خمس سنوات من اندلاع الثورة .... عام من الحرب. الجزء الأول - 3. الميدان 4222،، الأحد 25 أغسطس 2024م. أصدر الحزب الشيوعي وثيقة سياسية جديدة بمناسبة مرور خمس سنوات على إندلاع ثورة ديسمبر 2018 المجيدة وعام على الحرب، إنتقد الشيوعي في الوثيقة من يريدون أن يتعاطى الحزب بذهنية الاستسلام والقبول بواقع الحرب وما صحبها من إرهاب وترويع مقصود للشعب للركون لخيار السلامة والأمن الشخصي مقابل التخلي عن الثورة واهدافها، بدلاً عن أن يعمل الحزب بذهنية المقاومة ومواجهة ما يجرى من وأد للثورة، ويتوجه نحو إعادة تنظيم ورص صفوف الثوار والقوى الاجتماعية صناع الثورة لإيقاف الحرب واستردادها والرجوع لمشروعها الديمقراطي التحرري والذي يبدأ برفض إطفاء أي غطاء أو مبررات من أي من طرفي القتال لإشعال الحرب وتقديمها للمحاكمة والامتناع عن شرعنة ما تسفر عنها من نتائج سياسية، وحجب شرعية الشعب عن أي حكومة تنتج عنها. وأكد أن حجب الشرعية هي بداية إسقاطها الحتمي طال الأمد أم قصر، وأن الثورة هي المنتصرة يقيناً. • الصراع الأساسي الذي يدور في بلادنا هو صراع وطني وأممي. • يريدون أن يتعاطى الحزب بذهنية الاستسلام والقبول بواقع الحرب. • الثورة هي المنتصرة يقيناً. • ضعف حكومات الفترة الانتقالية لثورة ديسمبر نتج عن كونها حصيلة تآمر على الثورة. • بفرض الشراكة والتوقيع على الوثيقة الدستورية المعيبة تشكل على الواقع تحالف غير معلن مع النظام المدحور. • قوى الحرية والتغيير بشقيها، وتنظيم “تقدم”، ليست لديهم أدنى حساسية ضد التدخل الأجنبي في الشأن السوداني سياسياً كان أو عسكرياً. العناوين الأساسية: 1- الديمقراطية ....... الحزب. 2- سبعة عقود من الاستقلال.... حصاد الهشيم. 3- مشروع الشرق الأوسط الكبير. 4- تحليل حرب السودان: توظيف الترويع والخوف للإجهاز على الثورة وأهدافها. 5- العولمة ..... أدبيات الحزب. 6- السودان..... الحداثة..... العولمة. 7- مهام واجبة الإنجاز على حزبنا في المرحلة. - مشروع الشرق الأوسط الكبير: كان مئات الآلاف يتظاهرون في بيروت وعواصم عربية وغربية وفي دول أمريكا اللاتينية وغيرها منددين ومدينين العدوان والاجتياح الإسرائيلي للبنان المتسم بعدم الالتزام بتقاليد الحرب وارتكاب عمليات ترقى لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والمدعوم أمريكياً، حينها كانت السيدة “كونداليزا رايس” وزيرة خارجية الولايات المتحدة آنذاك ترد على سؤال خلال مؤتمر صحفي عقدته في بيروت في يوليو 2006. كان السؤال الموجه عن عذاب ومعاناة الشعب اللبناني نتيجة همجية العدوان الإسرائيلي، خاصةً الأطفال “كما الآن في غزة في فلسطين”. كان رد الوزيرة “هذه أوجاع ولادة الشرق الأوسط الجديد” هكذا أضفت شرعية للحرب وبينت مقاصد اجتياح لبنان تحت رايات مشروع الديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدةً بالرد إنما يُعلن من شعارات وقيم شيء وما يرمي إليه من مقاصد مبطنة شيء آخر مختلف تماماً. الترويع والخوف وتضخيمهما من الوسائل المفضلة المتبعة من الحكام والأنظمة المستبدة عبر التاريخ من أجل بسط نفوذها وسطوتها على الشعب أو تمرير سياسات وإجراءات معاديه تعجز عنها آليات الوسائل التقليدية المتبعة في حكم الشعب. يؤسس على الخوف 'هذا الشعور الطبيعي الملازم للإنسان' ويعد له بحذاقة في طبيعته او مصنعا لقضاء المأرب المرجوة اجبارا او خداعا. يضخم الخوف احيانا لرفع طاقة أثره لتنفيذ ما يطلب بواسطته. دور الخوف ان يجعل من الإنسان كائنا غير قادر على التحكم في ممارساته ويؤثر على طريقه تفكيره فيجعله مشلولا فاقد الرؤية والبصيرة ومضطربا غير قادر على اتخاذ الموقف الصحيح فتهيئه للاستعداد بقبول اي شي اقتنع او اقنع ان ما يملي عليه ايحاء او بشكل مباشر هو لمصلحته او يخرجه من حالته. العولمة الرأسمالية واداتها الليبرالية الجديدة تعملان على تضخيم الخوف في خدمه ماربهما الاستعمارية واخضاع الشعوب ارتباطا بحريه حركه انتقال راس المال وارباحه دون كوابح وتأبيد سيطرتهما على مقدرات الشعوب وابتزازهم وسلبهم، من أجل ذلك اتسم سلوك النظام العالمي الجديد بالعنف المفرط والتدمير وتهديد الحياة لتمرير سياسته ومصالحه دون أدنى مراعاة للإنسانية ومصير الكون. مشروع الشرق الأوسط الكبير وأحياناً “الجديد” تم إعلانه من قبل الرئيس بوش “الابن” في نهايات العقد الأخير من القرن العشرين مستفيداً من عاملي الأحادية في زعامة العالم، وأحداث برجي المركز التجاري العالمي في نيويورك في 11 يوليو وما تبعها من إعلان أمريكا مشروع حربها على الإرهاب في أفغانستان 2001، واستتبعت بحربها لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط وبدأت بحرب العراق 2003 ثم الحرب على لبنان 2006، وضعت أمريكا كل هذه القضايا تحت عنوان كبير وواحد هو “نشر الديمقراطية” وأبرزت المشروع كضرورة حتمية لتطوير المجتمعات لتكون جزء من العالم المتطور والحديث وصولاً لعالم ينعم بالأمن والديمقراطية وحب الحياة. لا تعليق على النتائج يكفي ما هو مشهود في واقع المنطقة وما آلت إليه الأوضاع في العالم في ظل العولمة الرأسمالية مبيناً كنه المشروع الأمريكي. هكذا ربطت أمريكا نشر الديمقراطية في المنطقة بمحاربة الإرهاب والإرهابيين، وهم ذات من أعدتهم ودربتهم وصرفت عليهم من خزائنها، أمريكا وحلفاؤها، ليحاربوا بالوكالة عنهم لتقويض حكومة مجيب الرحمان في أفغانستان المدعومة سوفيتياً حينها. شهد العالم كيف انتهى أمر الحرب على طالبان في أفغانستان بمصالحة أمريكية معها بعقد مفاوضات في الدوحة انتهت بتسليم السلطة في أفغانستان لطالبان لتواصل حكومتها انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان ومصادرة للحريات العامة، وامتهان غير مسبوق لكرامة وحقوق المرأة وحرمانها من التعليم والتوظيف، علماً أن الأهداف المعلنة “لمشروع الشرق الأوسط الكبير” هي الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتبادل الحر والتنمية والاندماج في العالم، والتخفيف من واقع حالة الفوضى وعدم الأمن، وكفالة حقوق الإنسان، وحق المرأة تحديداً. في السودان يتكرر ذات التناقض بين القول والفعل وسط الضباط والجنود (تحسين حال) فوفق البروتوكول الأول باتفاقية جنيف الأربع يعرف المرتزق "بأي شخص ليس مواطناً من مواطني أطراف النزاع ويمد بتعويض مادي أكثر مما يدفع للقوات المسلحة". بغية طمس الصراع السياسي الاجتماعي الذي نشط وتصاعد كسمة فارقة للإمبرياليين، فرغم إعلان أمريكا والغرب رفضهم البات وإدانتهم لما جرى من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وضد الإبادة الجماعية في إقليم دارفور والدعوة لملاحقة مطلوبي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وعدم افلاتهم من العقاب، إلا أنهم درجوا على انتقاء شباب من ذات المليشيا الدعم السريع المستخدمة من قبل نظام الإنقاذ المدحور في ارتكاب هكذا جرائم، ويعملون على تدريبهم عسكرياً وفنياً في أمريكا واستخدامهم لأغراضهم في المنطقة وإغداق دول الاتحاد الأوربي ملايين اليوروهات على قادة المليشيا واستخدامها في مكافحة ما أطلقوا عليه “الهجرة غير المنظمة” لاصطياد الشباب المهاجر من الدول الأفريقية الفقيرة بحثاً عن فرصة حياة افتقدوها في مواطنهم نتاج نهب موارد وثروات بلادهم من قِبل الشركات الاحتكارية وفوق القوميات مفقرة الشعوب تحت نهج اللبرالية الجديدة والحدود المفتوحة دون أدنى كوابح للرأسمال والأرباح وحامليها، كما استخدمتهم وتستخدمهم المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى مرتزقةً في حربهم في اليمن وتصفية ثورته، ولحسم صراع دول الإقليم الكبرى على الهيمنة والمنافسة على قيادة دول المنطقة، وتلقى البشير رئيس الدولة المخلوع، والمتهم الأول، والمطلوب من لاهاي العطايا والهدايا، حسب اعترافاته التي أدلى بها في المحاكم، من ملوك وأمراء السعودية والإمارات حلفاء أمريكا، مقابل سماحه لهذه القوات المشاركة في حرب اليمن بالإنابة، والموافقة على انتداب ضباط وجنود القوات السودانية للعمل ضمن قوات الدعم السريع لخوض المعارك في اليمن، سمي الانتداب وسط الضباط والجنود (تحسين حال) وبقية طمس الصراع السياسي الاجتماعي الذي نشط وتصاعد في المنطقة معَبراً عنه بثورات الربيع العربي وتحويله إلى صراع طوائف ومذاهب عقائدية وصراع حضارات وإثنيات. - حروب المنطقة..... مآلاتها..... مقاصدها: أكدت حروب المنطقة وما آلت إليه أوضاع ثورات الربيع العربي وما يجري في السودان من تآمر للقضاء والإجهاز على ثورته الديمقراطية الأنموذج، وما يحاك من توظيف لحرب 15 أبريل 2023 وتوسيعها وإطالة أمدها بقصد تحويرها إلى حرب أهلية تسهم في تقسيم أهل السودان إلى شيع وطوائف إثنية وجهوية جغرافية ومناطقية متحاربة، يحارب الكل ضد الكل، والإمعان في بث ثقافة رفض الآخر الغير، وتأجيج النعرات القبلية والإثنية بقصد الفتنة بين القوميات السودانية، وممارسة القتل على الهوية مع إطلاق دعوات توزيع السلاح للمدنيين والشروع في تدريب من يلتحقون وتنظيمهم في كتائب عسكرية تحت مسميات جهوية دروعاً لها متلازماً مع كل ما يجري من ترويع وإرهاب وتخويف مقصود من الآخر. وعدم الغفلة بالركون لنواياه المتربصة بالفتك بالغير واحتلال أرضه ولنهب ممتلكاته وممارسة ذلك بالفعل من مجموعات تابعة لطرفي الحرب يطلقون عليها كذباً منفلتة لنزع الثقة وزرع الفرقة بين مجتمعات السودان المتساكنة . يتم كل هذا بقصد تفتيت لُحمة السودانيين وتشتيت قوى الثورة للإجهاز عليها وعلى أهدافها التقدمية وتحويل الصراع من سياسي اجتماعي إلى صراع هويات يهيئ السودان للانشطار إلى دويلات أو تقسيمات تؤسس لنظام كونفدرالي يؤسس على الإثنيات والجهويات يسيطر على مقاليد الحكم والثروات النخب الخاضعة للإمبريالية من كل إقليم وفي مركز الدولة. إن أساس “مشروع الشرق الأوسط الكبير” غير المعلن هو إعادة ترتيب المنطقة ودولها وفق مصالح أمريكا والغرب بجانب تأمين مصالح الجهات التي تمول انتخابات رؤساء الولايات المتحدة المرتبطة بدوائر السلاح والتصنيع الحربي وشركات النفط والشركات الأمنية الخاصة، فبعد ساعات من اقتحام برجي التجارة العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي بوش “الإبن” الحرب على الإرهاب وتحييد الإرهابيين سواءً إن كانوا دولاً أو جماعات أو شعوباً وإضفاء بعداً دينياً على الحرب وكيفية الرد عليهم، وبالطبع تصنيف هكذا جماعات لا يرتبط بتصنيف دقيق ومحدد، ومن ثم إمكانية إنطلائها على كل دولة أو منظمة أو جماعة تعترض على السياسات الأمريكية في المنطقة، بجانب طرح مفهوم الإرهاب بشكل فضفاض بحيث تتعدد الرؤى والاستخدامات وتوفير غطاء دولي وأممي لتشمل بلادنا وشعوباً أخرى ومنطقة بأكملها، وبذلك دُشِّن إطلاق مشروع المحافظين الجدد للسيطرة على العالم. تم ربط الديمقراطية بالحرب على الإرهاب بقصد أن يطال المشروع كل منطقة الشرق الأوسط التي تتميز بموارد وثروات كبيرة من مواد خام ومصادر طاقة وأسواق وأراضي بكرة ومراعي واسعة وتمثل عقد تواصل ما بين قارات ثلاث مما جعل منها منطقة مصالح استراتيجية. - أهداف دمج مشروعي الحرب على الإرهاب ونشر الديمقراطية: هدف أمريكا بالدمج بين المشروعين إلى: _ إعادة تركيب مجموعة النظم السياسية والاقتصادية لجميع دول المنطقة من مغربها إلى مشرقها. أمريكا تسعى بشكل عملي إلى تفتيت المنطقة إلى كيانات متناقضة، موظفةً التنوع السائد في المنطقة إثنياً ودينياً ومذهبياً وطائفياً وإثارة خلافات جهوية جغرافية ومناطقية كما الحال السودان، يستخدم التنوع المذكور لنزع فتيل الصراعات السياسية الاجتماعية وتبديلها من خلال توحيد الطبقات المختلفة وراء شعارات عنصرية متطرفة لكراهية ورفض الآخر الغير ويحارب الفقراء بعضهم البعض تحت رايات وولاءات إثنية أو دينية أو ثقافية لتنعم النخب المتحالفة مع قوى الخارج بموارد وثروات واقتسامها معهم. _ بقاء حالة من الفوضى في دول المنطقة تفترض أو تتوسل الدعم والرعاية الأجنبية، وجعل المناعة الوطنية ضعيفة لصالح الانتماء الإثني والعقائدي والجهوي الجغرافي. _ التقسيم وإعادة رسم حدود دول المنطقة على أساس تجانس الهويات لتصبح دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها، ومعلوم أن صراع الهويات أشد عنفاً وضراوةً وسهل الإثارة والتجدد عند الطلب والاستدامة أو تهيئة الدول لذلك التقسيم بحيث يسهل التهامها كل على حدة ووضعها تحت النفوذ وبذلك تكون قد فككت لحمة قوى الوعي بطبيعة الصراع الاجتماعي في كل دولة وفي المنطقة والإقليم عموماً، وبذلك تكون قد طمست الصراع السياسي الاجتماعي الدائر على مستوى الدول والمنطقة وسائر العالم وتحويله إلى صراع حضارات وهويات يفتح الطريق للتدخل الخارجي تحت دعاوى حماية هذه الأقليات أو تلك أو إدعاءً لفض الصراعات والنزاعات حفاظاً على أمن الإقليم والسلام الدولي، علماً أن مفهوم الأمن والسلام في منظورهم هو إزالة الظروف التي تعيق الإمبريالية من استغلال ونهب موارد وثروات المنطقة وليس أمن وسلامة الشعوب أو استقرار دول المنطقة. _ استخدام ذات منطق الهويات وصراع الحضارات إعطاء مبرر لوجود إسرائيل كدولة عنصرية يهودية في المنطقة، تكون لها الغلبة، والسيادة مستقبلاً على المنطقة بحكم امتلاكها شرطيّ التفوق، السلاح والاقتصاد المدعوم بجانب التأييد الدولي لتعمل شرطياً في حماية مصالح رأس المال العالمي في أرجاء المنطقة والإقليم. إعتمدت أمريكا وثيقة أبراهام لتوقع عليها دول المنطقة في خطوة متقدمة للتطبيع مع إسرائيل، وقد ختم عليها برهان اسم السودان وألغى بشكل منفرد ودون مسوق دستوري يخول له ذلك القانون السوداني الذي يحظر على الدولة، ويمنع السودانيين من التعامل مع دولة إسرائيل. _ تعزيز نظرية صراع الحضارات وديمومة الرأسمالية وتتويجها نهاية لتأريخ المجتمعات البشرية تأييداً للنظم العالمي الجديد وإحكام سيطرة رأس المال على العالم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة