عاصمة جديدة‚‚ بثقافة جديدة‚‚ لسودان جديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 04:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2005, 10:39 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عاصمة جديدة‚‚ بثقافة جديدة‚‚ لسودان جديد




    أبوبكر القاضي:


    عاصمة جديدة‚‚ بثقافة جديدة‚‚ لسودان جديد


    آخر عهدي بالخرطوم كان قبل 14 شهرافقط ومن واقع مشاهدتي للعنصر البشري في أرجاء العاصمة فان العنصر الاثني السائد هو اللون الاسود‚ والتركيبة السكانية في الخرطوم تشبه من حيث السحنة سكان العاصمة سنار عام 1505م عند قيام دولة الفونج الاسلامية التي قامت على التحالف بين عمارة دنقس وعبدالله جماع‚ هذا التحالف الذي يشبه التحالف الجديد الذي تم التوقيع عليه في نيروبي يوم 9 يناير 2005 بين الدكتور قرنق والبشير/ علي عثمان‚ ما اشبه الليلة بالبارحة؟! دولة الفونج كانت دولة تسامح واهم ما يميزها هو احترام الطرفين لوثيقة العهد والميثاق‚ هذه الميزة بكل اسف فقدها ابناء النخبة النيلية «اولاد الجلابة» الذين حكموا السودان منذ عام 1956 وحتى نيفاشا 2005 وقد احسن مولانا ابل الير في وصفها «بنقض العهود»‚ ونقض العهود علامة من علامات النفاق‚ اما سلبيات تحالف الفونج والعبداللاب فتتمثل في المزايدة بالانتساب لقريش‚ حيث ادعى الفونج نسبا قرشيا ينتهي الى بني امية‚ وبالمقابل ادعى العبدلاب نسبا قرشيا ينتهي الى العباس بن عبدالمطلب عم الرسول#‚ وبالطبع هذا الادعاء مرتبط باسباب سلطوية‚ وعلاقة السلطوية الاسلامية ظاهرة لا تحتاج الى تعليل اذ ان كل طرف يدعي المجد التليد وانه امتداد لدولة الخلافة الاسلامية‚ اما البعد الديني فهو مرتبط بالحديث «الائمة من قريش»‚ لذلك فان شرعية السلطة تقتضي صناعة نسب قرشي‚ وقد حاول زبانية النظام وفقهاء السلطان في عهد اللوثة المايوية ايجاد نسب قرشي للرئيس جعفر نميري عندما اراد ان يجعل من نفسه إماما ومن مسجد القيادة العامة مسجدا للخلافة‚ حيث كانت القرارات السلطانية والتوجيهات الحكومية تصدر من مسجد القوات المسلحة‚ وقد امر بايقاف «المكيفات» من منبر هذا المسجد‚ ولان كلمة المكيفات حمالة اوجه‚ فهي تعني مكيفات الهواء التي تستخدم للتبريد‚ كما تعني المكيفات «التمباك ـ ودعماري ـ والسجائر والتباكو» وتشمل حتى الشاي والقهوة‚ وقد اخذ جهاز الامن بالاحتمال الاول وشرع في اجبار الناس على نزع مكيفات الهواء‚ وشاهدنا النوبي الدنقلاوي قد حال دون تنصيبه إماما للمسلمين‚ ولعل اهل الانقاذ وهم من سدنة مايوقد تنبهوا لهذه المسألة عند الزبير محمد صالح فبادروا بالاعلان ان نسبه «بديري ـ عباسي» وعند استشهاده اعلنوا انه ـ دنقلاوي نوبي! هذه الخلفية تقودني لمحاورة الصديقين العزيزين عصام ابراهيم جمال الدين‚ وبدرالدين الامير وذلك من خلال كتاباتهما الجادة التي يجمع بينهما موضوع واحد هو «الخرطوم العاصمة» والسكان والثقافة‚ عصام ابراهيم‚‚ رؤية استباقية‚‚ تشخيص سليم عصام ابراهيم جمال الدين هو احد ابناء النخبة النيلية «وارد شندي» ولكن تربيته النقابية وانحيازه للكادحين والمهمشين منذ نعومة اظافره مكناه من الرؤية الاستباقية لمشاكل المهمشين وقد استعرضنا قبل شهر بحثه القيم المنشور بمجلة سنار تحت عنوان «التنمية الاقليمية في السودان ـ العلاقة بين المركز والاطراف» الذي عالج فيه مشاكل التهميش قبل عشرين سنة من صدور الكتاب الاسود‚ وفي الاسبوع الماضي اتحفنا الاستاذ عصام بمحاضرة عن «ملف التخطيط العمراني‚ والبحث عن عاصمة جديدة»‚ ادار المحاضرة الخليفة احمد محجوب‚ وشارك في النقاش الموثق للتاريخ ورفضا لثقافة المشافهة‚ وقد نشرنا ملخصه بصفحة الرأي بجريدة الوطن يوم الاربعاء 19/1/2005 شارك في الحوار كل من د‚ صلاح الامين‚ عبدالمنعم ابوتفة‚ د‚ صديق محمد مصطفى‚ عباس عمر علي‚ النعيم عبدالرحيم‚ تاج السر عبدالله‚ وعلي القاضي‚ وفكرة المحاضرة مأخوذة من مقال للمحاضر نشر بجريدة السياسة السودانية عام 1988‚ ثم قام بتطوير المادة الى محاضرة في ضوء المستجدات خلال فترة الـ 16 سنة هي عمر حكومة الانقاذ‚ هذه المستجدات لم تغير في جوهر المقال وانما اكدت صحة التشخيص والرؤية المستقبلية‚ فالسبب الاساسي للتكدس السكاني بالعاصمة في منظور الاستاذ عصام جمال الدين هو عدم التنمية المتوازن وتركيز الخدمات في العاصمة‚ في الماضي كانت المشكلة تركز في التعليم الجامعي‚ ولكن في عهد الانقاذ‚ وبسبب اهمال المدارس وعدم دفع رواتب المعلمين في الاقاليم اصبح النزوح للعاصمة من المدن مثل ام روابة وتندلتي وسنار والمناقل الى الخرطوم للتعليم قبل الاساسي‚ ثم الاساسي والثانوي! وقس على ذلك بالنسبة لبقية الخدمات الصحية وغيرها‚ هزيمة السودان القديم تبدأ بميدان الثقافة اننا حين ندعو الى سودان جديد لا ندعو الى ثورة الثور في متحف الخزف‚ وانما نبدأ بثورة فكرية وثقافية‚ وذلك باعادة الاعتبار لكل موروثنا الثقافي الذي بين ايدينا وذلك عندما ننزل اتفاقية نيروبي «9 يناير 2005» موضع التطبيق الفعلي ونقر فعلا وواقعا بالتعددية الثقافية في سودان السلام‚ واعني في هذا الخصوص المسائل التالية: أ ـ اعادة الاعتبار للدين الذي تم استخدامه لاغراض السياسة والتجارة والقهر الثقافي‚ ب ـ اعادة الاعتبار للغة العربية التي استخدمت كأداة للقهر‚ ج ـ اعادة الاعتبار للثقافة الافريقية في السودان‚ د ـ اعادة الاعتبار لاهرامات الشمال وحضارة مروى وكوش والممالك المسيحية التي سقطت بخراب سوبا‚ الفرضية التي اريد ان اقدم لها الحيثيات والاسانيد لتعزيزها‚ وانا احاور الصديقين العزيزين عصام جمال الدين وبدر الدين الامير‚ بشأن العاصمة الخرطوم‚ هي اننا نريد عاصمة جديدة تماما للاسباب الفنية التي اوردها الاستاذ عصام‚ هذه مسألة ستتم في مدى 10 ـ 20 سنة «مدة بسيطة في عمر الشعوب وتاريخ المدن»‚ ولكن نسبة لان مصير السودان كله سوف يتحدد خلال فترة السبع سنوات القادمة لذلك فاني سأركز على مسألة اعادة صياغة العاصمة الحالية باعادة الاعتبار للقضايا الثقافية التي اشرنا اليها جملة هنا اعلاه‚ وللاهمية نقدم التفصيل التالي: اولا ـ اعادة الاعتبار للدين: مرحبا باتفاقية السلام ومرحبا بالدكتور قرنق رائد مشروع السودان الجديد في الخرطوم‚ وفي القصر الجمهوري (نائبا اول) لرئيس الجمهورية‚ ان الخطوة الجادة للتغيير وانزال بنود الاتفاقية موضع التنفيذ هي ايجاد الآليات اللازمةلجعل «المواطنة كأساس للحقوق» ويلزمني في هذا الخصوص ابراز النقاط التالية: 1 ـ مشكلة الجنوب ليست مشكلة دينية وانما هي قضية تهميش ثقافي وسياسي واقتصادي‚ بدليل ان هذه المشكلة قائمة منذ عام 1955‚ وانها تجددت عام 1983 قبل اعلان قوانين سبتمبر المنسوبة للشريعة الاسلامية‚ 2ـ لقد تم استغلال الدين ـ الاسلامي والمسيحي ـ في الصراع السياسي بين الشمال والجنوب‚ وقد تجلى هذا العمل في ابشع صوره في استخدام «لافتة الجهاد» وحوافز الجنة بحورها العين في الصراع السياسي بين الشمال والجنوب‚ الامر الذي اساء للاسلام مما يقتضي اعادة الاعتبار اليه وتبرئته‚ لقد اثبتت تجربة التطهير العرقي في دارفور ان استخدام الاسلام ودولة الشريعة في تصفية اصحاب المطالب المشروعة امر لا يهدد المسيحيين واصحاب كريم المعتقدات ومدهم‚ وانما يهدد كافة المواطنين بمن فيهم اهل القرآن في دارفور‚ وان تهمة العمالة لاسرائيل لا تهدد الجنوبيين وحدهم وانما تهدد كل من يطالب بحقوقه المشروعة‚ 3ـ مشكلة السودان خلال الفترة الانتقالية القادمة هي مشكلة سياسية وليست مشكلة دينية‚ بمعنى ان الاسلام ليس في خطر‚ ولكن السودان هو الذي في خطر‚ ومعرض للتفتت والتقسيم‚ لذلك يجب على كل محارب على قيم التسامح ان يبرئ الدين «الاسلامي» بصورة خاصة من ان يكون سببا من اسباب تمزيق السودان‚ 4ـ اننا نتطلع الى صياغة دستور قومي للفترة الانتقالية‚ وفي هذا الخصوص انوه الى امر هام جدا هو ان شأن الدستور يختلف عن شأن تقسيم السلطة‚ واعني اننا يمكن ان نقبل بالاتفاق الثنائي ونقبل في الوقت الراهن بقسمة السلطة والثروة «دون المساس بحقوق اهل الغرب في دارفور واهل الشرق»‚ ولكن الدستور امره يختلف تماما عن شأن قسمة السلطة‚ فالدستور يجب ان يكون موضع اجماع‚ ويقوم على موازنة دقيقة بين حقوق الاغلبية والاقوياء دون المساس بحقوق الاقليات والضعفاء‚ لذلك نعبر عن رغبة كافة القوى باشراك الجميع في صياغة الدستور‚ 5ـ الحذر ـ كل الحذر ـ في تكريس وضع دولتين‚ دولة دينية في الشمال‚ ودولة علمانية في الجنوب‚ لان مثل هذا الوضع سيجعل من الانفصال امرا حتميا ويضعف موقف القوى الوحدوية في الجنوب‚ لقد احسن الدكتور قرنق التعبير عندما قال فيما معناه‚ ان الدولة المدنية ـ دولة المواطنة في شمال السودان يجب ان تكون مطلبا شماليا في الاساس على ان يعزز هذا المطلب جنوبيا‚ فالدولة المدنية بالطبع ليست دولة علمانية‚ ولكنها في ذات الوقت ليست دولة دينية مثل نموذج ايران التي ينص دستورها على المذهب الاثني عشر‚ وليست مثل دولة طالبان‚ ولا دولة مايو في عهد قوانين سبتمبر ولا دولة الانقاذ «1989 ـ 2004» فهي دولة تستمد مدنيتها من دستور دولة المدينة التي كانت دولة لكل الاديان‚ ومن دولة العقد الاجتماعي ـ دولة البيعة بشروطها كعقد ملزم بين الحاكم والمحكومين‚ ودولة مؤسسات المجتمع المدني‚ فهي دولة يقودها المجتمع وليس السلطان والشعب هو المسؤول ومؤتمن على دينه ولا يترك شأن دينه للسلطان ووزارة الشؤون الدينية والمساجد والاوقاف‚ فالمساجد هي لله‚ يجب ان تكون ملكا للشعب عبر لجان ومؤسسات مجتمع مدني‚ ولجنة المسجد يجب ان تتم بالانتخاب الحر‚ والعمل في المساجد ولجانها يجب ان يكون عملا طوعيا كما امر الرسول#‚ ان فكرة الإمام باجر ومؤذن بأجر تتعارض مع مفهوم العمل الطوعي المدني ومع سنة الرسول# كما سبق البيان‚ هذا وسوف نستكمل ـ باذن الله ـ يوم الاربعاء القادم حوارنا لاطروحات العزيزين عصام جمال الدين وبدر الدين الامير في محاولة للاجابة عن سؤاله «هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين ثقافيا وفكريا؟»‚ وفي هذا الاطار سنتعرض لمسألة اعادة الاعتبار للغة العربية التي استخدمتها النخبة النيلية كاداة للقهر‚ كما سنتناول اعادة الاعتبار للثقافة الافريقية‚ واعادة الاعتبار لاهرامات الشمال ـ اصنام الشمال وحضارة كوش ومروى وممالك سوبا المسيحية‚

    عاصمة جديدة‚‚ بثقافة جديدة‚‚ لسودان جديد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de