الهوكي» لبعض كبار زوار المنطقة نظير أجر نقدي كبير، فمرضت مرضا شديدا كاد ان يسلمها للموت، ولم تشف منه الا بعد ان يسامحها. «شيخ العادة» وغفر لها خطيئتها تلك.
مباركة وزواج ونفير
وقبل اللعب بالأبواق تقام لها طقوس لمباركتها، فيحضر «شيخ العادة» فرعاً اخضر من شجر النيم، يغمره بدم الذبيحة، وتسند الابواق العشرة الى سور المنزل، فيضرب بالفرع على كل بوق وهو يعد «واحد.. اثنان.. الخ». ثم يقول «مباركة الوازا» ثم يحضر اول انتاج يحصد من الذرة، حيث يمضغ بالفم، وينثر على الابواق، ويسكبون عليها شيئا من «الباظا».
وبعد الانتهاء من طقوس «المباركة» يجب على الفرقة ان تعزف ثلاث اغان «مقدسة» بالترتيب: الاولى تسمى «بوقرو» وهي تعبر عن الحنين الى وطن البرتا المفقود «جبال بوقرو التي اصبحت تتبع لاثيوبيا» بأرضها الطيبة وخيراتها الوفيرة، وأشجارها الجميلة.
الثانية تسمى «سوس» وهي تذم الرجل الكسول الذي لم يعمل زنده في الزراعة خلال فصل الخريف، ليوفر قوته.
الثالثة تسمى «يويو» وهي تتناول خوف الانسان من القوى الخفية التي تسير نواميس الكون، والارواح.
ان اول المناسبات التي تستدعي اللعب بأبواق «الوازا» بعد ان ظلت ساكنه طوال فترة الخريف هي «النفير» الذي يقيمه احد الاهالي ليشاركه الجميع في حصاد محصوله من الذرة. وعلى الراعي ان يقوم باخطار جميع أهل القرية، وان يقوم باعداد الطعام ـ على قدر استطاعته ـ الا انه ملزم بإعداد كميات كبيرة من «الباظا» تكفي شراب القوم طوال ساعات اليوم رجالا ونساء وأطفالا، وتشترك بعض النسوة في الحصاد فيما تقوم الباقيات بمساعدة زوجة صاحب الدعوة في اعداد الطعام و«الباظا».
ويبدأ العمل في النفير منذ الصباح الباكر، ويستمر طول ساعات النهار، تتخلله فترات لتناول الطعام، حتى اذا ما غربت الشمس توقفوا عن العمل، انجزوا مهمتهم ام لم ينجزوها.. ثم يبدأ اللعب على الابواق والرقص حتى منتصف الليل. وتتيح هذه المناسبة للعازفين فرصة تجريب ابواق جديدة، وعزف اغنيات جديدة.
وكان من عادات البرتا في الماضي ان الفتى اذا ما قرر الزواج، فما عليه الا ان يحضر لحلقة الرقص ويخرج الفتاة التي يريدها من دائرة الرقص «ولو عنوة» ويصحبها الى حيث يشاء، ومن ثم تعرف بأنها قد اصبحت له زوجة، ويقوم والده بالذهاب الى اهل الفتاة ويتفق معهم على المهر ويدفعه لهم.
«وما زالت بعض جيوب البرتا في الجبال التي أصبحت تتبع لأثيوبيا تمارس هذه العادة، الا ان البرتا الذين انضافوا للاراضي السودانية، اصبحوا يلتزمون بزواج شرعي» وبسداد المهر تكون الاجراءات الرسمية للزواج قد اكتملت، ويتبقى بعد ذلك توجيه الدعوة لاهل القرية والقرى المجاورة، وتنحر الذبائح وتعد «الباظا» ويقام الاحتفال بالزواج.
ان حفلات الزواج هي ابهج احتفالات البرتا، وتشارك فيه عادة فرقتان، حيث تقوم مباراة حامية الوطيس قد تستمر حتى صباح اليوم الثاني وينقسم الحضور اثناء المنافسة الى مجموعتين، تشجع كل مجموعة فريقا بعينه، عن طريق الغناء والزغاريد والصباح، ويحمل كل فرد منهم حزمة من قصب الذرة الناشف المشتعل بالنار، مما يكسب المنافسة جوا طقوسيا اذا ان النار من اهم العناصر التي تدخل في كل طقوس البرتا، وممارساتها الروحية، ولها مكانة خاصة في نفوسهم. وفي حلقات الرقص على اصوات الابواق يتوفر للشباب جو من الحرية الشخصية في التعامل مع الجنس الاخر، لا يتوفر في أي مكان اخر، ورغم وجود كبار السن الذين يشاركون في الغناء والرقص واللعب على الابواق، فان الشاب له مطلق الحرية في التعامل مع الشابة التي يرتاح اليها ويستلطفها
--
عن صحيفة البيان
البرتا» أرض الذهب وموسيقى الروح والهوكي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Rawia
Yasir Elsharif
الزنجي
Walid Safwat
ابوعبيدة حسن محمد
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست