"دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2005, 08:49 AM

loai omer


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان

    دعوا الشرفة مفتوحة
    الطفل يأكل البرتقال
    (من شرفتي أراه)
    الفلاح يحصد القمح
    (من شرفتي اسمعه)
    إذا مت فدعوا الشرفة مفتوحة

    هذا ما قاله لوركا قبل ان يرحل .. وهذا ما قاله شهداء 28 رمضان ..
    رحل لوركا نحو الخلود
    "العيد لا يتورط في القتل "
    ورحل شهداء 28 رمضان نحو القلب والذاكرة والخلود أيضاً

    "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان


    رواية خلف القضبان للقاص خالد عويس .. رواية ديالكتيكية تنثر ذرات الملح على جراحنا الطازجة والطازجة جداً
    تتناول سيرة (حرية منتهكة) تتبدى لنا في شخصية بطلة الرواية (رابعة حسين منصور) الفنانة التشكيلية التي تروي مأساتها داخل أقبية السجن وخارجها, في الداخل سجن له جدران أربع تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب ,وفي الخارج وطن حولوه إلى سجن كبير ,تُكم فيه الأفواه , ويتسلط فيه العسكر ورجال الدين , ويحولون الحياة داخل حدود الوطن إلى مستحيل
    جريمتها : فرشاه ولون في زمن يختبئ فيه مخبر سري في علبة الألوان. ودليل جريمتها
    Quote: " إن السماء لم تعد صافية وما عاد القمر عصفوراً يداعب البرك والخدود الناعمة والأوتار"


    رواية توغل في نبش الجراح ومداوة الألم بالمزيد من الألم , وتسلط الأضواء بجرأة على حجم المأساة , تشد المتلقي نحو لحظات قاسية مليئة بالفجيعة والمرارة .
    Quote: " كنا ندرك كل ما يجري من زيف وخداع ولُذنا بصمتنا"


    وتقود تفاصيل الرواية الجميع وبقسوة نحو بذرة الجرم الأول "اغتيال الفكر" ولعمري إنها من أبشع الجرائم التي لا يغفرها التاريخ فهناك في بلاد الأندلس لم يحتمل فرانكو الطاغية الأسباني فكر لوركا فغيبه لكن فكر لوركا لم يغيب بل توهج وازداد نضجاً .. وفي مصر لم تزل زهرة فكر صاحب الحقيقة الغائبة فرج فودة يانعة .. كذلك محمود محمد طه

    Quote: "الآن أدركت صحة رأي أبيك حين قتلوا محمود ,قال إن قتله هو بداية لزمن نتخلى فيه عن كل فضائلنا لنمارس الانحطاط والتفاهة وعبادة الذات!1 لم ننتبه إلى ان اغتيال مفكر ايّا كان فكره هو بداية لتكميم الأفواه وعصب العيون وتخدير لجميع الحواس وتمهيد لثقافة واحدة تقمع ماعداها فيدين لها الجميع طوعاً أو كراهية "

    ويزداد الإفصاح عن الجرم الأول اغتيال الفكر الذي هو بالضرورة في رأي الكاتب ما قاد إلى الجرم الأكبر الذي سنتعرض له لاحقاً
    Quote: "جاء الشيء فضاعت هيبة الرجال وخروا له ساجدين, وكشفت النسوة عن أثداءهن .حين قتلوا حرفاً في أوائل الثمانينات "


    وتكتمل ملامح الجرم الأول
    Quote: " أي فخر نستحق يا ميري وقد تدلى جسد محمود من بين أيدينا جميعاً دلالة على استحقارنا للعقل والحط من شأنه أو على أسوء الفروض خشيتنا وخستنا "

    باقتدار مدهش حاول الكاتب ان يبث رسالة للمتلقي عله يعي ان الصمت الفاضح جريمة تجعل الجميع مشاركاً في اغتيال الفكر ..
                  

01-24-2005, 08:55 AM

loai omer


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    وينتقل الكاتب كأنه شمس من نافذة إلى نافذة أخرى , من نافذة الجرم الأول إلى نافذة الجرم المستمر وهو الهوس والعنف الذي أصبح هو السبيل الوحيد للحياة

    Quote: " تمدد الهوس حين سمحنا له بالتمدد , أصبح اكبر من قدرتنا على ردعه, بل أصبح اكبر من سادته أنفسهم , انقلب إلى مارد جبار يتخطف الصبية من مدارسهم والآباء من بيوتهم , تغلغل الهوس إلى داخل نجوعنا وقرانا . الكارثة إننا ركضنا له إيماناً منا بالخلاص من ضلالنا "


    Quote: "عنف!! عنف!! عنف!! أصبحت حياتنا برميل بارود قابلاً للانفجار في أي لحظة. أصبحت بلادنا رصاصة وخنجراً, تحول النيل إلى سيف ممتد من نمولي إلى حلفا , لا هم له إلا قطع الرؤوس , في كل شارع مجزرة , في كل بيت ميت"


    وهكذا يبقى الجرم الأكبر والسائد في الرواية من البداية والى النهاية هو العنف في إشارة لمعاصرته للحاضر وتنبيهاً من أخطاره مستقبلاً .
    فالعنف هو الرفيق الدائم الذي قد يتخفى أو يموه نفسه .. لكنه يبقى ولا يمل الانتظار حتى إذا أتته فرصة كما يرى عبد الرحمن منيف الحزن رفع رأسه وانفع ليكتسح أمامه كل ما يعيقه ليبقى في الأخير وحيداً ومسيطراً
    لا وسيلة لترك هذه الأجواء دون الغوص في أعماق الأسئلة النازفة التي تطرحها الرواية
    Quote: " كيف تحول الهوس إلى كابوس يهزم كل أمانينا في العيش بسلام على أرضنا ؟؟"

    Quote: "كيف تحولت الأرض نفسها إلى مشيمة نتننه تُغذّي الإرهاب والهوس ؟؟"

    وتتبدى لنا الإجابة الصادمة التي لم يشاء الكاتب ان يترك من خلالها نزيف الأسئلة دون ضمادة حارقة أراد ان يهربها للمتلقي في ثنايا الرواية إجابة لسؤال الأديب الطيب صالح (( من أين أتى هؤلاء؟؟ )) إيماناً منه بان رسالة الفن لا تكمن في طرح الأسئلة فقط بل السعي الدءوب نحو إيجاد صيغة تسهم في فهم كامل المأساة
    Quote: "كنا نتشدق بفضائل لا وجود لها , نخفي بها انحطاطنا وبدائيتنا وغرائزنا المتوحشة , الغرائز البدائية الضيقة التي انتفضت فينا جميعاً حيث توافرت لها ظروف الشر"

    ويواصل
    Quote: "كل منا انشغل بذاته ,وتكالب عليها فداس في غمره انفعاله كل القيم النبيلة التي كانت أصلاً هشة لم تقو على مصارعة الموقف الجديد . الموقف الجديد الموقف الحقيقي الذي عرانا وفضح زيفنا وقادنا لمعرفة حقيقة أنفسنا "

    ويصل الكاتب بألم إلى عميق الإجابة
    Quote: " لو لم نكن مهيئين فعلاً للعنف المدمر .فكيف تغلغل العنف إلى خلايانا بهذا الشكل الفظيع؟؟ "
                  

01-24-2005, 09:05 AM

loai omer


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    خلف القضبان نص استثنائي يوثق لفاجعة الظلم السياسي والديني .. يعيد للذاكرة الكثير من تفاصيل الألم ومن خلال " رابعة حسين منصور" لكنه ينبه للوعي بان ذاكرة الفرد تتجاوزه لتصبح ذاكرة للمجتمع ويعتمد في هذا الجانب في تحديد الذاكرة الجمعية على (المدائح) التي تحمل مقداراً هائلاً من الدلالات استعان بها الكاتب ليقول أشياء ضرورية لاستكمال معماره الفني كما استعان قبله همنغواي بالحلم في روايته (الشيخ والبحر )
    وإذا كانت من النواقص التي تؤخذ على الرواية العربية المعاصرة إنها لا تتعامل مع الألوان إلا بالحد الأدنى فان هذه الرواية "خلف القضبان نجحت أيما نجاح في تجاوز هذا النقص والخروج من المأزق اللوني وأطلت بصورة زاهية واستخدمت فيها الألوان بما يتوافق والسرد

    تناولت رواية خلف القضبان العديد من القضايا منها الظلم السياسي بكافة أشكاله , فهم الدين , العنف والهوس , العنصرية وغيرها
    هل تعدد القضايا التي تناولتها الرواية اضر بها أم أفادها ؟؟؟
    نستطيع ان نقول انه أفاد الرواية فرغم تعدد ما تناقشه من قضايا إلى إننا لو نظرنا بتمعن لوجدنا ان كل المشكلات والقضايا التي طرحت لا يمكن ان تنفصل عن بعضها البعض باي حال من الأحوال , وقد نجح الكاتب من خلال الشخصيات المتنوعة والثرية في الرواية ان ينسج كل هذه القضايا والأحداث معاً
    فشخصية رابعة ,حسين منصور , ميري , مغيث , العم , مروان , الحبيب وغيرها شخصيات مليئة وثرية وتحتاج كل منها لدراسة خاصة
    في النهاية يمكننا ان نقول ان هذه الرواية جريئة وحساسة جداً وفيها دعوة للخروج من اللعنة
    Quote: " إنها اللعنة يا ابنتي , حلت بنا جميعاً .. لأننا رأينا دين الله يستخدم بصورة مبتذلة ولم نفعل شيئاً"

    ولايتاتى الخروج الا اذا وعينا ان
    Quote: " التجارب الأليمة هي التي تصنع ذاكرة الشعوب "

    خلف القضبان رواية جديرة بالقراءة والدراسة .

    لؤي عمر

    (عدل بواسطة loai omer on 01-24-2005, 09:16 AM)

                  

01-24-2005, 08:34 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    عزيزي لؤي
    لن أعلق بطبيعة الحال على قراءتك المعمقة للرواية بحسبان أن العمل الابداعي -أي عمل- هو ملك ليس لكاتبه فقط وإنما للجميع بعد أن يتم نشره لكني لابد أن أعرب عن شكري العميق لما بذلته من جهد وما أنفقته من وقت لقراءة الرواية ومن ثم العمل على نقدها.
    شكرا يا عزيزي ، فإن مثل هذه القراءات تساعدنا كثيرا في أن ننجز أعمالا أفضل ونتعرف أيضا على القصور الذي يلازم أي عمل ابداعي.
    شكرا .. وانحنائي
                  

01-25-2005, 11:46 PM

loai omer


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    العزيز خالد عويس

    شكراً زاهياًلتواجدك ..
                  

01-26-2005, 06:03 AM

نادر

تاريخ التسجيل: 11-27-2002
مجموع المشاركات: 3427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    لؤي
    تحية وبعد
    أتذكر كيف وجدت هذه الرواية للكاتب القاص الصديق خالد إبراهيم عويس في مكتبة المتنبئ وكنت قد قرأت بعض الإضاءات حولها هنا في المنبر قبلاً ... كنت بصدد السفر للسودان في إجازة سنوية وأذكر تحديدا في أغسطس 2003م ... دائما افضل في السفر قراءةالشعر على الروايات والنصوص النثرية ... فضلت هذه المرة أن تكون رواية خلف القضبان رفيق تلك السفرة وأتذكر أني بدأت قراءتها في مطار جدة ولما وصلت حد النشوة الكبرى هاتفت الصديق خالد من مطار جدة مبدياً إعجابي بهذا العمل الجريئ والهام ...
    شكراً لؤي علي هذه الإضاءة الحاذقة والتحية للأخ الصديق خالد عويس

                  

01-27-2005, 07:07 AM

loai omer


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    العزيز نادر

    لك زهو البرتقال والق المانجو وانت تعبر جميلاً
    ببستان هذه الرواية المدهشة

    ولا اكذب عليك في انني احتملت كم من الالم حتى استطيع الانتهاء
    منها .. فالوجع ونبش الجراح كان قاسي
    بقدر ما اراده العزيز خالد عويس
                  

02-07-2005, 03:38 AM

loai omer


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    *********
                  

03-29-2005, 03:55 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: loai omer)

    عزيزي لؤي
    وهذه قراءات أخرى كانت نشلات سابقا في صحف ومنتديات عربية

    قراءة نقدية (1)
    بقلم نور القحطاني / الكويت

    * مدخل :

    ( النهر توقف عن الانسكاب وتدفق إلى الوراء حاملاً معه الوحل
    والأشجار المتكسرة وجثث أطفال لم يقدروا على فراقه .
    تفرّع النهر ذاك اليوم لأف شظية زجاجية وتفجر في أجساد
    أهله النيلين ، الجماجم تصلح لاحتساء الخمر ، النساء لا يصلحن
    لممارسة الرذيلة ، الآن فقط .. كن قبلها ! الصبيان تهدلت شعورهم
    وهاموا في الطرقات الغالبية تخشى ايقاف سيارة مسرعة !! )

    مغامرة سردية .. مشحونة .. يسري بها الروّي متقطعاً وموصولاً
    مغامرة روائية جاءت بـ ( وطن خلف القضبان ) للروائي والصحفي
    السوداني " خالد عويس " .. رواية متفجرة .. يصنع بها المؤلف
    أسلاك شخوصه المتمرجحة ذواتهم تحت الاعتقال والتعذيب
    والتنكيل .
    ( وطن خلف القضبان ) رواية لا تقترب من الروايات التسجيلية
    حيث أنها تصور مأساة " رابعة " معتقلة سودانية داخل السجن
    وخارجه .. الذي تمارس فيه أبشع أنواع القهر والتحقير والتعذيب
    وكيف تحوّل الوطن على مساحته الشاسعة .. إلى سجن كبير
    ويتكدس فيه القتلة والمعتقلين .. يتحكم فيه العسكر ورجال الدين
    بمصائر البسطاء والمثقفين والفقراء والأغنياء من الشعب على
    حد السواء .. وكما جاء في الرواية ( احتكرتم الله والدين ، والآن
    تتحدث عن احتكار المعرفة ) ! هذا جزء من الحوارات التي تدور بين
    " رابعة " وسجانيها .. الآن ينتهكون عرضها .. ويستبيحون كرامتها
    وحريتها .. ويصادرون عقلها وفرشاتها.
    تمتد مأساة " رابعة " عبر 40 مقطع روائي .. والتي تعتقل بتهمة
    التحريض على النظام .. وممارسة الكفر من خلال الفن التشكيلي
    الذي تمارسه .. فتعذب بسبب لوحاتها التي تتوق فيها إلى الحرية
    والخلاص .. تنتهك أنوثتها وتسحق تحت أسلحة وعقول المجتمع
    السوداني .. الذي تبدل إلأى مجتمع يرتكز على ( لغة الدم والقتل
    والعنف ) سبيلاً للتواجد والحياة .

    يحتفي " خالد عويس " بنية العمل الروائي من خلال انتقاء المفردات
    المعبرة .. والتي تموج بالأخيلة والتصوير اللغوي .. الموغل بـ المرارة
    كتجسيد نابض لبشاعة الأحداث الدائرة في المجتمع السوداني.
    المعمارية الروائية جاءت على شكل مذكرات للشخصية المحورية
    في الرواية " رابعة " فيها استرسال متنامي في السرد لأحداث
    الرواية والتي اتكأت على التقطيع المونتاجي والاسترجاع
    Flash back في سرد الأحداث.
    استخدم المؤلف تقنية الحوار في الرواية .. حتى يترك للقارىء
    فرصة الاطلاع على فكر ووعي " رابعة " المثقفة .. ويبين الهوة
    الشاسعة في الفهم بينها وبين معتقليها .. والذي لا يجيدون
    غير لغة الجنس والاغتصاب والتعذيب الجسدي المرير .. فكانت
    حوارات متعددة الدلالة.
    نجح المؤلف في نقل صورة حية مجسدة بسخونتها وفضاعتها من
    داخل المعتقل.. ابرز الجوانب النفسية لشخوصه .. وخارج المعتقل اسهب المؤلف في انطاق مغيث ( شقيق رابعة ) و ( والد رابعة )
    بعبارات تمتزج بالمرارة والوجع.
    هي رواية مفخخة .. تضج بالألم والأخيلة الصاعدة نحو اثراء
    المتخيل الفردي والجماعي .. رغم بعض الحوارات التي جاءت باللهجة
    السودانية المحلية .. والتي شكلت استغلاقا للفهم والتواصل
    معها لصعوبة العبارات والمفردات.. هذا بجانب الألفاظ الجنسية
    الفاقعة .. ومع ذلك .. كانت هذه الحوارات هي الفكر الثائر والرأي الحر
    لـ " رابعة " .. والمغاير للسياسة التي تنتهجها ( حكومة البلد )
    الجائع والمريض والزاحف نحو الدمار والقتل طريقاً للرزق.
    نهاية الرواية ( المقطع الأخير ) والمعنون بـ ( المفازه ) يمزج
    المؤلف بفنية عالية بين مشهدين متداخلين ما بين اغتصاب
    " رابعة " وبين تحليقها الصوفي السابح في ضياء الكون .. ترفرف
    فيه الصحراء ما بين طبول ومنشدين.. في فناء نفسي وجسدي
    لا نهائي متعالي .. على لحظة الدنس تلك.
    جاءت ( وطن خلف القضبان ) في حوالي 190 صفحة .. وصدرت
    عن ( دار الساقي ) - الطبعة الأولى 2002 وبمقدمة صغيرة من
    أقوال " بوذا " ( على الانسان أن يتغلب على غضبه بالشفقة
    وأن يزيل الشر بالخير ، إن النصر يولد المقت ، لأن المهزوم في شقاء
    وإن الكراهية يستحيل عليها في هذه الدنيا أن تزول بكراهية مثلها !
    إنما تزول الكراهية .. بالحب ) .


    (2)
    بثينة العيسي / الكويت


    رابعة ، إحدى معتقلات الرأي في السودان ، تروي مأساتها داخل أقبية السجن و خارجها . في الداخل سجنٌ له جدران أربعة تمارس فيه أنواع التعذيب ، و في الخارج وطنٌ حولوه إلى سجنٍ كبير ، تكم في الأفواه و يتسلط فيه العسكر و رجال الدين "

    هذا بعض مما كتب على ظاهر الكتاب " وطن خلف القضبان " للروائي و الكاتب السوداني خالد عويس ، و هي بطاقة تعريف وافية ، الرواية في نظري امتداد لموروثنا العريق في أدب السجون و كبح الفكر و تكميم الأفواه ، هي امتداد لـ واسيني الأعرج في " ذاكرة الماء " و تركي الحمد في " العدامة " و عبد الرحمن المنيف في " الآن هنا " و الطاهر بن جلون في " تلك العتمة الباهرة " و مليكة أوفقير في " السجينة " رغم أن هذه المجموعة تتفاوت في مدى ( واقعية ) ما تنقل .. و في طريقة التوظيف ، لكن المضمون – في نظري على الأقل – واحد .

    الملاحظ عند خالد عويس استخدامه للغة مضطربة منذ بداية الرواية ، مثل " الكلاب أفصحت عن تقواها فتقدمت الصفوف في صلاة سرية " ، لعلها محاولة من الراوي لجذب القارئ .. و طالما بدا لنا الغموض جذابا ، والإيغال بالرمز مثيراً ، لكن خالد عويس استطرد على هذه الوتيرة حتى الصفحة 28 عندما بدأ أخيراً يلمح عن بعض شخوص الرواية ، ثم استمرارية السرد بهذه الطريقة حتى الصفحة 40 تقريباً .. اللغة التي استخدمها الراوي تتمتع بحس شاعري استفرد به خالد عويس عن سواه مثل :

    " الروح : كرة بلهاء منتفخة بالهواء ، ليت طفلاً صغيراً يثقبها بإبرة "


    " الرجال صبغوا أيديهم بالحناء في انتظار العرس ، ذهبوا إلى متجر قريب لشراء رافعات النهود " و مثل :

    " التماسيح باضت في أعلى المئذنة ثم انفلتت إلى عمق السوق "

    و غيرها كثير مما لا أستطيع حصره ، إن كان خالد عويس قد استخدم هذا الأسلوب لـ إثارة دهشة القارئ أو للإبقاء على درجة من " اليقظة " فإنه من وجهة نظر شخصية قد بالغ أو أساء استخدام هذا الأسلوب بالإطالة فيه أكثر مما يحتمله القارئ الذي حتى تلك الصفحات الأربعين على الأقل .. لا يعرف عن أي شيءٍ يتكلم ، و لم تتضح له معالم القضية ، مما أفقد الكاتب تعاطف القارئ بداية .

    المثير للاهتمام هو استخدام خالد عويس لـ شخصية " رابعة " كمحرك أساسي للرواية ، و السؤال هنا .. لماذا امرأة ؟! خاصة و أن لغة السرد لا تشي بأية أنوثة .. لدرجة أنك لو حولت الضمائر من ضمائر مؤنثة إلى ضمائر مذكرة لما أحدث ذلك في القصة أي خلل أو فرق ، و إذا سلمنا بأن حتى الرجال أنفسهم يتعرضون للاغتصابات .. فإن أنوثة رابعة لم تضف شيئاً للرواية ، و هذا ما حاول الراوي تداركه فيما بعد عندما ذكر على لسان رابعة " لست امرأة .. ولا رجلاً "هل يحاول خالد عويس أن يطمس أنوثة البطلة بشكل متعمد إثر ظروف القهر التي مرت بها ؟! أم أنه سوء توظيف لجنس البطل في الرواية ، خاصة عندما اتضحت على تلك المرأة بوادر جرأة غير معهودة عموما ، على سبيل المثال ، ما قالته رابعة بعد محاولة فاشلة لاغتصابها :

    - أرضيتني تماماً .. كأنثى !

    و في موضعٍ آخر من الرواية سألها السجان :

    - متى تحين دورتك الشهرية ؟
    - طوال العام .. مثلكم تماماً !

    المحرك الرئيسي للرواية في نظري : الحوارات + الفلسفة !
    الرواية كانت فقيرة الأحداث بشكل ملحوظ إلا من حوارات قليلة و رسائل ، و الجزء الغالب منها كان محاولة لـ فلسفة أفكارها ، و هو المحور الأقوى الذي يستند عليه الكاتب ..

    كنت أحلم بـ نظرة عن قرب للمجتمع السوداني ، وجدته لا يختلف عن أي مجتمع عربي إطلاقا ، و وجدت في الحوارات المكتوبة باللهجة السودانية متعة حميمة .. و لعل هذا أكثر ما أعجبني .
                  

03-29-2005, 03:57 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دعوا الشرفة مفتوحة" قراءة أولى في رواية خلف القضبان (Re: خالد عويس)

    (3)
    محمد باوزير/ جريدة الرياض السعودية
    خالد عويس..يواجه القمع روائياً



    للروائي السوداني خالد عويس صدرت الطبعة الأولى من روايته الجديدة "وطن خلف القضبان" عن دار الساقي الرواية بما حملته من ملامح فنية وتقنية عالية ولغة متقدمة. إلا أنها تنسج أحداثها من أعماق المجتمع السوداني في إحدى مراحله السياسية الحرجة، فنجد بطلة الرواية "رابعة" وهي إحدى معتقلات الرأي في السودان تروي مأساتها داخل أقبية السجن وخارجه كما تصور بعض المسيطرين في ذلك النظام الذين يحولون الحياة داخل حدود الوطن إلى مستحيل، كما ترصد الرواية غياب الحرية في بعض المجتمعات وتسلط الضوء على تواطؤ النظام على جسد الوطن.
    الرواية قدمت صورا متعددة للمجتمع السوداني ووضعت مبضعها في تشريح جسد المجتمع السوداني، كما ضمت الرواية جملة من الرموز السودانية من قبائل ومدن وحكام وشعراء ومفكرين وعادات وأساطير إلى جانب خروج المؤلف من اللغة الفصحى إلى العامية السودانية حتى يعطي الرواية أجواء من روح المكان.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de