عوالم حلمي البري 3

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2005, 05:23 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عوالم حلمي البري 3

    يومها كنا مثل الاقمار نسير فى مواكب ضاحكة تحتشد بنا الطرقات والدروب نردد اناشيد الطفولة وأهازيج الفرح لم تكن مداركنا تتسع لكى ندرك أن ثمة أطفالا فى وطن آخر فرحون مثلنا تماما كنا نقتصر هذا الشى على نفوسنا لذا كانت الدنيا جميلة فى أنظارنا نعتقد جازمين حينها أننا سنعيش باقيات أيامنا هكذا تعترينا فيوض الفرحة والنشوة وتغمرنا السعادة حتى آخر العمر كنا نعابث الجميع ونداعب الرائح والغادى من القوم والذين ألفوا منا ذلك كثيرا ولم يتوانى بعضهم فى أن يحملنا عاليا ثم يطبع على جبيننا قبلة ثم يضعنا على الأرض ويمسح على رؤوسنا قائلين الله يخليكم
    ومن بين من أذكر عم أحمد خمسينى لكنه كمن يسابق السنوات كان يشيخ بسرعة وكل يوم يمضى عليه يضيف إلى وجهه مذيدا من التجاعيد إلا أن روحه الجميله تمنحك إحساسا بأنه شاب لايزال فى عنفوانه ضاحك دائما والإبتسامه نادرا ما تبرح شفاهه كنا نتحلق حوله فى العشيات وهو جالس على كرسيه قبالة منزله تماما كان كثير العطف علينا يبذل لنا الحب وفى حضرتة نشعر بأننا أبناؤه ربما كان هذا الشعور ينتابه هو الآخر لأنه لم يكتب له حينها أن ينجب أطفالا بروعتنا بعد كنا نساله فى براءة الطفولة دون أن ندرى أننا ننال من مشاعره حينها أين ابناؤك عم احمد فيجيب دون تردد ليس لى أبناء غيركم ألستم أبنائى فنجيب سريعا نحن أبناؤك عم أحمد إحساسنا بالأمان ونحن فى حضرتة كان يجعلنا نغادر أحضان أمهاتنا لنعدو مسرعين صوب دنيتة الجميله
    كان يلحق بنا ألقابا جميله ليس تسؤنا فى شى ويتعمد أن لاينادينا بأسمائنا بل بألقابنا وكنا نسعد بذلك حتى أهلنا لم يكن يعترضون على مجالستنا لعم أحمد إذ أنه كان بمثابة الأب الروحى للجميع فى ذلك الحى الجميل إذ كان كثيرا ما ينظم لنا ألعابنا وربما يكتشف لنا لعبة جديدة تخلو من العنف كثيرا وتمنحنا شى من السعادة ونحن نؤديها كان يحي الفائز منا ثم يحتضنه ويقبله ويفسح الوقت للحديث عنه ناعتا إياه بالبطل وتارة بالفائز وأخرى بالأفضل وهكذا مضت أيامنا سعيدة يضفى عليها لقاؤنا بعم أحمد الكثير من البهجة والسرور
    وكم كنا كثيرا ما نتمنى أن لانبارح مجلس هذا الرجل الكريم حتى ساعة يحين أوان عودتنا لمنازلنا
    ذات صباح كنا نحسبه مثل كل الصباحات المعتادة إستيقظنا فيه باكرا كعادتنا لكنما إحساسا بالقلق بدأ يتسرب إلى نفوسنا إذ كنا نسمع همسا يدور فى منازلنا جميعا وأيضا بين المشاة من أهل الحى والذين لم يستطيعوا إخفاء الأمر كثيرا ولم يصمدوا طويلا أمام تساؤلاتنا وخاصة النساء منهم حين تساءلنا أين عم أحمد مالنا لا نراه كالعاده وسريعا ما أكتشفنا أنه توعك فى تلك الليلة وهرعوا به صوب أحد المشافى كنا نلح على ذوينا أن يصحبونا لزيارة عم أحمد لكنهم كانوا يشفقون علينا كثيرا إثر إحساسهم بأن الحزن قد تمكن منا ويذداد إشفاقهم أكثر حين يدركون فى نفوسهم أن عم أحمد قد باتت أيامه معدودة فى الدنيا
    أحد الذين يقدرون إرتباطنا بعم أحمد وضع مجموعة منا فى سيارته بعد أن إستاذن ذوينا والذين لم يمانعوا إن لم يكن رحبوا بذلك وما هى إلا لحظات حتى كنا نتحلق هذه المره حول سريرة بأحد المشافى الكبيرة لم يكن هو ذلك الرجل الذى عرفناه كثيرا وجالسناه طويلا فقد نال منه المرض وبدأ لنا وجهه شاحبا يميل إلى الإصفرار لكنه ما أن رآنا حتى أبتسم وأعتدل جالسا فجلسنا إلى جواره كنا نمازحه حينا رغم نصيحه الطبيب وبعض الممرضين بالهدوء كان يقول لهم دعوهم وشأنهم وحين حانت لحظة مغادرتنا حزنا كثيرا
    أدرك ذلك بفطرته وصاح قائلا إنتظرونى سأعود لكم بعد أيام قليله فرحنا كثيرا وودعناه إثر ذلك
    زيارتنا لعم أحمد ضاعفت من أحزآننا كثيرا لكنه لم يمضى عليها وقت طويل حتى علمنا ذات يوم أن عم أحمد قد عاد ليمكث فى داره ساعات ثم يخرجون بنعشه قاصدين مقابر فاروق كنا نسير فى موكب جنازتة بمجرد خروجها نبكى بحرقة والبعض يزجروننا مطالبيننا بالعوده لم يكن من السهل علينا إستيعاب ما يحدث حينها حاولنا أن نتساءل فى نفوسنا ما هو الموت يا ترى ؟
    ولماذا ياخذ منا أناس احببناهم كثيرا ؟
    لم نجد إجابة على أسئلتنا وكل الذى أدركناه وقتها إنه ليس فى وسعنا أن نرى عم أحمد ثانيه
    كان شكل الحى غريبا بعض الشى وأهله حزآنى أيضا بمجرد دخولك إليه ينتابك إحساس بأن ثمة شى غريب يدور داخله كل ركن من أركانه يلفه الحزن وكل مكان كانت تطاه أقدام عم أحمد تشعر فيه بالأسى
    رويدا رويدا بدأ الجميع يتجاوزون أحزانهم أمام مشغوليات الحياة وهمومها إلا نحن فلم تمحو الايام صورة عم أحمد من أذهاننا ولعلنا حينها كنا نتساءل كثيرا كيف تستقيم حياتنا دونه ليس فى وسعنا
    أن نتصور دنيا تخلو من عم أحمد
                  

04-22-2005, 05:37 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عوالم حلمي البري 3 (Re: نزار باشري ابراهيم)

    nazar
    keep the good work

    up
    will read for you
                  

04-23-2005, 03:29 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عوالم حلمي البري 3 (Re: نزار باشري ابراهيم)

    أهلا أخي
    شرنوبي
    سعيد أنا بمداخلتك الجميله وتشجيعك الرائع
    شكرا ليك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de