صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-06-2005, 02:28 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق


    أعرف انكم لم تفيقوا من حزنكم
    ولربما لن تفيقوا قريباً
    ولكن هذا لا يمنع أن أنثر بعض حزني عليكم
    وربما غضبي
    لماذا لم تعرفوننا هنا على كل هذه الروعةالمسماة بكمال دقدق؟؟؟؟؟؟؟
    كم تمنيت ان التقى صديقكم و لو عبر المنبر فصفاته التى ذكرتم ستصبح بعد عهد من المنقرضات
    هذا الاخ الحبيب الوفي العملاق نقى القلب و السريرة نادر الصفات الاصيل كان حرياً به ان يكون هنا
    وفى كل مكان لينشر وعيه و استنارته،
    فهل ننتظر موتاً آخر لانسانية حقيقية أخرى لنعرف كم ضيَعنا؟؟؟؟؟؟
    انظروا معى قليلا:
    Re: ذاكرة قلقة،أو، في المغرب؛ ذلك القوس اللعين.
    نجاة محمد علي كتبت:
    Quote: أشرف وعبد الله وبقية "المغاربة"
    افتقدتكم على الرغم من إنني أزور قوسكم كلما
    تحرر الكومبيوتر من قبضتها.

    يا عبدالله تذكرناك بالخير (أو قل قطعنا فيك بالخير)
    أنا وكمال دقدق.
    Re: حدث ولا حرج: نعم أتنازل عن جنسيتي فوراً..!!
    دكتور المعز عمر بخيت:
    Quote: الأخ الحبيب ياسر الشريف،

    قبل أن اواصل لا بد وأن نبادر بالدعوة بكل المغفرة والرحمة للراحل المقيم العزيز كمال الطيب الخضر
    وليسكنه الله فسيح جناته ويلهم آله وذويه الصبر والسلوان..
    وما أعمق حزننا اليوم

    لك كل الود والتجلة أيها الرجل النبيل


    معز
    Re: إخوتي البورداب فلنكن بلسما يداوي جراحات الوطن لا وق...صب في نار حريق الوطن
    كتب دكتور سنارى:
    Quote: كتب محمد عثمان لعدة صحف منها سودانايل بإسلوب السهل المتمنع غير المفرط في التراكيب اللغوية ..وهذا هو إسلوبه المركز علي المخارج الإجمالية في رؤية أشبه بالصدمة عندما يتحدث مثلاً عن سر الوجود أو مستقبل العالم مثلاً ، كأنما يصنع رواية من روايات الخيال العلمي.. محمد كان من المثقفين الذين يهمك أن تتفحص الصور المتعددة للواقع عبر تلمس مناجم إحساسه بها. يقرأ كل ما يقع علي يداه ويرفض التربية الفاشية للكلمة لذا رغم تدينه وأدبه غير المعهود لا يقبل الوصايا علي المفردة أو تهميشها باسم الدين رغم إعترافه بأن المثقفين أيضاً سمحوا بتعطيل دورهم في حياتنا الثقافية ولم يحموا أدوارهم بشكل يليق بوجودهم وأهميتهم في صنع الحياة اللا تشؤيية. رغم التركة الثقيلة والمعقدة عبر المنحيات غير المجيدة في تاريخنا القريب.
    أتمني أن نسمع أيضاً عن أصدقائه نظمي ، كمال دقدق ، متوكل نافع والبقية...مرة أخري مرحباً بك محمد في حوارات المنبر..

    في ذمة الله اخي كمال الطيب الخضر
    وكتب عمر محمد عبدالقادر:
    Quote: توفي بالمانيا الأخ المرحوم كمال الطيب الخضر
    التعازي موصولة لكافة أفراد الأسرة ولزوجته غاده بابكر محمد عبد القادر

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    موت اخر...حزن اخر...وداعا كمال دقدق...
    وكتب عصام جبر الله:
    Quote: وداعالنقائه
    لحبه للناس وللحياه
    للعدل

    ولنا...لاصدقائه ... وصديقاته..ولاسرته.. لزوجته و طفله القادم

    تبقي حسرة فراقه و الم يعتصر القلب و الفؤاد

    وداعا كمال ستبقي فينا و بيننا
    كاتب مع سبق التأجيل-في وداع "كمال دقدق"
    وكتب اسامة الخواض:

    Quote: لم افق من صدمة نبأ موته الا الان ,
    وما زالت في بقايا حزن,
    واسى لن ينمحي من نفسي ابدا.
    كان كمال دقدق صديقا حميما,
    وكان "مواصلا" من الدرجة الاولى,
    وقارئا نهما,
    وكان يعتقد انه يوما ما سيكتب,
    لكنه كتب موته اولا,
    قبل ان يخط سطرا في كتابته الموعودة.
    كان حلقة الوصل بيننا نحن في المنافي:
    يحيي فضل الله,
    هادية بدر الدين,
    عبداللطيف على الفكي,
    بولا,
    عثمان حامد,
    وهو الذي ابلغني النبأ عن طريق ابن خالتي وصديقي على تروس,
    وهاتفني كي يعزيني,
    وكنت مرهقا ونائما على مرتبة مفروشة على فضاء اسر,
    وموجع في نفس الوقت.
    كان يحكي لي ان حسن موسى سيمر من هناك,
    وكيف يمكن ان اتحادث معه حول ان اكتب في "جهنم".
    لم يعاتبنا يوما على تقصيرنا في الاتصال به.
    وكانت ضحكته تجلجل في الهاتف,
    بفرح طفولي.
    وعندما تزوج,
    انقطعت قليلا مهاتفاته,
    لكنه لم يبخل علينا برسائله الهاتفية.
    وانا اتسكع في هذه البلاد ,
    ساهما,
    ومعذبا ,
    ووحيدا في بعض الاحيان.
    كان مشروع كاتب,
    ووعدني بارسال رواية عن حياة صدام حسين.
    كما وعدني بنسخ اعداد من "جهنم".
    في احدى رسائله لسميح القاسم ,
    اعرب درويش عن ندمه,
    لانهم لم يكاتبوا راشد حسين في عزلته ,
    في الشارع الخامس في نيويورك.
    هذا هو ندمي الابدي,
    لم اهاتفك,
    يا صديقي في الغفلة والانتباه,
    يا كمال.
    وداعا دقدق.
    المشاء
    وداعا دقدق ايها النحيل العمـــــــــــلاق
    وكتب جنى:
    Quote: قيل لأحدهم لم أبلغ أشعاركم الرثاء?
    قال لأننا نقولهاوقلوبنا موجعة فهي تصدرعن عاطفة صادقة في فراق من لا نرجو لقائه او
    مكافئته!
    ألجمت الفجيعة لسان يحى فضل الله وأسامة خواض فمن أنا!!
    كمال الدين الطيب الخضر (دقدق) الخلوق المرهف الشفيف رفيق الصبا
    الكلمات اعجز وأتفه من أن تعبر عن الرزء أيها البرولتارى النبيل
    دمعى لا مدادى أيهاالنحيل العملاق
    وداعا ايها الجميل
    عزائي لأسرتك الصغيرة والكبيرة ولوطنك الحلم السودان فقد فقد إبنا جسورا ولأصحابك في
    المنافي ولرفاق الصبا عادل الساحر يحى نضافة,حسن عبيد, عوض بدرالدين, محمد ملاح ,حسن عثمان,صلاح ود الحاجة,عوض سكينة,بهاء مرزوق, جابر .....
    جني الحزين

    المعز أدريس ..... في وداع المقيم كمال دقدق .. انسداد شريان أثيري
    وكتب بشير كردفان:
    Quote: إنسداد شريان أثيرى..!
    وداعا " قمر السللام " ك. دقدق يا صا حبى ..
    فى بكا ئيتة على - على ا لمك - يتسا ئـل على ع. القيوم :
    ".. كيف تجمع بين البساطة و العمق
    كيف مازجت هذا بذاك..
    .. يا لمكرك يا صاحبى ! أتمازحنا بمماتك منسحبا هكذا ! و على غفلة هكذا ؟..دونما ومضة من وداع ؟؟؟..
    ..إستولى على الذعر و أنا أطالع خبرا داويا كان ينتظرنى ظهيرة ذلك الخميس المشئوم..أصابنى شعور بالإختلال..لوهلة..( تلمست الهواء من حولى، فإذا بة قد تحوّل إلى حجارة..! ) أو كما حكى على المك عن لحظة سماعة نبأ رحيل صلاح أ. إبراهيم..فليس السمع كالعيان !..سمعتهم يقرعون أجراس العالم كلّة ليعلنوا موتة..كان رعد الحياة يتفجّر فى كيانة و يعلو, و كانت روحة تهدر كالشلالّ فيما كان المرض جسما آخرا يلتصق ثقيلا بجسدة الذى كان مسالما كالخيط..أجهشت فى البكاء علَة يبرّد علّة..دمعة حارّة من جفن جاف جفاف الغربة الّعينة التى تحاصرنا حتى لحظة المواجع ..ينتصر الموت على الحياة مهما خففت وطأتة الحقيقة.
    ظللت أتوسل "البورداب" من حين لآخر علنى أتدفّى بمشاركاتهم/ن ( وقد حدث)..و أطلب المزيد من ما من شأنة أن يفك رموز ذلكم الطلسم المحير..أبكى ويبكى من حولى أصدقاء ( أثيريين ) كثر حفهم كمال بالمودة الصادقة فى سفرة العلائقى السودانى غير المسبوق..يرسل أشعتة الفضيّة على سواد لياليهم/ن الحالكة يسكب فيها عصارة روحة..فأحبوة محبة خالصة لوجة اللة لما التمسوة فية من صدق ووفاء و معشر طيبم. فقد تجاسر كمال على تقليدية العلاقات و بروتوكولات التعارف دون عسر, بزكائة الإنسانى..و نفسة البيضاء..و ذهنة المتّقد و عقلة الرحب و أفقة الخصب و نشوة التفائل التى يهيئها كمال بمزاجة المنعش( أحدى جواهرة النادرة)..فافترع لهم و لة بذلك علائق وارفة..و اكتشف لؤ لؤة ما اكتشفها سواة..كان ذلك بعض من السياق التاريخى الذى تحرّك كمال فى إطارة
    إستهوتة المعارف و الثقافة و الشعر و الفنون و حب الناس و الوطن..تعلمنا منة الكثير ( نعم الولد)!..كان واسطة عقدنا و ريحان مجلسنا..و كان رجلا حالما متعدد المواهب..ثائرا..ركب مركب المجهول و امتزج بالأوساط بقلبة الرؤوم و روحة الحانية و مخيلتة الفذّة..عمل على اقتلاع الجذور السامّة التى عطّلت التواصل مع الناس و مع الوطن..و حقق فى ذلك الكثير..لكنة مات و دفن فى المنفى وهو الذى يحنّ إلى تراب المهد.
    ها أنذا اتوسط عقد اليتامى..ها أنذا اتوسط الجموع التى اوغلت فى العويل " تبكيك الخلوق بأغزر الدمّاع "..تزدحم بمخيلتى الذكريات..تجول بخاطرى ( غادة ) التى طال انتظارة لها,علّها ذوت (كالغصن الذابل ) !..و هى حبلى.
    أبكى و يبكى من حولى..و لكن ماذا يجدى البكاء ؟..و لكمال علينا حقا اكثر من هذا البكاء..فلا بد من وفائة !
    ستنعم روحة فى الخلود بإذن اللة..تلك عقبى المحسنين..العزاء لكم و لزوجتة و لأهلة و لأصدقاءة ( الفيزيائيين و الأثيريين ) جدد و قدامى..و كل من ترنم : ماهو عارف قدمو المفارق..يا محط آمالى السلام
    فالسلام يا قمر السلام دقدق
    يانى صفوة محبيك
    معز
    وداعا كمال دقدق ... هذا ما قيل عن هذا الانسان اللطيف حتي الان?
    وكتب ابوبكر كمير
    Quote: هذا ما قالة اصدقائة و احبائة الكثر الذين صدمهم خبر

    رحيلة المفاجئ. لة الرحمة و البركة و لاهلة و زوية و

    لكم/ن جميعا الصبر و السلوان

    عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق
    وكتب ابوالريش مقال عادل فى رثاء الفقيد:
    Quote: ملجوظــة:
    لـم يكلفنى عادل بنشــر هـذا الرثـاء والنعى، وإنما وجدتـه فى صـدوق بريـدى وأحببت أن أشرككـم فيـه تكريمـا للراحل
    ==============


    كمال دُقدُق
    نجمة الحياة في سماء العدم



    قيل رب اخ لك لم تلده اُمك؛ وانا اقول رب صديق لك لم تكتحل بمرآه عيناك.



    جائني خبر رحيل كمال دقدق مفاجئا وحارقا وفاجعا؛ كما طعنة سكين من الخلف؛ كما صفعة لا تتوقعها؛ وكسقوط نجم عظيم. جائني ليفتح الجراح الطرية ويضيف اليها ملحا ونارا وكبريتا ولوعة؛ جائني وفأجاني وكانني نسيت ان الغادر الاول لا يزال يمارس لعبته المهينة مع بني البشر؛ يختطفهم حيث لا يتوقعوه ولا يتوقع من حولهم؛ وينزعهم من دائرة الاحياء ويترك من ورائهم الفلوب ممزقة بالجراح والرؤوس مكللة بالرماد.



    جائني خبر وفاة كمال وكان آخر خبر اتوقعه في الدنيا. صدمت به ورفضته وكانني صدقت ظني ان امثاله لا يموتون. كيف يموت مثل كمال وهو الذي كان نجمة للفرح والحياة في سماء العدم وزمان الحزن والندم؟ كيف يرحل امثاله من الودودين والشرفاء عن حياتنا ونحن لم نفطم بعد من رحيق صداقتهم؛ كيف يتركونا مستوحشين منخذلين ونحناكثر ما نكون حاجة اليهم؛ كيف يسير العالم "عاديا" بدونهم؛ وهل ستكون الدنيا من بعدهم الا مرة الطعم وكابية اللون وحارقة الملمس؛ وكيف يكون الحديث عنهم؛ وما بقي في القدرة إلا صراخا اعمي للقلب تجاه عجز الانسان امام تصاريف القدر الاعمي والاصم؟



    تعرقت علي كمال مثل الكثيرين؛ بمبادرة منه وهو يفتح نفاجا جديدا للصداقة والانسانية؛ يسكب عبره مكامن روحه الطاهرة والشفافة في حيواتنا الغليظة؛ فيضيف اليها من رونقه ولطفه ويرتفع بنا الي مقام الانسان – الانسان. اتصل بي محاورا في قضايا العمل العام ومحور حبه الاصيل:السودان وأهل السودان. تلاقينا علي حب الناس وقضايا الناس وفي هذا اتفقنا واختلفنا وتواددنا. تحاورنا من اليوم الاول وكاننا خلان قد جمعنا العهد منذ الالزل؛ وسري الحديث بيننا سلسا وكانه كان مكتوب في كتابة الصداقة القديم باحرف لا تذوب؛ وكان كل ذلك من فضل كمال ومن اشراق كمال؛ هذا الذي رحل وترك لنا الألم.



    واذا قيل ان الخطاب نصف المشاهدة؛ وان المخاطبة الصوتية هي ثلاثة ارباعها؛ فان الحديث مع كمال دقدق هوالمشاهدة الحقيقية وهو الحضرة الحقة في مقام الانسانية. كان قلب كمال واسعا شمل الناس والعالمين؛ وكان له لسان حلو ينطق بمكانين روحه الجميلة فياسرك من اول لحظة. لم يكن احد قادرا علي عدم حب كمال؛ لانه كان خلاصة المحبة تمشي علي قدمين.



    تعرفت علي كمال من بوابة العمل العام؛ وانتهي بنا الحال- كما الجميع معه- ؛ الي شرفات الصداقة الخاصة. كان ينتمي لليسار وكان اتصاله الاول بي في وقت كنت اكيل الطعنات المؤلمة لبعض منتسبي وممارسات اليسار؛ ويكيل لي البعض منهم طعنات مثلها او اشد. لم يكن ذلك حوار وانما حربا ضروس؛ ديست فيها مشاعهر ومزقت فيها صداقات وتحطمت فيها اقانيم؛ وحينها اتصل بي كمال.



    لم يتصلي بي كمال ليقول لي كف عن هذا وقف؛وانما ليعلن تضامنه معي؛ وليطالبني بالمزيد من الكتابة؛ وليري مشروعية الاختلاف رغما عن الشرر المتطاير؛ وينظر الي الموضوعي رغم الذاتي النازف؛وليتضامن مع الانسان رغم ان الحرب تزهؤر فيك الحيوان؛ وليشدد علي ما رآه اتيجابيا في ذلك النقد وفي ذلك الصراع؛ رغما عن لغتي الحارقة التي لم تغب علي فطنته؛ والتي اوصل لي رايه فيها؛ باكثر ما يكون من الاريحية والنبل.



    كمال دقدق كان واحدا من هؤلاء الناس؛ ممن كنت احتفظ بهم دائما في ذاكرتي؛ وانا اتحدث عمن اسميهم شرفاء اليسار! اقول انه كان من شرفاء اليسار؛ لانه كان من شرفاء الناس؛ ففي مقام الشرف والانسانية الحقة؛ تسقط كل التقسيمات العشوائية والعارضة؛ وتبقي حقيقة الانسان؛ والذي تجلي كافضل ما يكون التجلي؛ وكاجمل ما يكون الجمال؛ ؛ في كمال.



    تحاورنا مع كمال في اول حديث بيننا؛ لنكتشف ان لنا اصدقاء مشتركين؛ ومن بينهم القديس المنسي:عبدالله القطي. تركنا كل ما طرقناه في البدء وابحرنا مع امواج هذا الانسان العظيم. طلب مني كمال ان اكتب بعضا ما قلت؛ فكانت ان اتت كلماتي متعثرة في حروف الامتنان والتوثيق التي كتبتها عن ذلك الصديق؛ والتي اهديتها الي كمال ورقية وراق؛ تلك الصديقة الانسانة الاخري؛ والنجمة الدافئة في سماوات العدم. طلبت منه ان يكتب هوايضا؛ فتحجج ضاحكا بانه من انصار ثقافة المشافهة؛ وحكي لي عن طلبات اخري كثيرة مماثلة؛ كان يتعامل معها ببساطة؛ لانه كان ذلك الانسان الحقيقي والمثقف الحقيقي والصديق الحقيقي.



    تحسر البعض علي كمال؛ انه كان مشروع كاتب لم يكتمل. تحسروا علي ضياع كل تلك الثقافة النادرة والاطلاع الموسوعي والعقل المضاء الذي يطرح دررا ويفتح دروبا جديدا للمعرفة والمثاقفة؛ اثناء بسيط الكلام. اقول لهم ان كمال لم يكن يطمح ان يكون كاتبا؛ ولو ارادها لفعل؛ ولكنه كان يطمح ان يكون صديقا وانسانا وسندا ودعما للآخرين؛ وفي هذا المجال فقد اكتمل مشروعه بافضل ما يكون الاكتمال.



    دعاني كمال لزيارته عدة مرات؛ ودعوته لمثلها؛ لم يسمح رافع القدم بتحقيقها. وعندما تحدثنا عن الكتب؛ دعاني بكل اريحية للاستفادة من حصيلة مكتبته التي اسماها بالمتواضعة؛ والتي علمت من الاصدقاء انها كانت كنزا؛ مبذول للراغبين. لم اندهش اذن عندما قالت لي الصديقة المشتركة عالية عوض الكريم ان كمال يذبح الخرفان احتفاءا بضيوفه؛ فقد كان يحتفي بالانسان فيهم؛عندما يبحث عنهم بالهاتف ويخابرهم بالساعات وعندما يدعوهم لزيارته وعندما يذهب اليهم وعندما يسلفهم الكتاب النادر العزيز الحصول عليه في الغربة وعندما يكرمهم بذبح سمين.



    في اتصالي الاخير به؛ في نهاية نوفمبر من العام الماضي؛ وكنت وقتها في برلين؛ كنت حزبنا وكان كمال سعيدا. كنت حزينا ومبتئسا ومكسورا برحيل امي الذي فتح في قلبي جراحا عميقة الغور؛ وكان كمال سعيدا في متابعة نمو الحياة في طفله الذي كان في طور التكور؛ والذي لم ير النور بعد. مسح كمال عني حزني واشتركت معه في الفرح؛ تحدثنا عن الموت والحياة والهجرة والحرب والسياسة والادب؛ تحدثنا وكاننا راينا بعضنا امس او سنلتقي غدا؛ تحاورنا وكاننا التقينا سرمدا ولن نفترق ابدا؛ وما كنت اعلم انه الحديث الاخير.



    قال لي كمال ضمن ما قال؛ في ذلك الحوار الذي لا يزال وقع صوت كمال الجميل يرن في ذاكرتي؛ ننا كسودانيين اهملنا الكتابة عن ثيمتين من اهم ثيمات حياتنا المعاصرة: الحرب والرحيل. تحدث لي عن الادب الذي خلفته تجارب الحرب وتجارب الهجرة في ذاكرة الشعوب المختلفة؛ تنقل بي عبر مسارات متعددة من قضايا الاجتماعي والنفسي والوجودي؛ في اتصاله بهاتين المأساتين اللتين تعرض لهما شعبنا في نصف قرنه الاخير؛ حربا مدمرة ورحيلا ونزوحا قسريا؛ ينزف الناس تحتهما بصمت؛ دون ان تُخط عنهما الكلمات.



