|
|
 إعتقال نقد... إهمال وتقصير.. خيانة وبيع.. أم تعمد إستسلام؟ د. بكري الصايغ
|
هذا المقال الذي سوف أنزله هنا بقلم الأخ الدكتور أبو بكر الصايغ، من مدينة لايبزج في ألمانيا، أو بكري الصايغ لمن لا يعرفوه بإسم "أبو بكر".. وقد كلفني بكتابته ونشره في سودانيز أونلاين لأنه ليس لديه كيبورد عربي، وليس عضوا في سودانيز أونلاين ولكنه يود أن يصبح عضوا..
ياسر الشريف..
ملحوظة: المقال مكتوب بتاريخ 27 أبريل 2005، وقد وصلني يوم أول من أمس مساء..
((((000(((((
إعتقال نقد... إهمال وتقصير.. خيانة وبيع.. أم تعمد إستسلام؟
هل هي محض صدف، أم تدابير أقدار، أن يجيء اعتقال محمد إبراهيم نقد الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني تحديداً في هذا الشهر ـ أبريل بالذات دون باقي شهور العام، وهو الشهر المعروف عنه في التاريخ العربي والعالمي بكثرة وقوع أحداث الخيانات والغدر وقلب ظهور المجن وتمتلئ فيه الأخبار ببيع وشراء الذمم؟ فمثلاً تقول أحداث ـ إبريلية قريبة، أنه في 9 أبريل 2003، سقطت بغداد في أيدي القوات الأمريكية بكل سهولة ويسر، ولم تشهد البلاد أي نوع من أنواع المقاومة أو الدفاع، وتبين فيما بعد، أن بعضاً من كبار جنرالات صدام، كانوا قد اتفقوا سراً مع القادة الأمريكان بأنه لن تكون هناك أي ردود فعل مضادة لدخولهم البلاد، وأن الجيش العراقي بكامله سيكون في حالة (شاهد ما شافش حاجة!!)، وبعد أن قبضوا ثمن البيعة، فرّ هؤلاء الجنرالات العراقيين إلى أمريكا، تاركين خلفهم ملايين العرب يعيشون وحتى اليوم حالة (الصدمة)!.
تقول كتب التاريخ أيضا، أنه في 6 أبريل 1985، انحاز سوار الدهب القائد العام (يومها) بكامل قواته المسلحة لجانب المنتفضين في الشارع السوداني، منقلباً بذلك على نميري أقرب أصدقائه وأطاح به وبنظام 25 مايو، الذي ظل سوار الدهب يؤيده طوال ستة عشر عاماً ( لقد برر القائد العام السابق فيما بعد أفعاله هذه، بأنه قد كفّر عن حنثه قسم البيعة والولاء لنميري ومبايعاً إياه أميراً وإماماً للمسلمين... بالصيام ثلاثة أيام!!).
تقول غرائب أحداث أبريل أيضا، إنه في 16 أبريل 1988، لقي القائد الفلسطيني خليل الوزير ( أبو جهاد) مصرعه في تونس على أيدي كوماندوز إسرائليين. إن جهات فلسطينية كثيرة تؤكد أن اغتياله قد تم بترتيب مسبق، وذلك بعد أن قام بعضا من العملاء الفلسطينيين بتقديم معلومات عن مكان تواجد أبو جهاد.. [[مكتوبة أبو إياد، ولكني قدرت أن المقصود هو أبو جهاد.. ياسر]]
وهناك أيضا كوامي نكروما (أبو الاشتراكية الأفريقية)، الذي ما إن سافر إلى رومانيا للعلاج، حتى سنحت الفرصة لأصدقائه الجنرالات ليقوموا بانقلاب أطاح بكل منجزات البلاد الاشتراكية. ورفضوا السماح بدفن جثمانه بعد وفاته في بلاده!
وفي كتب التاريخ أيضاً، أنه في 30 أبريل 1945، جاءت الأخبار إلى هتلر في مخبئه بإحدى أقبية برلين السرية، أن بعضا من جنرالاته المخلصين للرايخ الألماني، والمكلفين بحراسة مداخل برلين، قد تخلوا عن مواقعهم ولاذوا بالفرار تاركين خلفهم بزاتهم العسكرية التي استبدلوها بأخرى رثة الحال للتعمية والتمويه، واندسوا وسط آلاف من السكان في الأقبية والسراديب، عندها أيقن هتلر أن كل الطرق في برلين قد غدت سالكة أمام القوات السوفيتية، وأنها واصلة قريباً إلى مقره، عندها لجأ هتلر في نفس اليوم للانتحار ومعه زوجته ـ إيفا براون ـ والدكتور غوبلز وزير الإعلام والدعاية وزوجته بجانب أطفالهما السبعة..
وأخيرا وليس آخرا في أخبار شهر أبريل ومفارقاته الغريبة، تقول أحداث يوم 30 أبريل 1975، أنه وبعد أن توغلت قوات (الفيتكونغ) الشيوعية، إلى داخل مدينة سايغون الفيتنامية، وراحت تمطرها بوابل من القذائف التي تساقطت على المباني السكنية ودور الحكومة، وانتقلت بعدها المعارك إلى داخل الثكنات العسكرية وعمت الفوضى العارمة كل أرجاء العاصمة، اضطر الرئيس الفيتنامي للبلاد ـ نغوين تيو ـ للقرب سراً من قصره، تاركاً خلفه آلاف من أصدقائه وأهله، وعندما علم قائد الجيش الجنوبي بفرار رئيسه، اضطر إلى الإستسلام الكامل ومعه آلاف من جنوده المُحبطين.
يبدو أن لعنة أبريل قد لحقت أخيراً الأمين العام للحزب الشيوعي في الخرطوم. فقد جاءت الأخبار الأخيرة في هذا الشهر تقول: أنه وبعد اختفاء متقن دام أكثر من 132 شهراً متواصلة، وقع نقد (الحصيف) في فخ رجال الأمن، الذين اعتقلوه بدون أي مقاومة أو اعتراض. لقد أصبح (وما زال) أمر سقوطه السهل محل دهشة الكثيرين، وتساءل مريدوه حول كيف هوى نقد ودخل رجال الأمن عرينه المحمي، وهو نقد الذي له من الحنكة والدراية ما يفوق عشرات المرات تكتيكات وخبرات رجال الأمن في كل الحقب العسكرية السابقة والحالية؟. لقد طرحوا سؤالاً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض: هل جاءت عملية إعتقاله بعد خيانة وغدر سواء من أقرب الأقربين إليه، أو بعضا من الذين يعرفون خفايا وأسرار تحركاته؟.. هل كانت هناك عملية بيع، بنفس الطريقة السابقة التي تم بها بيع صدام حسين من قبل عمدة (تكريت)، الذي بعد أن حماه طويلا باعه وسلمه للقوات الأمريكية؟... وبنفس الطريقة أيضاً التي باعت بها الحكومة السودانية كارلوس الفنزويلي في أغسطس 1994 لفرنسا مقابل 20 مليون دولار، ومساعدات عسكرية تقدمها باريس عبر قمرها الاصطناعي، بتصوير مواقع جيش التحرير الشعبي في جنوب البلاد؟. لقد تساءل أصدقاء نقد بغرابة شديدة، حول تلك التصريحات الصحفية التي أطلقها وبعد اعتقاله (والتي حاول فيها أن يخفف من وقع البلاء)، وقوله أنه وأثناء ما كانت الأجهزة الأمنية تواصل عمليات البحث عنه، كان هو (نقد)، كثيراً ما يقوم بتجوال في منطقة ـ الفردوس ـ مكان اختبائه، ويداوم بصورة عادية التردد على محلات البقالات بلا تغطية أمنية، فهل يُفهم من كلامه هذا (بحسب رأي أصدقائه)، أنه كان يقصد ـ وعن عمد ـ أن يتعرف الناس على ملامحه وهيئته، هادفاً بذلك أن يكون طعماً سهلاً ورخيصاً لصياديه في الأمن؟. تساءلوا أيضاً، هل حقاً ملّ نقد حياة (تحت الأرض) خصوصاً وأنه قد وصل مرحلة متقدمة من العمر؟.. هل كان هناك تسيبا وإهمالاً في حماية نقد؟.. أم أن الأمر يعو أخيراً في نجاح إعتقاله إلى أجهزة الأمن، التي استطاعت وبلا تلقي أي مساعدات أو مساهمات من أفراد أو جماعات غير أمينة، أن تحقق إنتصارها بما عندها من قوة بسط وهيمنة على الأوضاع الأمنية.. وعيون مبثوثة في كل مكان.. وربما حتى داخل الحزب الشيوعي نفسه؟. الشيوعيون، والحزبيون أصدقاء نقد يعيشون حالة (الصدمة)، وما أكثرها في كل ... أبريل!!!
بكري الصايغ
Abubakr Elsaiegh
Georgiring Str. 9, 404
Leipzig - 04103
|
|
 
|
|
|
|
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست