ياسر عرمان في مواجهة مع (الأضواء) لا سبيل لتغيير أو تعديل أو إلغاء نيفاشا نقر بأن الاتفاقية لم تحل قضايا دارفور والشرق ومنبر القاهرة نرجو ألا يكون المؤتمر الجامع كلمة حق أريد بها باطل الحديث عن تهميش الشماليين في الحركة القصد منه ضربها ولا أحد يشتري هذه البضاعة حوار:علاء الدين محمود خالد وجدت زيارة قيادات الحركة الشعبية للبلاد صدى كبيراً وسط الجماهير والقوى السياسية خاصة، وان وصول قيادات الحركة ارتبط في ذهن الكثيرين بالتنفيذ الفعلي لاتفاقية نيفاشا، وتتزامن هذه الزيارة مع كثير من الأحداث خاصة تلك المتعلقة بقضية دارفور وقرار مجلس الامن الأخير (الاضواء)التقت بالناطق الرسمي باسم الحركة الاستاذ ياسر سعيد عرمان وحاورته حول قضايا المرحلة ونتائج الزيارة * تزامنت عودتكم مع قرار مجلس الأمن القاضي بتقديم المتورطين في جرائم دارفور للمحاكمة الدولية، أنتم كشريك في السلطة ماهو موقفكم من هذا القرار؟
مجئنا الى الخرطوم وليس عودتنا لا علاقة له بما جرى في مجلس الأمن، كان من المفترض ان نأتي في مارس لاسباب عديدة خارجة عن إرادتنا لم نتمكن من المجيء وجئنا في هذا الوقت، لذلك ان ما حدث في مجلس الأمن ومجئنا شيئان مختلفان وما حدث في مجلس الأمن ليس هو التطور الوحيد، هنالك العديد من القضايا فيما يتعلق بموضوع دارفور، وموقفنا من موضوع دارفور واضح وهو اننا نعتقد ان قضية دارفور قضية عادلة تستحق ان يصل فيها الطرفان الى حل مرضٍ يضع نهاية للحرب في دارفور، ويساهم في الوصول الى سلام شامل في السودان اما فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن ان قيادتنا تجري مشاورات وستضع موقفاً مكتوباً سنعلنه في حينه للرأي العام * أثر ذلك القرار تحديداً على مشروع الشراكة مع الحكومة؟ الشراكة قائمة على أساس اتفاق السلام وستمضي على أساس الأسس التي أرساها اتفاق السلام قضية المؤتمر الجامع وتوسيع نسب المشاركة في السلطة ظلت تشغل القوى السياسية المعارضة كيف تتعاملون مع هذه المسألة؟ المؤتمر الجامع يجب الا يكون كقميص عثمان والا يكون كلمة حق أريد بها باطل، نحن مع اية آلية تؤدي الى الإجماع الوطني، ونحن من رواد ودعاة مدرسة الاجماع الوطني ولكن على الا يعني ذلك محاولة لتغيير ما توصلنا اليه من اتفاق في نيفاشا، يجب استكمال منابر القاهرة، وابوجا وشرق السودان، وان نبني فوق ذلك للوصول الى اجماع وطني ولكن ليس محاولة للتقليل أو الغاء ما توصلنا اليه او لتبديده او تعديله، بل يجب ان نمضي نحو حل القضايا الاخرى واستكمال كافة منابر السلام، م يجب ان نصل الى آلية هذه الآلية نحن في الحركة لم نسمها المؤتمر الجامع، من قبل كنا نتحدث عن مؤتمر دستوري، الآن يمكن للقوى السياسية ان تتفق على شكل مناسب من الاشكال التي تؤدي الى الاجماع الوطني هل تعني بذلك ان اتفاق نيفاشا ثابت وغير قابل للتعديل أليس من الممكن ان يكون للقوى السياسية وللجماهير موقف آخر؟ كما ان الاتفاق لم يخاطب قضايا
مهمة أخرى مثل دارفور والشرق؟ اتفاق نيفاشا خاطب قضايا الجنوب وجبال النوبة والنيل لازرق وخاطب قضايا التحول الديمقراطي، وفي هذا هناك اتفاق بين القوى السياسية، اما ان اتفاق نيفاشا لم يحل القضايا المتبقية مثل قضية دارفور وقضية شرق السودان وبقية القضايا التي تطرح في القاهرة فهذا أمر نقره، ويجب ان نمضي الى الامام في حل ما تبقى من قضايا هذا ربما يؤكد ما ذهب اليه البعض من ان اتفاق نيفاشا حل فقط قضية الجنوب وأوقف الحرب؟ لا، اتفاق نيفاشا حل أكثر من مشكلة الجنوب، حل قضايا الحريات الأساسية وحقوق الانسان والتحول الديمقراطي، وأعطى نموذجاً لقضايا السلطة والثروة وهو أبعد من مجرد النسب، هو محاولة جريئة ومحاولة كبيرة لاعادة هيكلة كثير من الأسس والمباديء التي قامت عليها الدولة السودانية بعد الاستقلال، نعم هناك قضايا لم تحل في نيفاشا هذه حقيقة، ولكن نيفاشا تعد نموذجاً قابلاً للتعديل وقابلاً للأخذ والرد بالنسبة للقضايا الثانية مثل شرق السودان أو غربه، لان هذه القضايا شبيهة بما جرى في الجنوب وبالذات في جبال النوبة والنيل الازرق مازال الكثيرون يرون في اتفاق نيفاشا اتفاقاً غامضاً تغيب فيه التفاصيل؟ لا، ليس اتفاقاً غامضاً، بل حتى على مستوى العالم اتفاق نيفاشا هو الأكثر تفصيلاً، بل هنالك جدول زمني لتطبيق الاتفاق نفسه، كانت الطموحات عالية جداً في اتفاق نيفاشا، بل بالعكس مما ذكرته انت فإن كثرة التفاصيل في اتفاق نيفاشا هي التي أدت الى استغراق كل هذا الوقت في إنجازه ظل شعار السودان الجديد الذي طرحته الحركة يجد القبول حتى في الشمال لكن هنالك من يرى ان مساومات السياسة والضغط الدولي جعلا الحركة تطرح هذا الشعار بعيداً؟ لا، هذا غير صحيح، الحركة الشعبية لم تطرح شعار السودان الجديد بعيداً، الحركة الشعبية لا تختار ظروف النضال التي تناضل فيها، واتفاقية السلام نفسها ليست هي برنامج الحركة الشعبية، اتفاقية السلام هي اتفاقية لحل قضية الحرب والوصول الى ادارة التباين والاختلاف على نحو سلمي وديمقراطي، اما برنامج
الحركة فهو أبعد من اتفاقية السلام، وتظل استراتيجية الحركة ثابتة مع المرونة والتعاطي بأشكال مختلفة في الأوضاع التكتيكية كيف تفسرون البطء في تنفيذ اتفاق نيفاشا؟ أهم ما في مسألة البطء هذه انه لم يتم بنوايا سيئة أو بغرض عرقلة الاتفاق لأي من الطرفين الحكومة والحركة، فهما ملتزمان بشكل جدي بتنفيذ اتفاق السلام، هذا هو الانطباع الذي لدينا حتى الآن، ولكن حالت ظروف كثيرة ومتعددة وأغلبها موضوعي دون المضي والالتزام بالجدول الزمني بالنظر الى لاختلاف في المرجعيات والايدولوجيا كيف تنظرون الى مستقبل الشراكة مع الحكومة؟ هذه ليست المرة الاولى التي تصل فيها أحزاب مختلفة ايدولوجياً لحل قضايا الحرب، قضايا الحرب قضايا وطنية كبرى، مختلف القوى السياسية ترسي مباديء لادارة الدولة وادارة الحكم والأهم من ذلك اننا جميعاً اتفقنا على ان نحول أشكال الصراع العنيف بيننا الى أشكال ديمقراطية تتيح ادارة الاختلاف والتباين بيننا الى نحو ديمقراطي الحوار الجنوبي الجنوبي وموقف الحركة منه ?ورؤيتها له؟ الحوار الجنوبي الجنوبي أمر مهم للغاية، الحركة الشعبية تقف مع هذا الحوار، والحوار الجنوبي يعني تضميد جراحات الحرب ويعني مصالحة واسعة في داخل المجتمع الجنوبي ويعني خلق روح جديدة، كما إنه يعني التقدم الى مهام المستقبل على نحو جديد وخلق اجماع، وكذلك فإن الحوار الجنوبي الجنوبي يعني عادة وترميم النسيج الاجتماعي في الجنوب، وهو أبعد من قضايا السلطة، بل هو يعني قضية مجتمع بكامله يخطو من الحرب الى بناء مجتمع جديد التصريحات الاعلامية المتباينة هنا وهنالك تكشف ان هنالك تربصاً بين شريكي الاتفاق؟ لا يوجد اي تربص، كل ما هنالك اننا نعبر من الماضي الى مرحلة جديدة، الماضي الذي كان قد شهد خلافات وجراحات وصدامات دامية، ونحن لن ننتقل الى المربع الجديد ناصعي الاذيال دونما شيء قد علق بنا من أشياء الماضي، ولكن على نحو تدريجي سيتم الانتقال الى المرحلة الجديدة بلغتها وأدبها وبطرق ملها، وهذا أمر لن يتم في ضربة واحدة بل هو عملية مستمرة من الانتقال الحركة الاسلامية التنظيم العقائدي المغلق، الى أي مدى تتوفر لديكم الثقة في الشريك؟ العمل السياسي لا يقوم على النوايا، ولا على الثقة ككلمة معلقة في الهواء، بل يقوم على ما نستطيع ان نعمله على أرض الواقع والتغيير الذي في الواقع سينعكس في النوايا، سينعكس في التصرفات ولذلك نحن لسنا سذجاً حتى نأخذ فقط كلمات، الكلمات النبيلة مهمة، ولكن الافعال لها الأثر الحاسم أكثر من الأقوال، ونحن مصممان بموجب اتفاقية السلام على الانتقال الى أقوال جديدة وأفعال جديدة كيف يفك التناقض بين اتفاق ثنائي ومطالبة بالتحول الديمقراطي والتعددية السياسية؟ الاتفاقية لم تطرح شراكة ثنائية، الاتفاقية طرحت آلية بعد مرور أربع سنوات لاجراء انتخابات، وهذا سيدخل القوى السياسية من أوسع الابواب لادارة السلطة على نحو تنافس ديمقراطي حقيقي هنالك مرحلة انتقالية، المرحلة الانتقالية لها مسبباتها ولها عواملها ولذلك لا يوجد اتفاق ثنائي، يوجد اتفاق يعالج قضايا قومية وممكن ان تتم المشاركة فيه بدرجة من الدرجات ولكن اتاحة المشاركة بشكل كامل تتيحها الانتخابات مستقبل التحالف مع شريككم في النضال التجمع الوطني الديمقراطي؟ التجمع الوطني الديمقراطي آلية مهمة من آليات السلام الشامل، والاجماع الوطني نحن سنظل تربطنا علاقات بقوى التجمع الوطني الديمقراطي، قضية الاجماع
هي قضية تمليها الظروف الموضوعية التي تمر بها بلادنا، وضرورة ان نصل الى حكومة ذات قاعدة وطنية عريضة تحظى بالتأييد، لذلك هنالك مواقف جدية والحياة نفسها تطرح قضايا جديدة ومستجدات جديدة ستتم معالجتها التجمع نفسه ككائن حي يتطور ويتلائم مع هذه المستجدات، التجمع ليس ثابتاً في نفس الطرح منذ م وحتى الآن ماهي رؤيتكم لحل قضية دارفور والصراع في الشرق؟ نحن قلنا ان قضية دارفور قضية عادلة ومشاكل دارفور مشاكل تتعلق بالتهميش السياسي والاقتصادي والثقافي، ويجب ان تحل على نحو عادل ومرضٍ لطرفي النزاع، الحكومة وأطراف النزاع، في هذه المناطق سنعمل مع المؤتمر الوطني ومع كل القوى السياسية لايجاد حلول مرضية تنقل السودان الى سلام شامل ولنا علاقات عميقة الجذور في شرق وغرب السودان البعض يرى ان الحركة تحفل بالصراعات الداخلية كما ان الحركة في طور التحول الى حزب سياسي وهي مسألة معقدة وفي غاية الصعوبة هذه
المعطيات تجعل البعض يعتقد ان ذلك سيسهل من عملية ابتلاعها من شريكها في السلطة؟ زعم الفرزدق انه سيقتل مربعاً، فأبشر بطول سلامة يا مربعا، طبعاً الذين يريدون ان يكتبوا نهاية سريعة للحركة الشعبية امضوا عقدين، واتمنى ان يمضوا العقدين القادمين في نفس توقعاتهم، على كل حال فإن الحركة الشعبية مثلها مثل كل القوى السياسية منعكسة في داخلها تناقضات المجتمع السوداني والمرحلة الانتقالية والاشكاليات العميقة التي يجابهها المجتمع السوداني، ولكن المهم ان الحركة الشعبية وجدت طرقاً ديمقراطية ووجدت آليات لحسم قضاياها على الدوام، وهنالك قضايا وانطباعات يخلقها خصومها أكثر مما تمثل واقع الحركة الشعبية، هذا لا يعني ان لحركة الشعبية لا تواجه في منعطفات كثيرة وأوقات كثيرة تبايناً في الرؤية، ولكن قيادة الحركة الشعبية تمكنت وأعتقد وأؤمن من انها في المستقبل ستتمكن بنفس المستوى من حل كل ما تجابهها من تناقضات