    كان كمال في كل هذا مهموما بالانسان. بمئات الالوف وربما ملايين الناس ممن مروا عبر طريق الجلجلة؛ وكانوا ضحايا للحرب وضحايا للنزوح وضحايا للتهجير القسري وليس الهجرة الواعية الطوعية. كان يتحدث عن نفسه وعني لا محال؛ ولكن ايضا عن ملايين الضحايا ممن لا وجه لهم ولا اسم قد بقي او رُسِم؛ وكان يطالب بان تسجل معاناتهم في كتاب التاريخ وكتاب الوطن؛ حتي نمسح عن ذكراهم – علي الاقل – بعض غبار الغياب؛ وعن ارواحهم بعض العذاب؛ وحتي نجعل لتضحيتهم وموتهم المجاني بعضا من معني؛ في مسيرتنا للتعلم من الكارثة؛ وفي طريق الاياب.



    شاطرني كمال الاحزان في وفاة والدتي؛ وقلت له ان التعويض الوحيد عن الحزن؛ يكمن في التقاطي لملامح امي؛ في وجه طفلتي؛ بين الحين والاخر؛ في ابتسامة او تقطيبة لها. تحدثنا عن جدلية الحياة وكيف نجددها ونمسح احزانها عبر خلقها في صورة اطفالنا الذين نعشقهم اكثر من انفسنا. اشركني كمال في مشاعره الجميلة كاب قادم. تحدثنا طويلا عن معني الامومة والابوة والحياة والموت؛ وكعادته كانت كلماته هي عين الحقيقة وخلاصة الروح وعصارة المنطق؛ لا تملك الا ان تحسد نفسك بعد سماعها؛ علي معرفتك بهذا الانسان.


    اليوم اقول ان كمال اذ رحل وتركنا كاليتامي؛ فان العزاء في بذرة الحياة التي زرعها قبل ان يقول وداعا لنا نحن المشدوهين والمجروحين والمصدومين. لوعتي انا علي زوجته الرقيقة الملتاعة وعلي طفله الذي لن تكتحل عيناه بمرآه؛ وقلبي معهم من هنا والي ابد الابدين: ولكني اقول لهم لم يمت كمال؛ اذ كان نجمة الحياة في سماوات والعدم؛ وواحة الامل في صحاري الهجرة والانهزام والالم؛ وسيبقي هكذا دائما في ذكرانا؛ نحن من عرفناه؛ نستمد من ذكراه الصبر الجميل؛ ونتعلم طريق الانسانية الحقة؛ حتي نلحق به ذات يوم؛ لاكمال ما انقطع من حديث.



    عادل عبدالعاطي

    4فبراير 2005

    فهل ننتظر موتاً آخر لانسانية حقيقية أخرى لنعرف كم ضيَعنا؟؟؟؟؟؟
                  

02-06-2005, 02:41 AM

Abubaker Kameir

تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: lana mahdi)

    الاستازة المحترمة لنا مهدي

    الراحل المقيم كمال فقد كبير و كما بينت في بوستك و بين باقي الاخوة و الاخوات في كلمات عزائهم عظمة انسانية هذا الرجل. لة الرحمة و البركة و ربنا يصبر زوجتة المكلومة

    مع صادق الود

    ابوبكر كمير
                  

02-06-2005, 03:54 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: Abubaker Kameir)

    اخي الحبيب ابوبكر
    من خلال كلمات اصدقائه كونت صورة غاية فى الجمال عن المرحوم كمال
    رحمه الله و اسكنه جنان الخلد و صبر زوجته الحبيبة واسرته و اصدقائه
                  

02-06-2005, 04:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
متى يستيقظ الأحرار؟؟!! (Re: lana mahdi)

    الأخت الحبيبة الأستاذة لنا،
    تحية المودة والاحترام

    Quote: أعرف انكم لم تفيقوا من حزنكم
    ولربما لن تفيقوا قريباً
    ولكن هذا لا يمنع أن أنثر بعض حزني عليكم
    وربما غضبي
    لماذا لم تعرفوننا هنا على كل هذه الروعةالمسماة بكمال دقدق؟؟؟؟؟؟؟
    كم تمنيت ان التقى صديقكم و لو عبر المنبر فصفاته التى ذكرتم ستصبح بعد عهد من المنقرضات
    هذا الاخ الحبيب الوفي العملاق نقى القلب و السريرة نادر الصفات الاصيل كان حرياً به ان يكون هنا
    وفى كل مكان لينشر وعيه و استنارته،
    فهل ننتظر موتاً آخر لانسانية حقيقية أخرى لنعرف كم ضيَعنا؟؟؟؟؟؟

    كلماتك استدعت الدمع في المآقي.. وفي الحقيقة كان وجود كمال ضرورة كبيرة في هذا المنبر، ولكن للناس ظروف قاهرة أهمها ظروف العمل العجيبة في هذه البلاد لكثير من السودانيين.. وأنا أرجو أن يتمكن المزيد من السودانيين المثقفين المهمومين ببلدهم من استخدام الكتابة والتواصل في المنابر المفتوحة.. ولولا مثل هذا المنبر لما كنا قد عرفنا كل هذا الكم من السودانيين بمختلف مشاربهم واختلافاتهم بل ومناطحاتهم، فكل هذا ضروري جدا بشرط توفر المسئولية مع الحرية وهذا ما نرجوه لهذا المنبر العملاق..

    أنا أعرف أن هناك كثيرين يترددون في الاشتراك بالكتابة في المنبر ويفضلون أن يظلوا قارئين.. ولكن كما تعرفين فإن حقائق كثير من الناس تظهر عندما نفقدهم بالموت.. سأحكي هذه الحادثة التي حدثت في بيت عزاء أخينا وصديقنا كمال الذي توفي فجأة، وقد حكتها لي زوجتي إلهام.. اتصل أحد السودانيين من أصدقاء الفقيد بمنزل المرحوم وهو لا يعرف برحيله المفاجئ.. في بداية المحادثة مع زوجة المرحوم كان يسمع أصواتا من حولها، فقال لها شيئا في معنى "معاكم ناس كتيرين الليلة" وكانت هي تظن أنه قد اتصل ليعزي، ويبدو أنها استغربت السؤال، فأخبرته أن هؤلاء قد جاءوا لتعزيتها فسألها "في من يعزوك؟؟" فقالت له "في كمال" فصعق الصديق ولم يستطع أن يواصل، وكان في نفس اليوم قد وصل منه طرد، من الإمارات، عبارة عن هدايا للاسرة بمناسبة الزواج.. تخيلي؟؟!!
    لا حول ولا قوة إلا بالله..
    هذه القصص الحزينة كلها من ميراث الذل والتشريد الذي فرضته حكومة الجبهة الظالمة على السودانيين المشتتين في المنافي.. وأنا لا شك لدي بأن مأساة كثير من السودانيين تفوق مأساة الفلسطينيين.. وهي مآسي عبر عنها الشاعر محمود درويش تعبيرا مؤثرا.. فكم من سوداني مثقف ومناضل شريف عاد لبلده في كفن أو في صندوق، ويكفي أن نذكر الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد الذي رفضت المستشفى في قطر أن تسلمه جواز سفره ما لم يسدد الـ 60 ألف ريال تكاليف العلاج والغسيل الكلوي هناك، ولم تسلمه إياه إلا قبل وفاته بيومين أو ثلاثة..

    يقول محمود درويش:




    وعــاد فـي كـفـن


    يحكونَ في بلادنا

    يحكونَ في شَجَنْ

    عن صاحبي الذي مضى

    وعادَ في كفنْ

    كانَ اسمهُ...

    لا تذكروا اسمَه !

    خلّوهُ في قلوبنا...

    لا تدعوا الكلمه

    تضيعُ في الهواءِ كالرماد..

    خلّوهُ جرحاً راعفاً.. لا يعرفُ الضمادْ

    طريقهُ إليهِ

    أخافُ يا أحبتي.. أخافُ يا أيتامْ..

    أخافُ أن ننساه في زحمةِ الأسماءْ

    أخافُ أن يذوبَ في زوابعِ الشتاء !

    أخافُ أن تنامَ في قلوبنا

    جراحنا..

    أخافُ أن تنامْ

    2

    العمرُ.. عمرُ برعمٍ لا يذكرُ المطرْ..

    لم يبكِ تحتَ شرفةِ القمر

    لم يوقفِ الساعاتِ بالسهر

    وما تداعتْ عندَ حائطٍ يداه..

    ولم تسافرْ خلفَ خيطِ شهوةٍ.. عيناه !

    ولم يقبِّلْ حلوةً..

    لم يعرفِ الغزلْ

    غيرَ أغاني مطربٍ ضيّعهُ الأملْ

    ولم يقلْ لحلوةٍ: الله !

    إلا مرّتين !

    لم تلتفت إليه.. ما أعطتهُ إلا طرفَ عين

    كانَ الفتى صغيراً..

    فغابَ عن طريقها

    ولم يفكّر بالهوى كثيراً..!

    3

    يحكونَ في بلادنا

    يحكونَ في شجنْ

    عن صاحبي الذي مضى

    وعادَ في كفنْ

    ما قالَ حينَ زغردتْ خُطاهُ خلفَ الباب

    لأمّه: الوداع !

    ما قالَ للأحبابِ.. للأصحاب:

    موعدُنا غداً !

    ولم يضعْ رسالةً.. كعادةِ المسافرين

    تقولُ إني عائدٌ وتسكتُ الظنون

    ولم يخطَّ كلمةً..

    تضيءُ ليلَ أمه التي..

    تخاطبُ السماءَ والأشياء،

    تقولُ: يا وسادةَ السرير !

    يا حقيبةَ الثياب !

    يا ليلُ ! يا نجومُ ! يا إلهُ ! يا سحاب!

    أما رأيتم شارداً.. عيناهُ نجمتان؟

    يداهُ سلّتانِ من ريحان

    وصدرهُ وسادةُ النجومِ والقمرْ

    وشعرهُ أرجوحةٌ للرّيحِ والزهرْ!

    أما رأيتم شارداً

    مسافراً لا يحسنُ السفر؟!

    راحَ بلا زوّادةٍ.. من يطعمُ الفتى

    إن جاعَ في طريقهِ

    من يرحمُ الغريب؟

    قلبي عليهِ في غوائلِ الدروبْ

    قلبي عليكَ يا فتى.. يا ولداه!

    قولوا لها، يا ليلُ! يا نجومُ!

    يا دروبُ! يا سحاب!

    قولوا لها: لن تحملي الجواب

    فالجرحُ فوقَ الدمعِ.. فوقَ الحزنِ والعذاب

    لن تحملي.. لن تصبري كثيراً

    لأنه..

    لأنه ماتَ، ولم يزلْ صغيراً !

    4

    يا أمَّهُ !

    لا تقلعي الدموعَ من جذورها !

    للدمعِ يا والدتي جذور،

    تخاطبُ المساءَ كلَّ يومٍ

    تقولُ: أينَ قافلةُ المساءِ؟

    من أينَ تعبرين؟

    غصّتْ دروبُ الموتِ.. حينَ سدَّها المسافرون

    سُدَّت دروبُ الحزنِ.. لو وقفتِ لحظتينِ

    لحظتين!

    لتمسحي الجبينَ والعينين

    وتحملي من دمعنا تذكار

    لمن قضَوا من قبلنا.. أحبابنا المهاجرين

    يا أمهُ!

    لا تقلعي الدموعَ من جذورها

    خلّي ببئرِ القلبِ دمعتين!

    فقد يموتُ في غدٍ أبوهُ.. أو أخوهُ

    أو صديقهُ أنا

    خلّي لنا..

    للميّتين في غدٍ لو دمعتين.. دمعتين !

    5

    يحكونَ في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

    حرائقُ الرصاصِ في وجناتهِ

    وصدره.. ووجهه..

    لا تشرحوا الأمورا !

    أنا رأيتُ جرحهُ

    حدَّقتُ في أبعادهِ كثيرا

    "قلبي على أطفالنا"

    وكلُّ أمٍّ تحضنُ السريرا !

    يا أصدقاءَ الراحلِ البعيد

    لا تسألوا: متى يعود؟

    لا تسألوا كثيراً

    بل اسألوا: متى

    يستيقظُ الرجال !؟




                  

02-06-2005, 05:35 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متى يستيقظ الأحرار؟؟!! (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: كلماتك استدعت الدمع في المآقي.. وفي الحقيقة كان وجود كمال ضرورة كبيرة في هذا المنبر، ولكن للناس ظروف قاهرة أهمها ظروف العمل العجيبة في هذه البلاد لكثير من السودانيين.. وأنا أرجو أن يتمكن المزيد من السودانيين المثقفين المهمومين ببلدهم من استخدام الكتابة والتواصل في المنابر المفتوحة.. ولولا مثل هذا المنبر لما كنا قد عرفنا كل هذا الكم من السودانيين بمختلف مشاربهم واختلافاتهم بل ومناطحاتهم، فكل هذا ضروري جدا بشرط توفر المسئولية مع الحرية وهذا ما نرجوه لهذا المنبر العملاق..

    أنا أعرف أن هناك كثيرين يترددون في الاشتراك بالكتابة في المنبر ويفضلون أن يظلوا قارئين.. ولكن كما تعرفين فإن حقائق كثير من الناس تظهر عندما نفقدهم بالموت.. سأحكي هذه الحادثة التي حدثت في بيت عزاء أخينا وصديقنا كمال الذي توفي فجأة، وقد حكتها لي زوجتي إلهام.. اتصل أحد السودانيين من أصدقاء الفقيد بمنزل المرحوم وهو لا يعرف برحيله المفاجئ.. في بداية المحادثة مع زوجة المرحوم كان يسمع أصواتا من حولها، فقال لها شيئا في معنى "معاكم ناس كتيرين الليلة" وكانت هي تظن أنه قد اتصل ليعزي، ويبدو أنها استغربت السؤال، فأخبرته أن هؤلاء قد جاءوا لتعزيتها فسألها "في من يعزوك؟؟" فقالت له "في كمال" فصعق الصديق ولم يستطع أن يواصل، وكان في نفس اليوم قد وصل منه طرد، من الإمارات، عبارة عن هدايا للاسرة بمناسبة الزواج.. تخيلي؟؟!!
    لا حول ولا قوة إلا بالله..
    هذه القصص الحزينة كلها من ميراث الذل والتشريد الذي فرضته حكومة الجبهة الظالمة على السودانيين المشتتين في المنافي.. وأنا لا شك لدي بأن مأساة كثير من السودانيين تفوق مأساة الفلسطينيين.. وهي مآسي عبر عنها الشاعر محمود درويش تعبيرا مؤثرا.. فكم من سوداني مثقف ومناضل شريف عاد لبلده في كفن أو في صندوق، ويكفي أن نذكر الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد الذي رفضت المستشفى في قطر أن تسلمه جواز سفره ما لم يسدد الـ 60 ألف ريال تكاليف العلاج والغسيل الكلوي هناك، ولم تسلمه إياه إلا قبل وفاته بيومين أو ثلاثة..

