|
المشكلة ما في الدين
|
المشكلة ما في الدين اي تساؤل يدور حول ما ارتكبته ولاتزال ترتكبه الانظمه التي حكمت بالقوانين الاسلاميه بما فيها تجربة السودان من جرائم انسانية يندي لها الجبين ، دوماً الاجابة جاهزة لا تحتاج الي تفكير ( المشكلة ما في الدين لكن في التطبيق الخاطئ للدين , الفهم الخاطي , نزوات الحكام الخ السمفونية التبريرية ) ولكن المضحك والمبكي في ان واحد هو عند انهيار المعسكر الاشتراكي علت اصوات بعض الشيوعيين بترديد ( المشكلة ما في الماركسية لكن في التطبيق )، لكن هذه الاصوات سريعاً ما خرست بفعل المنطق العلمي الذي انتهجه مفكرون بتقييم لم يتناول الشق السياسي فقط في الازمة وانما تعداه بالغوص في مرتكزات وقوانين الماركسية حيث صلاحيتها ومقدرتها علي التؤام مع متطلبات العصر.... لكن عند الحوار حول الدولة الدينية واستحالة نقلها قسرياً الي عالم اليوم، تجد الجناح الاكثر عقلانية يركز علي نمازج لدول اسلامية حققت عدالة اجتماعية مثل دولة الرسول , دولة عمر بن عبدالعزيز دون قراءة العوامل التاريخية التي جعلت تلك الدول نمازج للعدالة من مجموع كم من انظمة الحكم الاسلامية المختلفة لمدة 15 قرن ،اليس حرى بنا ان نراجع فكرة الحكم بالاسلام الي متي تنظر البشرية رسول او عمر بن عبدالعزيز اخر يملأ الارض عدلاً بعد ان ملأت جوراً في عالم اليوم ؟ و من اين يؤتي ببشر يطبق عليهم مفاهيم وقيم القرن السابع الميلادي ؟ وهل اولاً النظرية ام البشر اي هل توضع النظرية ويبحث لها عن بشر اما تأتي النظرية بناء علي تلبية احتياجات البشر ؟ ماذا يثبت صحة اي فكر او نظرية اليس هو الواقع العملي ؟ الغريب في الأمر أن الاسلاميين سرعان ما ينسون كلامهم هذا : الخطأ ليس في الاسلام .. الخطأ في التطبيق .. عندما ينتقدون الغرب أو التجارب العلمانية ، فنجدهم يقرؤون في أخطأ الغرب دليلا على فشل العلمانية !! لماذا يتصيد الاسلاميون أخطاء الغرب ويعتبرونها دليلا قاطعا على فشل الديمقراطية الغربية في حين لا تخلو تجارب الاسلاميين أنفسهم ( في الماضي والحاضر ) من الأخطاء والأنحرافات ؟؟ بل ربما فاقت اخطاء الغرب !!!
لماذا تكون اخطاء الاسلاميين ( مجرد خطأ في التطبيق والممارسة ) في حين تُضخم أخطاء الغرب لتصبح انحرافات خطيرة تهدم الفكرة الغربية من اساسها ؟؟؟
اذا كانت القضية : تجربة قابلة للخطأ في التطبيق مقابل تجربة اخرى قابلة للخطأ في التطبيق ايضا فكيف نختار بينهما ؟؟
والغريب في الأمر أن تجد الاسلاميين يختزلون 14 قرنا من عمر التجربة الاسلامية في حقبة الخلافة الراشدة التي لم تزد على الثلاثين سنة ومعها سنتان وبضعة اشهر هي عمر خلافة عمر بن عبد العزيز !! ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟؟؟ الباقي كله ( خطأ في التطبيق )
ما الضمانة في ان لا تتكرر ذات الأخطاء والانحرافات التي حدثت في الماضي وتحدث اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــ شقرور
|
|
|
|
|
|