|
|
Re: ✍️جراحة ساد( موية بيضاء) (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في صبيحة ذلك اليوم كانت تسوق خطواتها المترددة في تردد وبطء وهي تدخل ذلك المستشفى الأنيق. بالرغم من انها لا تحب الذهاب للأطباء ولا المستشفيات ولكنها الآن ذهبت.. قررت منذ يومين أن تحسم أمرها، وتذهب إلى طبيب العيون. لقد أصبح لديها مؤخرا مشكلة في النظر، وزاد الطين بلة أنها صارت تواجه مواقف محرجة بسبب ذلك. قضت عدة أيام مؤخرا وهي تبحث فيما يشبه الوسواس عن أفضل أطباء العيون وأفضل المستشفيات. أخيرا بعد طول بحث وتردد وقع اختيارها على هذا المستشفى الأنيق. أن مجرد حضورها هنا اليوم يعتبر في حد ذاته إنجازا وخطوة متقدمة للخروج من هذا النفق. كانت أحيانا تبرر خوفها من مراجعة الطبيب بأن ذلك يرجع لعوامل وراثية وأنه موضوع لا يد لها فيه. عندما تجد نفسها في موضع يحتاج للتبرير في مثل هذا الموقف فإنها تستنجد بجدتها(أم الخير). كانت جدتها أم الخير مثلها الأعلى عندما تبرر عدم ذهابها للطبيب. فعلا كانت جدتها أم الخير مضربا للمثل فهي لم تذهب لأي مستشفى في حياتها ولم يلمس يدها أي طبيب ، و لم تتناول قرص بندول في حياتها إلى أن توفّاها الله في عمر الثامنة والتسعين. دخلت إلى صالة الاستقبال، وأخذت رقما حسب التوجيهات المكتوبة في اللافتة. القاعة الصغيرة صامتة إلا من أصوات حركة الأقدام، أو إشارات وإيماءت تنِم عن الضجر من طول الانتظار. كان بعضهم يقاوم الانتظار بمتابعة شاشة التلفاز. الممرضة ذات الجسم مكتنز الوجه مكفهر تبدو مشغولة وهي ترتب بعض الأوراق. الرجل النحيل الذي يقف بجانبها لم يرفع نظره عنها. مرت الدقائق بطيئة قبل أن تناديها الممرضة التي لم ترتاح اليها. أعطتها ملفا وأشارت لها في جفاء بالذهب إلى غرفة الفحص. أكملت الفحص وتوجهت إلى غرفة الطبيب. مواصلة
| |
 
|
|
|
|