    يقول محمود درويش:



    وعــاد فـي كـفـن


    يحكونَ في بلادنا

    يحكونَ في شَجَنْ

    عن صاحبي الذي مضى

    وعادَ في كفنْ

    كانَ اسمهُ...

    لا تذكروا اسمَه !

    خلّوهُ في قلوبنا...

    لا تدعوا الكلمه

    تضيعُ في الهواءِ كالرماد..

    خلّوهُ جرحاً راعفاً.. لا يعرفُ الضمادْ

    طريقهُ إليهِ

    أخافُ يا أحبتي.. أخافُ يا أيتامْ..

    أخافُ أن ننساه في زحمةِ الأسماءْ

    أخافُ أن يذوبَ في زوابعِ الشتاء !

    أخافُ أن تنامَ في قلوبنا

    جراحنا..

    أخافُ أن تنامْ

    2

    العمرُ.. عمرُ برعمٍ لا يذكرُ المطرْ..

    لم يبكِ تحتَ شرفةِ القمر

    لم يوقفِ الساعاتِ بالسهر

    وما تداعتْ عندَ حائطٍ يداه..

    ولم تسافرْ خلفَ خيطِ شهوةٍ.. عيناه !

    ولم يقبِّلْ حلوةً..

    لم يعرفِ الغزلْ

    غيرَ أغاني مطربٍ ضيّعهُ الأملْ

    ولم يقلْ لحلوةٍ: الله !

    إلا مرّتين !

    لم تلتفت إليه.. ما أعطتهُ إلا طرفَ عين

    كانَ الفتى صغيراً..

    فغابَ عن طريقها

    ولم يفكّر بالهوى كثيراً..!

    3

    يحكونَ في بلادنا

    يحكونَ في شجنْ

    عن صاحبي الذي مضى

    وعادَ في كفنْ

    ما قالَ حينَ زغردتْ خُطاهُ خلفَ الباب

    لأمّه: الوداع !

    ما قالَ للأحبابِ.. للأصحاب:

    موعدُنا غداً !

    ولم يضعْ رسالةً.. كعادةِ المسافرين

    تقولُ إني عائدٌ وتسكتُ الظنون

    ولم يخطَّ كلمةً..

    تضيءُ ليلَ أمه التي..

    تخاطبُ السماءَ والأشياء،

    تقولُ: يا وسادةَ السرير !

    يا حقيبةَ الثياب !

    يا ليلُ ! يا نجومُ ! يا إلهُ ! يا سحاب!

    أما رأيتم شارداً.. عيناهُ نجمتان؟

    يداهُ سلّتانِ من ريحان

    وصدرهُ وسادةُ النجومِ والقمرْ

    وشعرهُ أرجوحةٌ للرّيحِ والزهرْ!

    أما رأيتم شارداً

    مسافراً لا يحسنُ السفر؟!

    راحَ بلا زوّادةٍ.. من يطعمُ الفتى

    إن جاعَ في طريقهِ

    من يرحمُ الغريب؟

    قلبي عليهِ في غوائلِ الدروبْ

    قلبي عليكَ يا فتى.. يا ولداه!

    قولوا لها، يا ليلُ! يا نجومُ!

    يا دروبُ! يا سحاب!

    قولوا لها: لن تحملي الجواب

    فالجرحُ فوقَ الدمعِ.. فوقَ الحزنِ والعذاب

    لن تحملي.. لن تصبري كثيراً

    لأنه..

    لأنه ماتَ، ولم يزلْ صغيراً !

    4

    يا أمَّهُ !

    لا تقلعي الدموعَ من جذورها !

    للدمعِ يا والدتي جذور،

    تخاطبُ المساءَ كلَّ يومٍ

    تقولُ: أينَ قافلةُ المساءِ؟

    من أينَ تعبرين؟

    غصّتْ دروبُ الموتِ.. حينَ سدَّها المسافرون

    سُدَّت دروبُ الحزنِ.. لو وقفتِ لحظتينِ

    لحظتين!

    لتمسحي الجبينَ والعينين

    وتحملي من دمعنا تذكار

    لمن قضَوا من قبلنا.. أحبابنا المهاجرين

    يا أمهُ!

    لا تقلعي الدموعَ من جذورها

    خلّي ببئرِ القلبِ دمعتين!

    فقد يموتُ في غدٍ أبوهُ.. أو أخوهُ

    أو صديقهُ أنا

    خلّي لنا..

    للميّتين في غدٍ لو دمعتين.. دمعتين !

    5

    يحكونَ في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

    حرائقُ الرصاصِ في وجناتهِ

    وصدره.. ووجهه..

    لا تشرحوا الأمورا !

    أنا رأيتُ جرحهُ

    حدَّقتُ في أبعادهِ كثيرا

    "قلبي على أطفالنا"

    وكلُّ أمٍّ تحضنُ السريرا !

    يا أصدقاءَ الراحلِ البعيد

    لا تسألوا: متى يعود؟

    لا تسألوا كثيراً

    بل اسألوا: متى

    يستيقظُ الرجال !؟

    أخي الحبيب ياسر
    ويح هذا العالم لو انقرض نبلاؤه !
    Quote: يا أصدقاءَ الراحلِ البعيد

    لا تسألوا: متى يعود؟

    لا تسألوا كثيراً

    بل اسألوا: متى

    يستيقظُ الرجال !؟

    ؟؟؟؟؟؟؟
                  

02-06-2005, 07:03 AM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متى يستيقظ الأحرار؟؟!! (Re: lana mahdi)

    التحية لك الاخت
    لنا
    سيظل كمال بروحه الجميلة فى قلوب محبيه واصدقائه العديديين
    لا انسى عندما كنت اسكن مع الصديق عادل الوسيلة..بمدينة تورنتو
    وكان يهاتفه كمال دقدق دائما ..ورغم عدم معرفتى به سابقا
    الا اننا كنا نتحدث كثيرا ..وكاننا اصدقاء او تقابلنا من قبل
    ان حزنى عليه كبير..فهو من الاصدقاء الذين لم تلتقيهم..ولكنك تصتفيهم
    لمعادنهم الثمينة
    له الرحمة..والتعازى الحارة لزوجته المكلومة..ولطفله القادم
    ونتمنى ان يراعيه اصدقائه الكثر كانه ابنهم تماما
                  

02-06-2005, 07:09 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متى يستيقظ الأحرار؟؟!! (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    Quote: سيظل كمال بروحه الجميلة فى قلوب محبيه واصدقائه العديديين
    لا انسى عندما كنت اسكن مع الصديق عادل الوسيلة..بمدينة تورنتو
    وكان يهاتفه كمال دقدق دائما ..ورغم عدم معرفتى به سابقا
    الا اننا كنا نتحدث كثيرا ..وكاننا اصدقاء او تقابلنا من قبل
    ان حزنى عليه كبير..فهو من الاصدقاء الذين لم تلتقيهم..ولكنك تصتفيهم
    لمعادنهم الثمينة
    له الرحمة..والتعازى الحارة لزوجته المكلومة..ولطفله القادم
    ونتمنى ان يراعيه اصدقائه الكثر كانه ابنهم تماما

    اخي الحبيب عبدالمنعم
    له الرحمة و وفاء اصدقائه و محبتهم و كينونته الباقية فى طفله الوليد الذى لن يقطع عمله ابدا بل سيجعله مستمرا
    محبتي لك
                  

02-06-2005, 01:25 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: lana mahdi)

    وويــــــــــــــــح هذا العالم لو انقرض نبلاؤه!!
                  

02-06-2005, 03:13 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: lana mahdi)

    أختي السياسية المرهفة لنا مهدي

    نعم لقد قصرنا في حقه وحقنا وحق الوطن
    ولعلنا نفتح الأفق مخدة يستند عليها من هم من طينته ولا زالوا في دنيا الغربتين
    غربة الحرب والترحال علي منوال حديثه لعادل..
    هناك اسماء كثيرة في الخاطر لاندري اين تحط رحالها الآن علينا إستكتابهم أو الكتابة عنهم مثلا عندكم في حزب الأمةأولاد جلال وبولاد قد كانوا من العناصر الخطابية المتميزة وانقطع خبرهم عنا الأن...
    علي كل حال كنت في حديث قبل سويعات مع بعض أصدقاء الفقيد طرحت فيه فكرة جمع سيرته وآثاره في كتاب سنأمن طباعته ووافقوا علي الفور...ومن منبرك هذا أدعو كل من يود المساهمة في هذا المشروع الإتصال بي علي إميلي الموجود بالبروفايل أو بعضو المنبر الأخ محمد عثمان الحاج..
                  

02-06-2005, 08:44 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: Sinnary)

    الاخت لنا
    لم التقي كمال بالوجه ، لكن منذ عام ونصف ونحن نتهاتف ، كان يناقشني في اشياء كثيرة ، وفي كثير من الاحيان كان حديثنا يتطرق للمنبر وعن مشاركات كثيرة هنا ، كمال ناقشني في كثير مما كتبته هنا احيانا كثيرة ناقد لبعض الافكار لكن بطريقة تشعرك انه لا ينقدك بل يقرأك ... قلت له قبل مدة قصيرة انت ما تجي تكتب في المنبر .. ولا اذكر رده لكنه كان يعني انه يتابع وبالجد كان يتابع اكثر من كثيرين هنا لكل البوستات .. اعتقد ان كمال وجد لاشياء اخرى في حياتنا هو انسانيتنا وانساننا .. وسيظل الانسان الذي فينا ... له كل هذا الحب والدمع
                  

02-07-2005, 12:02 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: ابنوس)

    Quote: اعتقد ان كمال وجد لاشياء اخرى في حياتنا هو انسانيتنا وانساننا .. وسيظل الانسان الذي فينا ... له كل هذا الحب والدمع

    اخي الحبيب ابنوس
    هو الانسان الذى فينا
    هو الانسان الذى فينا رحمه الله
                  

02-07-2005, 11:58 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: Sinnary)

    اخي الحبيب سنارى
    احس بقشعريرة برد عندما افكر في من ماتوا خارج بلادهم و دفنوا خارج ارضهم

    Quote: ولعلنا نفتح الأفق مخدة يستند عليها من هم من طينته ولا زالوا في دنيا الغربتين
    غربة الحرب والترحال علي منوال حديثه لعادل..

    فهلمواالينا برجال دنياالغربتين قبل ان نعض اصابع الندم
    محبتى لك
                  

02-08-2005, 04:31 AM

ياسر فريد سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 57

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: lana mahdi)


    الأخت / لنا
    ولكل أصدقاء وأسرة الراحل كمال دقدق
    أحر التعازي وأنبل مواساة ، ورغم عدم
    معرفتي بالراحل كمال ولكن من خلال ماذكرتموه
    عنه أحسست وكأني أعرفه من زمن بعيد .. وتذكرت
    عبارة دائماً ما أرددها وهي أن الإنسان يبقى
    خالداً بعلاقاته وشهامته وفكره ووعيه وإنسانيته
    ومن هنا سيبقى كمال خالداً في دواخل الجميع..

    ولا أملك سوى الدعاء سائلاً الله أن يرحمه ويلزم
    آله وزويه وأصدقائه الصبر الجميل وحسن العزاء
    وإنا لله وإنا لإليه راجعون ....
                  

02-08-2005, 09:57 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: ياسر فريد سيد أحمد)

    Quote: أن الإنسان يبقى
    خالداً بعلاقاته وشهامته وفكره ووعيه وإنسانيته
    ومن هنا سيبقى كمال خالداً في دواخل الجميع..

    اخي الحبيب ياسر فريد
    هو الحق ما قلت
    لك محبتى و لكمال محبتنا الباقية و دعواتنا له بجنان الخلد
                  

02-10-2005, 07:43 AM

Abdalla Hussain

تاريخ التسجيل: 05-08-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: lana mahdi)

    كمال دقدق في انتباه الظل ومجيء مهيار


    في الحضور وفي الغياب
    جّرد الموت من دهشتنا
    من ساتر الوقت في قلب الحصار
    نام... كي ننام
    استدر إلى الواقفين في أعلى الضباب
    أشهّرهدير الصحو في حُزن الطقوس
    لملم ما تبقى من غزل
    وغني كلما عانق الغيم الحريق
    غني:
    "العزيزة '1'
    العزيزة المابتسأل عن ظروفنا
    العزيزة المابتحاول يوم تزورنا"
    إستلقي قليلاً قبل المساء
    ضع قليلاً من النبيذ في ثُُقب الباب
    أسحب بساط الحياة من الحياة
    كن سعيداً عندما يرن جرس الهاتف
    آلو "مرحبا"
    مرحباً بعناق الورد في انحناء الظل
    أسند ضحكتك الأخيرة إلى جدار الريح
    قبل أن يعلو "ميسرة" فوق القوائم '2'
    كن عادياً كظلنا
    أضف قليلاً من الضوء إلى قهوة الصباح
    كن مُبذراً في الموت
    ومقتصداً في الحياة/ بما يكفي للحياة
    لا تلمني كي لا أحبك أكثر
    الساعة الآن شهقة العابرون إلى السراب
    كن "كبابلو" في رعشة العشاق
    استمع إلى ذكي عبدالكريم في حاجز الدموع '3'
    وبما تحس من دفء في نبض المسام
    ألصق دثار الفجر الملون على لوحة الماء
    ولا تعبأ بالنوارس في شط الجدل
    لا تكني كما أنا العام القادم
    قليلاً من الشجار
    كي تغوص عميقاً في يدي
    وكي أرشق مساءك بالزنابق
    كنت أنيقاً في براويز الماء
    وصخب الحكايات
    كنت ضجيجاً في المنفى العريض
    أنيساً في تفاصيل البنات الجميلات
    ومشدوهاً بين صلاح وصلاح وصلاح وصلاح '4'
    تحب ياسر "سُكّر" وإدوارد '5'
    وتفر من العراك إلى العراك
    تنحاز للطبقة العاملة
    وتعمل مُنظفاً للأواني في مطعم بسيط في النهار
    وتعود في المساء "مُثقفاُ عُضوي"
    تحدثني كثيراً عن هادي العلوي وسيد القمني
    تمنح المفازات ضوءها
    تراوغ الغمام في ضحكة اللقالق
    وبما تبقى من فرح مخاتل
    تعلن احتشادك في قلب غادة
    وتنتظر مجيئ مهيار
    شمساً في ليل بابل الطويل
    وإذ بالحياة تباغت الحياة
    درباً ترجل منك خلسةً
    وغاب في الأزل


    ...........



    ( يا أمــــــــه! '6'
    لا تقلعي الدموعَ من جذورها
    خلّي ببئرِ القلبِ دمعتين!
    فقد يموتُ في غدٍ أبوه..ُ أو أخوهُ
    أو صديقه أنا
    خلّي لنا.. للميتين في غدٍ لو دمعتين.. دمعتين!)



    كما وعد البحر، تماماً، عند اصطفاف الغيوم أعلى الشفق، خفق جناحاك حذاء الغياب،
    وطرت إلى السديم، ما بعد الحكايا ترف " لن نحكيه" ـ أيقونة على صدر فبراير/ شباط ـ
    لن أحبك بعد الآن أكثر، كي أحب الضجر، لن أحبك، كي أغسل دموعي من حير النهاية
    وسرو الماء، لن أحبك أكثر كي يعبر "مهيار" وديعاً تحت الظلال، لن أحبك كي تبقى ا
    لمراجيح قُبالة الضوء......................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ..................................................


    ويستمر جدل حياة/ موت رمزية حضور/ غياب


    ويرن الهاتف كلما ضاقت مساءاتي بالنبيذ، يأتي صوتك في الواحدة ما بعد منتصف
    الحُلم راجلاً في الغيوم، مساء الخير...


    إدوارد سعيد!!

    أمازحك قائلاً: كل ما استند إليه سعيد في نقد ماركس في "الاستشراق" هو مخطوطة "نمط
    الإنتاج الآسيوي" منعزلة عن مجمل أعماله، وحتى في ذلك فهو على مدى الصفحات التي تناول
    فيها ماركس كثيراً ما يكرر عبارة " وحتى ماركس" في إيحاء واضح،وحتى.......

    تقاطعني: "موفقاً" بين عشقك لماركس وحبك لسعيد، إدوارد على خُطى سارتر!


    " إعادة بناء الإشتراكية مُهمة صعبة، ولكن ليست مستحيلة" يقول...

    انطلاقا من موضوع "التحسر على الذين غابوا"

    "الفكرة القائلة بأنه إذا كانت كل الأشياء آيلة إلى الزوال، فإننا نحتفظ منها
    بأسماء خالصة"



    لن أدثرك بمزيد من المراثي يا حبيبي، فقط دعني أُثبّت هذه الأيقونة على صدر فبراير


    " لا وجود لأية وردة"


    يا إيكو، كيف بدا المساء هناك؟


    " لقد كان صباحا رائعا في أواخر نوفمبر "


    وأنخرط من جديد في قراءة غرامشي ، كي أحقق رغبتي الكامنة في قتل الكافيار، حتى أفهمك
    أكثر-

    كيف تقرأ يا محمود درويش المثل الهندي

    والحال أن هناك مثلا هنديا يقول :

    " اجلس على ضفة النهر وانتظر فستطفو لا محالة جثة عدوك فوق الماء"


    (هناك التقيت بإدوارد قبل ثلاثين عاما'7'
    وكان الزمان أقلَّ جموحا من الآن
    قال كلانا:
    إذا كان ماضيك تجربة
    فاجعل الغد معنىً ورؤيا
    لنذهب إلى غدنا واثقين بصدق الخيال
    ومعجزة العشب
    لا أتذكر أنّا ذهبنا إلى السينما في المساء
    ولكنْ سمعت هنودا قدامى ينادونني
    لا تثق بالحصان ولا بالحداثة
    لا ضحية تسأل جلادها: هل أنا أنتَ
    لو كان سيفي أكبرَ من وردتي
    هل تسأل إن كنت أفعل مثلك
    سؤال كهذا يثير فضول الروائي)



    لا تهزوا المرايا هكذا يا أصدقاء حتى لا يتوه الباهلي في زحمة العشاق

    فقط

    كنت بحاجة لاختبار قدرتي على رؤية الموت طافياً على صفحة الماء كي أُعزّز ظنوني بالحياة،

    .وبعد!؟


    عفواً حبيبي، دعني أنزع عنك رداء الميثولوجيا لتكن عادياً نحبك، دعني أفتح نافذه على
    احتمال التسكع حتى لا تخنقك القُبل،

    بقليل من اللؤم

    غداً سأنام

    لأواصل موتي !.



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    في حضور الهامش كانوا:

    '1' من أغاني الراحل المفضلة.
    '2' ميسرة محمد صالح.
    '3' الفنان ذكي عبد الكريم.
    '4' صلاح الخليفة، صلاح سليمان، صلاح حاج سعيد، صلاح بن البادية.
    '5' ياسر محمد خير "سُكّر"، إدوارد سعيد.
    '6' شعر محمود درويش، من قصيدة "وعاد في كفن".
    '7' شعر محمود درويش من قصيدة "طباق".
                  

02-11-2005, 09:18 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: Abdalla Hussain)

    اخي الحبيب عبدالله حسين
    الكلمات النبيلة كما الاشخاص النبلاء شديدي الانسانية
    هم حتماً الباقون و لو تصورنا انهم ليسوا هنا
    بيننا
    لكنهم هنا
    بيننا
                  

02-10-2005, 09:25 PM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: lana mahdi)

    الاستاذه العزيزه لنا
    التحيه والإحترام والشكر الجزيل
    تتقاصر قامات المفردات المتقطره حزنا عندما توجه نحو ذاك الكمال الإنسانى.
    تتكاثف معانى الالم وإحساسات الفقدان وشعوريات الاسى عندما تلسعك حقيقة فقدان كمال.
    كان وسيظل رمز الإلفه فينا
    كان وسيظل سيدنا جميعا فى الود
    كتلة الفرح والامل .نبع المعرفه الصافى

    فى حضرة كمال يطيب الجلوس والتامل والتواصل والتفاكر والتثاقف
    حميما
    نظيفا
    منتميا
    مهموما
    ماتلقا

    ( لقد يتم جيلنا برحيله الباكر) الهم ارحمه واغفر له وتقبله قبولا حسنا
                  

02-11-2005, 09:20 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق (Re: فارس موسى)

    Quote: فى حضرة كمال يطيب الجلوس والتامل والتواصل والتفاكر والتثاقف
    حميما
    نظيفا
    منتميا
    مهموما
    ماتلقا

    اخي الحبيب فارس
    يعنى ما كان كمال زول دنيا ابدا زى ما بقولوا اهلنا
    له الرحمة والجنان و لكم الصبر على الفقد الجلل وجعل الله امتداده فى ابنه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de