المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2005, 10:18 AM

awadnasa

تاريخ التسجيل: 01-10-2003
مجموع المشاركات: 206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول

    ماهي علاقة المجذوب مع الجمهوريين، وهل شارك في انقلاب يوليو؟!
    هل كان المجذوب مجدداً من خلال علاقته مع جماعة الكرستالية التشكيلية؟!
    * يواصل منبر (الصحافة) في هذا الجزء الثالث من سيرة المجذوب التي تفضل بسردها على اسماعنا الدكتور احمد بابكر صديقه واحد معاصريه، هاهو الآن ينتقل الى مرحلة اخرى هامة من حياة ا لمجذوب وهى علاقته الحقيقية بالاخوان الجمهوريين، واختياره وزيراً للثقافة والاعلام في حكومة انقلاب 19/ يوليو 1971 ضد جعفر نميري، هذا بالاضافة لمداخلات حضور المنبر والتي سوف نعرض لاجابات الدكتور عنها في الجزء الرابع والاخير من هذا المنبر يوم الثلاثاء القادم:
    * والمجذوب نظم قصائد في مناسبات كثيرة ولاغراض الشعر المختلفة ومن اجمل قصائده التي ذكرت في الجنوب منها قصيدة (امطار الجنوب) وكان محمد المهدي جمهورياً سابقاً قبل ان يحول محمود محمد طه الحزب الجمهوري الى حركة دينية فقط .واذكر في يوم من الايام وكنت معه في بيته وهو بيت يفتح على محطة السكة الحديد، زاره اربعة اشخاص وقام المجذوب باكرام وفادتهم وكان بينهم محمود محمد طه وبدأ مهدي على طريقته يتحدث مايقارب ساعة كا ملة وكان يحكي لهم عندما كان الحزب الجمهوري يجتمع عنده في (الكراكسة) في بيت المال ويأتي المرحوم محمود ويصلي العشاء ثم اربع ركعات بعد العشاء و يتعبد حتى يضيع علينا وقت الاجتماع وفي نهاية الامر يتم تأجيل الاجتماع الى الغد ويأتي الغد والاستاذ بنفس طريقته ويضيع علينا الاجتماع وانتبه مهدي الى نفسه وقال انا بدأت اتحدث حتى الاخوان نفسهم لم اعرفهم وكان واحد منهم الطيب الشائب وقد قال لنا ان الاستاذ قال لهم عندما تذهبوا عند الشاعر استمعوا فقط فقد كان محمد المهدي المجذوب يتميز بأنه رجل حلو الحديث واحكي في هذا المقام قصة طريفة .. المجذوب كان في الدامر ويريد العودة وكانت المواصلات صعبة جداً فذهبت معه الى محطة القطار فوجدت عربة بها ستة اشخاص وطلبت منهم ان يركبوا معهم هذا الرجل العجوز فوافقوا على مضض وكانوا متضايقين جداً في البداية ولكنهم افسحوا له مجالاً بينهم فجلس بعدها بزمن وفي الحج بالمملكة العربية السعودية اوقفني رجل سوداني وقال لي انت الذي اركب معنا الشاعر محمد المهدي المجذوب فقلت له نعم، فقال لي عرفتك ورغم هذه السنين لم ننسَ هذه السفره، فقد بدأ يحدثنا وكان يتحدث بطريقة الجنوبيين وقد كان يحكي لنا حتى وصلنا للخرطوم وكان لديه قصائد كثيرة عن محمود محمد طه وكان يسميه (المنتظر) وعنده قصيدة بعنوان الى محمود محمد طه المنتظر على وزن المهدي ويقول مطلعها:
    بئس دعيت فلا تحين الهواري
    وطني استدع اني دعوته ولم تصفي
    ام انت بين هوافل الاذهار
    ادمنت يا سرغام طيني
    اما ترى صبحي الجديد على سماء اشعاري
    وحي عليك اخ الفراعة مبهماً
    نفس عذابك في لهيب النار
    ان القيود وان تطاول عهدها
    تفقع في كؤوس غفار.. الخ
    وغيرها منها قصيدة المجاهد وقد قيلت هذه القصيدة بعد زيارة الى سجن كوبر وقد منعت السلطات زيارته وقال فيها:
    اطلقت بعدك لوعة وغليلاً
    وحملت قلبي بالشجون ثقيلاً
    يرنوا باعينه الغفاء فلا يرى
    ويغض بارق ناظريه كليلا
    وطني وما نفع الخ..
    الى ان يقول: يا صاحبي والم....... فرق بيننا
    زمناً على قلبي الوحيل طويلاً
    انا في الحياة واذ سعيت مقيداً
    وبقيت انت بكوبر مغلولاً
    دافعت عن حسب الكرام ونجرهم
    لما رأيت حيائهم مبذولاً
    وهى من اطول القصائد، ومحمد المهدي المجذوب تكلم عن المساكين كثيراً وكتب عن بائعة الكسرة وبائعة الفول، وماسح الاحذية وواحدة ترمي الودع بالقرب من سوق الخرطوم وسمى القصيدة (العرافة) وهى من اجمل قصائده ايضاً وهناك قصيدته عن المساكين وهو يتعاطف في شعره حتى مع (النشال) الذي ربما يكون قد نشله ولديه ايضاً رمزية مثل قصيدة (الحب والحصان) وهى قصيدة نشرها في صحيفة (الثورة) زمن ابراهيم عبود ولم ينتبه لها احد وكانت تسمى هذه الصحيفة (البرش بقرش) ولا اعرف سعر الصحيفة الآن؟! وكان المجذوب ضد التحزب وكتب قصيدة في هذا الاطار وكان يميل بطبعه الى اليسار أو الاشتراكية واذكر في الانقلاب الذي حدث عام 1971 ضد الرئيس جعفر نميري فقد ظهرت اسماء الوزراء الذين اختارتهم هذه الثورة لحكومتها وفظهر اسم المجذوب كوزير للثقافة والاعلام وكان هذا اختيار مناسب جداً ولم يعتقل وحكى انه ذهب بعد ذلك لاحتفال بالقصر الجمهوري وكان نميري يجلس بالقرب منه وقال له (ان الجماعة ديل اختاروك معاهم وزير ثقافة واعلام ولولا عمر الحا ج موسى كنا اعتقلناك) وبالفعل فقد قال لهم عمر الحاج موسى انهم اختاروا المجذوب لأنه فعلاً رجل مثقف وهو ليس له انتماء معهم واضاف المجذوب قال للنميري بعد حديثه معه ( والله مافيش حظ يا ريس) ولا اعرف ان كان فهمها ام لم يفهمها!
    بعد ذلك فتح الباب للمداخلات والاسئلة:
    دكتور زهير السراج:
    عندما تأتي سيرة المجذوب يتبادر الى اذهاننا مبارك المغربي وايضاً الشيخ الطيب السراج ولو تفضل الدكتور بالحديث عن علاقة المجذوب بهؤلاء الشعراء؟
    عبد المنعم ابو ادريس:
    انا اعتقد ان المجذوب احد الذين عبروا عن سؤال الهوية في شعرهم وذلك يتجسد في التعبيرات السودانية مثل قوله ( واجترع المريسة) واجترع هذه لن تجدها في اي لغة اخرى غير السودانية، وكنت اتمنى ان لا يحصر الدكتور احمد بابكر حديثه عن نار المجاذيب فالدواوين الاخرى مثل الشرافة والهجرة يجسدان تطور المجذوب شعراً وهذا يدعم الكلام الذي يقول ان قصيدة التفعيلة كتبت هنا قبل ان تكتبها نازك الملائكة او كراسته شحاذ في الخرطوم والتي هى قصيدة نثر، ماهي علاقة المجذوب بمدرسة الكرستالية وهى مدرسة تشكيلية؟
    عمار محمد آدم:
    اعتقد ان البيئة من الاشياء المهمة التي كونت المجذوب وهى الدامر والدامر تجمع ما بين الشمال والشرق، وفما هى العلاقة بين دامر المجذوب وشرق السودان؟
    قرشي عوض:
    من شعر المجذوب يمكن ان تأخذ التصوف، والعدل والاجتماعي وهى الاشياء المهمة ايضاً المجذوب وشعره عن الفقر من الأشياء المهمة التي يجب ان يتم التركيز عليها منها قصيدة شحاذ في الخرطوم خاصة البيت الذي يقول وقوف شحاذ امام البنك مسخرة)..؟
    علاء الدين بشير:
    علاقة المجذوب بالفكر الجمهوري او بالاستاذ محمود محمد طه.. اعتقد المجذوب لم يترك الحزب الجمهوري لأنه بسبب انه لم تعد لديه قناعة بافكاره وإنما لان الفكرة الجمهورية بعد الرواية الفلسفية الجديدة (الدينية) اصبح لدى الاستاذ محمود محمد طه نمط من التربية شديد وقد آثر المجذوب الحياة الطلقة واحتفظ بالود بينه وبين الاستاذ محمود محمد طه ولم تنقطع العلاقة بينهما وكان المجذوب لديه عقيدة في محمود محمد طه ، ايضاً اتمنى لو حدثنا الدكتور احمد بابكر عن غراميات المجذوب مثل علاقته مع روز ماري الناقدة؟
    حسن البطري:
    المجذوب كان مؤمناً بالفكرة العامة للجمهوريين ولكنه قد لا يكون ملتزماً بالتعليمات التنظيمية للفكر الجمهوري واعتقد من المفيد ان يتم البحث في هذه المسألة وتقديمها للناس، ايضاً مسألة توقيع المجذوب على بيان الكرستالية الذي وقعه مع فناني هذه الحركة، وانا فيما اعلم ان المجذوب قد بارك هذا البيان ولم يوقع عليه وهذا نابع من اهتمام المجذوب بجيل السبعينيات في المدارس المختلفة سواء كانت شعرية او تشكيلية، وكل هؤلاء تتلمذوا على يديه رغم ان المجذوب في شخصه لم يكن له مدرسة ولكنه كان للآخرين مدرسة، اقترح ان تتبنى جريدة الصحافة عبر الملف الثقافي ان يكون يوم 3 مارس عدد عن المجذوب واعتقد ان المجذوب من الذين عبروا عن سؤال الهوية وهو مثقف حقيقي فالمجذوب هو المعادل الشعري لثقافة السلام التي يتحدث عنها الناس الآن؟
    الاستاذ حيدر المكاشفي:
    اثنى واوافق على تبني ملف عن المجذوب يوم 3 مارس.
    ذهبنا للمجذوب لتقديم مقدمة عن كتاب عن تاريخ ....... النيل وقد كتب لنا المجذوب خمس صفحات بيده وصدر المرجع وكانت المقدمة بخط المجذوب؟
    عوض الكريم محمد المهدي المجذوب:
    اود ان اصحح بعض الأشياء منها ان المجذوب ما تعرض له من تنقل في الشرق وفي الشمال والجنوب بسبب الاستعمار اضافت لنا شاعر كبير جداً ورائع جداً وقد ادخل انسان الجنوب في الشعر وهو جانب غير مطروق في الشعر السوداني، اما ما قاله ابو ادريس فالعاصمة الثقافية لم ترد اعمال المجذوب ولكن تم اهمالها بسبب البيروقراطية الخاصة بلجنة النشر ايضاً تقييم المجذوب مثله مثل اي كاتب هاو ويعطي 20% من حق النشر..
    اما الغراميات فهى موجودة ولكن ليس بنفس الصورة التي تكرم بها مؤلف كتاب حديث الذكريات وهو كتاب بكل اسف اساء للمجذوب ولسيرته ومؤلف الكتاب لم يكن شجاعاً ولم يحتفظ ببعض الخصوصيات للمجذوب وسرد كثيراً من الاحاديث التي فيها اكاذيب، اما علاقته بالحزب الجمهوري انتهت بعد ان تحول الى حزب ديني باستقالة شهيرة جداً كتبها ونشرت بصحيفة الوان.
    عبد الرحمن ابراهيم:
    الحقيقة قبل ان اعطي الفرصة للدكتور للرد على المداخلات احب ان اشير الى حديث الاخ قرشي بأن السودانيين يقدمون العاطفة على العقل بمقولة قالها الرحالة بيركهارت والذي قال انه زار احدى مدن السودان فوجد اهلها همهم النميمة والقطيعة وزار مدينة اخرى فوجد اهلها يرتادون الحانات ويشربون الخمر في الصباح ويشربونها اذا جن المساء، وزار اخرى فوجد اهلها زهاد نساك عباد عاكفون في المساجد وكأن حر السودان لم يجد مكان للتوسط والاعتدال، فأما عكوفاً في المساجد واما ارتياداً للحانات، المسألة الثانية هل كان المجذوب معتنقاً للفكر الجمهوري، اذكر انه في محاكمة محمود محمد طه عام 1984 والقاضي المحلاوي كان رئيس لمحكمة الموضوع واصدر الحكم وكنت صحفي مندوب عن الايام فسألت المحلاوي فقال انهم يتفقون مع محمود محمد طه تماماً لأن المحلاوي من منطقة النيل ابو قرون وهم متصوفة ومحمود فكره صوفي تماماً ولكن مشكلة محمود اباح علم الخاصة للعامة وقال ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول امرنا نحن معاشر الانبياء ان نخاطب الناس على قدر عقولهم واننا عندما نحكم عليه لأنه اذا اتاكم من يريد ان يفرق عصا جمعكم وفي هذه النقطة اود ان اقول ان المجذوب نشأته صوفية وخلفيته صوفية، ولا يوجد ما يحيل بينه وبين اعتناق الفكرة الجمهورية الامر الذي اريد ان اسأل عنه الدكتور احمد بابكر هو ان في شعر المجذوب نهج غربي والنهج الغربي الذي اقصده ان المجذوب قدم شعره للناس عارياً تماماً، في الشرق وفي عالمنا الشرقي لا تجد من يقدم سيرته بهذه الشجاعة وهذا الوضوح..
    الدكتوار احمد بابكر:
    سوف احاول ان ارد على بعض النقاط، السؤال الاول الاخ دكتور زهير السراج، عن علاقة المجذوب والشعراء الآخرين مثل الطيب السراج حدثني المرحوم كرف يرحمه الله اننا كنا طلاباً بالمعهد العلمي بام درمان وكنا نحفظ قصيدة عن محمد المهدي المجذوب قصيدة اسمها لوسي:
    تلك لوسي فجيناتي لوسي
    تلك كأس عقل رؤوس
    شعرها العسجدي ينساب كالشلال
    ينصب في قرار وكوسي
    وكنا معجبين بهذا الشاعر ولكننا لا نعرفه وفي يوم سمعنا ان هذا الشاعر عنده ندوة في ام درمان بنادي الخريجين وقد امتلأ النادي بطلاب المعهد العلمي لكي يستمعوا للمجذوب وكان المجذوب عندما كتبها كان دون الخامسة والعشرين وقد بدأت الندوة بمشكلة اثارها طلاب المعهد العلمي الذين اعترضوا على هذا الشعر ولكن هذه المشكلة كانت سبب في علاقة صداقتي بالمجذوب التي امتدت بعد ذلك وكان من اصدقائه الحميمين جداً الشاعر محمد عبد القادر كرف وهو لديه علاقة بالشيخ الطيب السراج ايضاً استاذنا وكنت زميله في مدرسة وادي سيدنا الشاعر محمد محمد علي وكان يأتي كل خميس الى المجذوب ويجلسان في (لودو) على ما اذكر، وكان المجذوب يوصل محمد محمد علي حتى موقف وادي سيدنا في سوق الخضار بالخرطوم، وقد رثا المجذوب شيخ الطيب السراج بقصيدة جميلة جداً التي يقول مطلعها:
    الشط لا تبدو منه اليوم، شط دمي
    وقد عرف عبد الله الطيب بالشيخ السراج وكانوا يجلسون ثلاثتهم ويجودون الشعر وكانت القصيدة تبدأ:
    لا تدنو اليوم مني شط دمي
    واذا ظمئت فعاقر دم منتقم
    الى ان يقول:
    جالست عندك اوطاراً ظفرت بها
    كأساً وشعراً وازلاماً على صنم ... الخ
    واربط هذه العلاقات مع بقية الشعراء، فوالد محمد عبد الحي كان صديقاً للمجذوب، خانجي مثلاً كان والده زميلاً للمجذوب، بل ان خانجي حضر رسالته في المجذوب، وانا شخصياً عرفت المجذوب بصديقي فضيلي جماع ومنذ ذلك الوقت وفضيلي جماع يأتي يومياً للمجذوب وكثير من الادباء قصدوا التعرف على محمد المهدي المجذوب، ايضاً علاقته بتوفيق صالح جبريل وزميلهم في المساحة قلندر.
    ونواصل
                  

02-15-2005, 05:37 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: awadnasa)

    Quote: ، واختياره وزيراً للثقافة والاعلام في حكومة انقلاب 19/ يوليو 1971




    Are you sure about this information?
                  

02-16-2005, 11:57 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: awadnasa)

    أرجو من المؤرشفين إيراد قصائد الشاعر محمد المهدي المجذوب عن الأستاذ محمود.. وبطبيعة الحال عندما ترك المجذوب الحزب الجمهوري، لتوجهه التجديدي الجديد، لم يكن لديه اعتراض على هذا التوجه، وكذلك ترك الحزب أناس آخرون..

    نداء إلى الأخ عبد الله عثمان لإيراد القصائد فقد رأيتها في بوست سابق هنا..

    ولك الشكر يا عوض على نقل الموضوع من الصحافة..
                  

02-16-2005, 07:25 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: awadnasa)

    عزيزي دكتور ياسر
    تلبية لندائك: بعض ما وقع في يدي من قصائد المجذوب:





    عمر
                  

02-16-2005, 07:30 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: awadnasa)







                  

02-16-2005, 07:37 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: awadnasa)







                  

02-16-2005, 10:24 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: Omer Abdalla)

    البحث عن المجذوب.....يجذب الباحث والبحث والمبحوث له أو المتلقى ...جذبا كجذب ذلك الذي صوره فى مولده حيث حلقات الشيوخ ترجحن... وتضرب النوبة ضربا فتئن.....فالمجذوب على وزن مفعول بمعنى فاعل حيث يحدث الجذب لكل من جلس بحانته يتجرع مريس فكره وشهد عسله لاعسليته......
    فالمجذوب نتاج بيئات عدة.......التصوف والصوفيه التى نزع منها صفاء السريرة والزهن.... والإيثار وحب الأخرين والاحساس باحاسيسهم والنفير والفزعه.... التى تبدأ من جلب حطب تقابة القرآن الى رحابة الإشتراكيه التى نفذ اليها من إطلاعه الكثيف على الجوائز القيمه التى كانت فى الغالب كتبا من أساتذته فى غردون والذين كان بعضهم إشتراكين.......وقد زكر صنوه وشقيقه فى الدم والإبداع وشيح شيوخ الأدب والآداب العلامه الراحل عبدالله الطيب المجذوب فى حقيبة زكرياته وإحقاقا لاهل الحق عندما قال كنا أنا والمجذوب لا نأخذ جائزة فى الأدب الإنجليزي والعربى الا عندما يكون الرشيد نائل غائباوإن دل على شئ انما يدل على أن اكثر الجوائز كانت تذهب للرشيد لذا تضلع الرشيد نائل فى إشتراكيته فكرا وسلوكا ثم أورد عبدالله الطيب جزءا من قصيدته التى قالها فى وصف رحله من الكليه الى كردفان
    حيث يقول فيها ((مطيتنا تسير بلا عنان ....وتخترف الفيافى بلا توانى
    الى ان يقول وانفذ فى حشاها من سنان))
    لذا حاولت اضيف الرشيد الى ذلك اللفيف من الكواكب والفراقد المضيئه فى ماضيها وحاضرها ومستقبلها وإلا لما تم الاهتمام بها الآن لا بل فى الغد وربما غابت كذلك اسماء فاذا زكر كرف فمن باب اولى ان يزكر التنى وعبداللة عشرى الصديق والعباس
    وما قاله ذلك المجذوب فى الأستاذ محمود لولا زكر المجذوب لحسبت القائل ابوتمام.


    منصور عبدالله

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 02-16-2005, 10:32 PM)

                  

02-17-2005, 07:22 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: awadnasa)

    شكرا لك يا أخي عمر الهميم أب خيرا عميم.. أيضا أذكر أن هناك قصيدة في الستينات..

    رحم الله الدكتور عبد الله الطيب والشاعر محمد المهدي المجذوب والأستاذ الرشيد نائل..

    وكما قلت يا عزيزي المنصور فإن قصائد المجذوب عجيبة..
    وطن وهبته الشباب منضرا * ورأيت أجمل ما وهبت قليلا

    لقد كان هذا عطاء الأستاذ في زمن الوطنية والقومية.. أما عطاء الأستاذ الأعظم فقد جاء في فكره ونصرته للمستضعفين، المرأة بصورة خاصة، ثم نصرته لكل المظلومين من قوانين سبتمبر حتى افتداهم بروحه فعلا لا قولا.. أهديكم جميعا الجزء الثاني من مقالة الأستاذ مسعد حجازي بصحيفة حقائق الإلكترونية لتروا كيف تحدث العالم عن الأستاذ محمود..
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=4999#4999

                  

02-20-2005, 00:48 AM

Shalabi

تاريخ التسجيل: 08-04-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: Yasir Elsharif)

    فـــــــــوق
                  

02-20-2005, 03:56 AM

Shalabi

تاريخ التسجيل: 08-04-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب والجمهوريون واتقلاب يوليو- منقول (Re: awadnasa)

    ما بين دامر المجذوب وجرف السيدة صافي الني والفزع للجزيرة

    رصد: أحمد عوض
    ظل محمد المهدي المجذوب، رقماً مهماً في خارطة الشعر السوداني، وفارساً من فرسان القول الشعري الحديث، وقد عرفه الناس من خلال دواوينه (نار المجاذيب) و(الشرافة والهجرة) و(منابر) و(تلك الاشياء) وعدد من الكراسات الشعرية (البشارة والقربان) و(شحاذ في الخرطوم) وعدد آخر من الدواوين التي لم تنشر.
    ولعل دواوين محمد المهدي المجذوب، قد حدثت عن شعره ولكن هنالك جوانب كثيرة من سيرة حياته الشخصية والادبية خافية على كثير من الناس، وقد استضاف منبر الصحافة، الدكتور احمد بابكر الطاهر، استاذ الادب الانجليزي بجامعة عجمان بالامارات العربية المتحدة، وهو رفيق درب شاعرنا محمد المهدي المجذوب، واحد معاصريه الاقربين، متحدثاً عن سيرة المجذوب ومضيئاً الكثير من الجوانب الخاصة بحياته، خاصة علاقته بالأديب الراحل، بروفيسر عبد الله الطيب، ومصادر شعره التي عددها ما بين خلوة المجاذيب بالدامر وعمله متنقلاً في شتى انحاء السودان، فكانت هذه المداولة الطريفة:
    في قصيدة يودع فيها عبد الله الطيب خدين الصبا:
    أين الليالي مضيئة هنالك في كنز لدى
    الأمس مقفل
    اتذكر ناراً أوقدت عند خلوة عشاء تغنى
    بالكتاب المنزل
    وارجها الحيران حتى تلفتت، والقت على الالواح
    انظار ايدلي
    ويرقبنا شيخ على كل قاريء له اذن تحصى حروف المرتل.
    وتستمر القصيدة إلى أخرها، وهي من اجمل قصائد الشاعر محمد المهدي المجذوب، واستمر في مقدمة ديوانه.. والدي هو الشاعر المعلم الحافظ العلامة الفذ العالم الشيخ، محمد المجذوب، وهو شيخ مجذوب جلال الدين. كان استاذاً في كلية غردون التذكارية، استاذاً للغة العربية والدراسات الاسلامية، ومن اغرب الاشياء انه كان شاطراً جداً في الرياضيات واذكر وأنا في الثانوي تخصصي كان رياضيات وليس لغة انجليزية، وكنت اقوم بترجمة مسألة الرياضيات فيقوم بحلها، سألته مرة ماذا تريد ان تتخصص، عربي، أم فلسفة أم رياضيات، فقال لي نحن ليس لنا تخصص مثلكم، العلوم التي ندرسها كلها نتخصص فيها، فقد كان استاذاً في كلية العلوم، وابن الفكي احمد والذي كان خليفة سجادة المجاذيب ابن الفكي احمد بن الفكي جلال الدين بن الفكي عبد الله النقر بن الفكي حمد، بن طيب النية الشاذلي ابن الفارس الفكي محمد المجذوب، وهذا من سمى عليه المجاذيب، والغريب في الامر ان السيد محمد المجذوب الكبير والذي سمى به المجاذيب، مدفون في سنار، والرجل المدفون في الدامر وهو صاحب القبة والديوان والقبر الذي يزار حتى الآن، اسمه محمد المجذوب بن كمال الدين، أو محمد المجذوب بن علي البكاء، أو يسمونه على الدامع لأنه ذكر عنه انه كلما ذكرت له اسم الله، يبدأ بالبكاء ابن حمد ضمير الدامع بن عبد الله المشهور براجل «درو» وهو من الشعديناب...الخ
    ويقول شاعرنا المجذوب في مقدمته لديوان «نيران المجاذيب»، .. (وخرجت مع الحيران الى الفزعة لنحتطب، وهي نار توقد من الحطب، وفي قبضتي الصغيرة «فرار وماء من بحر النيل في زجاجة خضراء) وتغوص اقدامنا في كثبان الرمال وتتعلق عيوننا بزرقة النيل وبالدوم والنخيل، ونريح طفولتنا في السدرالظليل ونعود الى النار بالعشر والسلم، ونوقد النار مغرب كل اربعاء كرامة وتطعمنا الاربعاء كرامة من بليلة اللوبيا المبارك وعيش الريف الحلال، ولازال كل يوم اربعاء «كرامة في الدامر»، واحياناً هنالك من يتبرع «بعتود أو عمبلوق»، يتم تقطيعه مع عيش الريف ويأتي الحيران ويقسمون هذه الكرامة بينهم، وفي الليل الساكن الحابس بالنجوم وهي البيئة التي خلقت هذا الشعر، هي الفزعة والخلوة والحطب والنيل ومن ليل الدامر الساكن الهامس بالنجوم وبمدائح الولي الكامل جليس الرسول صلى الله عليه وسلم، السيد محمد المجذوب ووحده الصالح وضوءه النار، وهي مدائح من ديوان الشيخ المجذوب، وهذا الديوان هو مجموع مدائح لثلاثة من الشعراء اولهم الشيخ المجذوب كمال الدين وفيه الشيخ الطاهر وابنه الشيخ محمد المجذوب، وهذا هو ديوان المجاذيب، ويمدحون منه في جميع المناسبات او بعد كل صلاة عشاء اهلنا يمدحون في ديوان الشيخ المجذوب، حتى محمد المهدي المجذوب وعبد الله الطيب، كانا مداحين ويحفظان الشعر وينشدانه: حيث يقول المجذوب في مقدمته: «ومن فرحي الغامر بصحبتي لقسيم الصبا والاحلام والشباب الشاعر الفذ الفنان، عمي واخي وسيدي بالبركات عبد الله بن السيد الوالد الشاعر الحافظ المعلم الشيخ الطيب عليه رحمة الله ورضوانه» وهو البروفيسر عبد الله الطيب، رحمة الله عليه وهو عم محمد المهدي المجذوب بالنسب، رغم انه في السن اصغر منه، وعبد الله الطيب توفى والده وهو صغير، فتولى تربيته شيخ مجذوب، ورثى عبد الله الطيب الشيخ المجذوب في قصيدة قال فيها:
    «كان أبي بعد أبي»
    ومطلعها: نعوا إليك جلالاً
    وشيخ مجذوب تولى عبد الله الطيب وكان استاذه، وذلك لأن والد عبد الله الطيب كان زميل الشيخ المجذوب في الكلية، ويحكى لي انه في احدى المرات تأخرنا في احدى العطلات نسبة لمناسبات مدينة الدامر الكثيرة، وحضرنا بعد مرور شهر من الدراسة، ففصلنا مدير الكلية، فكتبت بيتي شعر معتذراً له ومدحت فيها الخواجة، فرضى عني وارجعني للكلية وطلب مني ان اكلم الطيب ان يكتب شعرا ويعتذر، إلا ان الطيب قال لي أنا لا امدح إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له سوف اكتبهم أنا على لسانك، فقال لي سوف اذهب للخواجة واقول له كتبهم مجذوب، ولذلك فصل الطيب من الكلية، وكان طالباً فذاً وكان في قسم المعلمين، وكان معروفاً ان المعلم يمتطي حماراً أبيضَ ويعلق عليه فرجية من الامام، ولذلك كان الطيب يمتطي حمارا أبيض بفرجية، واشتغل بتجارة الصيني، وكانت في ذلك الوقت اواني الصيني لها تجارة رائجة. بعد فترة تم تعيينه معلماً في كسلا فأخذ معه ابنه عبد الله الطيب، وهذه البيئة التي صنعت من المجذوب شاعراً بالاضافة لما سبق ذكره وصحبته عبد الله الطيب.
    ويمضي في مقدمته ليصل الى «ومن لالاء نور اللوبيا السيدة صافي النية، رضوان الله عليها ورحمته ومن رقتها وحنانها العميق» وهذان سطران ولكن لو اردت ان اكتب كتابا عن هذين السطرين لفعلت، لأنه فعلاً جرف السيدة صافي النية، تربى فيه محمد المهدي المجذوب لأنه عشق الحرية وكان يهرب من البيت ويذهب الى الجزيرة في هذا الجرف، وكان والده رجلا صارماً جداً، ورجل دين ووالدته كانت امرأة صارمة ايضاً وكان يقول لي انني تربيت في جرف السيدة صافي النية، ومن سير التاريخ الحافل آخذاً عن جدتي الحافظة (وهي جدته مريم بنت الحاج عطوة) وفعلاً جدته مريم بنت الحاج عطوة كانت تحفظ القرآن، الذاكرة الحاجة مريم بنت الولي الصالح الحاج عطوة التاجية المغربية، وهي جدة محمد المهدي المجذوب، والسيدة البر الكريمة ابنة الاضياف البر الوهاب، بنت النقر رضى الله عليهما ويرحمهما وهي جدته من امه، ويقال عن زوجها الفكي البشير بالدامر «انه ما عنده باب وسكينته حمراء» وهذا جده من أمه، أما جدته عن أبوه مريم بنت الحاج عطوة، وعطوة هذا جاء مع الجيش التركي وكان يأتي ويصلي في الخلوة مع الناس، فقالوا له كيف تكون عسكري؟ فطلبوا من الضابط المصري ان يعفيه، فقال انه لا يستطيع ذلك واوصى لهم بأن يخفوه في الخلوة، ويعتبره مفقودا من الجيش، وبالفعل اخفوه في الخلوة واستمرت بعد ذلك الحملة وتزوج من بربر فأنجب ثلاث بنات، واحدة زوجوها للشيخ محمد الخير الغبشاوي استاذ محمد احمد المهدي، وأولاده منها الشيخ البشير وواحدة تزوجها خليفة المجاذيب الفكي محمد وانجب منها شيخ مجذوب جلال الدين واخته عامرة، والثالثة تزوجت في بربر ويسمونهم «ناس حاج عطوة» وموجودون الآن في «المكايلاب»، وكانت جدته تعلم النساء القرآن، وتوفيت والمجذوب كان كبيراً في السن. «ومن طبول المقدم القادري تلميذ الشيخ الجعلي دياب، رحمة الله عليه ومن الصدق الذي علمنيه اياه والداي». والحقيقة ان محمد المهدي المجذوب عرف بقصيدة المولد «صلي يا ربي علي المدثر» لأن الفنان عبد الكريم الكابلي، تغنى بها وقد حضرت هذه القصيدة عندما كتبها المجذوب، فقد اخذ ابناءه الصغار الى المولد، في ميدان عبد المنعم بالخرطوم، وفي صباح اليوم التالي وقف على السفرة وبدأ يكتب القصيدة، حتى اننا طلبنا منه الجلوس، ولكنه قال لنا ان شيطان الشعر قد هاجمني، والكثير من الصور في القصيدة من الدامر مختزنة في ذاكرته خاصة الطريقة القادرية وذكرهم:
    والمقدم قد تقدم ورمى الذكر
    ودمدم
    وانحنت حلقته حين انحنى
    رغم ما في القصيدة من ذكر لعبد المنعم ذلك المحسن حياه الغمام، ولكن ذاكرة الشاعر كانت فيها صور مولد الدامر، خاصة الشيخ الجعلي ودياب، ودياب هذا رجل ابيض ضخم الجثة ويصيح في الحلقة «الله» فينحنى كل المولد.
    إن كلام محمد المهدي المجذوب عن الصدق كان ثريا جداً لأنه كان يبحث عن الرجل السوي، لأنه كان رجلاً سويا وصادقا جداً مع نفسه، ووالده الشيخ مجذوب جلال الدين، استاذ التربية الاسلامية واللغة العربية ولم يكذب عن نفسه، محمد المهدي المجذوب كان يجلس في «الانداية» ويقول:
    «واجترع المريسة في الحوانى واهزر
    لا أُلام ولا ألوم
    طليقاً لا تقيدني
    قريش باحساب الكرام ولا تميم
    تركت القيد عند أبي لغيري وقيد
    للتجارب والهموم.
    وكان يقرأ هذا الشعر وابوه ساكن في امدرمان، وهو يسكن في بيت آخر، بعد ان اخذ المعاش من الكلية انتقل الى معهد امدرمان العلمي، محمد المهدي المجذوب عاش حياته وكان صادقاً مع نفسه جداً وفي شعره لم يخف شيئا حتى ان هنالك الكثير من القصص التي يرويها لي، إنه جاء الى البيت وقد قفز من الحائط وكان «عنقريبه» بالقرب من الباب فصرخ اخوه الاصغر مبارك المجذوب «الحرامي، الحرامي»، فصحا كل اهل الدار، وكان يسكن مع الشيخ مجذوب مجموعة من الطلاب، وقد عرف عنه ان بيته يستضيف كل عام عددا من الطلاب يصل الى سبعة أو ثمانية مثل «بوب المحامي» وأولاده، مهدي، والهادي، والطيب النقرو فاستيقظ كل هؤلاء وبدأوا في البحث عن «الحرامي» فقرص شيخ مجذوب ابنه مبارك من اذنه وقال له (وين الحرامي، مهدي حرامي؟!) وكان الشيخ مجذوب يسكن في الموردة، ثم انتقل الى العرضة عندما جاء للمعهد العلمي، وكنت احد الذين سكنوا معه وقد ادبنا الشيخ مجذوب أدباً نادراً في هذا الزمن، كنا نجلس جلسة معينة للأكل، عندما نجلس للغداء، يبدأ بنا واحداً واحداً قائلاً اعرب الآتي:
    إذا قالت خزامي فصدقوها
    فإن القول ما قالت خزامي
    ثم اعرب شواهد الالفية وهكذا، بالدور ويبدأ بالنقر، ثم محمد منصور، ثم أنا، ثم احمد شيخ مجذوب وهو اخوه الصغير ، كل ما ذكرت في محبة وعرفان ووفاء انعقد جوهر هذا الشعر، من الجزيرة، وجرف السيدة صافي النية من الشيخ محمد ود الطاهر ومن عبد الله الطيب وسير التاريخ من جدته مريم بنت حاج عطوة.
    سادتي القراء، «معاذ الله ان افقه وأنا من تراب» والحقيقة ان المجذوب كان شخصا ترابيا جداً غاية في التواضع، وسوف احكي عنه بعض الاشياء التي توضح كيف ان المجذوب كان يحب المساكين والفقراء، وشعره كثيراً كان عن ماسح الاحذية، بائعة الكسرة والفول ...الخ
    في ذات يوم ذهب معي الى زريبة المواشي بأم درمان بغرض شراء خراف، وعندما وصلنا هناك وجدنا «بهائم حمر» وكنت اريد حوالي ستة خراف، وقد ذكر الراعي ان الخروف بـ «22» جنيه فقلت له لماذا «بجيب أمدرمان»؟ وكان الراديو في ذلك الوقت شيئا بديعا، وقلت للراعي بي «21» ولكن مهدي اعترض وقال لي اعطيه «22» هذا الراعي ربي هذا الخروف منذ وقت بعيد. مثل الطفل!! وتركت محمد المهدي داخل «راكوبة» مع الرعاة وحضرت ووجدته يجلس معهم على الارض ويتحدث معهم عن حياة البداوة والرعي، فكان رجلاً متواضعاً ومن تراب.
    ً«ولقد علم العلامة انني ما اردت بالذي ذكرت إلا اقراراً بعجزي وشكري، وانتقلت بعد الخلوة القرآنية في الدامر الى مدارس الحكومة في الخرطوم» وفي الحقيقة انه بعد الخلوة انتقل محمد المهدي للخرطوم وكان والده يعمل استاذاً في كلية غردون الى مدرسة الخرطوم والتي حالياً مكانها برج البركة، والذي لو كان حياً لتحسر على ذلك وكتب قصيدة في هذا الموضوع وهذه الفترة هي خط فارق بين حياة محمد المهدي المجذوب في الدامر وهنا، ففي ذلك ديوان شعر كامل سماه «الشرافة والهجرة» وهو الديوان الثاني بعد نار المجاذيب وحتى مجموعة اشعاره ترمز للدامر وللخلوة والبراءة والطهر، والهجرة هي ذهابه للخرطوم وبدأ حياة جديدة بأمورها وقشورها. والحياة في الخرطوم ادخلته في حقل مختلف جداً عن حياة الدامر، «حتى تخرجت من كلية غردون ولم ألقِ بالي بوعي كامل الى هذه المدارس، ولم امنع نفسي من شرورها وقشورها ومازلت اعاني من امورها» كلنا والحمد الله عانينا من قشور المدارس بالخرطوم «وجدت عند أبي قراءة حافلة ودرسا متصلاً» واخترت من كل ذلك ثلاث نقاط وقد اخترت كثيراً من مخالطة الناس وخصوصاً المساكين من صدق أخاذ نفعني واشقاني» لماذا خط ثلاث نقاط بعد اخترت؟ ومحمد المهدي المجذوب من حيث انه زميل لعبد الله الطيب، زميل للدكتور احمد الطيب، كان يريد ان يعمل مدرساً، الدكتور عبد الله الطيب عمل مدرساً ودكتور احمد الطيب بعد ان عمل محاسباً في جبال النوبة تم تعيينه مدرساً وبعث الى بريطانيا، محمد المهدي المجذوب رفض تعيينه مدرساً بسبب انه كان سياسياً فمحمد المهدي المجذوب كان جمهوريا عندما كان الحزب الجمهوري حزباً سياسياً، وكان للمجذوب كثير من قصائده، عندما كان الناس ينادون بالسيد عبد الرحمن ملكاً على السودان، ومن جانب آخر كان هناك من ينادي بفاروق ملك مصر والسودان، كان محمود محمد طه ومحمد المهدي المجذوب ومنير صالح عبد القادر والنور ابراهيم كانوا ينادون بالجمهورية السودانية، وليس عليها ملك. المجذوب كان يطوف بالمقاهي ينادي بالجمهورية السودانية، فرفض الانجليز تعيينه معلماً، فذكر «اعمل حاسباً في حكومة السودان» أي محاسباً وعمل محاسباً في كثير من انحاء السودان شرقه وغربه الى شماله، بورتسودان، وواو، وقد سمع وجرب كثيراً حزناً وسروراً «وكنت اصنع هذا الشعر على احوال مختلفات ولقد علمت بعد الممارسة والتجربة ان الشعر اصعب الفنون، وتؤهلني طاقتي الى بلوغ غايتي فيه» وفي هذه أنا لست معه، وفي رأيي انه بلغ الغاية في الشعر، «وقد اذاني الشعر فقد رسخ هنا في اذهان الناس ان الشاعر من كوكب آخر، وهو لا يأكل الطعام ولا يسعى في الاسواق. واذكر اول التحاقي بالوظيفة ان رئيسي في الديوان مصري، رأني اختلس النظر الى ديوان العقاد كنت خبأته في احد ادراجي، واصلح الرجل الطيب شاربه الملكي وابتدأ بوظيفته رئاسة المكتب ونظر وعبس وبسر وقال في اشفاق واستخفاف: «يا ابني الشعر ما يسقيش ميه» واعترف هنا انني لم أنتفع بنصيحته قط، وما انتهت نفسي عن غيرها وليس لها سابق» وتذكرت نصيحة الرجل الطيب، وقد حسبني مداحاً وقد فطن الى ضعف الشاعر في هذا الزمان واخشن القوم في الشرق العربي ينظرون الى شخصه لا عمله»، والحقيقة الناس ينظرون الى عمل الانسان هل هو مدير، هل هو.. ولقد كان الشاعر في السودان مذبوحاً».


    نـقلا عن
    جـــــريدة الـصحــافـــة

    (عدل بواسطة Shalabi on 02-20-2005, 03:59 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de