مقال خطير للكاتب السعودى عبدالله ثابت بصحيفة الوطن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2005, 05:49 AM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال خطير للكاتب السعودى عبدالله ثابت بصحيفة الوطن

    البرتقالة... والجوع العربي

    عبدالله ثابت*
    سأبدأ بالحديث عن شأن خاص بالمرأة من خلال أغنية البرتقالة، هذه الأغنية التي صارت حديث العرب في كل مكان، تماماً فكما يمكنك أن تجزم بأن كل عربي في هذا العالم تحدث ولو على سبيل الثرثرة عن العراق فإنه حتماً تحدث عن أغنية البرتقالة، وفتيات البرتقالة، والسبب برأيي هو أن هذا العربي مهزومٌ وجائع، فسيتحدث بالطبع عن هزيمته في العراق، وجوعه المركب والمضاعف في أغنية البرتقالة، ولأن الهزيمة أخذت نصيبها من التبرير والكشف، سأذهب للجوع، لأتحدث عن تركيبته الذكية في هذه الأغنية التي تضعنا في الصورة الحقيقية تماماً!.
    أعتقد أن هذه الأغنية بلغت مبلغها هذا لأنها استثمرت جوع العربي للأكل ومعاناته في توفير حياة كريمة وآمنة في ظل اقتصاديات الوطن العربي المنهكة، استثمرت جوعه للأكل للوصول إلى جوعه الغريزي الشهواني للحياة من خلال امرأة جميلة، فحين يصير المشهد مركباً بهذا الشكل، ولقطة واحدة تغازل جوع البطن وجوع الغريزة بداخل هذا العربي فإن أغنيةً مثل هذه سيكون لها كل هذا الانتشار وأكثر، وهذا ما حازته هذه الأغنية من الأثر بشكل عام في المجتمع العربي كاملاً، وبالطبع فإن حضورها لدينا بشكل خاص سيكون أكثر لأننا نعيش الحالات الخاصة دوماً من كل شيء، إننا نصر على أننا استثناء، وفي هذه أقول نعم بأننا حالة خاصة وليت الصحافة تمكن كتابها يوماً ما في مقالاتهم من تقنيات التصوير ولو بالتعاون كشاهد على المقال لأضع في مقالي هذا عدة مشاهد خاصة لتفاعلنا الخاص مع أغنية البرتقالة!.
    وما دام الحديث عن خصوصيتنا حتى في تناول الجوع فسأتحدث عن المرأة فيما يعني مجتمعي فحسب لأقول إن ما آلت إليه المرأة الآن من كونها خرجت حتى عن صورة الفريسة في ذهن الفحل إلى البرتقالة في عين الجائع، إن ما آلت إليه في موقفها من الحياة ونظرتها للأمور وحتى في لبسها برأيي هو علوّ لإحساس المرأة ذاتها بالهامش على المركز، قبل أن يكون هذا إحساساً جمعياً بهامشيتها، ثم اعتناقها لهذه الهامشية التي تملي عليها أنه لا يحق لها حتى التنفس إلا عبر مركز لا يمثله سوى رجل مبرر، فالمرأة الهامش التي لم يكن لها أي مشاركة في مجتمعها، وكان وجودها مقتصراً على كونها عار فلان وشرف فلان وفي وقتنا هذا برتقالة فلان، فلا حقل ولا بئر ولا عمل لها يجعل من مكانها إسهاماً اقتصادياً يبرر أهميتها الاجتماعية، بل لم تكن سوى الهامش العبء وبالتالي كانت تغطى كما تغطى السلعة، إذ في كشفها إفسادٌ لقيمتها. إنها لا تتجاوز إضافتها إلى أحد أو نسبتها لآخر، ولأن هذه الثقافة التي تعامل المرأة بهذا التصور كان لها نفوذها وقوتها وإرضاؤها لغرور هيمنتها على ذهنية الإنسان واستلاب تفكيره وبالتالي خروجه للحياة التي هي حقه، وليست ممنوحةً من أحد له، ولأن جزءاً جغرافياً ينظر للمرأة بهذه الاعتبارات مد ثقافته في جزء جغرافي آخر تعيش المرأة فيه مركزاً مهماً وحساساً فقد كانت النتيجة أن تتحول المرأة المركزية إلى هامش تتنازل فيه عن حصتها في الحياة وتسلم كل شيء بيد الرجل امتداداً للثقافة التي تكيل العلاقة ما بين الطرفين بهذا المكيال.
    أزعم أن المرأة في بيئتي كانت مركزاً مباشراً تدور الحياة عليها وعلى وجودها وحضورها في التأسيس لمنظومة حياتية كاملة، وليس حصرها فقط في نطاق الأسرة، وفقدانها لوجدانها وقيمتها كإنسان لمجرد خروجها عنه. أعني أن المرأة في لحظة ما من زمننا كانت تقوم بدور اقتصادي ضخم تنهض عليه حياة اجتماعية كاملة، فذهابها للحقل ومشاركتها الأهم في الزرع والحصاد تجعل منها مركزاً مستقل التعبير والقرار والإرادة، وبالتالي فإن مركزيتها وامتلاءها بالإحساس الحر كان ينعكس في تعاملها مع الحياة بشكل عام وفي جوهرها بشكل خاص، بل وحتى في لبسها، فلم تكن تشعر بأن وجودها عبء ولا أن قضيتها تكمن في كونها امرأة، بل كانت تمارس حياتها كإنسان مكتمل الحق والتعبير غير مضطرة أن تحتكم لغير مركزيتها فلا ترى في وجهها أو يديها موضع حرمة أو نقص أو عار يجب تغطيته. وهذا ما يؤيده صريح قول النبي صلى الله عليه وسلم وصحيحه في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى أسماء بنت أبي بكر (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يجوز أن يرى منها غير هذا وهذا، وأشار إلى وجهه ويديه).. إذن فهي قضية المركز والهامش، وما تعبئه المركزية في المرأة من كونها مخلوقاً مستقل الذات والإرادة، وما تعبئه الهامشية فيها من كونها مخلوقاً لا يمكن أن يعيش إلا لحظة يضاف لأحد أو ينسب لآخر وكلاهما سيحملان عبء هذه الإضافة خشية العار ومنقصة الشرف! وهنا وبصدد موقف المرأة من لبسها أستطيع القول إنها وبعد تحولها عن هذه المركزية فقدت الرؤية الصحيحة للحياة التي كانت تنطلق من كونها إنساناً وصارت تنطلق من كونها جسداً ربحياً تماماً كالبرتقالة مثل الفنانة روبي أو هيفاء وهبي، فكلاهما ينظران للحياة باعتبارات جسدية تناغي جوعنا العربي إلا أن هذه تغطيه وهذه تكشفه، والإنسان غائب في كلا الحالتين. إذن فكلاهما سواء والعري والتغطية هنا سواء والمرأة في غالبها هنا وهناك كلاهما لا تفهمان ما معنى أن تكون المرأة إنساناً حرّاً واقتصرتا وجودهما على هذه الجسدية بين الكشف والتغطية! وقبل أن تتصور النساء أنني أحملهن وحدهن هذا التحول الذهني المؤسف أشير إلى ما أشرت له سابقاً بأن الثقافة التي كانت تتحرك في جزء جغرافي وتمنح الرجل وحده القطبية هي المسؤولة عن كل ما حدث وهي التي عممت أعرافها وألبستها لباس الأخلاق والدين وهشمت الإنسان وأربكته وخلقت كل هذه المآزق التي صارت المرأة والرجل إليهما الآن على حدّ سواء. فلنكن على شجاعة كافية ولنقرّ بأن الإنسان حين تسلب منه حياته في العلن سيلجأ إليها في الخفاء، وهذا اللبس الذي ترتديه المرأة هو الخفاء الذي مكنها من ممارسة وجودها بشكل عكسي لا إنساني، وانطلاقاً من الانتقام لا الرغبة في الحياة السوية! أخيراً فهذه صورة صغيرة لحالاتنا الخاصة حتى في سماع أغنية البرتقالة!.
    * كاتب سعودي

    http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-08-25/writers/writers07.htm
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de