الحاج وراق وعصابة الانقاذ الحاكمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2005, 01:52 PM

Abdelaziz

تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 310

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق وعصابة الانقاذ الحاكمة

    الاستاذ الحاج وراق يحرر عمود مسارب الضي بصحيفة الصحافة وهو من الاعمدة الجيدة الفكرة واللغة، لاحظت فى الفترة الاخيرة توقف هذا العمود ولا إدري هل السبب خاص بالحاج وراق ام تم إيقافه بواسطة سلطه عليا يزعجها ما يطرحه الحاج وراق بموضوعية اما لسبب اخر

    عبدالعزيز حسن


    مسارب الضي
    هل نرتعد من خناجر الخوارج ؟!

    الحاج وراق


    * كتب الاستاذ اسحق احمد فضل الله اول امس مقالا بصحيفة (الحياة) يطفح بالقشور ـ بالصور والأخيلة والتوهمات والحكايات التمثيلية ، اضافة إلى نعوت التشنيع والسخرية ، فإذا استبعدنا القشور تتبقى فكرتان لا غير ، الاولى أن (الزوبعة) التي تجري منذ اسابيع ـ ويعني بها حملة التكفير وإهدار الدم ـ انما هي من (صناعة) الحاج وراق ، يريد بها استدعاء الامريكان الى السودان !! والفكرة الأخرى أن الحاج وراق لا يرتعد «خوفاً على الاسلام بل الحاج وراق يرتعد خوفاً على الحاج وراق) !! .. على هاتين الفكرتين نرد ، فالأفكار اياً كان فسادها المنطقي وخللها المنهجي وابتعادها عن الحقيقة انما هي اللباب الذي يستحق الرد ، وأما القشور من الهراء فإنها لا تستوجب سوى الهجاء ، وإنا والله اقدر علي ذلك ولكنا لا نرغب!

    * وليس مصادفة أن اسحق احمد فضل الله ـ وهو أديب ـ من ارفع المدافعين عن انغلاق الانقاذ ، يكتب بصدق وحرارة وقوة ! .. هو لا يرى ولايسمع ولا يشعر ـ لا يري ديدان التعفن الناجمة عن احتكار السلطة والثروة تتوالد وتفتك بنسيج البلاد الاجتماعي والاخلاقي ، ولايسمع هسيس الحريق في أعمدة البناء الوطني ولا طقطقة إنكسار (المرق) ، لا يسمع صراخ (أُمنا) البلاد تئن وتتوجع جائعة الى الإصلاح ، ولا يشعر بوطأة أحذية الشمولية تكتم انفاس الناس وتنشر الهمود والاكتئاب في كل الأنحاء ! ..هو لا يبصر الحقائق لأنه لا يعيش في عالمنا عالم الوقائع ، وإنما يُهوم في عالم تخيلاته الروائىة ـ هناك بعيداً : حيث الرغيفة قمر ، والمحبوبة القرد غزال ، وحيث كوادر الإنقاذ كالصحابة ، وحيث (أجمل الشعر أكذبه) ! و ما أجمل عالم (توهمات) إسحق الشعرية لولا أن لها دلالاتها السياسية والعملية ـ تحاول تصوير اوضاع الانقاذ الراهنة بأنها مناط رضا الله تعالى ونهاية التاريخ ، تزين القبح ، وتكفر النقد ، وتحاول اغلاق رتاج التغيير ... ولكن بلا فائدة ـ عجلة التاريخ تدور بلا توقف ، فكل من عليها فانٍ ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام ! ... وإذا كان الكفر لغة يعني التغطية ومنها جاءت (الكَفْر) حيث الزراعة بتغطية البذور ، فإن الكُفر المعنوي إنما يعني تغطية الحقائق ، ومن الحقائق الكبري سنة الله تعالي في التغيير والدوران والدولان .. والذين يغطون على هذه الحقيقة انما يقترفون معصية (الكفر التاريخي) ، وكما لا يضير البذرة عدم رؤية نمائها في باطن الارض ، ولا يضير الشمس اغماض العين عن ضيائها ، فكذلك التاريخ يخب إلى الامام غير عابئ ، وفي تقدمه المهيب يلجم ألسنة الفجرة ويكسر قرون (الكفرة) ! ... فأين المفر ؟! .

    * يقول اسحق بأن لوثة التفكير وإهدار الدم من صناعة الحاج وراق لاستدعاء الامريكان ! وهذه بعض من توهمات إسحق ، وهي فرية تعبر عن رذيلة اخلاقية شائعة ـ تحويل الضحايا الى مجرمين ـ ، لاعفاء النفس من أية مسئولية اخلاقية في التضامن معهم ! .. هذا من حيث الاتساق الاخلاقي ، أما من حيث الاتساق المنطقي ، فإنها فرية لا تنهض على ساق ! .
    فالادارة الامريكية لا تقرر سياستها بسماع امثال الحاج وراق ، مسكين وفقير الى الله من جانب ، ومن الجانب الاخر لست من طينة رجالها : تلهمنى الافكار ولا يسيرني الدولار ! اشترك مع الغرب الديمقراطي ـ والغرب ليس كتلة واحدة صماء الا لدى الظلاميين ـ اشترك معه في المثل الانسانية الرفيعة : الديمقراطية وحقوق الانسان والعقلية النقدية والعلمية والروح الانساني وثقافة السلام ، وهذه بعض من الحكمة الانسانية ، ولا أبالي أن آخذها من اي مصدر صدرت ، شرقاً أو غرباً ، فالحكمة ضالة المؤمن ... ولكن الافكار والمثل العليا نقدية بطبيعتها ، لانها تبحث عن الكمال ، ولذا فالمثقف الصادق في التزامه بها لا يمكن أن يتطابق ابداً مع الراهن والآن ، قانونه الحركة الى الامام الى الامام ، وشعاره الدائم (الموت الزؤام ولا التحول الى احد الازلام) ! وإني دون أدنى تواضع أزعم اني من هذه الطينة ، ولذا (أتنتر) بأنه ما من قوة في الارض ـ محلياً او عالمياً ـ قادرة ان تجعل مني عميلاً لها ! .

    اما رهط اسحق من الانقاذ ، فالبعض منهم من ضيقي الأفق الذين تفضلهم الذئاب الاستعمارية ، فهم ينشغلون بطول الفساتين عن شروط التجارة العالمية ، ويهجون الامبريالية بالأقوال ليدعمونها بقصور الافعال ! .. وبعض آخر كثير استقطبته الانقاذ بالدينار ، ولأن الدولار اقوى من الدينار ، فإن هذا البعض الآخر الكثير لن يضيع زمناً إذا عرض عليه التحول من الدينار الى الدولار ! .
    * والاهم من كل ذلك ، هل الامريكان بحاجة الى الاستدعاء الى السودان ؟! .
    ـ أوليسوا حاضرين في البلاد بمليار دولار سنوياً في الاغاثات ؟!.
    ـ أوليسوا حاضرين في جبال النوبة في لجنة مراقبة وقف اطلاق النار ؟! .
    ـ أوليسوا حاضرين بقوة في محادثات السلام ؟ .
    ـ ثم أليسوا حاضرين في (الهابي لاند) لاكثر من عامين يفحصون وينقبون ويحققون ويستلمون الملفات ؟! .
    إذن فمن استدعي الامريكان حقاً ومنذ زمن ؟! .

    * استدعتهم المقتلة التي راح ضحيتها أكثر من مليوني ضحية ، واستدعاهم وغيرهم من المجتمع الدولي الطيش الصبياني الذي يعتقد بأنه من (الثوابت) أن يظل السودانيون يموتون كحمقى بدلا من أن يتعايشوا كإخوة ... فماهي مسئولية الحاج وراق في ذلك ؟! .
    * وهل هو (مبتدع) سياسة الأوهام الامبراطورية الساذجة التي تلاعبت بمصائر الوطن لاجل مصالحها الايديولوجية الضيقة ، ففتحت البلاد للطرائد والمأفونين والقتلة ، واستضافت دون استشارة أهل السودان كارلوس وبن لادن ومن لف لفهما ، واثارت بممارساتها غير المسؤولة غباراً كثيفاً عن دورها في محاولة اغتيال رئىس بلاد مجاورة ، فاستمطرت التدخلات والضغوط والمؤامرات ، وقذفت بالبلاد في عين العواصف الدولية وادخلتها في فم التمساح ؟! ... ولأنها كانت سياسة بلا عقل ، فقد انتهت بلا مجد ولا شرف ، انتهت إلى إدماء أنوف مبتدعيها ، والى خيانة (الاجارة) والى (التعاون) في تسليم «الاخوة» والملفات !! .
    إذن فالخوارج الجدد يتحملون وحدهم مسئولية ليس فقط استدعاء الامريكان وإنما استضافتهم وتوطينهم ! ... وهكذا ديدن الخوارج دوماً ـ يزايدون على حزب علي رضي الله عنه وفي ذات الوقت يفتحون بممارساتهم العملية الطريق لسيادة حزب الأمويين ! .
    * ثم أين (صناعة) الحاج وراق ؟ أهو الذي أوعز للخليفي أن يفتح النار على الاطفال واضعاً في فمه تبرير الوثوق المغلق : لن يلدوا الا فاجراً كفاراً ؟! أم هو الذي حرض عباس الباقر ليفتك بالمصلين بدم بارد ؟! أم هو الذي ألهم ذاك الملتاث فكرة قتل خوجلي عثمان ؟! ... وهل الحاج وراق وراء احداث مسجدي ابوقوتة وودمدني ؟ أم وراء بيانات التكفير وإهدار الدم ؟!.
    إن لوثة الجنون الظلامي قديمة بقدم تاريخنا الاسلامي ، بدأت بتفكير وقتل من لا يشك في ايمانه ـ الامام علي كرم الله وجهه ـ ولوثت تاريخنا القديم والمحدث بالدم والخراب ، ولذا فهي أقدم واكبر من أن (يصنعها) أو يتوهمها الحاج وراق !.
    ثم كيف يصنعها أو يتوهمها ومع ذلك ، كما يقول اسحق ـ يرتعد خوفاً منها علي نفسه ؟!.
    وحديث إسحق عن الارتعاد إنما اقرار بأن هناك ما يستوجب الخوف ! إذن فالأمر ليس من توهمات و صناعة الحاج وراق! .
    ما يخيف أن هناك آلاف الخليفي وعباس الباقر يقتلون بلا تساؤل وبلا رحمة .. وليس الخوف على الحاج وراق ، لو كان الأمر كذلك ، فما اسهل الحل : كنتُ حزمت حقائبي وارتحلت الي اي بلد آمن ، فأرض الله واسعة ، ولديّ من المسوغات القانونية والاخلاقية ما يجعل طلب لجوئى غير قابل للرفض !! ولكني لم افعل ، وأقسم أني لن أبرح البلاد هرباً ، ربما يأساً أو قنوطاً ، أما هرباً فو الله لا ! .
    إنني لا أتمنى القتل ، ولكني على قناعة راسخة بحقيقة الحقائق (إنك ميت وإنهم ميتون) ، فما من احد مخلد ، كلنا نمضي : بحوادث السير او الملاريا او الايدز او نفاد الصلاحية ، والمجد كل المجد ان تمضي فداء للحرية والتنوير ! ... وعليه فإذا كان الخوف علي الحاج وراق ، كما تعتقدون ، فأنني اقول لكم ـ لاسحق ورهطه من الظلاميين ، بملء الفم :«احسنوا الذبح !» .. ولكن الحقيقة جد مختلفة ، الخوف كل الخوف على مصائر الوطن ـ الخوف أن تشيع فيه ثقافة القتل بالعقيدة ، ففي ذلك إيذان بالفتنة والخراب ! .. وسنرى !
    * حاشية :
    كل ما سبق موجه لإسحق ورهطه من الظلاميين والانغلاقيين ، وأما العقلاء في الحركة الاسلامية فإني اقول لهم : شاء الله تعالى لعباده حرية الاعتقاد ، ونظر ابليس الي يوم يبعثون ، فليس لاحد من بعد ذلك أن يكره آخر على الإيمان ، وما من أحد مؤهل أن يكون وكيلاً او رقيباً على ضمائر الخلق .. ثم إن بلادنا تعاني من ذيوع ثقافة العنف ، ومن عقابيل التعبئة الحربية التي استدعتها الحرب الممتدة طوال عقدين متصلين ، فإذا أضفنا الي ذلك انتشار الفقر ، والبطالة الواسعة وانسداد الآفاق أمام الشباب ، فإننا أمام مشكلة قومية ... وإذ تتهيأ البلاد الآن للسلام فإن جهود العقلاء جميعاً يجب أن تتضافر لنقل البلاد الى ثقافة السلام .. وهذه مهمة من الحيوية والإلحاح بحيث تتوقف عليها مصائر البلاد اللاحقة : استقرار ونماء أم فتنة وخراب ؟!

    المصدر
    http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=25&col_id=5&bk=1

    (عدل بواسطة Abdelaziz on 04-18-2005, 03:34 PM)

                  

04-18-2005, 02:03 PM

Abdelaziz

تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 310

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق وعصابة الانقاذ الحاكمة (Re: Abdelaziz)

    مسارب الضي
    إشارات متناقضة!!

    الحاج وراق




    * من الافضل للانقاذ ان توطن نفسها بأنها لا تستطيع ان تواصل ذات النهج القديم في الظروف الجديدة!
    وقد كان النهج القديم آحاديا واقصائيا، فاذا اقرَّ بالتعددية الدينية او الثقافية او السياسية، فإن هذا الاقرار لم يكن يتعدى الاقرار اللفظي الى مستوى الممارسة العملية... وبطبيعة النظم الشمولية فإنها عادة ما تعلن خلاف ما تبطن وتمارس نقيض ما تدعي! وقد لخصت شعوب المنطقة خبرتها مع النظم الشمولية في التشبيه الشائع بأنها كعربة مخاتلة «تؤشر يسار وتخزن يمين!» والتشبيه من ايام الفتك بالحريات تحت غطاء شعارات اليسار. وفي النهاية فإن الطغيان ـ وغض النظر عن شعاراته ويافطاته ـ ملة واحدة!
    والانقاذ التي قررت المضي قدما في مشوار السلام، عليها ان توقن بأن للسلام استحقاقات واجبة السداد. وهي بالقطع خصما على النهج الاحادي الشمولي. حيث انه وعلى عكس تجارب الانقاذ السابقة فإن «الآخر» القادم بالسلام ليس كمثل «آخر» التوالي المصنوع ـ آخر التوالي لم يكن سوى صورة مرآة للذات، تتملى فيها لتشعر بالزهو والخيلاء! ولكن الآخر القادم آخر مختلف حقا ـ فشل معه الاخضاع بالقوة وليس من سبب يدعوه الى قبول القبوع تحت الإبط طوعاً!
    * وعليه فإذا اختارت الانقاذ السلام، فعليها ان توطن نفسها على قبول المغايرة والاختلاف... مثل هذا الاستنتاج يكاد يكون في حكم البداهة. وكان المأمول ان مؤسسات الانقاذ من الذكاء الكافي لالتقاط هذه البداهة!!
    * ولكن على النقيض من ذلك، فإن الافعال الملموسة «تؤشر» في اتجاه مغاير تماماً:
    * اوقفت صحيفة «خرطوم مونيتر» عن الصدور، المنبر الجنوبي الوحيد في البلاد. والمتنفس الوحيد للجنوبيين للتعبير عن همومهم ومطالبهم! ورغم ما يمكن ان يُعاب على خطها الصحفي الداعي للانفصال، فالحقيقة ان هذه الدعوة لم تعد وقفا عليها وحدها. ولا على الجنوبيين وحدهم. وللجنوبيين من المظالم والمرارات ما يعذر عند صدور مثل الدعوة عنهم، والأهم ان لها ـ ورغم خطئها ـ الحق في التعبير عن نفسها. وتستدعي الحوار والتفنيد لا المصادرة والاقصاء!
    * ثم لوحقت صحيفة «ألوان». والاستاذ حسين خوجلي ـ ولا احتاج الى ذكر خلافي الجذري معه ـ من اولئك الخصوم الذين ينشطون الذهن بعصف المحاججة والدحض، ومثل هؤلاء ضروريون لاي مناخ فكري خصب ومعافى. وبالتالي فإنه لا يضيق بهم سوى الكسالى ذهنيا، الذين يودون كسب المعارك الفكرية بأدوات غير فكرية!!
    * ثم أوقفت «الأزمنة» عن الصدور!!
    * واوقفت صحيفة «الصحافة» لثلاثة أيام بزعم انها تروج للخمر!
    ويفضح سيناريو ايقاف «الصحافة» ان المسألة لم تكن تتعلق بترويج «الخمر» .
    نشرت «الصحافة» اعلانا للخطوط الاثيوبية ويدعو للسفر على خطوطها التي تأخذ المسافر الى باريس حيث الفنون والآداب والمراكز السياحية كبرج ايفل و..... حيث النبيذ... ووردت كلمة النبيذ محشورة داخل الاعلان. ويحتاج التقاطها الى قراءة متفحصة وتدقيق بالغ!!. وربما يشير نشر هذا الاعلان بهذه الصورة الى «هفوة» تحريرية وهي هفوة مفهومة، باعتبار ان اللفظة اياها وردت في ثنايا مادة اعلانية، وباللغة الانجليزية. وعادة ما لا تدقق ادارات التحرير في قراءة المواد الإعلانية العربية، دع عنك الانجليزية!
    إذن فملاحظة مفردة النبيذ تلك تحتاج الى عين فاحصة ومدققة. ولكن تفسير ورود هذه اللفظة باعتباره ترويجاً للخمر لا يحتاج الى دقة الملاحظة وحدها وانما كذلك الى عقلية متربصة!!
    فالاعلان المذكور وكما هو واضح، يعلن للخطوط الاثيوبية. ومن بعد ذلك يزكي مدينة باريس للزيارة. وهو لا يدعو ولا يعلن لاي نوع من أنواع النبيذ!
    والترويج لغةً يعني تزكية سلعة ما للمستهلك. وهي مفردة على وزن «تفعيل». وهي صيغة لغوية تفيد الامعان في المداومة والتكرار.. وما من حكم متبصر يمكن ان يستنتج ان ورود كلمة واحدة لمرة واحدة في ثنايا مادة اعلانية عن خطوط طيران يشير الى خط صحفي منهاجي ومقصود للإعلان عن هذه المفردة!!
    ومما يؤكد التربص السياق الكامل لطريقة التعامل مع الواقعة: ففي نفس يوم نشر الإعلان تم استدعاء رئيس التحرير للمثول امام لجنة الشكاوى ليلا، كأنما حدثت كارثة ما لا يمكن تلافيها الا عاجلاً! واصدرت لجنة الشكاوى قرارها في ذات الليلة. وسلمت الصحيفة القرار في اليوم التالي مباشرة. ويقضي القرار بالايقاف لثلاثة ايام تبدأ من اليوم التالي لاستلام القرار!! فالواضح أن هنالك استعجالا غير مبرر. والواضح ايضا ان العقوبة لا تتوازى والواقعة المحددة، فهي على أسوأ الفروض «هفوة» لم تكن تستوجب سوى لفت نظر او تنبيه من المجلس واستدراك من جانب الصحيفة!!
    واذا سلمنا بأن «الصحافة» ارتكبت هفوة غير مقصودة، فإن مجلس الصحافة قد اقترف عدة خطايا واعية ومقصودة، خطيئة التفسير المتربص. وخطيئة التزيد ـ ان لم نقل ـ التشفي في العقوبة. وخطيئة تشويه سمعة صحيفة وضرب مكانتها في سلم التوزيع التي نالتها بأساليب منافسة مشروعة ونزيهة!!
    ويذكرني «تربص» المجلس بـ «الصحافة» باحدى طرائف المتربصين:
    حكى الاستاذ حسين احمد امين عن احد المتربصين. وكان يجأر بالشكوى من جارته التي يتهمها بالتهتك والفسوق، لانها تصر على ارتداء الملابس غير المحتشمة! فلما ضاق زميله في الغرفة بشكواه سأله متضجرا: ولكني لم ارها كما تقول ابدا، فكيف رأيتها انت؟!
    فأجابه بأنه كي يراها متهتكة فعليه ان يصعد على دولاب الملابس وينظر من على النافذة ليرى الجارة المتهمة!!
    اذن فالتهمة لم تكن الا نتيجة الترصد والتلصص!! والذي يتدبر في مجمل الواقعة التي حدثت مع «الصحافة» لا يمكن الا أن يستنتج بأنه لو حدث ترويج حقاً للخمر فإن المجلس وليست صحيفة «الصحافة» هو المروج!!
    وعلى كل فإن الواقعة اضافة الى دلالتها على البيئة السياسية الحالية. وعلى طبيعة «القراءة» السائدة وسط مجلس الصحافة، فإنها كذلك تذكر بطبيعة تركيبة المجلس. وهي تركيبة معيبة تجعل من كاتب في صحيفة منافسة رئيساً لهيئة يفترض فيها الحيدة والموضوعية!!
    * ومن مجمل هذه الأفعال الملموسة، فالواضح ان مؤسسات الانقاذ بدلا من أن تجري «تمرينات» على التعددية المرتقبة، فإنها تواصل السير في ذات النهج الاحادي القديم. وهو نهج خلاف عيوبه، واضافة الى افلاسه، فإنه لن يفضي أبداً إلى سلام

    المصدر

    http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=60&col_id=5&bk=1
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de