سمير جرجس : الدبارة ع.ع.إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2005, 00:28 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سمير جرجس : الدبارة ع.ع.إبراهيم

    د. عبدالله علي ابراهيم
    جريدة الصحافة

    قرأت كلمتين مؤثرتين في محاسن فقيد الوطن المرحوم سمير جرجس، لكل من الأستاذين كمال الجزولي والسر مكي أبو زيد. وقد استصفيا في الفقيد وقوفه رمزاً على السماحة السياسية التي سلفت في الخمسينات والستينات. وهي سماحة جعلت منه، وهو من الأقلية القبطية والدينية بمكان، كادراً سياسياً مرموقاً في حركة اشتراكية اجتماعية لغمار الناس. وقد نبه الجزولي الى فضل الأقباط عامة في تعليم غيرهم من المواطنين حِرفاً اقتصرت عليهم من قبل. وأردت في كلمتي هذه في نعي الراحل العزيز أن اتنزل بكلمة الجزولي من عمومها القبطي الى ما لقنه سمير شخصياً لرفاقه في الحزب الشيوعي حين تولي إدراة تحرير جريدة «الميدان» لدورتين من دورات صدورها في العلن وهي الفترة 1954م الي 1958م ومن 1965م الي 1966م. ولم يكن سمير ضمن أسرة تحرير «الميدان» في الفترة الثالثة (1985-1989م) لخروجه عن الحزب الشيوعي في ملابسات انقلاب مايو 1969م. وسيقتصر حديثي على الفترة الأولى بالنظر الى توفر بعض أرشيف جريدة «الميدان» لتلك الدورة بطرفي.
    جاء سمير الى «الميدان» بخبرة أهله الأقباط في الدبارة وإدارة الأعمال. وكان مدير تحرير ومديراً مالياً في وقت واحد. بل ربما غلب الدور الأخير على الأول. والسبب في ذلك أنه علم بالطبع انه سيدير جريدة لحزب كادحين لا منعم يجري رزقها عليها أو سوق إعلان تغنيه تكفف الناس. وأصبحت تبعة سمير ان يستولد ما سينفقه على الجريدة من عضوية حزب أكثره غلابى وتنوشهم اشكال من «المقويات» (كما كان يعرف اشتراك الحزب الشيوعي) بلغت في يوم من الأيام خمسة في المائة من مرتب العضو متى صدق. ويروى عن هذا الهم المالي للشيوعي أن زميلاً جديداً حضر اجتماع خليته لأول مرة. وسمع من المسؤول السياسي المطالب المالية عليه من مقوي وتبرع للميدان واشتراك فيها وهكذا. واستهول الزميل هذه التكلفة العالية لعضوية الحزب. ولما جاء وقت سؤاله عن اسمه الحركي. قال: «اسمي الحركي مرهج» وكان مرهج هو واحد من أشبع تجار الخرطوم. والحال على ما هو عليه لم يكن بوسع سمير ان يدير المجلة من وراء حجاب بل على مسمع ومرأى من القراء، يطلعهم علي صحة الجريدة أولاً بأول. ورتب لذلك باباً اسمه «من الميدان» يدير به مهمته الجامعة للتحرير والتمويل. ويظهر اسم الباب على صورة لرجل بجلابية وعمة يقرأ في صحيفة وعلي الخلف منه منزل وشجرة.
    كانت صورة سمير لصدور الجريدة أنها عملية ولادة. أي أنها تنبثق من حب خالص وعطاء خصيب. وكان يستبطيء المطبعة، الأم، أن تضع حملها في ما رواه عن صدور عدد خاص للميدان ذات مرة. وننقل كلمته هذه في صندوق مصاحب لهذا المقال. وبلغ من هذا الاستبطاء حداً أنه ضرب في رأسه يوماً الوقت الذي ستأخذه مطابع السودان للفراغ من طباعة عدد واحد من اعداد جريدة البرافدا السوفيتية. فقد قال إن رئيس التحرير، السيد بابكر محمد علي، قد أطلعه مرة علي التوزيع اليومي للبرافدا. وهال سمير الرقم وخلص من تضريباته الى أن مطابع السودان الدائخة ستأخذ ستة اعوام كاملة لطباعة ما توزعه برافدا في اليوم وقال: «كم نحن متأخرون».
    وكان «من الميدان» باباً تربوياً للشيوعيين. ولم تكن التربية شاغلاً حزبياً مخصوصاً الإ ما تسرب من باب السياسة تسريباً. ومن دلائل ذلك أن مصير كتاب تربوي مثل «إصلاح الخطأ في العمل الجماهيري» الذي كتبه استاذنا عبد الخالق محجوب ما يزال بعيداً عن تهذيب الشيوعيين برغم صدوره في الستينات الأولى. فلم يكن بوسع سمير او الجريدة ان تخفي مآزقها المالية من القراء المناضلين كما يفعل الكادر السياسي الزاهد تحت الأرض. وهي زهادة بمثابة الاستشهاد المؤجل جعلت لهم هالة قداسة عند الرفاق سلطتهم على الرقاب إلا من استحب الخير والتواضع. غير ان الهالة لا تبقي الإ الى حين يضجر منها الرفيق الزاهد ويهجر الحزب. وكان سمير تربوياً عالي الصوت، كان يضيق بتقاعس موزعي الجريدة من الشيوعيين. وغضب مرة قائلاً في الباب: «ليس هناك جريدة في الكرة الأرضية تعامل بواسطة موزعيها كما تعامل الميدان». وأتبع ذلك بقائمة مدن لم تسدد ديونها للجريدة مثل طابت 12 جنيها وجوبا 4 جنيهات والنهود 14 جنيها. واقترح أن تمنح لمدني وبورتسودان جائزة «الإهمال الذهبية» لمبالغتهما في تراكم الاشتراكات والمتأخرات المزمنة. وأنذر مدني بقطع الجريدة من العدد القادم إن لم تسدد ما عليها. وارسل تحية الى عطبرة وواو وشندي وملكال لاهتمامهم بـ «الميدان». وألزم بورتسودان لاحقاً أن يدفع مشتركو الجريدة مقدماً. وبالفعل نشر مكتب «الميدان» بالثغر اعلانا بالمعني. ونتطرق لجوانب اخرى من بركة سمير على جريدة «الميدان» في كلمة أخيرة قادمة.
    صندوق
    الخميس الماضي:
    بقلم سمير جرجس (من عدد صادر في نحو 1957م)
    كانت الولادة متعثرة ولكن خرج الجنين قوياً جميلاً
    ضحكات عصبية ونوم فوق التروس
    1850 رقم لم تصله مدينة إقليمية من قبل في تاريخ الصحافة السودانية
    مع بداية الليل مساء الأربعاء الماضي توكلنا علي الواحد القهار نحن الأربعة عبد الحميد ونقد وسليمان علي واخوكم (المدير)، ألي هو أنا، وسرنا نحو المنطقة الصناعية نحمل الكميات التي طبعت من عدد «الميدان» الخاص لنذهب بها الي مطبعة مصر حيث يطبع الغلاف ويدبس ويجلد العدد ويعد للارسال للأقاليم. هناك في مطبعة مصر كانت ولادة العدد جد متعسرة. عديد من الماكينات تعمل وتصرخ ولكن الكميات المطلوبة تخرج ببطء قاتل. واخونا عبد الحميد كان منتشياً بعض الشيء فغافلنا ورقد علي احدى الماكينات فوق التروس واخذ تعسيلة ظبط وكان كالفقير الهندي الذي يأخذ راحته عندما ينام فوق المسامير.
    استمر العمل اكثر من عشرين ساعة دون توقف، على الرغم من ذلك لم نستطع أن نلحق ببعض القاطرات والطائرات.. والمرجو من الأصدقاء تقدير الظروف.
    وفي مساء الخميس خرجنا من مطبعة مصر نحمل عدد «الميدان» (وشحناه) في عربة وجلست بجنبه أتأمله، فخلقت في ذاكرتي صورة أمي عندما توشك أن تلد لنا أخاً صغيراً.. وكيف كانت تظل تصرخ ولكن ما أن يخرج أخي الصغير الى الدنيا حتى تضع يدها عليه وتبتسم.. هكذا كان حالنا.
    كلمة أخيرة من عطبرة المجيدة.. تعلمون كم نسخة وزعت من العدد: «1850» نسخة. وهذا رقم لم تصله جريدة سودانية في أي بلد من بلاد الأقاليم من قبل.
    سمير

    سمير جرجس مسعود ( فارس ترجل من صهوته فاترعنا حزنا )




    كمال الجزولى: وعَلَى الأقْبَاطِ .. السَّلامْ
                  

03-29-2005, 01:09 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمير جرجس : الدبارة ع.ع.إبراهيم (Re: محمد صلاح)

    http://alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147496159


    . عبد الله على ابراهيم
    رحل عنا زميلنا المرحوم سمير جرجس الى الأمجاد السماوية. ومن أبرز مساهمات رفيقنا في حركة المستضعفين في الوطن انه تولى إدارة تحرير جريدة الميدان، لسان حال الحزب الشيوعي، التي تركزت أكثر ما تركزت في تدبير المال الذي يكفل صدورها. وقد جاء الى هذه المهمة الشاقة بخبرة قومه القبط في إدارة الأعمال. فانتحى باباً من الجريدة اسمه «من الميدان» خصصه لعرض حالة الجريدة المالية على أعضاء الحزب والأصدقاء والقراء. وكان كشف حال بالأحرى. فما تأخرت بلدة في سداد ما عليها حتى جاء خبرها «في الميدان». وربما استغرب أهل الصحافة الآن مما نشرناه من بلدان جاء خبرها في كشف حال سمير كيف تسللت الميدان الى بنادر وقرى وأرياف لا هي في العير ولا النفير على أيامنا هذه. وكانت تلك عصا سمير.
    وكان لسمير جذرة أيضاً. فقد كان يطنب في الثناء على الرفاق المبادرين المحسنين في توزيع الجريدة. فقد نوَّه بأن كوستي اصبحت في المقدمة بعد العاصمة في التوزيع وحلت محل عطبرة. وكانت عطبرة قد سبق ووزعت أكثر من بورتسودان وكوستي والأبيض مجتمعة. واشاد بتصميم رفاق كوستي على تخطي عطبرة وقد فعلوها بتوزيع «4» اضعاف ما كانوا يوزعونه قبلاً مما يصح القول معه بإمكانية ذيوع الميدان فوق ما يعتقد البعض. وكانت مناسبات مثل الإحتفال بثورة اكتوبر الإشتراكية مناسبات لدفع عجلة توزيع الميدان. فقد جاء من حلفا على شرف هذا اليوم العظيم التزامها بإضافة «58» مشتركاً جديداً وهذه زيادة «85» في المائة من مجموع المشتركين لتلحق حلفا بركب المدن الأخرى في التوزيع. كما التزمت الفاشر بكسب خمسين مشتركاً للميدان.
    واستصرخ سمير الرفاق بمناسبة تغريم الميدان «150» جنيهاً او السجن «9» اشهر للمحرر أن يحزموا أمرهم ويسددوا حقها عليهم اولاً قبل ان يسألوا التبرعات من الناس. وهدد أن الميدان ستتوقف إذا استمرت هذه المعاملة القاسية البشعة لها. واستصرخهم أيضاً حين لاحظ تراخي مراسلو الميدان عن كتابة رسائل أقاليمهم. وقال لهم «خصصنا للأقاليم الصفحة الثانية لاتنقص ولا نصف عمود»، وقد احجمتم مما يستغرب من جريدة تناضل من اجل الشعب وتسعى لحل مشاكله التي هي اكثر من «الهم على القلب». وتحسر يوماً أن الميدان قد خلت من اخبار عطبرة مما يدخل في عداد الفضيحة لصحيفة تتوجه للعمال بشكل رئيسي.
    وكانت مهارة إدارة الأعمال عند سمير تتجلى في قيادته لتوزيع الأعداد الخاصة. فهذه الأعداد التي تصدر في مناسبات مثل عيد الاستقلال أو تحية ثورة أكتوبر الإشتراكية السوفيتية هي أداة لرفع وتيرة التوزيع والتبرع وبناء حلقات القراء. فقد صدر عدد خاص لدفع غرامة الميدان وآخر بالألوان من «24» صفحة خاص بثورة اكتوبر وثمنه خمسة قروش فقط. وحسابه حاضر لا ينتظر الى آخر الشهر. وسخر سمير من مفهوم الشهر عند الرفاق. فالمعلوم بالضرورة أن الشهر «30» يوماً أو «31» يوماً إلا عند موزعي الميدان ممن شهرهم قاطعنو من راسهم. وتوزيع العدد الخاص مما قد تحسدهم عليه صحافتنا الحالية بعد نحو خمسين عاماً. فقد وزعت مدني «800» نسخة منه ونفدت الكمية في ساعة مبكرة يوم وصولها. اما عطبرة المجيدة، في قول سمير، فقد وزعت «1850» نسخة. واضاف أن هذا رقم لم تصله جريدة سودانية في أي بلد من بلاد الأقاليم من قبل. كما ابتكر سمير استفتاء الميدان القراء عن مادتها ومطلوبهم منها. فقد طبع كبوناً في الجريدة يسأل عن معدل قراءتهم للجريدة وما يقرأه الواحد من مواد وما يعجبه وما لايعجبه وما يقترح اضافته. وعلى القارئ أن يقطع الكبون ويرسله الى الجريدة على ص. ب ، الخرطوم:850 كما كان سمير يسافر بنفسه للأقاليم لقيادة حملات التبرع للميدان مثل سفره لكوستي لجمع تبرعات لحروف مطبعة الميدان الجديدة بلغت «17» جنيهاً.
    وكانت الميدان تفسح أبوابها لاستجابات القراء لنداءاتها. فقد قرأ السيد نقد محمد نقد خبر غرامة الميدان ساعة الفطور. وصمم على توفير قرش الشاي ليجمع «60» قرشاً في الشهر. كما تبرع تلميذات الأحفاد الوسطي بـ «138» قرشاً مقتطعة من حق الفطور. ونظمت ضاحية بري حفلاً لدعم صدور الميدان يومية ولم يوفق الأستاذ بقادي مندوب الجريدة لحضور المناسبة لأنه ضل الطريق اليها. وقد تقدم الرسام النور آدم بلوحة لاستاذنا عبدالخالق محجوب مهداة للميدان لتزين بها مكاتبها. ولعل من أوقع ما قرأت من تجاوب القراء مع الميدان ما قام به الرفاق بمدينة كسلا. فقد أرسلوا طرداً من موز كسلا اب نقطة وبرتقال جنائنها لمحرري الجريدة وعمال مطبعتها لما سمعوا عن تأخر مرتباتهم. وارفقوا مع هذا الطرد عنقريبين مما اشتهرت به المدينة لزوم نوم محرري السهرة الذين علموا أنهم يفترشون الغبراء. وكان رقم بوليصة الشحن بالسكة الحديد هو 444729.
    وكانت إدارة تمويل الميدان على الملأ خطة سياسية بليغة. فقد كان سهلاً جداً اتهام الحزب الشيوعي، وهو صاحب الجريدة، بتلقي الدعم من السوفيت للرابطية التي بينهما. وقد كثر الحديث احياناً عن «اموال موسكو» التي تتدفق على الحزب. ولم يصدق ذوو النوايا الحسنة هذه الوشاية بفضل نشاطات مثل نشاط سمير. فقد رأوا قيادياً حزبياً واقفاً بالمرصاد تتسقط أذنه «رنة قرش» الميدان في المحيريبة وواو وحلفا والنهود والفاشر وأروما. وأزال سمير بهذا الضبط المالي، وعلى المكشوف، كل لبس عن عفة يد الحزب وصحيفته. وقد روى أخيراً السيد بابكر محمد علي، رئيس تحرير الميدان بعد المرحوم حسن الطاهر زروق، أنهم كانوا أجروا مبنى بالخرطوم مملوك لسيدة من بري. وكان يضايقها بالطبع تأخير الإيجار.(وقد كنت «أجرياً» (وهذه عبارة اهل بري في المؤجرين) في بري لسنوات طويلة وأعرف التباطوء في سداد الإيجار). وكانت كلما تأخرت الميدان عن الإيجار ضجرت صاحبة الملك وقالت: «إنتو وينو ريئسهم ابو صلعة داك». وتقصد استاذنا عبدالخالق محجوب. والبادي أن هذه البرجوازية قد عرفت بالتجربة أن الشيوعيين لايحثــون روبلات موسكو حثواً.
    جاء سمير للمؤسسة الأهلية بخبرة في الضبط الإداري المالي تضعه على قدم المساواة مع رجال ونساء بنوا صروحاً للشعب. قشة قشة. وهذا هو اقتصاد «قدر ظروفك». وهو الإقتصاد السياسي النبيه للحركات التي اصلها في الشعب وفرعها في الوطن. ومن هؤلاء الشيخ ابوالقاسم هاشم الذي بنى المعهد العلمي بامدرمان وكادر مؤتمر الخريجين الذي بنى المدارس بالعون الأهلي والشيخ بابكر بدري الذي نهض بمدرسة الأحفاد حتى الأستاذ محمد عمر بشير الذي ترك فينا الجامعة الأهلية بامدرمان. وقد جاء أبوالقاسم بهذه الخبرة من ديوان المهدية الذي عمل به. وجاء بابكر بدري بهذه الدقة من عمله بالتجارة أو من جيناته الرباطابية. وقد وقفت خلال إقامتي بين الرباطاب عن كثب على حرصهم على مشروعات النفع العام وسدادهم الكثير. والقائمة بلا حصر فمنهم اخي عبدالله محي الدين بعطبرة والمرحوم ابو هدية بسنكات. وقس على ذلك.
    رحم الله سميراً ومن سبقه من جيله اليساري الذين تفانوا، حرفياً، لبناء صرح مجيد للسودان ولكادحيه مما يستضاء بهم في الليلة الظلماء التي اثقلت على العباد.
                  

03-29-2005, 02:57 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمير جرجس : الدبارة ع.ع.إبراهيم (Re: محمد صلاح)

    وسيظل سمير جرجس علامة فارقة في مسيرة النضال والإلتزام ونكران الذات ،سمير بعض من تاريخ الحزب الشيوعي المجيد وصحافته المنحازة لقضايا الشعب وأحلامه المشروعة ، وستظل سيرته الناصعة ملهمة لجيل جديد من الزملاء و المناضلين
                  

03-29-2005, 09:33 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمير جرجس : الدبارة ع.ع.إبراهيم (Re: أبو ساندرا)

    Quote: شهادة سمير جرجس

    التحقت بجريدة الميدان مديراً للادارة عام 1956 وكان موقعها بالسوق العربي الخرطوم -شقة صغيرة من غرفتين. وكانت للميدان مطبعة خاصة بها في موقع آخر بالسوق العربي- مطبعة عتيقة صنعت في اوائل القرن العشرين (بدايته)، وكانت الحروف تجمع باليد بجهد عظيم.

    في عام 1957 انتقلنا بالمكاتب الى شقة تقع فوق المطبعة، فأصبحت الادارة والتحرير والمطبعة في مكان واحد وكانت نقلة كبرى.

    كانت الميدان تصدر يومي الاثنين والخميس فقط وكانت تباع بسعر قرش واحد فقط (الجنية السوداني كان به مائة قرش) وللقارئ ان يتخيل ويقارن . وكانت وجبة الطعام لا تكلف اكثر من ثلاثة قروش!!

    كانت هيئة التحرير تتكون من شخصين فقط . الاستاذ بابكر محمد علي فضل والمرحوم مامون محمد الامين –بين عامي 1957-1958 اصبح عدد المحررين اربعة حيث انضم للتحرير كل من الاساتذة محمد علي بقادي والاستاذ عبد الله عبيد – تطور الوضع التحريري بالمطبعة، وكان محمد علي بقادي مسئولاً عن الاخبار العالمية يتابعها عن طريق راديو بائس وبعض الصحف والمجلات العالمية ويحرر عبد الله عبيد عموده (من طرف الشارع) وكان لهذا العمود شعبية كبيرة.

