|
|
 الماضى افيون الشعوب ( ثقافة الجن البتعرفوا احسن من الجن المابتعرفوا 00 نموذجا)
|
الماضى افيون الشعوب ( ثقافة الجن البتعرفوا احسن من الجن المابتعرفوا نموذجا )
ترى لماذا يحتفظ الماضى بكل هذاالسحر والجاذبية والبهاء فى حياتنا ؟ وكيف تحولت نجومية هذا الماضى والقة الى كابوس يضاعف شعورنا بالنقص تجاهة ويغرينا على الانتماء الية باستمرار وعلى نحو يجعل الحديث عن الحاضر او المستقبل ضربا من الترف وعدم الواقعية 0
يبدو ان الامر مرتبط ببنية الثقافة الابوية بكل ابعادها ومكوناتها كما تحدث هشام شرابى فهذة الثقافة تمجد الاجداد ولاتحفل بالاحفاد فعشرة من ابناء حليب النيدو كما يطلق عليهم الاجداد سخرية واستخفافا لا يستطيعون رفع جوال على ظهر دابة فى حين بمقدور اى من الاجداد ان يفعل ذلك بمفردة ودون اعتبار طبعا للفرق بين زمن العضلة وزمن العجلة 00 وهى ثقافة تركت المستقبل خلفها شأن الراقصات ولاعبى كرة القدم لذا تجد فى الماضى فردوسها المفقود وسلوتها فى ضجرها من الحاضر وعدم ثقتها بالمستقبل وليس بمستغرب ان نجد مثقفين يحلمون بعودة الخلافة الاسلامية ويدعون لعودة عصر الخلافة الراشدة وينتظرون عودة صلاح الدين الايوبى منقذا ومحررا لانهم يعتقدون بامكانية استنساخ العصور والازمنة00 اناس يعيشون فى الماضى وحاضرهم فى قرون الهجرة الاولى مع ان حاضرهم فى الالفية الثالثة 0
واحسب ان المثل السودانى المعروف الجن البتعرفوا احسن من الجن المابتعرفوا هو نتاج طبيعى لهذة الثقافة التى تمجد التجربة الاولى والمجرب وتنأى عن مداخل المغامرة والتجريب فمثلا نظل اوفياء للسلعة التى نجربها اول مرة ونواظب على شرائها دون ان تستطيع اليات الاعلان مهما فعلت ان تقنعنا ان المصانع انتجت ماهو افضل 00 المستهلك ما زال يبحث عن السلع اليابانية رغم ان اهلها تركوا صناعتها وعهدوا بها الى بلدان اخرى تدرك انها غير قادرة على كسب ثقتنا لذا تضع لواصق صنع فى اليابان وهو ايطالى ميد ان جاينا كما يقول الباعة 00 نحن فى السودان كل مساحيق الغسيل بالنسبة لنا هى اومو الازرق رغم وجود عشرات الانواع الاخرى ولم تفلح الغربة والمهاجر على تنوعها ان تنزع من السنتنا طعم حليب كانى الافضل او تدفعنا الى الحلاقة بغير امواس ناسيت 00 حتى الحب فى هذة الثقافة للحبيب الاول مهما قسى وجار ومهما تعددت مغامراتنا العاطفية من المستحيل ان يكون هذا الحب للحبيب الثانى او الثالث واذا ظفرنا بالحبيب الاول سنظل نبحث عن اخر اول منة 0
ويمتد الامر الى السياسة فثقافة الجن البتعرفوا احسن هى التى تجعلنا نقبل عن طيب خاطر وقناعة مبدأ توريث الحكم ونرى فى الحاكم وسلالتة من بعدة خير من يحكمنا والى الابد لان ما عداهم شر غير مامون العواقب ورغم ان التجارب البشرية المعاصرة تثبت لنا ان مبدا تداول السلطة احد اسباب نهضة وتقدم الشعوب والامم ورغم ان تجاربنا ايضا كشفت لنا ان الجن البنعرفوا كان دائما شرا ووبالا علينا 00 وطبيعى ان الذهن الذى لا يغامر بشراء سلعة لم يجربها لن يغامر باختيار حاكم جديد اونائب والدليل بقاء كل هذة الاسماء والوجوة فى سماء حياتنا السياسية المعاصرة 0
كنت قبل ايام احاور مثقفا عربيا وتحدثنا عن وضع المرأة اليوم وانة افضل مما كان علية قبل 30 سنة وامراة اليوم اكثر وعيا وحضورا ومشاركة فى الحياة العامة 00 لم نختلف على كل ذلك لكن صاحبى سرعان ما اسند ظهرة للكرسى مستدركا بتنهد00 اية لكن نسوان زمان حاجة تانية فى كل شىء 00 فحتى المثقف صنمة الماضى وهو غير قادر على الانتما ء لثقافة عصرة يعيش حالة من الاذدواجية والتشتت النفسى وعدم القدرة على التوازن 00 هذا النزوع الماضوى كما يسمية محمد عابد الجابرى هو الذى جعل من الماضى افيونا للشعوب العربية وجعلها تعيش فى هذة العمائية وغير قادرة على انتاج ثقافة تنتمى لروح العصر 00 تتعاطى مع منجزات العلم والتكنولوجيا وهى فى غربة عنها لانها فى دواخلها ترفض الفكر الذى انتج هذة التكنولوجيا ويبقى المثقف بدويا وان لبس بدلة وركب سيارة هى ناقة بمحرك واربعة عجلات 0
كثيرة هى الامثال السودانية التى تكرس ثقافة الخنوع والاستسلام والرضوخ وما يرتبط بشخصية ود ابو ذهانة الشعبية خير مثال ( تجرى جرى الوحوش غير رزقك ما بتحوش 00 النوم خريف العين ومافى عنقريب قلب سيدو 00000)
هذة دعوة صادقة لتكريس مفاهيم ثقافية مغايرة تبدا بقلب هذا المثل ليكون الجن المابتعرفوا احسن م الجن البتعرفوا 00 ولكم مودتى
|
|
 
|
|
|
|
adel alsaed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست