منسي: إنسان نادر على طريقته ...!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2005, 10:11 AM

عصام عيسى رجب

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منسي: إنسان نادر على طريقته ...!!!

    منسي: إنسان نادر على طريقته ...!!!

    مصادفةً قرأتُ صباحاً في جريدة "الحياة" عدد أمس الخميس 10 فبراير 2005 م، ما كتبه بجمالٍ الشاعرُ اللبناني "شوقي بزيع" عن كتاب "الطيب صالح" الأخير "مختارات / منسي: إنسان نادر على طريقته!" .... قلت لنفسي إذاً أخيراً وبعد سنين من آخر كتاب أصدره (روايته مريود تحديداً)، ها هو "الطيب صالح" يعود والعود لا شك أجمل وأجمل ....
    ومصادفةً قصدتُ مساءاً المكتبة التراثية هنا في الرياض، منيت نفسي وأنا أقصدها أن أجد فيها كتاباً، أي كتاب وليس كتاباً بعينهِ، يضيء دواخلي حيناً من الألق .... وهذي مكتبة، عنيت المكتبة التراثية، تجيء بكتب بديعة ونادرة وفالتة ....!!!
    جلت ببصري على رفوف المكتبة، حيناً ما ووقعت عيناي على "الطيب صالح" بعمامته، والتي غطت مساحة كبيرة من صورته ومن الغلاف أيضاً، وبابتسامته الكبيرة، أو كما أظهره الرسم الذي على غلاف الكتاب والذي صممه محمد حمادة ...
    كانت آخر نسخة ...!!! عرفت هذا بعد أن سألت المسئول في المكتبة عن نسخ أخرى فقال لي أن كل النسخ التي جاءت قبل نحو أسبوع, وعددها ثلاثون، قد نفدت ....

    قرأت حتى الآن 13 فصلاً من أصل 34 هي كل فصول الكتاب .... وهو كتاب أقل ما يقال عنه أنه بديعٌ رشيقُ وخفيفُ على الروح ويدخل إلى القلب من أول صفحةٍ فيه .... وليس هذا عجيباً على كاتبٍ جميلٍ هو "الطيب صالح" صاحب "موسم الهجرة ..." و "عرس الزين" و "ضو البيت" و "مريود" و "دومة ود حامد" ..... كثيراً كثيراً لم أملك نفسي أن أضحك ملء شدقي وأنا أقرأ سيرة "منسي"، هذا الذي كان يمكن أن يكون نسياً منسياً لولا أن قيض الله له هذا الطيب الصالح الجميل الذي رسمه بحنو وحب وحنان كعادته في رسم أبطال رواياته وقصصه (في ذاكرتي أن "الطيب صالح" قد نشر شيئاً يسيراً من سيرة "منسي" في واحدة من كتاباته في "مجلة المجلة" والتي كانت تجيء في صفحة المجلة الأخيرة وتحت عنوان "نحو أفقٍ بعيد...").... لم أكمل قراءة الكتاب بعد، وسأفعل لا شك عاجلاً، فهذا كتاب لا صبر لك عنه حتى تصل آخر حرف فيه، سأكتب عنه بعدها على نحو أكثر رحابة .... وسأكتفي هنا بإعادة نشر ما كتبه "شوقي بزيع" وفي ظني أنه رجل مقتدر في عرض الكتب التي يقرأ، لاحظت هذا بعد أن قرأت له عروضاً كثيرة في "مجلة الآداب" و "جريدة الحياة" وسواهما ....
    بقي أن أقول أن كتاب "مختارات / منسي: إنسان نادر على طريقته" صدر في نوفمبر 2004 م، عن "دار الريِّس" ببيروت، ويقع في 195 صفحة من القطع المتوسط ....

    الطيب صالح يرسم صورة شخصية لرجل منسي
    شوقي بزيع الحياة 2005/02/10




    يتميز الطيب صالح منذ بداياته الروائية بنكهة خاصة في الكتابة العربية تقوم على الواقعية الجارحة والسرد الرشيق والمزاوجة الذكية بين البساطة والعمق. ولعل شهرة الكاتب السوداني وذيوع صيته يعودان إلى كل هذه العناصر مجتمعة إضافة إلى قدرته على الإصغاء إلى النبض الحقيقي لحياة الناس واهتماماتهم وتطلعاتهم المختلفة. فهو يعرف بحسه المرهف وثقافته الواسعة أن الكاتب العربي حين يتصدى لكتابة الرواية فإنما يتصدى لفن غربي بامتياز، وبالتالي، فإن عليه إذا كان راغباً في التميز والفرادة أن يخلص إلى نموذج روائي خاص يعرف كيف يفيد من المنجز الغربي الريادي من جهة وكيف يفيد من فنون السرد العربية القديمة المتمثلة بالسير الشعبية والمقامات و"ألف ليلة وليلة" من جهة أخرى.
    استطاع هذا السندباد المعاصر والمتنقل بين العواصم والقارات أن يتجذر بتربة بلاده وأمته وأن يحقق معادلة الالتزام بقضايا الناس والانخراط في عملية التغيير والحث على رفض السائد من دون أن يضحي بالعناصر الفنية والأسلوبية ومن دون أن يحول أدبه إلى عمل دعوي وتبشيري فاقع. وما يؤكد هذا الزعم كون أبطاله الروائيين تحولوا إلى نماذج إنسانية متفردة وراسخة في ذهن القارئ العربي الذي لا يشعر بأي مسافة تفصله عن مصطفى سعيد بطل "موسم الهجرة إلى الشمال" أو عن الشخصية الغريبة والساحرة لبطل "عرس الزين". وإذا كانت البطولة الفردية حاضرة بوضوح في أعمال الطيب صالح، فإن الحضور الأبرز في هذه الأعمال هو للمكان نفسه سواء في عبقرية الجغرافيا التي يقوم فوقها أو في عبقرية المجتمع حيث الحراك الدائم والتمزق بين الخيارات وصراع البشر من أجل البقاء.
    يضع الطيب صالح عمله الأخير، الصادر عن شركة رياض الريس للنشر، تحت عنوان رئيس هو "مختارات" فيما يحمل الجزء الأول من هذه المختارات اسم "منسي: إنسان نادر على طريقته"، ما يدل على أن ثمة أجزاء مماثلة ستصدر في هذه السلسلة الجديدة التي يستكمل بها الكاتب مسيرته. غير أن غلاف الكتاب لا يتضمن أية إشارة تدل على نوعه الأدبي وما إذا كان هذا النوع يقع في باب الرواية أو السيرة غير الذاتية التي يتولى المؤلف صوغها كنوع من التكريم المتأخر لأحد أصدقائه الراحلين. ذلك أن ثمة فارقاً مؤكداً بين أن يندرج العمل في الخانة الأولى التي يستطيع من خلالها كسر الشخصية الأصلية وإعادة تركيبها وفق ما يذهب به الخيال وبين أن يروي سيرة صديقه منسي كما هي في الواقع مكتفياً بالتوصيف والترسيم والمهارة الأسلوبية.
    وأياً تكن الخانة التي يقع ضمنها العمل الجديد، فإن القارئ ينحاز منذ الصفحة الأولى إلى بطلها الطريف بما يمتلكه من غرابة أطوار وقدرة على الإدهاش وارتجال المواقف والخروج من المآزق الخطرة التي يوقع نفسه فيها. فمنسي كما يشير المؤلف هو أحد أصدقائه الأثيرين وواحد من الذين تركوا في نفسه أعمق الأثر على رغم أن قلة قليلة من الناس استطاعت أن تتفهم تلك الشخصية المزاجية والمباغتة أو تتآلف معها. فهو رجل "قطع رحلة الحياة القصيرة وثباً وشغل مساحة أكبر مما كان متاحاً له. حمل أسماء عدة: أحمد منسي يوسف، ومنسي يوسف بسطاوروس، ومايكل جوزف. ومثَّل على مسرح الحياة أدواراً عدة، حمّالاً وممرضاً ومدرِّساً وممثلاً ومترجماً وكاتباً وأستاذاً جامعياً ورجل أعمال ومهرِّجاً. ولد على ملة ومات على ملة". هكذا يقدم المؤلف لبطله العجائبي إضافة إلى الجانب الاجتماعي والمعيشي الذي حوّله من فقير معدم إلى صاحب أراض شاسعة وقصر متعدد الأجنحة وموكب غفير من السيارات واصطبلات خيل في جنوب بريطانيا حيث تزوج وعاش معظم حياته. أما زواجه بالذات فقد جاء ثمرة لذكائه الخارق حين تصدى بلسان ذرب لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق، أنتوني إيدن، في مناظرة حامية دافع فيها منسي القادم من مصر إلى بريطانيا عن الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني مسفِّهاً منطق خصمه ومفنداً حججه وآراءه على رغم الموقع الخطر لذلك الخصم. وقد أدى ذلك إلى لفت إحدى الفتيات الحاضرات التي هي حفيدة الوزير والكاتب البريطاني الشهير توماس مور والتي ما لبث أن تزوجها بعد ذلك.
    ينقلنا الطيب صالح من واقعة إلى واقعة ومن طرفة إلى طرفة وهو يتابع بأسلوب حكائي وبسلاسة مفرطة مقالب بطله المفاجئة وفتوحاته المتتابعة من دون توقف. فها هو منسي المتواضع في ثقافته ومركزه يتعرف إلى الكاتب المسرحي الايرلندي الشهير صموئيل بيكيت صاحب "بانتظار غودو" ويحظى بإعجابه. وها هو ينتحل صفة رئيس الوفد المصري في أحد المؤتمرات ويلتقي بملكة بريطانيا العظمى ويسخر من تحفظها المتزمت قبل أن يكتشف أمره ويكاد يرحَّل إلى بلاده. وها هو ينبري في مبادرة غير موفقة هذه المرة لمجادلة ريتشارد كروسمان، أحد منظري حزب العمال البريطاني، من دون أن يلم بالموضوع المطروح ويعد له العدة، كما يتسبب في إحراج المؤرخ الشهير أرنولد توينبي في مناسبة أخرى.
    لم يكن لشخص عادي بالطبع أن يمتلك القدرة على مجاراة هذه الطبيعة الكوميدية القريبة من "الجنون" التي تحكم سلوك منسي ومبادراته غير المنتظرة. لكن المؤلف لم ينظر إلى صديقه من منظور البشر العاديين ذوي الرؤية التقليدية إلى الأمور، بل من زاوية المغامرة الإنسانية التي تضع صاحبها عند تخوم الإبداع والابتكار والسخرية من هذه الحياة الفانية.
    ومع أن منسي وضع صديقه المؤلف في مواقف لا يحسد عليها، كأن يستغل حصانته الديبلوماسية لتهريب الملابس النسائية عبر مطار بيروت وأن يضعه في مواقف أخرى محرجة في استراليا والهند وغيرهما، فإن الطيب صالح يظهر في علاقته بمنسي الكثير من الصبر والرحابة والتفهم. كأنه كان يعلم تمام العلم أن هذا الشخص الساخر والمفرط في ذكائه إنما هو كاتب كبير مع وقف التنفيذ أو فيلسوف حقيقي لم يضع فلسفته في الكتب والمصنفات، بل حولها إلى طريقة ومنهج وأسلوب حياة. فمنسي كان يعرف في قرارة نفسه أن الحياة وهم زائل وأنه لا بد من أن يفقدها ذات يوم، لذلك آثر ألا يواجهها بالتعاسة والخوف بل بالدعابة والجرأة وارتجال المواقف الغريبة وانتهاك المحظورات.
    لم يكن من قبيل المصادفة على الأرجح أن يختار الناشر صورة كاريكاتورية للطيب صالح نفسه ويضعها على غلاف الكتاب. فالسائد في مثل هذه الحالات أن يعمد مصمم الغلاف إلى وضع صورة متخيلة لبطل الكتاب لا لمؤلفه ولكن المغايرة هنا ليست مجانية تماماً بل تقود إشاراتها إلى الوجوه المشتركة بين المؤلف وبطله حيث السفر الدائم والرغبة في المغامرة والكرم غير المحدود والسخرية التي تضمر في داخلها المرارة والحزن الدفين. وإذا كان المنسي يتجاوز الخطوط الحمر التي لم يستطع المؤلف تجاوزها بحكم تكوينه وموقعه الديبلوماسي، فإن المؤلف كان يرى في المنسي وجهه الآخر ورغباته المضمرة وهواماته الدفينة. لذلك فقد تحول الكتاب إلى مرثية، من دون دموع ظاهرة، لذلك الرجل البهلوان الذي لم يكتف باسم واحد وزوجة واحدة وعاصمة واحدة، ولا حتى بحياة واحدة كما يفعل الآخرون. انه وفق المؤلف شبيه "ببعض الحيوانات التي وهبتها الطبيعة القدرة على التكيف الجسدي بحسب البيئة التي تسكنها".
    قدم لنا الطيب صالح في باكورة مختاراته ما يشبه "البورتريه" الروائي المفعم بالمفارقات لشخصية ساخرة وشهوانية ومأسوية في الوقت ذاته هي عبر أكثر من وجه المعادل العربي لشخصية زوربا اليوناني في رواية نيكيس كازانتزاكي بقدر ما هي شخصية واقعية قد نرى لها في حياتنا اليومية أكثر من نظير.
                  

02-11-2005, 10:33 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منسي: إنسان نادر على طريقته ...!!! (Re: عصام عيسى رجب)

    شكرا اخي عصام علي هذا الموضوع

    كنت كثيرا ما احتار لاحتفائنا برائعة الطيب صالح موسم الهجرة علي حساب بقية انتاجه الادبي ... لا احد ينكر ان موسم الهجرة لقيت رواجا وصيتا ولكن للرجل كتابات وابداا
    هضمت في الاحتفاء بوسم الهجرة الي الشمال ... هل لاننا السودانين فقط نفرح لاشيائنا التي تلقي رواجا عالميا هل لا نصدق انفسنا ونظلل نردد في نغمة الي ان نشرخها ؟؟

    الطيب صالح ملئي بالابداع ومن الظلم حبسه في موسم الهجرة ومعاملتها علي انها كل ادبه

    الاخرون يميزون اشيئانا افضل منا ؟؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de