وهذا ليس رهيناً بالحركة الشعبية فقط بل وكل القوى السياسية السودانية، الحركة الشعبية الآن في مرحلة نتقال كماذكرت انت، والآلية الاساسية والاداة التي كانت تناضل عبرها هي عن طريق العمل المسلح، الآن هي تنتقل من مربع العمل المسلح الى مربع جديد، هذا المربع الجديد له أدواته وله طرقه في العمل،
والحركة الشعبية تتعلم وستحسن التعامل مع الوضع الجديد بمستجداته وظروفه كيف تسير عملية العمل وسط الجماهير خاصة ونحن نرى ان الحركة تمارس فعل الاستقطاب بوتائر عالية وتفتح مكاتبها في كل مكان؟ الحركة الشعبية عملت على مدى اكثر من عشرين عاماً واكثر وسط الجماهير وكانت تعمل بشكل سري ورسالتها وصلت الى كل البيوت والى كل الارياف والى كل القرى والآن هي تستقبل وقتاً وزمناً جديداً حافلاً بعمل تاريخي لكي تتحول الى حركة قومية من نمولي الى حلفا، ومن الجنينة الى كسلا وهذا عمل كبير ومرتبط بوحدة السودان، اذا أردنا ان يتوحد فيجب ان تتحول الاحزاب الى حركات قومية لها مصالح في كل أطراف وبقاع السودان المختلفة، والحركة اذ تتعامل
بهذه العملية فهي ليس لها سيناريو مكتوب بل تعلم وتتعلم من الناس وتمضي معهم الى ان ترسو الى الاشكال المناسبة لتنظيم جماهيرها ومؤيديها، ونحن الآن جئنا وسنكون موجودين في الخرطوم وستكون هنالك ثلاث لجان بالخرطوم، لجنة مختصة بتنفيذ الاتفاق مع الحكومة، وهنالك لجنة اخرى وهي اللجنة التي أعمل بها والتي سأقوم فيها برئاسة فريق عمل، هذا الفريق سيعمل على تنظيم الحركة الشعبية بالعاصمة والاقاليم الاخرى، كما يوجد هنالك فريق آخر ليبني هياكل مكتب النائب الاول القادم د جون قرنق دي مابيور السند الجماهيري مفقود في اتفاق نيفاشا الدليل على ذلك عدم تفاعل الشارع مع الاتفاق ما عدا الشارع الجنوبي بسبب ان هذه الاتفاقية ستوقف نزيف الحرب؟ ماذا تقصد بالشارع؟ انت لا ترى سوى شارع واحد، الجماهير ليست في الخرطوم فقط، الجماهير توجد في نيالا وكسلا ورمبيك وحلفا، السودان ليس منطقة محدودة لذلك ارجو ان تنتقي هذه العبارات بعناية، هذه الاتفاقية حلت قضية الحرب التي سحقت مليونين من الانفس ومن البشر، فماذا تعني ان لا يستقبلها الناس بما تستحقه من
احتفاء، اعتقد ان شعبنا في الداخل والخارج احتفى بنهاية الحرب والذي لا يحتفي بنهاية الحرب ويحتفي بالحرب نفسها يحتاج الى مناقشة اخرى تهميش القيادات الشمالية داخل الحركة أمر ظل يتردد كثيراً ماهي حقيقة ذلك؟ لا علم لي بتهميش القيادات الشمالية في الحركة الشعبية، والحركة ليست حركة كونفدرالية مكونة من قيادات شمالية وجنوبية وغيرها، الذين جاءوا الى الحركة الشعبية جاءوا في اوقات مختلفة ولهم مهام مختلفة سواء أكانوا شماليين او جنوبيين، واحياناً يتكلم البعض عن تهميش ابناء الاستوائية، واحياناً يتحدثون عن تهميش النوبة، احياناً يتحدثون عن تهميش 1لشماليين، وهذه قضية القصد منها ضرب وحدة الحركة الشعبية ولا احد يشتري هذه البضاعة، هذه بضاعة جربناها كثيراً وانا شخصياً اتيت من الشمال ولا اشعر بتهميش مطلقاً دخلتم في هذه الزيارة في اجتماع كبير مع معظم قيادات الشعبي بالداخل، ماهومستقبل علاقتكم بالمؤتمر الشعبي والاتفاق معه؟ لدينا علاقات قديمة بالمؤتمر الشعبي، ونحن نعمل من اجل الاجماع الوطني، وتناقشنا معهم على ضرورة تنفيذ اتفاق السلام وضرورة مشاركتهم في صياغة
الدستور وضرورة العمل من اجل التحول الديمقراطي ودعم اتفاق نيفاشا من كل القوى السياسية، وقد كان هنالك اتفاق وقد أكد المؤتمر الشعبي دعمه لاتفاقية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد الحميد عوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست