حادثة أم روابة ليست نزاعاً محلياً عابراً، بل نموذج مكثف لحرب أخطر من السلاح: حرب تفكيك المجتمع من الداخل. حين يُعاقَب بيت كامل بسبب موقف فرد، وحين تُنبَش الأصول القبلية لإلغاء تاريخ طويل من التعايش، تتحول السياسة إلى عقاب جماعي، والهوية إلى سلاح.
ما جرى يكشف كيف تُستَخدم الإدارة الأهلية والأمن – بدل أن يكونا صمّام أمان – في خرق الأعراف، وكسر حرمة البيوت، وإيصال رسالة مرعبة القواعد القديمة لم تعد تحميك. الهدف ليس أسرة بعينها، بل تحويل الثقة إلى شك، والجوار إلى ريبة، والقبيلة من إطار للتعايش إلى خط مواجهة. الخطر الحقيقي أن يستمر هذا المسار حتى يصبح المجتمع جماعات متقابلة لا نسيجاً واحداً. الدفاع عن أم روابة هو دفاع عن فكرة السودان نفسها: عن الذاكرة المشتركة، وعن حق الناس في العيش بلا خوف من هوية تُستدعى ضدهم. هذه ليست فتنة صدفة… بل تمزق مُنظَّم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة