السلام .. الفرح المشروط (3)..... د. حيدر إبراهيم علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 00:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2005, 11:56 AM

ابن النخيل
<aابن النخيل
تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السلام .. الفرح المشروط (3)..... د. حيدر إبراهيم علي

    aaالسلام .. الفرح المشروط (3)

    د. حيدر إبراهيم علي

    استقبل اغلب السودانيين المرحلة الاولى للسلام اى عملية انهاء الحرب والاقتتال بفرح متفاوت ومن جانبي لم اشعر بالفرح ولكن بارتياح مؤقت فقط ، لانني خائف ، فالفرح الزائد قد ينسى صعوبات واخطار البداية ، وقد يجعل منها بدايات خاطئة بسبب طغيان العاطفة . وفي وسط الفرح العام يخشى الكثيرون ، ان يقولوا هذا جيد ولكن .. اذ لابد من مسايرة الاجماع الوطني ـ كما يقال ـ والا يتهم المرء بأنه لا يعجبه العجب أو بخالف تذكر . وهذا اختيار حقيقي للمثقفين والوطنيين ان يفرقوا بين الاجماع الوطني الصادق وبين عقلية القطيع الجماعية الصماء . ولذلك فور انتهاء الاحتفالات والرقصات والتهليلات يبدأ السؤال ؟: ثم ماذا بعد ؟
    اولا ، يجب أن ينطلق أى فهم أو عمل سياسي او غير سياسي من ان المشهد قد تغير تماماً وهناك سودان جديد (ولكن ليس حديثا والفرق كبير بين الجدة والحداثة) فنحن نعيش حقبة انتهاء التكوينات الحزبية والسياسية التي بدأت في التشكل منذ مطلع الحركة الوطنية منتصف اربعينيات القرن الفائت أي على ما درجنا بتسميتها الاحزاب الوطنية التقليدية : حزب الامة والاتحاديين بتسمياتهم المختلفة ، بالاضافة للاحزاب العقائدية مثل الشيوعيين والقوميين والبعثيين ، فالسودان الجديد تقرر ان يحكم بتحالف ثنائى بين الحركة الشعبية واسلامي المؤتمر الوطني وبالفعل سيكون لهما 80% من قسمة السلطة والتي تمكنهما معاً من تمرير اى قرار وهذا تطور طبيعي للمتابع ، فالتطورات خلال السنوات الممتدة من انقلاب يونيو 1989م ، اظهرت على المستويين المحلي والعالمي أن التنظيمين هم الاكثر دينامية ومعرفة لما يريدون مقارنة بالقوى السياسية الأخرى . ولذلك رغم انهما اقلية على الصعيد العددي (رب فئة قليلة) وخلال السنوات الماضية استطاع الاسلامويون إحتكار العمل السياسي والاقتصادي في الداخل تماما ، واستطاعت الحركة الشعبية احتكار العمل المعارض في الخارج وكانت هي دينامو التجمع الوطني الديمقراطي والاهم من ذلك صاحبة الفيتو ، وبالمناسبة لم يكن من الممكن ان ينعقد اى اجتماع بدون حضور او مباركة قرنق . هذا عن الماضي اما المستقبل فهو يعني غياب القوى السياسية الاخرى عن السلطة او حتى المسرح السياسي لمدة عشرين عاما على الأقل اى من 1989 حتى 2011م نهاية الفترة الانتقالية (وان طول الجرح يغري بالتناسي) .
    على الصعيد الدولي ، راهنت الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي (الغربي على الأقل) على قدرة هذا التحالف على تحقيق اهدافها في المنطقة ، لذلك لم تضغط ببساطة ، لفرض التجمع الوطني في المشاركة فهم يبحثون عن الاستقرار وليس الديمقراطية كما نظن خطأ ابعدت المعارضة من المفاوضات بحجة ان تفويض الايقاد قائم على الوساطة بين الحكومة والحركة ولم يحتج التجمع بل اكتفي وهو العارف بالتبريرات ان قرنق يمثل التجمع وقد تعود ان يتحصن به ضد الحكومة ، ولكن هذه المرة كان للحركة وزعيمها حسابات اخرى ، وهي محقة : لا يمكن ان تحمل هذا العبء ، المسمى بالتجمع والمعارضة الشمالية الى الابد ، كما ان قرنق كان يعلم عدم قدرة التجمع على اتخاذ اي قرارات حاسمة ضده مثلما فعل ضد السيد الصادق وحزب الامة ، حيث تم ابعادهما من التجمع بسرعة وحسم دون اعطاء اي فرصة للوساطة او المساومة ، واستمرت المفاوضات واثبت الحليفان مجدداً قدرات جديدة في المثابرة والمتابعة والتفاوض ، زادت من قناعة الولايات المتحدة والغرب في الاعتماد على الاسلامويين والحركة الشعبية خلال المرحلة الحالية بلا تردد ، هذا هو المشهد الجديد ولا عزاء للضعفاء والمترددين ومنذ مطلع العام والنائب الاول يؤكد في كل احاديثه ولقاءاته ان كتاب السلام قد اكتمل اي لا يقبل اضافة اى صفحة جديدة ! أما ياسر عرمان الناطق الرسمي للحركة فيتحدث عن حلفاء الأمس بزهو وتعال سياسي أخشى ان يكون بديلا للتعالي الثقافي والعرقي الذي ثارت ضده الحركة الشعبية طوال تاريخها ، ويتحدث الاثنان بلغة المنتصرين ولهم الحق .. انما العاجز من لا يستبد ! وفي المنطق السياسي الطبيعي والعادي يعتبر السياسي نفسه ناجحاً حين يحول ماهو ضيق ومحصور وثنائى الى ماهو اوسع واشمل واكثر قومية لذلك كان من الممكن الترحيب بفكرة المؤتمر القومي ، اما في منطق الانتصار والقوة والعلو فلابد من ارغام واذلال الخصوم خاصة لو كانوا ضعفاء وقليلين واصواتهم عالية لانهم مزعجون ويضيعون الوقت ، وللسلطة منطق خاص ـ نخشى ان يتعمم في حالتنا ـ يقول الكاتب ميلر : «منذ ان عرفت كيندي ادركت ان الانسان الذي يستحوذ على السلطة يتحول الى آلة افراغ القوة والسلطة للانسان من انسانيته وتحويله الى آلة في ميكاينزمات هذه القوة السياسية ، ما ان تتم عملية الغاء انسانية الانسان حتى ينفتح الباب للتعصب ورفض للآخر حد القتل والدمار» نتمنى ان يكون للشريكين الحاليين القدرة على منطق السلطة العاري والبداية قبول واحترام الآخرين ـ اكررـ حتى لو كانوا ضعفاء وغير فعالين .
    لا تكفي القدرة الذاتية الحالية للحليفين لانجاز سلام دائم ومقبول للجميع في مرحلة الواقع والتطبيق والدخول في التفاصيل ، دون ايجاد صيغة مشاركة لتقوية الاحساس بالانتماء فقد يعتبر الكثيرون انفسهم غير معنيين بالسلام في حالة استمرار الاقصاء السابق وسيظهر تهميش جديد لذلك قد يلجأ البعض الى تعويق التطور المتوقع لعملية السلام وهذه اسهل الامورفي الفترات الانتقالية لانها تكون مهتزة ويؤثر عليها كل شئ حتى الشائعات والاقاويل ، وهذا وضع يولد التوتر ويثير الشهية للاعتماد على القوانين الاستثنائىة والقمع ويستمر الاحتقان السياسي بطريقة جديدة والاهم من ذلك وهذا وضع قد لا يشعر به الحليفان او لا يهتمان به وهو حالة لامبالاة وانسحاب الكثيرين لعجزهم وخيبتهم غير سائلين رد البلاء راجين اللطف فقط حين يستفرد بهم الحليفان ولا يجد قيادات سياسية جديدة تدافع عنهم ومثل هذه الاوضاع قد يعتبرها الحكام ـ خطأ ـ شكلا للاستقرار ولكنه الركود الذي يقود الى موات وانحطاط الشعوب بسبب فقدان الانتماء والاحساس بالمواطنة وهذا هو التهميش القومي او الوطني حيث يصبح الوطن شيئا بعيدا مما يغيب روح الدفاع عنه وخدمته ومحاولة النهوض به لان الفرد لا يعرف هذا الوطن من خلال انجازات ملموسة مباشرة.
    هناك قضية مرتبطة بالاحتمال السابق ، وقد تعمق من تلك الوضعية ، فالحزب الحاكم والحركة الشعبية سيكونان نصف دولة ونصف مشروع فكري ونصف آيديولوجية لذلك وصف الشراكة بالعمليات التجارية هو الاقرب فلسنا امام ائتلاف او تحالف او دمج ، وهذه حالة هامة يحاول الطرفان القفز عليها رغم اهميتها ، فهذا نظام حكم اداري وفني اكثر منه دولة مهمته تنفيذ نصوص اتفاق معين ، والدولة ذات اسس فكرية سياسية ولها استراتيجية ورؤية ، بينما النظام الاداري الفني وهو حكومة (Government) وليست دولة (State) حين تنازلت الانقاذ عن مشروعها الحضاري والحركة الشعبية عن السودان الجديد جاء الاثنان بلا هوية ورؤية . واكتفى جون قرنق بنكتة مبكية اقترح «مشروع السودان الحضاري الجديد» وهذا دمج يضيع المشروعين والتنازل عن الاسس الفكرية للتنظيمين فالحركة الشعبية التي انطلقت ماركسية ثم تبنت مقررات مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية 1995م والتي جسدت ـ بالمناسبة ـ برنامج الحركة الوطنية الديمقراطية السودانية ككل ، اما الجبهة الاسلامية ثم المؤتمر الوطني فقد حلت نفسها كحركة اسلامية واعتبرت المؤتمر الوطني حسب تركيبته الحالية هو البديل والاصرار على اسلاميته ، غياب الرؤية الفكرية والنظرة الاستراتيجية في تحليل الواقع واستشراف المستقبل تعني امامنا نظام حكم سيقوم على التجربة والخطأ بكل ما يعنيه ذلك من مخاطر التجريب والارتباك اعني باختصار غياب مرجعية فكرية تدعم وسائل وآليات بناء الوطن وعلى رأس ذلك السلام والتنمية والتحول الديمقراطي ومع غياب هذه المرجعية سيكون كل شئ ممكن.
    يعود الفراغ السياسي الى الساحة السياسية السودانية بشكل جديد ، يبدو النظام الثنائى قويا او مليئاً ولكن لا تحسب الشحم فيمن شحمه ورم ، فالتحالف لا يمثل قوة سياسية جماهيرية في الشارع يمكن تنظيمها وتحريكها واشتراكها في انجازاته ، لذلك سوف تتواصل القرارات الفوقية التي تقوم بها نخبة صغيرة ضيقة ، وسيكتفي النظام الثنائى بما قررته الاتفاقيات من نسب دون حاجة لعمل سياسي رغم ان الحركة الشعبية تعد بنشاط ودينامية جديدة في الشارع السياسي ، ولكن لا تكفي العاطفة والحماس والاحباط من اداء القوى الأخرى . فالحركة ستواجه المشكلة القبلية بوضوح لان نواتها دينكاوية وحتى بعض الدينكا يبعدون عن الحركة ومثل بعض المثقفين امثال بونا ملوال وفرانسيس دينق وغيرهم والاهم من ذلك مشكلة الشماليين داخلياً فهذا امر قد يغيب عن الملاحظة لان الغالبية ليست لها مرتكزات انتماء فكري قوية بل البحث عن بديل من الفشل في خلق كيان للقوى الحديثة خاص بهم واتوا كأفراد بمسببات متباينة وليست كتنظيمات .
    اخيرا على صعيد الحريات العامة وقبول الآخر نخشى ان يخضع لابتزازات وتهديدات جديدة بسبب الاختلاف او حتى الخلافات السلمية ، فقد لجأ الاسلامويون الى سلاح التكفير والردة وسوف تلجأ الحركة الشعبية الى تهمة العنصرية والتعالي العرقي اذ يمكن ان يفسر بعضهم بأن مثل هذه الكتابة تعني عدم قبول او رضاء شمالي على ان يرى قرنق في القصر الجمهوري او الجنوبيين في الحكم فبشرى بعنصرية مضادة تفسر اى تحليل او تقييم من هذه الزاوية وبالتالي ستحجم كثير من الاقلام عن النقد والتحليل وسيرافق ذلك ايضا كثير من التملق والتهافت في التعامل مع الحركة الشعبية.
                  

01-16-2005, 07:54 PM

عبدالمنعم عبدالله
<aعبدالمنعم عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السلام .. الفرح المشروط (3)..... د. حيدر إبراهيم علي (Re: ابن النخيل)

    يمكن للانقاز حكم السودان عشرة سنين قادمة
    وبامكان الحركة ,الاستمرار فى الحرب ضد الانقاز عشرة سنين تالية
    ولكن لا اعتتقد ان باستطاعة الحركة والانقاز
    تحقيق سلام عادل عن طريق اتفاقات مشوكس على ارض الواقع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de