    كانت الميدان توزع في كل مدن وقرى السودان، بشكل منتظم، وكان الملفت للنظر، ان بعض المدن الصغيرة والقرى توزع توزيعاً عالياً مثلاً اروما وابو قوته ولها مراسلين في كل انحاء السودان – كانت الميدان بحق منبراً ناشراً للوعي والافكار التقدمية تستنهض الحركة العمالية والشبابية والنسائية والطلابية وتهتم كثيراً بمشاكل الفقراء والمظلومين –كانت منبراً حراً والذي يجدر ذكره ان الحريات في تلك الفترة قبل انقلاب عبود كانت ذات مساحة كبيرة وكل امر يخضع لحكم القانون ولا ايقاف او مصادرة او تعطيل وكانت الاحكام وفق القوانين المقيدة للحريات احكامها مخفضة واذكر ان رفعت الحكومة قضية ضد الاستاذ بابكر محمد علي وحكمت المحكمة بشهرين سجن- وكانت المعاملة خاصة بسجن كوبر و تسمى جنة عباس (نسبة لعباس مدير السجون) واذكر ان الاستاذ بابكر طلب مني عدم استئناف الحكم إلا بعد 14 يوماً، لانه يريد ان يرتاح في هذا المكان الجميل – ولنا ان نتخيل ونقارن بين ذلك الزمان والواقع الحالي – في الاستئناف برأت المحكمة الاستاذ بابكر وشطب الاتهام . بعد انقلاب عبود اغلقت الميدان.

    بعد ثورة اكتوبر 1964 عادت الميدان للصدور يومية وفي منتهى القوة ورأس تحريرها المرحوم عمر مصطفى المكي ومعه كوكبة من اعضاء الحزب الشيوعي – الاساتذة – التجاني الطيب بابكر والمرحوم مكي عبد القادر وميرغني حسن علي وعبد الله عبيد.

    كانت الميدان اكثر الصحف الحزبية توزيعاً وانتشارا.ً وكانت تنافس جرائد (الايام) و(الرأي العام) .

    كانت -الميدان- توزع بالآلاف في كل انحاء السودان وفي مصر والاتحاد السوفيتي وبعض الدول الاشتراكية.

    وظلت منبراً حراً وناشراً للفكر الشيوعي والاشتراكي . كانت تصدر مثل كل صحف ذلك الزمان في ثماني صفحات ولأنها كانت محرومة من الاعلانات، فقد كانت صفحاتها، مليئة بالمقالات والتحليلات وكانت تساوي اكثر من عدد صحيفتين . بعد الهجمة الرجعية، وحل الحزب الشيوعي عام 1965 اوقفت الميدان مرة اخرى واصبحت تصدر سرية . بعد انتفاضة ابريل 1985 عادت الميدان يومية مرة اخرى، كأقوى ما تكون، ورأس تحريرها الاستاذ التجاني الطيب بابكر وكانت في صحف المقدمة الى ان اتى انقلاب الجبهة القومية الاسلامية واغلق الميدان وعادت للصدور سرية ولها الان موقع على الانترنت يطلع عليه الالاف في كل انحاء العالم .

    ظلت الميدان علانية او سرية منبراً ومشعلاً للفكر التقدمي كاشفة لكل النقائص في المجتمع ومنبراً معارضاً للحكم الرجعي والاستبدادي. ستظل الميدان وستبقى سائرة الى الامام متدثرة بكل تاريخها وتاريخ حزبها ولن تستطيع اي قوى اخفاء صوتها .

    فإلي الامام والى الابد....

    سمير جرجس

    أغسطس 2004

    نشرت بكتاب العيدالخمسين (الميدان: صوت حزب، قصة شعب)

    http://www.midan.net/nm/private/almidan/m2000/midan2000.htm#من%20الارشيف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de