|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: Hani Abuelgasim)
|
عزيزي برير
ذهبت الانتفاضة مع الريح، هباء منثورا. اشعر بالحسرة و الغضب حد البكاء! ضاعت و لم تجد من يبكي عليهاإلا بعض دموع من فقدوا اعزاء في اتونها يذكروهم من يوم 26 مارس إلى 6 ابريل و لسان حالهم يقول: هل استحق الفجر القادم ارواحهم؟ هل هو إلا فجرا كاذبا؟ هل كانوا يستحقون الموت لاجل فراغ مقيت؟.. شهداء لم يعد يذكرهم احد.
ضاعت كيف؟ ولماذا؟ و من المسؤول عن الضياع؟
اسئلة تحتاج للاجابة، فهل من مجيب؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
ان مشاهدي و مراقبي ميدان اللعبة السياسية السودانية ظلت أذهانهم مشدوهة لدرجة البلاهة الى سلوك كبار اللاعبين وقواعد اللعبة لمدة خمسين عاماً. ان صدمة الدهشة تحتد دوماً مع إزدياد شدًة تيارات المغالاة وإحتدام درجة المباراة بين العسكر و اللاعسكر جيل الامس وجيل اليوم,خطابي اليمين واليسار وأزمة اكتشاف الذات فى سياق نفسه مازوم. وكان الخاسر الوحيد خلال نصف القرن المنصرم هو جمهرة الغبش التي خمد صوتها مع ضياع شعارات مناهضة الاستعمار , ثورة إكتوبر و إنتفاضة إبريل. هكذا هو الحال مع لعبة الفيلة حيث الخاسر الوحيد يكون الحشيش. . عزيزي برير لك الود ولعشاق الحريةوصحابهم التحية
اختلاس زيارة للبورد وسط ضباب اليومي المتزاحم جرجرني لإيراد هذه الإنطباعية السريعية, رغم أني كما وعدتك, كنت أسعي لإقتناص مساحة وقتٍ لمعاينة تجربة إنتفاضة أبريل من زاوية معاينة تحقق نتيجة مخرجات شعاراتها المرفوعة بعد إزالة "مايو" فى واقع اليوم بتعقيداته الما بعد نيفاشية بثقل تصريفاتها التى تشدنى لروح مقاربتك. غير ان تعقيبات نفر كريم من "البورديين" سطرت هذه المقاربة بما فيها من عجالة اللحظة وإعوجاج التحليل الذي يشرعن تعفن مخرجات مؤخرتة قوامة ناصية مقدمتة بتزيين مقولات خطابه كتزيين خطاب ميزان القوي في سودان ما بعد نيفاشا بمقولات "السلام" و"فاعلية هامش الحرية", وكأن اتفاقية أديس أبابا عنا ببعيدة.
إن مفعل انفعالات اللحظة الراهنة هو إدراكي بعد غفوة أو غفلةٍ بأنى جزء من جيل أبريل الذي أضاف التعفن لعقدة السياسة السودانية بإضافة بكتيريا خبيثة و جديدة. وهو إدراك ولده تمرد شباب صاعد في لعبة الإحلأل و الأبدال العمرية, بتمردهمهم علي كل الماضى بإخفاقاته المتواتره و عجز انتفاضات وثورات فواعله في حل عفدة المراوحة السياسية المتخنة, وتحقيق شعاراتها واقعا مغايرا يلمس طموحات غبش الأمس و اليوم . قبل هذه الإفاقة و ..عفواً لن أقول ألصحوة...كنت أحسب نفسى من الجيل الضحية وعلني ما زلت متيقناً من سلامة رواى ما لم يختل منهجي ويمشي علي مواخيره لإثبات سلأمة مقدماتة فى زمن الزيف هذا, غير ان تنميط الأخ ناذر في مداخلته الإبعادية لجيلى المتاخم لجيله كان إبعادا فى تقديري لأ تنقصه العتمية بصراع الأجيال و بموضوعية التدابير الوقائية أو علي الأقل الجراحات التجميلية لجيله الذي كان كل تشوهاته هو ملأمسة جيني أعني جيلي بدلأ من الهروب كهروب السقيم من الأجرب.
غير أن الغريب في الأمر... عزيزي برير كما تعلم.. هو أني و الي أمس قريب كنت اُقارب أزمة الراهن السياسي باعتباري نكرة في جيل ضحية لجيل اكتوبر ووهم جلألة "الآباء المؤسسين"للسودان المستقل الموحد. كنانحن ,جيل أبريل نظن بان شعارات اكتوبر هى في عمق "المنفستو" و "الرسالةالخالدة" او " الرسالة الثانية" ولكنها وئدت بإرتهان القوى الحديثة للقوى التقليدية والقطاعية فى لحظة إنحسار ثورى لقيادات قوى التغيير واختلأل منطلقاتهم النظرية ولين العود والمضعفات الطبيعية لوهن الميلاد البكر او بلاهة المولود. حسبنا ان إكتوبر وئدت لإرتهان صواغ أشعارهاأو قل شعاراتها لتقاليد القبيلة التليدة في لعبة النفي و الطرد بالأحمر الذي لاحق أحمرهم سنوات قليلة بعد صياغة جبهة هيئة التغيير الذي كان سرابا ومدماكا في بناء دكتوريات لأحقا, راكمت محفزات فشلها دكتوريات تتطور نوعا "لتنفش" كل من زاد وزنه عن الطرور وسبح ضد تيار الشمولية وتحالف قوي النخبة النيلية الجديدة حتى وان تعلم السباحة في مجراة او غني لطوابى اهله على هوامش شماله او جنوبه او غربه او شرقه. كنا نحن جيل أبريل نظن بان أكتوبر ما كان لها ان تنكسر او تفشل ان ولدت بيد "جيلي أنا". ثم جاء أبريل إنتفاضةٌ لا "ثورة"....ولاهل الفكر والمنهج من جيل اليوم تدقيق في دلالات المفاهيم و مرجعيلتها. ربما كنا اكثر تواضعا وضبطا مفاهيميا من جيل اكتوبر ولكنا كنا حتما أكثر تجابنا منه اخلاقيا بتكريسنا ثقافة الهجرة , اللجوء والهروب للامام رغم مجبرات الفارق النوعي في درجة القمع المسلط في الحاليين.
أن جيل أبريل لمن "إزداد" بعد اول دستور دائم للسودان هو جيل, لو تعلمون, ضاق الأمريين , وعاش ظلمتين احداهما فوق الأخرى كما عانى تظلمتين إحداهما له و الأخر عليه.
ضاق جيلنا مرارته الاولي مع ميلاده المزامن لمايو الذي ترعرعنا في ظلماتها ,وهتفنا دون وعي ل"مايو الحبيب" لطلائع مايو و كتائبها ولسنا ك"طلائع ثورية" وقيادات يسارية كما هو الحال مع من ساغ "ميثاقها الوطني" ممن ارتضيتاهم في مراحل لأحقة من تشكل وعينا كقيادات لنا بما فبهم نقد و بدرالدين مدثر واخرون لايعنيني امرهم . ثم ضاق جيلنا مرارته الثانية بعيد او قبيل تخرجه مباشرة من رحم الجامعات الذى زامن انفلأب الطغمة العسكرية الأسلاموية. هكذا هو جيلي ضحية الأمرًين ونتاج تشوهات زمان الميلادين وبئة تكونه. ودفنا ابريل في رمال السلبية بعد أن دفننا لرؤوسنا في جليد الغرب بعد ان اعيانا النضال الا من رحم ربي ممن قوي عوده وتحدي تجربة بيوت الأشباح وفي سبيل النضال سار مؤمنا ان "المشانق للعقيدة سلًم", حزاري أن يكرر جيل ناذر مسخرة انكسارات أكتوبر وأبريل.
عاش جيلنا ظلمات فوق ظلمات. ظلمات الدوغمائية الاسلامية , ظلمات النصوصية العقائدية, ظلمات التجريبية الأمنطقية unlogical empricism, ظلمات الواقعية الآمبدائية. بعضها فوق بعض. عشنا عتمة الدوغمائية اليسارية الجامدة كخيار واعي انذاك وتعبير قوى علي تمردنا علي الباطريكية السياسية والرعوية الطائفية, وتمردا أخترناها للاحتجاج على مسببات تخلقتا المشوه. ؟ظننا باننا قادرون علي تصحيح مسارات تاريخ الأمس المعوج بفهم "جدليته" ومحددات صراع مكوناته و "رسالتة" "الخالدة". عشنا ظلمة بيوت الشباح و ضربات سياط ثقافة القطيع الأمنجية. بين هذه الظلمات انبلجت بطولات جيلنا لما كان الانكسارات و الانشقاقات وكان الهروب الكبير الى الغرب وحتى الصين ودفن رؤوسنا التى أنهكت اكتافنا وادمعت أجفان الأهت وجفلت غزلأن القلوب الي ألابد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
الأعزاء برير, ناذر د.تيراب وأعزاء اخرون نتنشق فيهم رغائب ماتت فينا لحظة الميلاد. جيلي عاش ايضا تظلمات كنا قبل سنوات معدودة نرفعها ضد الكيزان و جيل امسنا.
في النصف الثاني من التسعينات وبأسم جيل الأزمة و الأسئلة القلقة صرخت بهذه الكلمات في مقدمة مقالات لفهم ازمة العقلية السياسية السودانية نشرت بالقدس"بعد قرون من الأخفاقات المتتالية للنخب السياسية السودانية في بناء كيان وطنى موحد, وبعد عقود من المراوحة السياسية وفشل مشروع التغيير السياسى الجذري. دخل السودان الان عصر الأنبطاح الاقتصادي وانعدام الوزن السياسى كنتاج لإزمة العقلية السياسية السودانية وعجزها في قراءة الواقع فى حركيته و تاريخيته... المخرجيات الخطابية لهذه العقلبة مشدودة لإيدولوجيات ماضوية ونصوصية بينها ومجال حركتها فى الحاضر فجوة حالت دون فاعليتها علي مستوي الممارسة السياسية.. وهو أمر لا يتوقف على الجبهة الإسلامية التى قادت إنقلاب 30 يونيو وكرست لأزمة المار السياسي السوداني فحسب, بل يمتد أيضا الي العقليات السياسية لقوي المعارضة فى كليتها إن لم نقل جميعها...فالراهن السياسى كما قال أبو القسم حاج حمد(رحمه الله رحمة واسعة و احسن اليه) بقايا من ماض لا زلنا نعيش فيه, ختمية وأنصار, وبقايا من تمددات شتى أوقفت نموها و تطورها منذ سنوات...عروبة تقليدية متعسرة الإنفتلح مقابل أفريقية هلامية الأطراف...و ماركسية تمنطقت بالنصوص الإنتقائية تتعرض إرادتها الّاتية على جدلية التاريخ في حركة الواقع الموضوعى... وإخوانية سلفية تصادر الحاضر باسم الماضى." في تلك المقدمة التى اعقبها تحليل مطول كنت اُعبر عن تظلماتنا "كجيل اليوم" عن إخفاقات من أسماهم منصور خالد "البناة السوالف" أو جيل التضحيات حسب وردى. واليوم ارفع تظلمات جيلى امام جيل اليوم قائلا بان فى نقاء يوسف و قميصه عندما اشتمه أبوه غير ملطخ بدم الذئب, نحن جيل ضحية.
عفوا أعزائى علي هذه الخاطرة التى تتلبس فورة اللحظة بكل غلواءهاو وترتدى مرارت الفشل المحشوة مرارت, تظلمات و ظلمات. غير أن مقاربة الموضوع تحليلا فى زمن زاوج أسراب اليسار صقور اليمين واجبة وجوب لزوم, ولكنى قبل ذلك امل ان ينائ جيل ما بعد أبريل عن البحث عن شماعة لتعليق فشلة فى احداث التغيير الجذرى كم فعل جيلى, تاريخ السودان كم احسب لا يقوم علي التطور بطريقة التراكم التجريبى المنطقي وتوارث الخبرات وإلتقاط رغائب و طموحات المجتمع. إنة تاريخ دائري تتابع فيه العسكرية والمدنية وتتداخل فى مركز دائرته كل الالوان فى لحظات جاذبية مدارات التتابع لاحباط محاولات الانفكاك من مدار الجاذبية الشمولية. أنه بكلمة تاريخ يعيد ذاته بتكرار ممل مع قدرة تعميق سلبيات الأمس. ولا عتب عليك يا ناذر ولا لوم علي جيلي ما لم يحدث جيلكم ثورة كوبرنيكية جديدة تضع الشمش موضع الأرض.
1. لنا عودة يا برير من اجل مقاربة مغايرة لأبريل من زاوية الأمس و اليوم غالبا ما تكون في أبريل ما لم يضغطني "الباترون".
ابو بكر عبد الله ادم (بوكو) 21/03/200
سوداني يبحث عن وطن مختطف من زمان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
ان مشاهدي و مراقبي ميدان اللعبة السياسية السودانية ظلت أذهانهم مشدوهة لدرجة البلاهة الى سلوك كبار اللاعبين وقواعد اللعبة لمدة خمسين عاماً. ان صدمة الدهشة تحتد دوماً مع إزدياد شدًة تيارات المغالاة وإحتدام درجة المباراة بين العسكر و اللاعسكر جيل الامس وجيل اليوم,خطابي اليمين واليسار وأزمة اكتشاف الذات فى سياق نفسه مازوم. وكان الخاسر الوحيد خلال نصف القرن المنصرم هو جمهرة الغبش التي خمد صوتها مع ضياع شعارات مناهضة الاستعمار , ثورة إكتوبر و إنتفاضة إبريل. هكذا هو الحال مع لعبة الفيلة حيث الخاسر الوحيد يكون الحشيش. . عزيزي برير لك الود ولعشاق الحريةوصحابهم التحية
اختلاس زيارة للبورد وسط ضباب اليومي المتزاحم جرجرني لإيراد هذه الإنطباعية السريعية, رغم أني كما وعدتك, كنت أسعي لإقتناص مساحة وقتٍ لمعاينة تجربة إنتفاضة أبريل من زاوية معاينة تحقق نتيجة مخرجات شعاراتها المرفوعة بعد إزالة "مايو" فى واقع اليوم بتعقيداته الما بعد نيفاشية بثقل تصريفاتها التى تشدنى لروح مقاربتك. غير ان تعقيبات نفر كريم من "البورديين" سطرت هذه المقاربة بما فيها من عجالة اللحظة وإعوجاج التحليل الذي يشرعن تعفن مخرجات مؤخرتة قوامة ناصية مقدمتة بتزيين مقولات خطابه كتزيين خطاب ميزان القوي في سودان ما بعد نيفاشا بمقولات "السلام" و"فاعلية هامش الحرية", وكأن اتفاقية أديس أبابا عنا ببعيدة.
إن مفعل انفعالات اللحظة الراهنة هو إدراكي بعد غفوة أو غفلةٍ بأنى جزء من جيل أبريل الذي أضاف التعفن لعقدة السياسة السودانية بإضافة بكتيريا خبيثة و جديدة. وهو إدراك ولده تمرد شباب صاعد في لعبة الإحلأل و الأبدال العمرية, بتمردهمهم علي كل الماضى بإخفاقاته المتواتره و عجز انتفاضات وثورات فواعله في حل عفدة المراوحة السياسية المتخنة, وتحقيق شعاراتها واقعا مغايرا يلمس طموحات غبش الأمس و اليوم . قبل هذه الإفاقة و ..عفواً لن أقول ألصحوة...كنت أحسب نفسى من الجيل الضحية وعلني ما زلت متيقناً من سلامة رواى ما لم يختل منهجي ويمشي علي مواخيره لإثبات سلأمة مقدماتة فى زمن الزيف هذا, غير ان تنميط الأخ ناذر في مداخلته الإبعادية لجيلى المتاخم لجيله كان إبعادا فى تقديري لأ تنقصه العتمية بصراع الأجيال و بموضوعية التدابير الوقائية أو علي الأقل الجراحات التجميلية لجيله الذي كان كل تشوهاته هو ملأمسة جيني أعني جيلي بدلأ من الهروب كهروب السقيم من الأجرب.
غير أن الغريب في الأمر... عزيزي برير كما تعلم.. هو أني و الي أمس قريب كنت اُقارب أزمة الراهن السياسي باعتباري نكرة في جيل ضحية لجيل اكتوبر ووهم جلألة "الآباء المؤسسين"للسودان المستقل الموحد. كنانحن ,جيل أبريل نظن بان شعارات اكتوبر هى في عمق "المنفستو" و "الرسالةالخالدة" او " الرسالة الثانية" ولكنها وئدت بإرتهان القوى الحديثة للقوى التقليدية والقطاعية فى لحظة إنحسار ثورى لقيادات قوى التغيير واختلأل منطلقاتهم النظرية ولين العود والمضعفات الطبيعية لوهن الميلاد البكر او بلاهة المولود. حسبنا ان إكتوبر وئدت لإرتهان صواغ أشعارهاأو قل شعاراتها لتقاليد القبيلة التليدة في لعبة النفي و الطرد بالأحمر الذي لاحق أحمرهم سنوات قليلة بعد صياغة جبهة هيئة التغيير الذي كان سرابا ومدماكا في بناء دكتوريات لأحقا, راكمت محفزات فشلها دكتوريات تتطور نوعا "لتنفش" كل من زاد وزنه عن الطرور وسبح ضد تيار الشمولية وتحالف قوي النخبة النيلية الجديدة حتى وان تعلم السباحة في مجراة او غني لطوابى اهله على هوامش شماله او جنوبه او غربه او شرقه. كنا نحن جيل أبريل نظن بان أكتوبر ما كان لها ان تنكسر او تفشل ان ولدت بيد "جيلي أنا". ثم جاء أبريل إنتفاضةٌ لا "ثورة"....ولاهل الفكر والمنهج من جيل اليوم تدقيق في دلالات المفاهيم و مرجعيلتها. ربما كنا اكثر تواضعا وضبطا مفاهيميا من جيل اكتوبر ولكنا كنا حتما أكثر تجابنا منه اخلاقيا بتكريسنا ثقافة الهجرة , اللجوء والهروب للامام رغم مجبرات الفارق النوعي في درجة القمع المسلط في الحاليين.
أن جيل أبريل لمن "إزداد" بعد اول دستور دائم للسودان هو جيل, لو تعلمون, ضاق الأمريين , وعاش ظلمتين احداهما فوق الأخرى كما عانى تظلمتين إحداهما له و الأخر عليه.
ضاق جيلنا مرارته الاولي مع ميلاده المزامن لمايو الذي ترعرعنا في ظلماتها ,وهتفنا دون وعي ل"مايو الحبيب" لطلائع مايو و كتائبها ولسنا ك"طلائع ثورية" وقيادات يسارية كما هو الحال مع من ساغ "ميثاقها الوطني" ممن ارتضيتاهم في مراحل لأحقة من تشكل وعينا كقيادات لنا بما فبهم نقد و بدرالدين مدثر واخرون لايعنيني امرهم . ثم ضاق جيلنا مرارته الثانية بعيد او قبيل تخرجه مباشرة من رحم الجامعات الذى زامن انفلأب الطغمة العسكرية الأسلاموية. هكذا هو جيلي ضحية الأمرًين ونتاج تشوهات زمان الميلادين وبئة تكونه. ودفنا ابريل في رمال السلبية بعد أن دفننا لرؤوسنا في جليد الغرب بعد ان اعيانا النضال الا من رحم ربي ممن قوي عوده وتحدي تجربة بيوت الأشباح وفي سبيل النضال سار مؤمنا ان "المشانق للعقيدة سلًم", حزاري أن يكرر جيل ناذر مسخرة انكسارات أكتوبر وأبريل.
عاش جيلنا ظلمات فوق ظلمات. ظلمات الدوغمائية الاسلامية , ظلمات النصوصية العقائدية, ظلمات التجريبية الأمنطقية unlogical empricism, ظلمات الواقعية الآمبدائية. بعضها فوق بعض. عشنا عتمة الدوغمائية اليسارية الجامدة كخيار واعي انذاك وتعبير قوى علي تمردنا علي الباطريكية السياسية والرعوية الطائفية, وتمردا أخترناها للاحتجاج على مسببات تخلقتا المشوه. ؟ظننا باننا قادرون علي تصحيح مسارات تاريخ الأمس المعوج بفهم "جدليته" ومحددات صراع مكوناته و "رسالتة" "الخالدة". عشنا ظلمة بيوت الشباح و ضربات سياط ثقافة القطيع الأمنجية. بين هذه الظلمات انبلجت بطولات جيلنا لما كان الانكسارات و الانشقاقات وكان الهروب الكبير الى الغرب وحتى الصين ودفن رؤوسنا التى أنهكت اكتافنا وادمعت أجفان الأهت وجفلت غزلأن القلوب الي ألابد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
Quote: ألا نلاحظ يا عزيزى أنك تواظب على رفع البوست بنفسك عدة مرات متتالية دون أن يكون هنالك متداخلون حقيقيون ؟؟؟!! ألا يدل ذلك على بؤس وإنتكاسة في نفوسنا تجاه ما يسمى إنتفاضة ؟؟ٍ |
العزيز/ناذر
قد يكون تحليك هذا في محله و قد لا يكون كذلك اذا ما علمنا بسواهي و دواهي المنبر ... و لكن سأعمل ما استطيع عمله و الجايات اكثر من الرايحات و لا تزعل من الناس يا زول و طول بالك يا عزيزي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
انتفاضة السادس من أبريل كانت حدثا له قدرة توليدية كافية لاضاءة قتامة النفق الذي ظل السودان يسير فيه منذ الاستقلال. كانت هي الفرصة الضائعة لكسر رتابة الايقاعات العسكرية والمدنية للانظمة السياسية التي "ساهرت"بالبلاد والعباد لنصف قرن من الزمان.
لعل الناس تتفق معي في ان الشعارات التى رفعتها الانتفاضة كانت بحق تعبيرا صاغ بدقة رغبة التغيير والانفكاك النهائي من إسار التسلط المركزي ورغائب الاطراف في الانفكاك الانفصالي. غير ان درجة التحقق العملي لتلك الشعارات كانت صفرا في احن التقديرات او ارقام علي يساره بحساب العرب او الاردو ممن يضع دائرة ويسميها خمسة او مايو. وكانت المحصلة النهائية لأبريل هي كفرا بقدرة القدر علي الاستجابة لرغبة الشعب في الحياة وكسر القيود .
أبريل كانت حالة قصوي في التعبير عن رفض عام للتشوهات التي أفرزتها الخيارات الاقتصادية والخطط العشرية والسباعية والخمسية وتشوهات البرامج الثلاثية وبرامج العمل المرحلي وغيرها الكثير من نماذج اقتصادية انزلت من علٍ علي البلاد لتسقي فيها بلا جدوي "زراعة الجوع"التي اثمرت مفاهيم "النازحين" و"الكشات" و "أطفال الاعانات".
كانت أبريل "نقطة نظام" من اجل ابطال سريان الترقيعات الدستورية والقانونية لستر عورات الدكتاتورية و احداث عور في العدالة. هي محاولة لكشف تهافت من ساهم في دسترة "الشرعية الثورية لمايو" من اهل اليسار والوسط, ولمن تهافت لتبرير الاوامر الجمهورية من امر رابع وخامس واجراءات استثنائية, اعمل فيها نخب المجال القانوني والسياسي معا ولههم لتكبيل الغبش التعاني ستة عشر عاما. ابريل كانت رفضا لدوام دستور "الرئيس القائد" الدائم ورفضا لكل مسوغات الشرعية الدينية "لدولة الامام" ومحاولات النخب الاسلاموية والتقليدية لدسترة المقدس.
جاءت ابريل لصياغة ميثاق اجتماعي جديد يكون اساس بناء دستوري اصيل, جاءت لتعيد للاقتصاد توازنه بعد الاختلالات الاقتصادية وتشوهات قوانين الاستثمار, جاءت لتعيد للعدالة هيبتها بعد التعديلات القانونية وتعديلات تعديلات االقوانين الجنائية والمدنية والقانون الاساسى والتي بلغت قمة تهافتها مع قوانين سبتمبر سيئة الصيت.
بكلمةابريل كانت محاولة لاحداث انقلاب مجتمعي يعطل المراوحة السياسية التي عانى منها السودان ثلاثين عاما قبلها و عشرين عاما بعدها. ولكنها كانت محاولة حرفت كتحريف مايو لشعارات اليسار وتشويهات يونيو لمبادئ الاسلام. ربما لان الانتفاضة جاءت كلحظة تاريخية ُطرحت فيها كل مشكلات البلاد وتحدياتها دفعة واحدةوبكثافة عالية.
وهي بذلك لحظة كانت تتطلب قامات سياسية تكون بضخامة التحديات ووعيا بالمشكلات يكون بعمق متطلبات حلها.
لقد فشلت قياداتنا واحزابنا-بحكم عوامل ضعفها الذاتي كما سنوضح لاحقا- فشلت في اقتناص اللحظة السانحة وتجسيد شعارات الانتفاضة وطموحات جيلها, تجسيدها الي واقع سياسي واقتصادي واجتماعي. هنا ينكشف النصف الفارغ من عبوة ابريل الذي يمكن رؤيته بوضوح من زاوية ارتهان قوي التغيير لقوى التقلييد والتسلط, كما يمكن استشفافه من خلال مرض ضعف تجذر الديمقراطية ومضخاتها الدافعة لدي الاحزاب التي لها مصلحة احداث التغيير الجذري وقواعدها. وخطورة مقاربة كهذه لا تقتصر علي التحاسر علي مسببات فشل ابريل , بل انها تلامس الممكنات التغييرية لجيل الانتفاضة او الثورة علي يونيو انطلاقا من فرضيات مقاربتى لابريل القائمة علي 1)ان الشعارات المرفوعة التقطت وعسكت رغبة التغيير الشامل لدي الشعب.
2) وان فشل تحقق الشعارات المرفوعة هو نتاج البنية الانتهازية للنخب السياسية. 3) وان بنية الاحزاب السياسية هي بنية اوليغارشية تفتقر للديمقراطية وتعجز عن تجسيدها بقوة قانون فاقد الشيء لا يعطيه.
4)وان الانظمة العسكرية تستفيد من تجارب بعضها البعض وتراكمها تسلطا في حين ان تجارب الانظمة "الديمقراطية" هي فقاقيع منفصلة لا تعرف قانون التراكم كميا كان او نوعيا ولكنها تحاول عبثا التسامي عن الواقع علوا حتي تفقد ذاتها "تفرقعا" بفعل حرارة الاحداث السياسية في بيئة ديمقراطية تتغير فيها اوزان الكتل بحكم قانون نيوتن عند الانتقال من الارض لزحل.
حتما ساعود لتوضيح مسببات فشل ابريل وهواجسي التي احسبها مشروعة من مخاطر تكرار اخطاءها و اخطاء اكتوبر انطلاقا من فرضيات مقاربتى المشار اليها اعلاه ما لم يجبر فنائي عن الفانية او مجبرات الزمن عن العودةالمسبوقة و التي تجاهلت عفوا الجبرية.
ابو بكر عبد الله ادم
سوداني يبحث عن وطن ضائع من زمان
بتاريخ الخامس من ابريل من العام 2005م
نعتذر لعدم نشر هذا المقال في وقته و التحية و التقدير للزول الرائع ابو بكر عبد الله ادم علي هذا النحت في صخور الواقع السوداني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
إن في التاريخ لعبرة لمن يعتبر.
إن النميري والبشير هما وجهان لعملة واحدة هي الديكتاتورية وحكم الفرد والحزب الواحد وهي تجربة أثبتت فشلها في كل العالم وفي التاريخ السياسي عبرة لمن يعتبر.
إنهما وجهان لعملة واحدة هي التعدي بليل على الديمقراطية خيار الشعب ووسيلته لتحسين خياراته السياسية لمن يفهم.
وجدير بالإنقاذ أن تعظم من شابهها في الخلق والأخلاق ففي ذلك ترفيع لشأن أنموذج الحكم العسكري لترسيخ نجاح الفكرة فيمن لا ذهن لهم.
ولم يعد النميري للسودان - شخصا أو مثالا - إلا تحت ظل حماية الإنقاذ التي تحمي أشباهها ممن لفظهم الشعب وقال كلمته فيهم. وتضرب بيد من حديد على كل معارض وبهذا تشهد سجونها ومعتقلاتها داخل وخارج الوطن.
وهذا يوضح لضعيفي التفكير والمنطق قيمة الشعب عند الإنقاذ، وإمعانها في إذلاله بضرب كل القيم التي ثار لأجلها وتمكين كل ما هو ضده.
لذلك لا عجب من إندثار الأخلاق الكريمة والفاضلة وموت الرجال وهم واقفون وخروج أشباههم لقيادة الشارع وشيوع المتاجرة السياسية بكل بجاحة وتقسيم الوطن بين من بيدهم القوة والسلاح.
أما صوت الضعفاء والفقراء فليذهب غير مأسوف عليه.
وأما التاريخ السياسي للشرفاء ومن بذلوا دمائهم للشعب فالويل لمن يذكر سيرته.
ولا عجب في أن تكون لصاً صاحب مال في السودان أرفع شأنا منك وأنت شريف ذو أخلاق. ولا عجب في أن تكون مواليا لدكتاتورية السودان أرفع شأنا منك وأنت وطني شريف.
إنه زمن الكلمة فيه للصوص والغلبة فيه للدكتاتورية.
أما الشرفاء فالصمت أبلغ تعبيرا عن حالهم وهم به متمسكون.
ولكن السؤال الذي يؤرق... إلى متى هذا الصمت؟
أما آن لهذا الفارس أن يترجل ويعيد البسمة المسروقة من شفاه الوطن؟
أم أننا سنموت ونحن ممسكون بحلم التغيير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول الذكري العشرين لانتفاضة السادس من أبريل لعام 1985م الموؤدة (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
يا أخ برير، واضح أن الناس مدبرسة وما عيازة تشارك في مواضيع الهم دي. لو غيرت عنوان الموضوع وختيت فيهو (نانسي عجرم... أو جبت سيرة أستار أكاديمي مثلا) أكيد الزحمة ما حتديك الدرب.
الناس عندنا عموما ما بحبو العمليات الجراحية لذلك تبقى جراحهم مثخنة من غير مشرط الجراح الواعي.
ولك المودة.
قبل أن أذهب:
أعدي ليّ الأرض كي أستريح ... فإني أحبك حتى التعب (محمود درويش)
| |
|
|
|
|
|
|
كل ابريل وانتم بخير (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
البرير اخوي عوافي الشفناكم بخير
والله ليك وحشة وسعلنا عليك اهل البمبر وما في زول ادانا الاكيدة
واقول لك ياتو ابريل ات بتتكلم عليهو يا خوي ابريلنا الهسع ده والمولع ده ولا ابريل الكضبة داك وداك ابريلا راح اكلو التمساح وابريل وينو اكلو الدودو والله المستعان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل ابريل وانتم بخير (Re: هشام هباني)
|
هباني الحبيب
لك التحايا الاف الاف الي يوم الوقاف.
ابريل الذي اتحدث عنه يا هباني هو ابريل سيد الاسم من العام 1985م ... و نعم يا هباني لقد اكله الدودو و لكن لم يبلعه لانه كان مر المذاق ... و ما يحدث في ابريلنا الحالي هو حلقة من حلقات مسلسل الصراع الطويل في السودان بين قوي التغيير التي لم تنظم نفسها بعد و بين القوي المستفيدة من بقاء الاوضاع كما هي و كما كان الحال في عهود الاجداد...الخ و ما ابريل لاهاي بجديد يا هباني ... و قل معي لاهاي و الاشارة جاي و لا جاي !!
| |
|
|
|
|
|
|
|