من أسرار التاريخ: مكالمة أمي التلفونية مع خطيبتي الهولندية.. سر مدفون.. يُكشف لأول مرة!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-25-2025, 04:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2025, 00:15 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 6063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من أسرار التاريخ: مكالمة أمي التلفونية مع خطيبتي الهولندية.. سر مدفون.. يُكشف لأول مرة!

    من أسرار التاريخ: مكالمة أمي التلفونية مع خطيبتي الهولندية.. سر مدفون.. يُكشف لأول مرة!

    أول ما وصلت هولندا زمان، كنت عامل حسابي شديد (ما أفك العرش) أو ما إتفك مني.. ماسك في عرشي بيديني وسنوني.

    يعني أعني ترتيباتي لحياتي الجديدة وطريقتي في العيش الجديد.. ممكن تقول الميلاد الجديد.. حريص أعيش بذات القيم التليدة = الحياة السابقة.

    لكن شوية شوية، وعلى حين غِرة، لقيت المطر نازل فوق راسي مباشرة.

    قعدت فترة محتار: الحصل شنو؟

    خصوصًا والبلد دي مطرها ما بقيف، الخريف زي الصيف، والربيع زي الشتاء. في النهاية اضطريت أفتش لي مواد جديدة عشان أبني لي عرش جديد بديل.

    الموضوع أخذ مني سنتين تقريبًا. وطبعًا العرش الأصلي ما بتعوض، قاعدة معروفة.

    المهم مرة من المرات لقيت عندي خطيبة هولندية، وقعت فوق راسي مع المطرة (قصة طويلة ومعلومة للغاشي والماشي) وكتبت عنها زمان كتير على أمل الفضفضة والغفران وكسب الاستحسان، والنفس أمارة بالسوء، طبعًا مش كل النفوس.. أقلها نفسي الضعيفة والضعفاء الزينا وهم كثر أظن.. بس ظهورم ضعيف.

    قلت قبل شوية ما حنعيد الكلام دا، خلاص منشور زمان.

    لكن الليلة، مع ذكريات بوست "الكفر والإلحاد" بالجوار، وكمية الناس الكتبت لي في العام والخاص (مئات) منهم الشاكر، ومنهم المستحسن ومنهم الرادع، ومنهم الرجى لي المغفرة.. وكلو جميل. أنا محب.

    لكن في زول واحد من جهة أهلي في الجبل، سأل سؤال مباغت ومدهش: ((لسا ما عرفت أمك والهولندية كانوا بضحكوا في التلفون ليه؟ وعلى شنو؟)). يعني تلك الأيام.

    وهنا نجي للقصة:
    أمي -ربنا يرحمها - كانت حلوة زي كل الأمهات الحلوات. عملية، منتجة، رغم إنها ما اتعلمت تعليم أكاديمي.
    بس مرة أنا وإخواني علمناها جُمل إنجليزية بسيطة زي "اسمك شنو؟" والرد عليها، بس عشان نضحك.
    وهي قايلة روحها بقت خواجية. وسبب الضحك إن اسمها المشهور (القُوت = الطعام بالعربي وهو اسم بنات شهير في التاريخ) واسمها الرسمي فاطمة/فاطنة.
    ولما نقول ليها:
    What is your name؟
    ترد بكل ثقة:
    My name is al-goat
    وGoat
    بالإنجليزية يعني الغنماية..
    ونحن العفاريت ننفجر بالضحك. عوارة شديدة مننا.

    نرجع للهولندية. قعدنا مخطوبين سنتين، لغاية ما ربنا حكم وانتهت الخطوبة - الخطوبة بالمعنى الهولندي طبعًا - وكانت البت آنها طالبة بالجامعة وإنسانة جميلة من نار ونور.

    مرة من المرات لقتني بائس، وأمي بتكلمني من السودان كالعادة في التلفون مهددة: لازم أرجع، لازم تشوفني قبل ما تموت.. التهديد المكرر.

    وأنا كل مرة عندي (فرمالة واحدة) أوديك الحج يا أمي.. وهي تحلف تاني قالت: لا.. المرة الفاتت ضلوعها أتكسرت من الزحمة. تاني حج لا. قالت لي بالواضح.. الكعبة لو جات برا الباب دا ما بقبل عليها “ ونعما بالحج بس كفاي أديت الفرض”.. قالت الناس المانعين (الغلاظ السمان وحددت جهتم الجغرافية “برا السودان”) وقالت شيء يشبه العنصرية (وما هو كذلك بالضبط) قربو يكتلوها، زعمت!.

    وكانت تستخدم أخطر سلاح ممكن - الموت – (أنا ح اموت قبل ما اشوفك) وأنا وقتها منضم حديثًا للجناح السياسي لتنظيم مسلح يحارب حكومة الإنقاذ من الحدود الشرقية.. وكمان إضافة إلى دا نفسيًا ما قادر أرجع السودان.
    كانت شوية مأساة صعبة مع الوالدة.. وهي لا تفهمني. بس الحمد لله بعد زمن طويل ربنا هون، واتقابلنا: لقاء الحمامة لوليدا.

    نرجع لأيام الهولندية.
    تلك الأيام وأنا والهولندية الأصيلة مع بعض.. لا ننفك من الشبكة والإشتباك الجسدي والمعنوي.. وفي زنقة من الزنقات مع أمي على التلفون، فجأة الهولندية قالت لي: "ممكن أسلّم على الماما"؟.

    خليت أمي لدقيقة on hold على الخط. وشرحت ليها أن أمي غير جملة "وات إز يور نيم" ما بتعرف أي لغة، وما ح تفهمو بعض.. أنسي الموضوع دا.. قالت لي ما مشكلة.. وشالت السماعة مني.

    وبدأت الونسة التاريخية مع القُوت.

    المكالمة كانت على اللاود إسبيكر، وأمي تتكلم بالدارجة السودانية القحة، والهولندية بالهولندية الأقح، وضحك وونسة وشمارات، وفجأة حسيت إنهم بقوا يقطعوا فيني وكمان الهولندية مشت غرفة من غرف البيت وقفلت الباب.

    ساعتين ونسة وضحك متواصل. وأنا واقف برا الباب، أتصنت، مستغرب: دا شنو؟ فهمو بعض كيف؟ بتكلموا في شنو؟. أي والله.

    ولما طلعت الهولندية -جبهتها عرقانة من الضحك زي كأنها طالعة للتو من الجيم- سألتها. قالت لي: " أنسى دا ما شغلك."

    ورفضت تقول لي لغاية ما إتفارقنا.

    سألت أمي من جديد عبر التلفون، قالت كلمة واحدة بس: "أنا فاهماها انت مالك"!.

    قلت ليها: قالت ليك شنو؟ ردت بجملة واحدة طوال حياتها ما زادت عليها: "قالت إنك معذبها” ولم تزد او تشرح.

    وزي المكالمة دي تكررت عشرات المرات (امي والهولندية والضحك).

    وبعد سنين طويلة، وربنا وفقني أزور السودان أيام الحكومة الانتقالية، وكانت عندي أجندة واضحة:

    1- استمتع بالسودان الما شفتو فيه شي في حياتي السابقة وأعوس في الأرض فسادا.. كان عندي نية زي الزفت.
    بس لم يحدث أي عواسة لأني لقيت العواسة خلصت والبلد كلها إتعاست ما فضل شي يعوسوه.

    2- أزور مجلس وزراء الثورة (حب إستطلاع أكتر شي) ولقد حدث.. الوقت داك لسا ما حصلت الشقاقات الجسيمة.. قابلت ثلة من الشباب النيرين ما عدا حمدوك (على بخيت، أمجد فريد والبراق النزير الوراق وقريبي فايز السليك وآخرين) زيارة طبعاً غير رسمية ولا عندها صفة وأي شمار بس مني ومحبة أكيدة للثورة والثوار.. الزعيم حمدوك كان في زيارة عمل.. وكان برفقتي صديقي الأزلي د. منعم مختار.

    اليوم داك وضح لي من المدخل أن الأمور ليست على ما يرام (وان هناك إنقلاب في الأفق) لأني لقيت عسكري واحد واقف في الباب الخارجي لمجلس الوزراء.. قال لي جيب بطاقتك وقبل ما يقراها رجعها لي وهي طبعاً بااللغة الهولندية.. ودخلني بدون مواعيد مسبقة.

    3- أن اشرح فكرة السودان200 و نتيجة بحث حقيبة الفن وعملت لقاء في تلفزيون السودان وسودانية 24 وعدد من اللقاءات والندوات الحية. ودا كله كان في شهر ونص بس وهي أول وآخر زيارة لي للسودان الشقيق منذ خروجي منه وأنا للتو خريج زغب الحواصل. كانت الزيارة سنة 2020.

    وأخطر وأهم الأجندة أن:
    4- اسال أمي وأنا على أحر من الجمر (فهمت الهولندية الزمن داك كيف!) وكل الضحك داك كان على شنو؟

    و ردت أمي بكل بساطة: "ما متذكرة كل قصص الزمن داك"!.

    وانتهت القصة كده سر ضاع بين لغتين وإتنين بيضحكوا.. وأنا واقف برا الباب.. وما أزال.. تايه ومتوه.. لا أعرف قصداً أم صدفة.. وأظن حياة أخوكم كلها كدا.. ما في دي بس!

    End

    محمد جمال الدين (بكتب الإسم مش عشان فخور بإنجازاتي الوهمية بس عشان الناس ما تحمل الوزر زول غيري إن جاهم صدفة هذا الخبر )

    ---
    بوست من الفيسبوك

    https://www.facebook.com/share/p/1AaqZfCTqP/

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 11-25-2025, 00:18 AM)







                  

11-25-2025, 00:19 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 6063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أسرار التاريخ: مكالمة أمي التلفونية مع (Re: محمد جمال الدين)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de