ملامح من ذاكرة مدينة- "كوزموبوليتانية"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 02:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-25-2024, 10:26 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملامح من ذاكرة مدينة- "كوزموبوليتانية"

    10:26 PM April, 25 2024 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});تتهادى المدينة أمامنا في تؤدة أحيانا وفي هرولة في أغلب الأحيان.

    أليس ذلك سمت المدينة المعاصرة؟
    اكاد أتخيل (مارك اوجيه)-(اوجيه مفكر انثربولوجي وكاتب) وهو يجلس على كرسيه في إحدى الكافيهات ‏ذات الطابع العولمي، بينما أنا اتأمل ملامح المدينة

    وساكنيها في فضولٍ انثربولوجي حائر.‏

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-26-2024, 08:32 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-26-2024, 10:06 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-26-2024, 05:36 PM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-28-2024, 06:21 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-30-2024, 05:11 PM)







                  

04-25-2024, 10:27 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فاسترجع في لحظات صدى كلماته الموحية وهو يجلس في عربة الركاب في ميترو باريس. حيث كان ‏يستمتع بالنظر عبر نافذة المترو متفحصا ملامح المدينة.

    ويتكرر ركوبه الميترو عدة مرات، وتتكرر جولاته ‏وتفحصه الاركيولوجي لتفاصيل المدينة والعلاقة بينها وبين سكان المدينة. حتى خرج لنا بكتاب "إثنولوجي ‏في الميترو) -

    إثنولوجي بمعنى باحث أو مهتم بالبحث في أعراق الشعوب وثقافاتها. ‏
                  

04-26-2024, 11:14 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    طرأت على ذهني فكرة مشابهة لما كتبه مارك أوجيه في كتابه "إثنولوجي في الميترو).. قبل أن ‏أسمع بالكتاب أو أقرأه ‏ في مشروع مشابه، ولكن بشكل مختلف.
    كنت حينها مدفوعا فيه بشغف ‏شخصي خاص، ويوجودي اليومي وسط خليط من أعراق متنوعة من شتى الجنسيات التقيهم ‏صدفة في المصعد أو في ردهاته أو
    في المكتب الذي أعمل به...‏
    كنت استمتع بدافع من فضول شخصي بحت في بداية الأمر للتعرف على ذلك التنوع الجميل من ‏الجنسيات والسحنات والثقافات المختلفة بما أضفى على مدينة الدوحة
    طابعا كوزموبوليتانيا ‏‏(عالميا أو كونيا يعِج بمختلف الأعراق ‏والثقافات). كنت أصادف هؤلاء بصفة يومية ومتكررة ‏بحكم عملي في تلك البناية التي تحتل مكانا مميزا في
    أحد شوارع الدوحة الرئيسية. ‏. فكنت ‏أغوص في تلك الملاح متفحصا فيها ليس فقط كإثنولوجي متخفي، بل وبدافع بنزوع وشغف ‏شخصي للتعرف عن قرب هذا الكائن،
    صنيعة الله. كنت دائما مأخوذا بهذا الإنسان الذي وإن ‏اختلفت منابته واختلفت مشاربه فهو يحمل في داخله تلك الجينات الموحَّدة. وتلك المشاعر ‏الإنسانوية ذات الطابع
    الاجتماعي. تلك الهوية الإنسانية التي ملؤها التعاطف، والمساقة بالرغبة ‏في الحياة وفي تجليات الحلم البشري الطبيعي البسيط لكل كائن بشري، والرغبة في الإحساس
    ‏بالأمن والطمأنينة، وفي تلك الأحلام الصغيرة المتمثلة في تحقيق النجاح الشخصي، متجاورا ‏ومتجاوزا لطموحات الآخرين ولربما منافسا لها، والتي غالبا لا تجد الطريق
    ممهدا للتحقق والانجاز ‏، بالتالي فلكل إنسان طموحاته ورغباته ولكل إنسان مشاريعه التي تأبى أن تتحقق. فيتولد ‏الالإحساس بالقلق والإحباط أو بالرغبة في التحدي والسير
    قدما لتحقيق حلمه.
                  

04-26-2024, 09:18 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ثمّة أحداث مباغتة، فاصلة، تغيّرنا من الداخل، تُعيد ترتيب علاقتنا بالحياة،
    وتُغيّر قراباتنا بالآخرين. المرض، اليتم، الغربة، الخيبة، تتحكم بأعمارنا، فنكبر،
    نصغر، أو نشيخ، خارج منطق الأعوام.
    *احلام مستغانمي*
                  

04-26-2024, 10:09 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    قد يمسك بيده اليسرى سيجارة وبالأخرى كتاب لقصص الانبياء .وقد يستمع للأغاني ولكنه قارئ لكتاب الله .وقد يرتكب الذنوب بكثرة ولكنه محافظ على اركان الاسلام الخمسة .ليس تحليلا لما حرمه الله ولكن رغم الطيش هناك حبال لازالت مرتبطة بالله، زاحم الذنوب بالطاعات نحن لسنا متناقضين ولكننا بشر.
    (د. كمال نجار)
    منقول من تويتر
                  

04-27-2024, 08:57 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الإنسان ذلك الكائن الوجودي اجتماعيا والذي رغم زهوه العابر بانعزاليته المؤقتة أحيانا (كلمحات ‏شبه سايكوباتية) ،إلا أنه لا يعيش بمعزل دون إنسانويته المتفردة في
    توقِها الأبدي لعلاقة وارتباط ‏سوسيولوجي مع الكائنات البشرية الأخرى ..لذلك لا يشفيه من سقمه العارض ذاك، إلا رشفات ‏من التوادد والإلفة والتعاطف والتجاوب من الآخرين.
    يجعله كل ذلك أكثر توازنا وأكثر تصالحا مع ‏نفسه والأهم مع الآخرين فيتخلّق بالتالي إحساسه بالأمان بوجودها ضمن المظلة الإنسانوية ‏المتآلفة والعطوفة. يتبدى لي كل ذلك
    من خلال الإيماءات المعبِّرة والاستجابات المتجاوبة تتخلها ‏ابتسامات ودودة تشي بوصول وفهم الرسالة الصامتة التي قد يكون الرد عليها نصف ابتسامة أو ‏مشروع ابتسامة في
    طور التشكل أو إيماءات امتنان ودودة أو كلمات اعتذار عابرة ‏ومقتضبة..ويعضِّد تلك اللحظات المشحونة بالزخم الإنسانوي العابر ذي البعد السوسيولوجي ‏الذي لا يخفى على
    إثنولوجي ترك وراءه أدواته المنهجية تلك النظرات المعبرة والتواصل البصري ‏أحيانا..
                  

04-27-2024, 09:26 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    لا يمكن أن استرسل وأنا لم أوفٍ مارك أوجيه حقه في التعريف بكتابه فذلك حق عليّ_عفوا ‏مستر أوجيه..‏
    كتاب "إثنولوجي في الميترو"-أي هي ملاحظات من إثنولوجي (شخص مشغوف بمتابعة ثقافات ‏الجنسيات البشرية باعتبارها كائنات اجتماعية.
    وهو الكتاب الذي استند على وجوده المتكرر في ‏ميترو مدينة باريس.وهي المدينة التي تعج بالكائنات الكوزموبوليتانية في مدينة ككل مدينة ‏معاصرة
    تفتقد للرابطة أو التواصل الحميم بين سكان المدينة وبين المدينة. فالمدينة الكوزمية( ‏ابتداع لغوي تلقائي وُلِد في حينه- وذلك أفضل من كلمة
    كوزموبوليتانية طويلة التيلة- جاتا ‏نيلة)..وصف أوجيه تلك العلاقة السطحية بين المدينة وقاطني المدينة ب: اللأمكنة- أي يقصد ‏أن المدينة المعاصرة
    تفتقد للثبات في الزمان فهي متغيرة وعابرة ولا تثبت في الذاكرة لتنشأ بينهما ‏علاقة ذات حميمية مُرضية. فالمدينة بعناصرها المادية مثل الأسواق
    والمولات و المطارات ‏وأماكن الخدمات يتعامل معها الإنسان بشكل متعجل وسطحي ولا يلتفت لأبعادها الهوياتي لذلك ‏هي لا تثبت في الذاكرة إلا
    في لحظات التواجد فيها أو لحظات عبورها.. ويقول أوجيه إن الحداثة ‏المفرطة التي تكوِّن المدينة من خلال عناصرها ومفرداتها مثل اللافتات الموِّهة
    ورموز السير ‏التنبيه والدخول والخروج ينتج عنها ما وصفها ب "اللأمكنة(أي اللاحميمية، وعدم وجود هوية ما ‏تتشكل في ذهن وذاكرة الإنسان وأحاسيسه،
    حيث أنها لا تفتأ تنزلق ، ولاتثبت في الذاكرة إلا للحظات التواجد فيها ‏ولحظات عبورها.‏

    مساحة خارج النص:‏
    ‏**الآن انفرجت أساريري اللغوية وأنا أجد نفسي قد تحللت من إسار استخدم كلمة ‏الكوزموبوليتانية، ومن هنا أُعلِن ولادة كلمة "كوزمية"( أرجو ألا أجد
    من يحرف الكلمة إلى 100 ‏كوز)..وسأقوم في مقبل الأيام بإعلان الاسم الجديد و سأبلغ جميع المعنيين بالأمر، وعلى وجه ‏الخصوص سأبلغ المجمعات
    اللغوية- كحق براءة اختراع لحفظ حقوق التأليف)..‏
                  

04-27-2024, 10:45 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    انا عارف عاجبكم موضوع السيد جيكل. ..لكن ده والله ذاته حلو ههههه.
                  

04-28-2024, 06:22 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)


    تلاقت بعض أفكاري مع ما كتبه أوجيه من قبل..وتلاقحت في تناص لاحق، إن صح التعبير ‏مترافقا مع شغف خاص ينزع نحو اكتشاف ملامح التآلف الإنساني،
    المتمثل تبادل المشاعر ‏الإنسانية في إطار فضاء اجتماعي وسياق إثنولوجي كوزمي. نستوقف فيها هذه التدفقات ‏الشعورية /العاطفية مثل ما استوقف الشاعر
    الجاهلي رفيقيه الافتراصيين( قفا نبكِ....)‏ لنستوقف ‏فيها الخط الزمني(التايم لاين الاجتماعي الممزوج بالرغبة الإنسانية في التآلف البشري مع الآخر ‏‏) لنسجل ذلك
    النوع من النزوع الفطري والانجذاب الشعوري نحو نقطة يتأكد فيها الوعي البشري ‏من خلال تأكيد إنسانيته، والتعبير بقلقه الوجودي بالرغبة في الاندماج في الآخر.
    .فكيف إذا ‏حدث كل ذلك في فضاء مكاني تلوِّنه ملامح البشر بخلفياتها الكوزمية وبأحاسيسها البشرية ‏المكللة بقلقها الوجودي، وبتوقها الفطري للاندماج والتآلف
    مع الآخر في إيماءات وإشارات ‏وتلويحات إنسانية عابرة، حيث تتخطى في نزوعها في ذلك الحيز المكاني ذي الملامح ‏الكوزمية، حواجز اللغة ربما، والهويات القومية
    ومتجاهلة كذلك تحيّزات اللون والملامح والسمات- ‏ولو مؤقتا، احتراما لهذا السياق. ‏
                  

04-28-2024, 03:15 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    اذا اعترفنا باتساع مفهوم ما بعد الحداثة..وبان وصفه صار يتسع يوما بعد يوم حتى صار
    فضفاضا الى حد بعيد ...الا في حالات استثنائية تنبهنا لها مقالات موغلة في الشروحات المدرسية
    يدبجها من حين لآخر مفكرون متخصصون في مجالهم سواء في الاقتصاد او الاقتصاد السياسي...
    ويجعلنا ذلك على جراة مكتسبة من هذا الافق المتسع لكي نطرح بعض الأسئلة التي قد لا يكون حظها من الاجابة كبيرا...على سبيل المثال:
    هل يتسع مفهوم ما بعد الحداثة او عصر الراسمالية الجامحة ليستوعب
    المدن ااحديثة في بلدان الشرق الغنية؟
    هل تمثل بعض مدن وحواضر الخليج نموذج لمدن ما بعد الحداثة؟
    لقد التقت سمات ما بعد الحداثة على مستوى العالم مع سمات النيوليبرالية على مستوى
    الحياة المدينية والسلوك الاستهلاك للمدن في كثير من بلدان العالم .
    فهل تندرج بعض مدن الخليج ضمن هذا النموذج؟
                  

04-29-2024, 05:20 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)



    مدن ما بعد الحداثة الخليجية
    د. علي محمد فخرو
    صحيفة الاتحاد
    25 يناير 2006
    في أي حقول تصرف فوائض عائدات النفط الحالية؟ قسم ضخم منها يبدّد على بناء ما يعرف بمدن ما بعد الحداثة! وهذا يستوجب الشرح والتوضيح؛ فعبر القرون الثلاثة الماضية ارتبط تخطيط المدن بالنظام الاقتصادي، فمدن مرحلة الرأسمالية الأولى التي كانت تحكمها البضاعة المنتجة والمصنعة تختلف عن مدن المرحلة الرأسمالية الثانية المروجة للاستهلاك النّهم للسلع والخدمات، وهذه المدن بدورها تختلف عن مدن الطور الحالي من الرأسمالية والتي بدأت منذ سقوط جدار برلين، وتوصف برأسمالية الخيال والوهم (Fiction Capitalism) التي تركّز على الفرد نفسه لتسيطر على أحاسيسه ونفسيته وعقله من خلال خلق حالة واقع آخر لا يمت بصلة لواقع الحياة الحقيقي ولكنه يقدم كبديل أفضل وأحسن وأرقى!
    مجتمعات الخليج، رسميه وخاصة، رفضت وعجزت عن الاندماج في رأسمالية صناعية منتجة، فقفزت إلى آخر الصيحات الرأسمالية وتبنّت أولاً رأسمالية الاستهلاك النّهم بصورة أقوى مما هو في أميركا وأوروبا، وكمّية القمامة التي يلقيها الفرد الخليجي يومياً، وهي الأعلى في العالم، تشهد على هذا التميُّز والسّبق الخليجي في ممارسة الرأسمالية الاستهلاكية وحرق كل المدّخرات في مظاهر ومفاخر· وها هو الخليج المقلّد أبداً، اللاهث وراء كل صرعة مادية حسية، يحاول أن يبزّ مرة أخرى مجتمعات الدنيا في تبنّيه وممارسته لما تطرحه الرأسمالية الجديدة· ولعلّ أفضل مثل على هذا التبنّي المدهش والمفجع هو التسابق في بناء أعداد هائلة من المجمعات السكنية التجارية باهظة التكلفة وبالغة الإفراط في كل وسائل الترف· وهي كلها، وما يقام من بنية تحتيّة من أجلها، ستزفُّ المدينة الخليجية إلى عرس مدينة ما بعد الحداثة·
    أول ما يميز تلك المدن هو المجمّعات السكنية التي لا علاقة لها بالمدينة المحيطة بها؛ لا بتاريخها ولا بسكانها ولا بمشاكلها اليومية· فهي مجمعات ستسكنها جماعات متماثلة في الثروة وفي الذوق وفي الثقافة·
    فإذا كنت تستطيع أن تشتري بيتاً أو شقّة بمليون دولار أو أكثر فإنك تستطيع الانتماء إلى المجمع وإلا فاسكن في مكان ما في أرجاء المدينة خارج أسوار المجمع· والمجمع سيغنيك عن الحاجة للمدينة: فهو سيضم وسائل للتسوق وللأكل ولممارسة الرياضة وللتنزُّه الهادئ في حدائق غناء ولتعليم الأولاد ولأماكن عمل إن شئت، وهو سيكون محروساً من قبل حراس خاصّين لا دخل لهم بشرطة المدينة ومن قبل أحدث الكاميرات التي ستتابع كل حركة في المجمع· وخلافاً للأحياء البشرية المعتادة لن يستطيع أحد دخول تلك المجمّعات إلا إذا كان يحمل بطاقة خاصة ممغنطة· وسيحكم المجمعات نظام يتعلق بحركة السيارات وبالضوضاء وبأماكن لعب الأطفال بحيث أن إزعاجات المدينة ستنتهي ومناظر الفقراء والمتسولين المثيرة للاشمئزاز ستختفي· وإذا كان التماثل اليوم هو في الثروة فإن بالإمكان أن يصبح في الغد تماثلاً في أمور أخرى: مجمعات لجنسيات محددة، لأناس متقاربين في العمر، لعزاب، لمتقاعدين، لعاملين في حقل تخصصي واحد··· إلى آخر الفذلكات العبثية·
    وما دام الخليج يفتح ذراعيه مرحّباً بالعولمة وبكل متطلباتها فتلك المجمعات ستكون في الأساس، ليس لأبناء المدينة، وإنّما لجحافل السّياح والقادمين من وراء البحار الذين ينشدون المتعة والابتعاد عن آلام واقع الحياة ومصائبها·
    لكن مدن ما بعد الحداثة الخليجية لن تقف عند الهوس بوضع ثروات هائلة في مجمعات الأحلام والخيالات الجامحة، فبعضها سيشبه السكن في مدينة فينيسيا الإيطالية أو مدينة لاس فيجاس الأميركية أو باريس الفرنسية، وإنما سينتقل الحال إلى كل ما تبقى من مساحات مدن الخليج لإدخالها في متطلبات رأسماليّتي الاستهلاك والوهم وهو ما سنفصّله في مقال قادم· أما رأسمالية الإنتاج والصناعة والتكنولوجيا والزراعة والأبحاث المتطورة والبشر المنتجين الجديين فإنها ستترك للآخرين· وبعبقرية الهلوسة هذه نعدُّ لحقبة ما بعد البترول!
                  

04-29-2024, 09:09 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    كانت تستوقفني من حين لآخر تعبيرات مارك أوجيه وأفكاره فيس كتابه" إثنولوجي في المدينة" ‏وهو يستطلع ويستقصي ملامح مدينة ما بعد الحداثة. وهي الملامح التي وصفها بأن ملامحها ‏تفتقر الحميمية، وأنها ليس لها تأثير في ذاكرة ومشاعر إنسان المدينة. ومن هنا نبعت دعوة ‏أوجيه الجريئة
    بضرورة ابتداع منهج أنثروبولوجي/إثنولوجي ليستوعب التغيير في العلاقة بين ‏المدينة كفضاء جغرافي ما بعد الحداثي ‏وبين إنسان هذه المدينة. علما
    أن أسلوب أوجيه في كتابه ‏لم يقتصر على الجانب الأنثروبولوجي فقط. بل شمل الحديث عن التاريخ والأدب وغير ذلك من ‏الجوانب. لذلك جاء تناوله المتأثر بما يشبه المنهج الكلي سلسا ومتميزا، هذا إن كانت التلقائية ‏المعرفية التي التزم جانبها‏، وهي التي لم تمتثل في كثير من جوانبها تعتبر مزيّة. ‏

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 04-29-2024, 09:10 AM)

                  

04-30-2024, 05:07 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فوق
                  

05-01-2024, 08:01 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إطلالة على ملامح مدينة: ما بين العولمة وال (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مقتطف من صحيفة الاتحاد عن مارك اوجيه

    مارك أوجيه
    ومع الأنثروبولوجي الفرنسي مارك أوجيه شهد البحث الأنثروبولوجي تحوّلاً جذرياً على مستوى جغرافية البحث. فما عاد البحث منشغلاً بأقاصي المعمورة، بـ «الأبوريجان» و«الإنديجان» و«الأوتوكتون»، أي بالبدائي والبرّي وبالمجتمعات الراكدة، كما دأبت الدراسات التقليدية على ذلك؛ بل بات البحث منشغلاً بسكان باريس وروما ولندن وفرانكفورت، بالمتخَمين بالتحضّر والتمدّن والواقعين رهن الآلة. بات الباحث الأنثروبولوجي منشغلاً بحقله الحداثي، المتمحور حول المترو في باريس، وحول مدينة ديزني لاند للألعاب، وحول طقس امتطاء الدراجة الهوائية في الأوساط الحضرية. وهي تقريباً المواضيع التي عالجها الأنثروبولوجي مارك أوجيه باقتدار في مؤلفاته: «في المترو» (1986)، وفي «زيارة ثانية للمترو» (2008)، وفي «ديزني لاند ولا أماكن أخرى» (1997)، وكذلك «في مديح الدراجة» (2009)، وفي «يوميات شريد في المدينة» (2011)، وأيضاً «الأنثروبولوجي والعالم المعولَم» (2013).
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de